الاثنين، 10 نوفمبر 2025

الدكتور ناصر الحاني 1917-1968 استاذ الادب الذي اختطفته السياسة والدبلوماسية ا.د.ابراهيم خليل العلاف



 


الدكتور ناصر الحاني 1917-1968 استاذ الادب الذي اختطفته السياسة والدبلوماسية
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
الدكتور ناصر الحاني (1917-1968) .. أستاذ الآدب الذي اختطفته السياسة والدبلوماسية ، لكنه ظل يحن الى العودة الى كرسي الاستاذية ولكن الموت غيبه عن الدنيا وضيع عليه ما كان يحلم به ..منذ سنوات وانا اريد أن اكتب عنه شيئا ..أكتب عنه كأستاذ وكأأكاديمي ..
عندما كان سفيرا للعراق في بيروت أصدرت له المكتبة العصرية -صيدا-بيروت كتابه :" المصطلح في الادب الغربي " وكانت نواة هذا الكتاب قد صدرت في القاهرة قبل ذلك وقد احدث الكتاب -في حينه -ضجة في الاوساط الادبية والفكرية .
أتذكر ان مجلة " الاسبوع العربي " البيروتية ( السنة العاشرة ، العدد 473 1تموز 1968) أجرت معه حوارا وقالت انها تريد ان تقدم السفير العراقي في وجوهه الاربعة ..في بيروت كانت سكرتيرته الاديبة ديزي الامير ..
عمل في التعليم ، ومارس الادب ،وصار سفيرا ، وعين وزيرا للخارجية ل13 يوما فقط من 17-30 تموز 1968 ، ..تأثر بأساتذته في جامعة لندن حيث اكمل دراسته فتعلم الدقة واحترام الواعيد والانضباط .. عمل لفترة مدرسا للملك فيصل الثاني قبل ان يتسلم سلطاته الدستورية سنة 1953 كان يقول انه في بغداد تعلم في الكتاتيب والمدارس الدينية وخبر اسلوب الحلقات النقاشية لتي تعقد في صحون المساجد والجوامع بين الشيخ ومريديه وقد استمرت هذه الحلقات وقتا طويلا من الزمن ومن خلالها ازدهرت الحضارة العربية وقال ان من اساتذته في بغداد الاستاذ طه الراوي وفي القاهرة امين الخولي .بعد ان حاز الدكتوراه في الادب العربي من جامعة لندن وكان عنوان اطروحته :" النقد الادبي وأثره في الشعر العباسي " .
عاد الى بغداد وعين في كلية الاداب ببغداد استاذا للنقد والادب.. ثم انتدب لتعليم اللغات الشرقية في مركزالدراسات الاسيوية والافريقية (سواس ) بجامعة لندن قبل ان يلتحق بالسلك الدبلوماسي سنة 1959 ...كان يقول ان للاديب رسالة وليس الاديب خزانة كتب .. ولا صندوق معلومات وليس على الاديب ان يعيش معزولا عن مجتمعه .
من كتبه :
1.نقد وادب بغداد 1952
2.النقد الادبي وأثره في الشعر العباسي ، بغداد ، 1952
3.جميل صدقي الزهاوي وهي محاضرات القاها في معهد الدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية ،القاهرة ،1964
4. الراعي النميري :اخباره وشعره ، المجمع العلمي العربي بدمشق 1964
5.من اصطلاحات الادب الغربي وقد طبع في دار المعارف في القاهرة 1958 وهو نفسه الذي اشرت اليه آنفا ولكن بحجم جديد ومادة مضاعفة وتنقيح .
6.الادب العربي وأعلامه ،1952
7.أوراق :مجموعة مقالات أدبية 1968
8.دراسات في النقد والشعر (بدون تاريخ )
وللدكتور ناصر الحاني مخطوطات قيد الطبع منها :" في الحضارة العربية " و" صور عباسية " .
وفي كتابه عن المصطلح الغربي يقول ان العرب احتكوا بالادب الغربي في القرن التاسع عشر وحاولوا ان يستوعبوا التيارات الادبية الغربية واول من فعل ذلك المرحوم احمد امين والدكتور زكي نجيب محفوظ في كتابهما :" قصة الادب في العالم " واحمد حسن الزيات في كتابه :" في اصول الادب " .ويدعو الدكتور ناصر الحاني الى العودة الى الادب الغربية من خلال أصوله ومصادره ومنها مثلا دليل القارئ Reader s Guide
