الأربعاء، 11 نوفمبر 2020

سوق الحصيرجية في الموصل


 سوق الحصيرجية في الموصل

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل


وفي الموصل سوق لايزال يسمى سوق الحصيرجية والحصيرجية من الحصران وقد الحقت بها اللاحقة التركية بمعنى ان الحصيرجي هو صاحب الحصران اي الذي يبيع الحصران والحصير وبارك الله بالاخ الاستاذ شعلان عبد فتحي وهو يكتب لنا عن اللاحقة التركية ( جي ) ويقول ان الحصيرجي هو الذي يبيع الحصران التي تستخدم في فرش البيوت او المساجد او توضع على الارائك والقنفات في المقاهي سابقا والحصران تصنع من الخوص او البردي او اغصان النباتات اليابسة وكان هناك سوق في الموصل هو سوق الحصيرجية عند مدخل باب السراي من جهة حمام الصالحية وخان حمو القدو وتوجد اسرة موصلية اسمها (الحصيرجي ) أو ( الحصيري) وهي اسرة معروفة كتب عنها الاخ الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه ( بيوتات موصلية ) الطبعة الموسعة 2013 وقال انها من بيوتات محلة الجامع الكبير .. وهم اعقاب الجد محمد جاسم محمد الحصيري الذي اعقب من الابناء قاسم ويحيى وزكي وعبد الله وسعدي وهم من لحق بهم لقب الحصيري والسبب ان احد اجدادهم عمل في نسج الحصران في محلة الجامع الكبير وقد برز من الاسرة عبد الله محمد الحصيري وهو عالم جليل كان متخصصا بالعلوم والقضايا الشرعية وقد عمل في وظائف شرعية عديدة في العمادية وزاخو وعقرة وكان بارعا في علم المواريث وكان يقرأ القرآن في الجامع النوري الكبير. كما شغل منصب المعاون القضائي لمحكمة الاستئناف ومن ابناءه الاستاذ عماد عبد الله المحامي والاستاذ باسل عبد الله استاذ اللغة الانكليزية والاستاذ نجيب عبد الله رئيس دائرة عمل وضمان نينوى والاستاذ مؤيد عبد الله محاسب في البنك العربي في الموصل والاستاذ عصام عبد الله الحصيري مدير دائرة الاحوال الشخصية الاسبق في الموصل وكركوك وهناك عقيد الشرطة صلاح الدين يحى الحصيري خريج كلية الشرطة .
وقد اشار الاخ الاستاذ ازهر العبيدي الى (سوق الحصيرجية) وقال انه يمتد من ساحة باب الطوب القديمة جنوبا حتى خان حمو القدو وكانت تباع فيه الحصران التي تصنع محليا وتباع فيه الان الفرش الاسفنجية وحصران النايلون فقد تغيرت الدنيا وعندما قدمت حلقة من برنامجي (موصليات ) تحدثت عن خان حمو القدو وكيف انحصرت بمدخلة مهنة بيع الحصران .
ووقف الدكتور ذنون الطائي في كتابه (مهن وحرف موصلية قديمة )عن الحصيرجي وقال انه ينسج الحصران من مادة الحلفاء كما يعمل ( الغارة ) التي توضع على ظهر الحيوانات لنقل مواد البناء والغلال وعمل زنابيل نقل المواد البنائية . وتصنع الحصران من نوع خاص من سيقان النباتات واليافها وكانت الحصران تستخدم لفرش البيوت في الشتاء وبعدها صار الناس يضعون فوق الحصران السجاد او الزالي كما كانت معظم مساجد الموصل مفروشة بالحصران قبل ان اصبحت تفرش الان بالزوالي وتتميز حصران الموصل كما يقول الاستاذ محمد توفيق الفخري في بحثه ( المهن والحرف المنقرضة والايلة للانقراض في الموصل ) والذي قدمه الى ندوة عقدها مركز دراسات الموصل في نيسان 2012 ، بنوعية ممتازة حيث انها تحاك وتنقش بشكل جميل وقد تكون ملونة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين

  كريم منصور........... والصوت الذهبي الحزين ا.د.ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل  لا ابالغ اذا قلت انه من ال...