الاثنين، 3 نوفمبر 2025

الاستاذ طلال حسن واليوم العالمي لكتاب الطفل




الاستاذ طلال حسن واليوم العالمي لكتاب الطفل

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

أستاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

حين اتصل بي الأخ الأستاذ سمير رياض التدريسي في كلية الفنون الجميلة – جامعة الموصل ، وهو يعد كتابا عن الكاتب والاديب ، والقاص المتخصص بأدب الأطفال ان اكتب شيئا عنه ، قلت انني اعرفه معرفة شخصية وعائلية فهو قريب زوجتي الأولى السيدة لطفية طه محمد عبد الرحمن العبيدي ، وكانت رحمها الله مربية معروفة كما انه صديقي واخي منذ نصف قرن ، وآخر مرة التقينا حين كرمتنا سوية ( مؤسسة خطى ) في نقابة المهندسين  في الموصل يوم السبت 14 من كانون الثاني – يناير سنة 2023  ، ولي معه صورا حيث كان يزورني مع بعض الأصدقاء في مكتبي بمركز الدراسات الإقليمية الذي كنت اديره في جامعة الموصل .

لذلك  لم يكن الاخ والصديق العزيز الاستاذ غانم البجاري بعيدا عن الحق والواجب المهني ، عندما الف كتابه الجميل ( طلال حسن دُجّ ادب الاطفال في العراق) ، والكتاب صدر عن ( دار نون للطباعة والنشر والتوزيع ) في الموصل سنة 2017 .وكان لي شرف الكتابة عن الكتاب وقد اهداني نسخة منه وما كتبته منشور ورقيا وفي مواقع التواصل الاجتماعي .

فالاستاذ طلال حسن ، ومنذ نصف قرن يكتب للاطفال في العراق ، والوطن العربي ، ولديه انتاج ثر في هذا المجال يعد ولا يحصى رحمه الله وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم لوطنه وأُمته  .

ومن الصور التي جمعتني معه صورة التقطت في مناسبة جميلة حضرناها لمناسبة تنظيم الموسم الشعري السنوي الثاني ل( مدارس الاوائل الاهلية في الموصل ) ، التقينا قبل (11) سنة يوم 21-11-2013   كان لقاءا جميلا .

وفي يوم أدب الطفل العالمي أتذكر بأنني كتبت مقالة منشورة الان ومتوفرة  في مواقع التواصل الاجتماعي قلتُ فيها :"  اليوم 2 من نيسان - ابريل هو ( يوم ادب الطفل العالمي ) ، واستذكر فيه اطفالنا في الموصل وفي العراق والوطن العربي بتحيتهم وتحيته . وهذا اليوم  ،  يتم الاحتفال به منذ سنة 1967 أو نحو ذلك والاحتفال يرتبط بيوم ميلاد الأديب الدنماركي ( هانس كريستيان أندرسن) الموافق لـ 2 أبريل - نيسان كيوم عالمي لكتاب الطفل. يجتمع المؤلفون من جميع أنحاء العالم للفت الانتباه إلى ( أهمية كتب الأطفال) .

يرعى هذا الحدث المجلس الدولي لكتب الشباب IBBY، وهو منظمة غير ربحية تمثل شبكة دولية من الناس من جميع أنحاء العالم الذين يسعون لترقية ودعم كتب الأطفال.

وفي ذلك اليوم وجهت التحية له بإعتبارها مهتما بأدب الأطفال وله فيه اسهامات مهمة وموثقة  كما وجهت  التحية والتقدير لدائرة ثقافة الاطفال في وزارة الثقافة والسياحة والاثار في العراق ومديرها العام  الأخ والصديق الاستاذ اسماعيل سليمان حسن لما تقدمه في مجال أدب وثقافة الاطفال .

وكما هو معرف فإن الاحتفالات باليوم العالمي لكتاب الطفل في جميع أنحاء العالم تشمل لقاءات مع المؤلفين والرسامين، ومسابقات كتابة، أو الإعلان عن جوائز الكتاب.

يوم الكتابة للاطفال يوم ادب الطفل مناسبة جميلة واشدد فيها على اهمية الاستمرار في الكتابةللاطفال واستذكر مجلات الاطفال العراقية والعربية : السندباد - مجلتي - المزمار وغيرها .

كانت  لديه – رحمه الله – صفحة جميلة على الفيسبوك وكان مواكبا للتطور الالكتروني ورابط صفحته هو : https://www.facebook.com/tlal.hsn.bdalrhmn

وحين علمت بوفاته كتبت التالي وبعنوان :  (وفاة الاخ والصديق الاستاذ طلال حسن 1939-2024 كاتب ادب الاطفال في العراق) وقلت : "تلقيتُ قبل قليل ، وبحزن شديد ، خبر وفاة الاخ والصديق العزيز المربي والكاتب وكاتب ادب الاطفال العراقي الموصلي الاستاذ طلال حسن رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم . أُعزي بوفاته اهله ومحبية وتلاميذه وكما قال الاخ الاستاذ غانم البجاري في كتابه ( طلال حسن دج ادب الاطفال في العراق) فإن طلال حسن ليس اسما تقليديا في عالم الادب عموما وادب الاطفال خصوصا فهو معلم كبير ورائد واستاذ وانسان نبيل كتبت عنه اكثر من مقالة ودراسة واطروحة كان كاتبا حرا مؤمنا بفكرتي الحرية والتقدم  " .

الجميل ان الأستاذ الدكتور قصي الاحمدي                                                  رئيس جامعة الموصل السابق استضافه وكرمه في ديوان رئاسة الجامعة  يوم 7من أيلول – سبتمبر سنة 2024 وكتب عنه في صفحته الفيسبوكية ورابطها التالي : https://www.facebook.com/Kossay.Alahmady/posts/1034083211511809

 

 وقال :" أن أحد أكبر كُتّاب القصص في العالم العربي ...هو موصلي

أجزمُ أن الكثير من الناس لا يعرفون ...

