وترجل العقيد الركن المتقاعد هادي خماس 1925-2020
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
ومساء أمس 31-10-2020 هوى العقيد الركن المتقاعد الكاتب والمؤرخ الاستاذ هادي خماس عن عمر ناهز ال ( 95) سنة ، فقد توفاه الله بعد سنوات طويلة من العمل العسكري والاستخباري والسياسي والتاريخي .اذا مات صاحب كتاب ( من زمن الثائرين ) وهذا عنوان مذكراته التي نشرها قبل فترة قصيرة .
العقيد الركن هادي خماس عمل مديرا للاستخبارات العسكرية ايام الرئيسين عبد السلام محمد عارف 1963-1966 وعبد الرحمن محمد عارف 1966-1968 وهو احد اعضاء تنظيم الضباط الاحرار ، وكنت اراه يتحدث في مؤسسة بيت الحكمة عن تاريخ العراق المعاصر بكل دقة وحيوية وسيشيع صباح اليوم الاحد الاول من تشرين الثاني 2020 .. اعزي بوفاته اهله وابنته الروائية الاستاذة ميسلون هادي واعزي رفاقه في السلاح ومحبيه ومعارفه وانا لله وانا اليه راجعون .
كتب في مذكراته (زمن الثائرين ) عن نفسه فقال بالحرف :" • ولدت في بغداد في محلة السور المحاذية لسور بغداد العظيم، سنة 1925 من أبوين عراقيين عربيين، من عشيرة العزة المشهورة بمواقفها الوطنية. وقد قضيت دراستي الابتدائية والمتوسطة والثانوية في بغداد وبعد تخرجي سنة 1945 التحقت طالباً في الكلية العسكرية العراقية وتخرجت فيها سنة 1948، وعُيّنت ضابطاً في فوج الحرس الملكي الأول في 15/8/1948.
• في 19 من حزيران سنة 1957 التحقت بكلية الأركان وتخرجت فيها في العشرين من آب سنة 1959 وكنت الأول على دورتي.
• انتميت إلى تنظيم الضباط الأحرار في العراق في تشرين الثاني 1952.و
عند قيام ثورة 14 تموز 1958 كنت في الأردن مع الدورة 24 لكلية الأركان لدراسة الحدود الأردنية مع فلسطين المحتلة. ترفعت إلى رتبة مقدم ركن في 14 تموز 1961 والى رتبة عقيد ركن في 14 تموز 1965. وقد ساهمت في (حركة ) 8 شباط 1963 مساهمة فعالة حيث كلفني الرئيس عبد السلام محمد عارف، أنا والعقيد الركن محمد مجيد، للالتحاق بالقوات المقاتلة في وزارة الدفاع لقيادة القطعات حتى استسلام عبد الكريم قاسم ( رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963) .
• نقلت العقيد فاضل المهداوي رئيس محكمة الشعب والمرافق لرئيس الوزراء قاسم الجنابي بعد انتهاء معركة وزارة الدفاع بسيارة مدرعة وسلمته إلى القيادة العامة للثورة في دار الإذاعة العراقية. وقد ساهمت في حركة 18 ت2 1963 مرافقاً للرئيس عبد السلام محمد عارف لاحتلال المرسلات، وبعد احتلالها قدمت الرئيس لإذاعة البيان الأول ثم أذعت بصوتي البيان مرة ثانية والبيانات الأخرى.
عُيّنت مديراً للاستخبارات العسكرية في 21 من تشرين الثاني سنة
1963 ، وانتخبت عضواً في (مجلس قيادة الثورة ) وسكرتيراً للمجلس الوطني.
ساهمت في حركة عارف عبد الرزاق الأولى في أيلول 1965، وبعد فشلها لجأت إلى القاهرة.كما اسهمت في حركة عارف عبد الرزاق الثانية في 30 حزيران 1966 التي لم تتكلل بالنجاح.
• أُحلت على التقاعد في 20 أيلول 1965. وفي 27 من ايلول سنة 1968
اعتقلت في القصر الجمهوري وأطلق سراحي بعد خمسة اشهر.
في 23 من تموز سنة 1969 أي بعد حركة 17 تموز 1968 صدر أمر بإلقاء القبض علي وتمكنت من الهرب وتم إعفائي بعد ما يقارب 16 شهرا.
• 28/تموز/1970 نفاني مدير الأمن العام ناظم كزار مع الأخوة العقيد الركن محمد مجيد ، و العميد نهاد فخري ، واللواء الركن محمد إلى القاهرة وعشنا هناك لاجئين. وفي 29 تشرين الاول 1970 اصدر الرئيس احمد حسن البكر رئيس الجمهورية 1968-1979 أمراً بإعفائي وعدت إلى بغداد. لكن في 30من حزيران سنة 1971 تم اعتقالي ثانية في مقر قصرالنهاية بأمر من مدير الأمن العام ناظم كراز وقد حققت معي لجنة برئاسة طه ياسين رمضان وعضوية ناظم كراز ، وحسن المطير. شكلت لجنة التحقيق برئاسة سالم الشكرة .وفي 29 تشرين الاول 1973 تم أطلاق سراحي مع الأخ العقيد الركن علي حسين جاسم"
مارس العقيد الركن هادي خماس الكتابة في الصحف ولديه العديد من المقالات في صحف منها (الثورة) و( الجمهورية) و( صوت العرب) و( راية العرب) و( المشرق) . وبعد وقوع العراق تحت الاحتلال الامريكي في 9 من نيسان سنة 2003 عاد للعمل السياسي وشكل مع عدد من رفاقه ومنهم
صبحي عبد الحميد ، وعبد الكريم هاني و(جمال عمر نظمي) ، وغيرهم من المناضلين تنظيما سياسيا باسم ( حركة التيار القومي العربي) وكان من اهدافها كما جاء في ادبيات الحركة " تحرير العراق من الاستعمار الأميركي الجديد" .
رحم الله العقيد الركن هادي خماس فقد اجتهد وخدم بلده وامته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق