الأربعاء، 18 نوفمبر 2020

قرية تيسخراب ..........في محافظة نينوى ا.د. ابراهيم خليل العلاف





















 

قرية تيسخراب ..........في محافظة نينوى
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وقضاء الموصل يضم نواح عديدة والنواحي تضم قرى وقضاء الموصل في محافظة نينوى يضم ناحية بعشيقة وناحية بعشيقة تضم (44) قرية منها قرية تيسخراب كبير TISKHARAB وتكتب هكذا ايضا كما ورد الاسم في الخرائط والمدونات القديمة التي تعود الى السنة 1919 ( تيز خراب - tiz) .
وقرية تيسخراب صغير وفي قرية تيسخراب كبير يقع مقام الامام الرضا عليه السلام .و قرية تيسخراب صغير قريبة لقرية تيسخراب كبير ولاتبعد عنها غير 200 متر فقط .
ومنذ زمن وانا اريد ان اكتب عن قرية تيسخراب وانا اعرفها وكثيرا ما تداولت المعلومات عنها مع الاخ الاستاذ عباس حيدر زينل البك ولي وهو احد خريجي قسم التاريخ بكلية التربية -جامعة الموصل ، وكذلك مع الاخ المختار السيد محمود قاسم البياتي .والقرية بحاجة الى ان نكتب عنها ؛ فهي من القرى المهمة في محافظتنا ، محافظة نينوى وتاريخها معروف ، ومكانتها كبيرة .
أقول ان ثمة آراء بشأن تسمية القرية (تيسخراب ) ؛ فهناك من يقول انها كلمة تركية تعود للعهد العثماني تعني ( ان القرية خربت بسرعة) . وهناك من يشير الى ان الاسم الاصلي للقرية ( آق داش ) أي الحجر الابيض ويبدو ان تلك التسمية جاءت من مبنى ابيض لمقام الحاج بكتاش كان في مكان مرتفع في القرية على تلة .
وقرية تيسخراب جغرافيا ، تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الموصل على بعد (18كم) تتوسط ناحيتي بعشيقة و برطلة وتعود إدارياً إلى ناحية بعشيقة.
والقرية زراعية يزرع اهلها الحنطة والشعير ، وارضها تساعد على الزراعة وفيها آبار ارتوازية تعتمد عليها القرية ومياه آبارها عذبة صالحة للشرب .ويزاول أهالي القرية كذلك - كعادة ابناء القرى - فضلا عن الزراعة تربية الماشية والدواجن .
أهالي القرية معظمهم من التركمان (البيات ـ البكدلية) ، والشبك الشيعة الاثنى عشرية . وثمة احصائيات حديثة تشير الى ان عدد سكان القرية يصل الى (3600) نسمة ، فيهم (690) عائلة ، وعدد دورها (600) دار تقريبا .
وفيما يتعلق بوضع القرية التعليمي ، فان فيها مدرسة ابتدائية مختلطة يعود تاريخ بناءها إلى سنة 1950م ، وعدد تلاميذها عند كتابة هذه السطور الحاليين نحو (650) تلميذ وتلميذة . كما ان هناك مدرسة متوسطة مختلطة حديثة الإنشاء .
وفي القرية ( بيت صحي ) ، يقدم خدمات صحية متواضعة ، ومحدودة .
من عشائرها عشيرة البكدلية ، وعميدهم الحاج قاسم رضا زينل ، و عشيرة البيات ،ومن رموزها المعروفون الشيخ عبد الحميد أحمد رضا البياتي .. وفيها عشيرة المولى الشبك ومن رموزها السيد أحمد فاضل عباس الخلو .
في القرية مقامات ، وجوامع ، وحسينيات ابرزها مقام الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) والذي تعرض للهدم خلال سيطرة عناصر داعش على محافظة نينوى 2014-2017 ، وقد تمت اعادة ترميمه .
وهناك مسجد تيسخراب ، وللأسف تم ايضا هدمه بحجة وجود قبور فيه ، وهناك مسجد ، وحسينية الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم .كما ان في القرية مسجد وحسينية الزهراء عليها السلام هذا فضلا عن ان القرية تضم مقام الحاج بكتاش الذي تعرض ايضا للهدم وأُعيد بناؤه . وفي القرية مقام لرجل صالح يسمى (كلاوكجه) تم إعادة بناءه بعد التدمير.