إنه القاصّ الموصلي الكبير ...

الأستاذ طلال حسن ...

إبن منطقة الساعة ...

عاش فيها في كَنفِ أسرةٍ بسيطة ليس لها شأنٌ في القراءة في أحد بيوت منطقة الساعة المزدحمة بوالده وأعمامِه الأربعة ...

ولكنَّ للقدرِ تدبيراً آخر ...

حيث ينشأ ولدهم المميّز طلال ...

على صوت أمه اللطيف ...

التي كانت تحكي له طيفاً من الحكايات القديمة ...

لم يكن يسمعها باذنه فحسب ...

بل خالجت إحساسه وتغلغلت فيه حتى كأنها أصبحت جزءً منه ...

دخل الأستاذ طلال سلك التعليم ...

فعرفته المدارس معلّماً لطيفاً حريصاً ...

وإلى جنب ذلك أحبَّ الكتابةَ وصارتْ له حياةً يتنفس بها أنفاسه ...

لا يمرُّ يومٌ دون أن يكتبَ شيئاً ...

فهو المُكثرُ من الكتابة دون ملل أو كلل ...

وسأترككم مع لغة الأرقام تحكي المشهد ...

حيث صدر له (٥٠) كتاباً في العراق ودول عربية عدّة ...

حصل على أكثر من (٦) جوائز عراقية وعربية كان آخرها جائزة الإبداع العراقي عن أدب الأطفال في العام (٢٠٢٢)

نشر أكثر من (٣٠٠) مسرحية للأطفال والفتيان ...

نشر ما يقرب من (٢٠٠٠) قصة وسيناريو ومسرحية للأطفال ...

(٣) أطاريح دكتوراه و(٥) رسائل ماجستير كُتبت عنه

ولا يزال إلى يومنا هذا يكتُبُ ويكتُب كلَّ يوم ...

سألتُه ...

ما الذي يجعل لك هذه الغزارة في الكتابة؟

رغم أن الكثير من الكتّاب قد يتوقفون لصعوبة إيجاد اللفظة المناسبة ...

قال

القراءةُ ثم القراءةُ ثم القراءةُ هي من تعطيك يُسراً في الكتابة ...

حقّاً ...

ما أعظمَك ياعراق ...

وأنت تحوي مبدعين ...

يفخرُ بهم الزمان والمكان ...

يبقون شاهدين على سمّوك وسناك ...

واحدٌ منهم الأستاذ طلال حسن ...

وغيره من أبنائك كثير ...

فهل تعرفُ الأجيالُ عظماءها؟

جوابٌ يحتاج إلى إعادة نظر ...

فتأملوه.

طبعا الأستاذ الدكتور عمر الطالب في موسوعة ( اعلام الموصل في القرن العشرين ) وصدرت عن (مركز دراسات الموصل) وصدرت سنة 2008 بمراجعة كاتب هذه السطور كتب عن الأستاذ طلال حسن مادة موسعة أشار فيها الى جوانب مختلفة من سيرته الوظيفية والابداعية وقال انه ابتدأ عمله معلما في احدى مدارس القيارة سنة 1958 ومن المدارس التي درس فيها مدرسة ميسلون الابتدائية في الموصل وقد احيل على التقاعد سنة 1986 .كانت له مقالات نقدية في جريدة (فتى العراق) الموصلية في أواسط الستينات كما كتب في مجلة (النبراس) التي كانت تصدرها المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى وكثيرا ما كان يكتب لمسرح الطفل في صحف ومجلات موصلية وعراقية وعربية ومما أصدره كتاب (الحمامة) وصدرت عن دار ثقافة الأطفال سنة 1976 و(البحر) 1978 و(ليث وملك الريح) 1980 و( من يوقظ الشمس ) 1993 ونتاجات للأطفال كثيرة منها مسرحيات للأطفال من قبيل مسرحية ( الوسام) 1973 ومسرحية (الذئب ) 1982 ومسرحية (عشتار) 1990 ومسرحية ( من قطع شجيرة الصفصاف ) 1993 وله أيضا مسرحيات للكبار منها (ثلاثية كلكامش) 2000 وله مئات القصص والمسرحيات والسيناريوهات والمقالات ومن المجلات التي نشر فيها (المزمار) العراقية و(الشبل) السعودية و(أسامة ) السورية . له اكثر من عشرة مجموعات قصصية للأطفال استمد معلوماتها ومضامينها من القصص والحكايات الشعبية والخيالية وكلها كانت تهدف الى زرع قيم العمل والإخلاص والنظافة والنزاهة والوعي بالمستقبل وقد عرفه الأطفال وقرأوا ما كان يكتبه .

ويؤكد الأستاذ الدكتور عمر الطالب على ان طلال حسن ابدع فيما كتب ، وان قصصه وصلت القمة في هذا الفن الجميل سواء في حركة تطوره أو كماله الفني .

توفي الأستاذ طلال حسن  يوم الاحد 15 من كانون الأول – ديسمبر سنة 2024 عن عمر يناهز ال (  85) سنة وقد نعاه الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق ، وقال انه توفي بعد مسيرة حافلة بالعلم والثقافة والابداع .  

رحم الله اخي وصديقي الأستاذ طلال حسن وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .

 

 

 

   


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل

  في مقهى الادباء بشارع حلب -الموصل اقول تعليقا على ما كتبه اخي وصديقي العزيز الناقد والكاتب الاستاذ صباح سليم علي عن اولئك المنتقدين لجلسات...