السبت، 22 نوفمبر 2025

رحيل الكاتب والقاص الموصلي الاستاذ فارس الغلب 1952-2025 ...............بقلم : ا.د.ابراهيم خليل العلاف


 



رحيل الكاتب والقاص الموصلي الاستاذ فارس الغلب 1952-2025
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
رحل الكاتب ، والقاص الموصلي الاستاذ فارس الغلب يوم السبت 15 من تشرين الثاني -نوفمبر الجاري 2025 بعد تعرضه لجلطة في الدماغ عن عمر يناهز ال (73) عاما .
كان كاتبا ، وقاصا مبدعا .. له اعماله ، وبصماته في المشهد الثقافي العراقي المعاصر خلال العقود الثلاثة الاخيرة ، وهو فارس محمد الغلب الجربا . تخرج في كلية الادارة والاقتصاد -الجامعة المستنصرية سنة 1977 .حزن على استشهاد ولده محمد ، وكان الفقيد ، ولفترة يعمل محررا في قناة (سما الموصل) الموصلية ، وعرف بأنه صاحب قلم وصاحب فكر ؛ انسان بسيط ، ومتواضع ، وهادئ عرفته منذ زمن بعيد وعرفت فيه تمسكه بالشيم والفضائل العربية العريقة . أحبه من عرفه وكان محبوبا من زملاءه ومن عمل معهم وعرفته كاتبا متميزا للقصة ، وقسم من اعماله ترجمت الى لغات حية وكان مولعا بالكتابة عن الريف .وقداقيم له مجلس عزاء كبير في قاعة النقيب بالجانب الايمن من الموصل ومن اعماله المنشورة :
* مصطبة لزوارق الوداع
* خربشات سعيد بن هدالج
* الخيل والقرطاس
* أوراق مهاجر
* أزهار الشيطان
* الغبار
كتب في أدب الأطفال ومما كتب : (السلحفاة تدخل الغابة) ،و(النملة والجبل)
نعاه الاتحاد العام للادباء والكتاب في نينوى وقال الاستاذ سعد محمد رئيس فرع الاتحاد في نينوى بحقه :"بكل حزن أقول وداعًا للقاص فارس الغلب
كان العم فارس الغلب مثالًا للمبدع النبيل، والإنسان العفيف الهادئ، والقلم الّذي يحوّل وجع حياته إلى حكايات خالدة" .
كما نعاه راديو الغد ، وكتب عن وفاته عدد من محبيه واكدوا على صدق كتاباته وابداعه .
الاستاذ الحاج عبد الجبار محمد جرجيس رحمه الله ، كتب عنه في الجزء الاول من كتابه الموسوم ( وجوه موصلية) والكتاب صدر سنة 2024 عن مكتب كاردينيا في الموصل وقال واستنادا الى ماكتبه الاستاذ كاظم الحجاج في جريدة (مستقبل العراق) في العدد (18) الصادر في 28 ايلول -سبتمبر سنة 2004 انه "قاص معروف بسحر لغوي . حوّل القصة الى ذهب و، بلهجة هجاء ساخرة لامثيل لها في القص العربي " وان مشواره القصصي ابتدأ عندما نشر اولى قصصه (الخبرا) في جريدة (نينوى) الموصلية 1996 وقد فازت بالجائزة الاولى في مسابقة القصة لجريدة نينوى . واضاف كان القاص فارس الغلب يميل الى التجديد وكما قال المرحوم الاستاذ الدكتور عمر الطالب الناقد والاكاديمي الكبير ان فارس الغلب كان يسعى الى نوع جديد من السرد يكشف به طبيعة الصراع بين الحياة والموت بين الانا والاخر بين العالم والكون ".
أما القاص والكاتب المرحوم الاستاذ انور عبد العزيز فقال : " ان فارس الغلب يمتلك عذوبة التعبير بسحره وغموضه ورمزيته ودلالاته وبالقليل من الكلمات والعبارات المنتقاة بعناية شعرية " .كان فارس الغلب يفهم لغة الرمل ، والخيمة واشعارها وامثالها وخيلها وجمالها وعوالم نهاراتها المحرقة وجمالات سحر ليلها ونجومها وحتى ظلمتها ...كان مبدع قصص الصحراء كان مقتصدا وبحرفية في اختيار كلمات وتعابير قصصه وكان يعكس ما كانت عجائز البادية تقدمه من حكايات عن الحب والفروسية والنخوة ..." .
كان له عمود في جريدة الموصل (عراقيون) .كما كانت له كتابات في صحف ومجلات عراقية وعربية .
الاستاذ الدكتور عمر الطالب كتب عنه في (موسوعة اعلام الموصل في القرن العشرين) وصدرت عن مركز دراسات الموصل بجامعة الموصل سنة 2008 .
كتب عن قصص فارس الغلب التي ظهرت بين سنتي 2000 و2001 ومنها مجموعته (زوارق الوداع ) وفيها طوع ادب البادية الشعبي الى شكل عالي المستوى من السرد القصصي.
يقول فارس الغلب عن تجربته القصصية :" إنني اجذب فهمي متى هززت لدلوي الرشاء لاقتنص التقاطات تمضي امامي على جناح اللحظة .وحين انتهك الكتابة ، أُقحم قلمي المفازة ، واطفئ عيون المحبرة كي لاتتلاشى بطلاسم البياض :اقود قافلتي في مجاهل ادري وهادها ، آبارها ومواردها ،مغنيها وابوادها حرها وبردها وحين تربح عند مغايب الشمس تنساب حكايا المواقد البكر وتثخن حلكة الليل ،فأنزوي اسامر سائرات الانجم واسائل الشعر عن سمراء تشاطرني الانتظار " .
كان فارس الغلب -يقول الدكتور عمر الطالب - صادقا مع نفسه ومع الاخرين حين كتب باحثا عن البكارة ، والجدة ، والاصالة ، والحداثة ، والبراءة ، والتلوث ، والحرية ، والتقليد ، والابتكار ...".
رحم الله الكاتب والقاص والانسان المبدع فارس الغلب ، وطيب ثراه .انا لله وانا اليه راجعون .
الموصل 22-11-2025

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...