في قرية تيسخراب العديد ممن قدموا للعراق الكثير في الجوانب التعليمية والتربوية ، والقضائية ، والعسكرية ، والطبية ، والادارية ولايتسع المجال لذكرهم جميعا . ويقينا ان القرية تفخر بهم وتتباهى منهم اللواء الركن الطيار المتقاعد عبد الحميد أحمد رضا ، والقاضي رضا فاضل خضر وهو ايضا متقاعد والعميد المتقاعد حسين رضا بكتاش و العميد حسن المتقاعد جمعة علي ويحمل شهادة الحقوق لذلك هو يمارس المحاماة والأستاذ محمد ابراهيم علي عضو مجلس محافظة نينوى لثلاث دورات والدكتور عامر عاشور عبدالله ويعمل في كلية الحقوق - جامعة كركوك و الاستاذ الجامعي نجم عبدالله محمد والدكتور خالد كريم عباس مدير مستشفى برطلة والطبيب الدكتور محمد حازم بلال و الاعلامي سيف زينل اسماعيل ويعمل في قناة (العراقية) الفضائية في نينوى والاعلامي حسن حمزة البياتي وغيرهم .
فيما يتعلق بالواقع الرياضي يمكننا القول وحسب معلوماتي انه كان هناك فريق شعبي لكرة القدم(ماقبل دخول عناصر داعش) يمثل القرية على مستوى سهل نينوى في المنافسات الرياضية ، وكان - حقا - من الفرق الجيدة وفيه خيرة الرياضيين يقودهم الكابتن زينل نجم المعروف في الشارع الرياضي الموصلي فهو مخضرم ومثل نادي الموصل في نهاية الثمانينيات من القرن الماضي ..اما بعد التحرير فلم يشكل فريق رياضي في القرية لأسباب فنية منها عدم وجود ملعب جيد ومناسب وكذلك انشغال معظم الشباب بالدراسة الاكاديمية وبالعمل . وتوجد في القرية صالة(كيم) اهلية للرشاقة والتمارين الرياضية.. وعلى الصعيد الثقافي اتجه الناس الى الدراسة والحصول على الشهادات الدراسية حيث يوجد في القرية بعض الطلبة ممن يكملون دراساتهم الجامعية والعليا في بلدان تركيا واوربا وللاسف لايوجد في القرية ملتقى ثقافي أو ادبي أو منتديات شبابية ثقافية
.
أُلفت انتباه المسؤولين في محافظة نينوى ، بضرورة الانتباه الى هذه القرية الجميلة ، وفتح مركز صحي او مستوصف ، ومدرسة ثانوية للبنات واخرى للبنين .. كما ان القرية تفتقر الى اماكن ترفيهية ، وساحات ، وحدائق ، وروضة للأطفال ، وقاعة للمناسبات ، ومنتدى ثقافي .كما ان طرقها تحتاج الى تبليط واكساء .
قد اعود للكتابة عن القرية ، وارجو من ابنائها تزويدي بما لديهم من معلومات عن وضع الرياضة ، والثقافة ، والحياة العامة لإضافتها الى المقال واستكماله بحيث نستطيع ان نكون فكرة واضحة عن هذه القرية الرائعة .
بعد نشري للمقال وصلتني ملاحظات من بعض الاخوة اورد بعضها وانا ممتن منها مثلا ما ارسله الاخ الاستاذ باقر قرنازلي فهو يقول بالحرف : ان هناك شخصيات من القرية لابد من ذكرهم وهم :
" 1-المرحوم الشيخ اسماعيل البياتي
2-المختار حيدر علي عباس.
3-المختار والمؤذن احمد حمزة ابو غالب.
4-الحاج كريم عباس.
5- وايضا السيد عباس .
6-الشهداء السعداء رحمهم الله جميعا وانزلهم منزل صدق وهم : عباس ولي جاسم ، وشكر محمود ، وياسر محمود ، وعقيل حيدر ، وحسين علي سياو ، وحسن مجيد ومحمد جاسم وعبدالامير كريم هؤلاء والقائمة تطول بكل تفاصيل قريتنا العريقة. وايضا يوجد في القرية شخصيات تبرعوا بأراض ٍ لهم وايضا بمشاريع داخل القرية لفائدة الجميع لابد لنا من ذكرهم والثناء على ما قدموه ومنهم من بنى مسجد الزهراء الدكتور خالد واخوته وبناء جامع تيسخراب الذي هدمته عناصر داعش .كما يجب ان نشير الى تبرع الشيخ المرحوم اسماعيل البياتي والمهندس محسن حيدر علي بتعديل طرقات القريه وفرشها بالتيكلة وعمل (المنهولات ) الخارجية وايضا تبرعه ببئر ماء وتوزيعه لاكثر من 20 بيت ماء صالح للشرب وايضا تبرعه بمستوصف أرضه ايضا لخدمة القرية وبثواب أبيه المرحوم حيدر علي عباس ..ونذكر كذلك بعض الشخصيات منهم الحاج عاشور عبدالله والعقيد المتقاعد سالم ابراهيم والعقيد المتقاعد حسين حيدر والشيخ عبد الحميد البياتي والقائمة تطول والبركة في اهلي وناسي وقريتي الطيبين" .
أما الاخ حسين العزو فعلق واضاف يقول :" مقال جيد ، وكوني من أهالي المنطقة عندي إضافات فالمسافة بين مركزي القريتين اكثر من 1000متر يفصلهما وادٍ طبيعي وفيها مدرسة َمتوسطة ومعظم سكانها يعملون بمهن صناعية كمعامل البلوك والحلان وَمشهورين بتجارة زيوت المحركات المختلفة من سبعينات القرن الماضي ويمتلكون الكثير من صهاريج نقل النفط ومن الشخصيات المهمة في القرية المرحوم اسماعيل البياتي
ومعظم العوائل نزحت إلى مدينة الموصل في السبعينات لأسباب معيشية وغير ذلك من الاسباب " .
أما الاخ الاستاذ ذو الفقار علي اغا فأضاف المعلومات التالية :" عدة شخصيات بارزة اسقطت ولم يذكر اسمهما ولها دورها الكبير في القرية منهم الحاج حمزة البياتي عميد المعمرين في القرية والمرحوم الحاج احمد حمزة البياتي مؤذن وامام جامع تيسخراب والدكتور زكر حمزة البياتي اخصائي طب الاطفال حديثي الولادة رئيس قسم طب الاطفال في مستشفى الحمدانية واول طبيب تخصصي في القرية والدكتور موسى الياس البياتي استاذ القانون الدولي في جامعة الحمدانية العائد من جامعة الكوفة بعد عشرة سنوات تدريسية والشيف علي حمزة العائد من المهجر بعد 28 عاما وصاحب اول مطعم باجة ، وكذلك المرحوم عبدالله عاشور مصطفى صاحب اللمسات والهندسة والاعمار في عموم القرية وكان يلقب ب(العبقرينو ) لكفاءته في عدة مجالات من بناء وتخطيط وانجاز في مجالات زراعية وكذلك الرجل الصالح المرحوم درويش رشيد جمعة خلو الذي افنى عمره في خدمة مقام الامام الرضا عليه السلام لايبتغي الأجر والثواب الا من الله " .
واضاف الاخ محمد عبد الله المعلومات التالية :" كانت وسيله نقل الماء الى الدور بوسيلة بدائية تحديدا في سنة 1985م ولكن قام (الحاج عبدالله عاشور) بتقديم فكرة مشروع ايصال الماء الى كل دار عن طريق بناء خزان للقرية بطريقة نموذجية ومشاركة كل الخيرين من اهل القرية ومد الانابيب الى كل دار بطريقة عصرية حضارية وصحية...ولاننسى والكل يشهد بذلك بأن الحاج المرحوم(عبدالله عاشورمصطفى) كان صاحب بناء الايقونة الهندسية لمقام الامام رضا عليه السلام في ثمانينات القرن الماضي وشهد له بذلك القسم الهندسي الاستشاري لديوان رئاسة الجمهورية عند حضورهم شخصيا ومعاينة الصرح بعين الواقع.......وقد ينسى البعض عندما حل الجفاف في سنة من سنوات الزراعة وقطع المزارع امله من حصاد موسمه تعب سنة كامل وعجز آليات ومكائن الحصاد لقلة الأمطار التي تسببت بقصر قصبة حاصل الحنطه والشعير ، قام الحاج المرحوم (عبدالله عاشور ) بأدخال تعديل على المكائن الالمانية نوع جوندير 1980التي نجح فيها نجاحا باهرا بمعالجة مشكلة الحصاد وتم انجاح عملية الحصاد وشهدت له بذلك دائرة زراعة بعشيقة والفرع الزراعي بالمحافظة والوزارة..وقد اعتمدت التعديل في الشركة الالمانيه في منتجاتها الحديثة لمكائن الحصاد..." .
تحياتي لأهلي في قرية تيسخراب وتمنياتي لهم بالتقدم .
*18-11-2020

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...