فضلا عن القواميس والموسوعات الادبية ويقول ان ادباءنا يتخبطون في فهم التيارات الادبية الغربية بسبب افتقارهم الى اللغات الاجنبية لذلك تصدى الدكتور الحاني الى شرح 81 مصطلحا ومدرسة ادبية غربية وقد اخذ معظم مصطلحاته من الاشتقاق اللفظي واعتمد التعريب وابتدع مصطلحات المونولوج والكلاسية والدادية والروفائيلية والمستقبلية والمسرحة واراد بكتابه ان يكون دليلا يهتدي به في فوضى المصطلحات وخضم التسميات الكثيرة .
كتب الاستاذ حميد المطبعي عن الدكتور ناصر الحاني في موسوعته "موسوعة اعلام وعلماء العراق " وقال بأنه أديب ليبرالي متنور ، وهو من مواليد مدينة (عنة ) في محافظة الانبار 1917 . وقد درس في دار المعلمين العالية ببغداد ونال الليسانس في الاداب سنة 1943 كما حصل على ليسانس آخر من جامعة القاهرة سنة 1947 ورحل الى لندن ونال الدكتوراه في النقد الادبي من جامعة لندن سنة 1950 وعين في وزارة المعارف (التربية ) وشغل الملحقية الثقافية العراقية في لندن وفي واشنطن حتى نهاية سنة 1959 حين عين مديرا عاما لدائرة العلاقات العامة في وزارة الخارجية سفيرا في سوريا العام 1961 وسفيرا غير مقيم في اليونان، وفي تموز 1967، عين سفيرا في لبنان، وتزوج الحاني من سيدة ايرلندية ورزق ببنت وولد .
وقد اشرنا الى انتدابه للتدريس في مركز الدراسات الاسيوية والافريقية بجامعة لندن بين سنتي 1959 و1960 وقد اسهم في مؤتمرات علمية ولغوية ومنها مؤتمرات اليونسكو والمؤتمر الدولي للغويين الذي عقد في لندن سنة 1952 .
في 17 تموز 1968 عين الدكتور ناصر الحاني وزيرا للخارجية في وزارة عبد الرزاق النايف التي سقطت بعد ثلاثة عشر يوما في 30 تموز 1968 .. وقد احتفظ الرئيس العراقي الاسبق احمد حسن البكر به مستشارا ويبدو ان هذا لم يرض اطرافا في السلطة لذلك فضل الدكتور الحاني العودة الى كلية الاداب -جامعة بغداد ليمارس عمله الاكاديمي استاذا ..
وفي الأول من تشرين الاول 1968 ذهب الدكتور الحاني الى بيروت للقيام بالتوديع الرسمي له كسفير انتهت مهمته ثم عاد الى بغداد ولم تمر سوى ايام قليلة على عودته الى بغداد حتى قتل بعيارات نارية قرب بيته في العاشر من تشرين الثاني 1968 ووجدت جثته مرمية في منطقة قناة الجيش في جانب الرصافة .
وثمة قصص كثيرة (غير موثقة) عن علاقات الدكتور الحاني بالجهات المخابراتية الاميركية وميله لاقامة مؤسسات حكومية على غرار النمط الغربي وهذا كان -كما يبدو - سببا في انتهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية.
وهكذا خسرت المدرسة الادبية العراقية واحدا من أعمدتها . وعلى العموم فأن الدكتور ناصر الحاني في مذكراته الموسومة :"أيام حاسمة في تاريخ العراق" تحدث عن تجربته كوزير للخارجية وعلاقاته إلا ان المؤرخ بحاجة الى وثائق أخرى يتمكن من خلالها ان يقارن المعلومات مع بعضها للوصول الى الحقيقة .
مقالتي هذه كتبتها ونشرتها قبل 10 سنوات واقول في مقال اخر منشور عن الدكتور ناصر الحاني :" رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا . ومما يجب علي الاشارة اليه والتنويه عنه ان الاخ الطالب براء مزهر ناجي عيسى العلياوي قد انجز عنه رسالة ماجستير بعنوان ( ناصر الحاني ودوره السياسي والفكري ) نوقشت في كانون الاول سنة 2021 في قسم التاريخ بكلية الاداب - جامعة الانبار باشراف الاخ الاستاذ الدكتور جبران اسكندر رفيق الحديثي .
2014https://www.facebook.com/photo/?fbid=10205054025487270&set=a.1661700019326

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...