قرية مجارين في ناحية حميدات – محافظة نينوى
ا.د. ابراهيم
خليل العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وفي اطار حملتنا
المباركة للكتابة عن قرى وقصبات واقضية وريف ونواحي وبلدات محافظة نينوى اكتب لكم
اليوم عن قرية عزيزة تتبع ناحية حميدات قضاء الموصل محافظة نينوى وهي قرية مجارين
ومن حسن الحظ ان الصديق الاستاذ ابراهيم اللويزي عضو اتحاد كتاب الانترنت
العراقيين والصديق العزيز الكاتب والباحث المعروف سبق ان نشر عنها مقالا في مجلة
(صدى الريف) عدد ايلول – سبتمبر سنة 2019 وان الاخ والصديق الاستاذ بارق يونس
اللويزي هو من تعاون معي في الاجابة عن اسئلة تتعلق بهذه القرية الحبيبة قرية مجارين
.
وقرية مجارين قرية كبيرة
يبلغ عدد سكانها ال (10000) نسمة يعود
تاريخها الى القرن التاسع عشر وتقع غرب مدينة الموصل بقرابة (45) كيلو مترا وهي تتبع ناحية حميدات .و تحيط بالقرية
قرى اخرى فمن الشمال هناك (قرية ابو كدور) ومن الغرب (قرية التويم ) ومن الجنوب ( قرية
الزليلية ) التي انبثقت عن قرية مجارين لكثرة النفوس وضيق المكان .والقرية شأنها
شأن القرى العراقية الاخرى تعتمد على الزراعة وتربية المواشي والاغنام .
وقد
سميت القرية كذلك ( مجارين) لوجود عينان ماء جاريتان فيها كانتا قديما وقد اندثرت
وردمت الان بسبب الاهمال الذي طالهما حيث كانتا متقابلتين ( متجاورتين ) وكان معظم
ابناء القرى المجاورة يتوجهون نحو هاتين
العينان لسقي الاغنام والبقر والخيل انذاك
وكان ذلك في العهد العثماني حيث ان احدى
العيون قد بنيت بالحجارة والقرميد ولها
مجرى ماء عذب يسقي القرية وكان جريانه يمر ببستاين عدة اقامها اهل القرية في حينها
وكانت القرية عبارة عن جنينة مليئة بالأشجار والبساتين المثمرة.
وتقطنها
عشائر اللويزيين من قبيلة بني صخر وفيها من العشائر العربية منها عشيرة العبيد (الوضحات ) من البو شاهر وقد
تناسبوا وتصاهروا مع اللويزيين واصبحوا كالعائلة الواحدة وعشيرة (الجبور العجل الجاموس )بيت المحمد السليمان وعشيرة (
الحديديين ) بيت الزبيب وبيت عبدالله الكصاب وعشيرة ( الجنابيين )بيت البو عرار
وعشيرة ( البو بدران ) بيت الملا سالم رحمه الله وكان هذا الملا عالما ورعا يحترمه
اهل القرية كلها وفيها من بيت رمضان
السودة اكثر من خمسة عشر بيتا جبور الگظاهرة وغيرهم ومن عشائر اللويزيين الجنعان
والحسين والعلي زغير والرومي و (العلي) يتعايشون بامن وسلام متحابين فيما بينهم لا فرق بينهم كأنهم عائلة
واحدة وكل هؤلاء العشائر متصاهرون فيما بينهم ومن نفس القرية حيث تربطهم علاقات
وثيقة متجذرة الى زمن بعيد .
تحيط
بالقرية عدة تلال اثرية
منها تلان رئيسيان احداهما من الجهة الغربية للقرية يسمى (تل ابو
سطيعة ) لعلوه الشاهق ويقال انه كان قلعة من قلاع العثمانيين . اما التل الشرقي
يسمى باسم القرية لانه يقع في مدخلها الشمالي من جهة قرية ابو كدور .وهناك تلة
متوسطة الارتفاع جنوب غرب القرية اتخذها اهلها مدفنا وتسمى ( التامة ) ومن
الطريف القول ان ثمة قبور يتبارك
فيها الاهالي وينذرون النذور لها ويعتبرونهم من الأولياء
والصالحين .
وفي
مدخل القرية الشمالي كان هناك سياج ترابي يحيط بمزارع القرية يسمى (الجري بالجيم المعجمة
) وظيفته صد الحيوانات ومنعها من الدخول
الى البساتين والمزارع ..
في
القرية مساجد وجوامع هي (جامع أم القرى ) و(جامع العمرة ) وجامع مجارين الجنوبية
وفيها مستوصف يعرف ب(مستوصف مجارين ) كما ان فيها اربعة مدارس منها مدرسة مجارين
الابتدائية للبنين ومدرسة ابن طفيل
في
القرية مختاران هما السيد يعقوب خلف عبد الله والسيد غازي فتحي علي .
القرية انجبت العديد من
الشخصيات التي يتباهى بها ابناء القرية ويفخرون
منهم الاطباء والضباط والمهندسين والمعلمين والموظفين نذكر منهم الدكتور عائد عبد اللويزي والدكتور
سعد أحمد علي .
تمنياتي
لاهلي في قرية مجارين بالتقدم والازدهار وارجو من المسؤولين في محافظة نينوى
الالتفات الى هذه القرية والاهتمام بتلبية احتياجاتها في مجال الطرق والبلدية
والتربية والصحة واماكن الترفيه للاطفال والاسر وقد اعود مرة اخرى للمقال عند ظهور
تعقيبات وملاحظات اضافية .
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق