الثلاثاء، 21 يوليو 2020

تقديم لكتاب الاخ الاستاذ صباح غميس الحمداني الجديد الموسوم :( المشهد الادبي والثقافي الحديث في العراق : تسع محافظات عراقية )

تقديم لكتاب الاخ الاستاذ  صباح غميس الحمداني الجديد الموسوم :( المشهد الادبي والثقافي الحديث في العراق : تسع محافظات عراقية )  


ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

سعدت كثيرا ، عندما طلب مني الاخ والصديق الاستاذ صباح غميس كاظم الحمداني أن أقدم لكتابه الجديد الموسوم ( المشهد الادبي والثقافي الحديث في العراق : تسع محافظات عراقية ) .

 وسبب سعادتي أنني أعرف الاخ الاستاذ صباح غميس كاظم الحمداني كاتبا متميزا ، ومؤرخا ثبتا ، ومثقفا متمكنا ، يؤمن بقيمة الثقافة ، والثقافة التنويرية بشكل خاص وها هي كتاباته ومؤلفاته تفصح عن قابليته ، وتمكنه ، وسعة اطلاعه ومتابعته لكل فصول المشهد الثقافي العراقي الحديث والمعاصر .

والسبب الثاني أنني ، ومنذ ان الفت كتابي (تاريخ العراق الثقافي المعاصر ) وأصدرته عن طريق دار ابن الاثير للطباعة والنشر التابعة لجامعة الموصل سنة 2009  ، كنت ادعو الى الاهتمام ب (التاريخ الثقافي )  والسعي باتجاه الكتابة فيه .

والعراق ومنذ اواخر القرن التاسع عشر ، شهد تطورات سياسية ، واقتصادية ، واجتماعية ، وثقافية كان من أبرزها تنامي الوعي  الوطني والحس القومي ، وتزايد عدد المثقفين ، وتصاعد دور الطباعة والصحافة ، وانتشار التعليم الرسمي . وتعاظم هذا كله بعد ثورة 1920 الكبرى وتأسيس الدولة العراقية الحديثة .

ولا أريد ان ادخل في تفاصيل المشهد الثقافي العراقي ، لكني اقول ان متابعة الاخ الاستاذ صباح جاءت في وقتها المناسب . والجيل الحاضر والاجيال القادمة تواقة لمعرفة ما قدمه المثقفون العراقيون خلال ال (100 ) سنة الماضية . وهذا الكتاب الذي بين ايدينا سيساعدهم على معرفة ما جرى في ميدان الادب ، والفكر  ،  والفن ، والثقافة في تسع محافظات من بينها العاصمة الحبيبة بغداد . وهذه المحافظات هي البصرة والموصل والنجف وبابل وصلاح الدين (تكريت ) وذي قار (الناصرية) والسماوة (المثنى ) .

ان مجرد القيام بمتابعة فعالية ثقافية في محافظة ، ومعرفة اهدافها وابعادها ومن قام بها ، ومن هم وراءها هو أمر صعب . فكيف بكتاب يلاحق كل المشهد الثقافي وفي تسع محافظات عراقية ؟ .

يقينا ان المؤلف وهو متابع جيد استطاع ان يرصد ، ويتابع ، وعبر سنين ما جرى في هذه المحافظات من نشاط ثقافي .  ويشرفني أنني كتبت في هذا . ولي كتابات عن المشهد الثقافي في الموصل خلال السنوات المائة الماضية حتى انني قدمت حلقات تلفزيونية عنها وهي متوفرة .

اقول ومن خلال ما قدمه المؤلف ان القارئ سيجد ان العراق يمتلك سجلا حافلا في ميادين الثقافة ، والمعرفة .في الطباعة ، والصحافة ، والجمعيات الادبية ، وفي المجالس ، وفي الفن ، وفي التصوير الفوتوغرافي ، وفي الكتابة التاريخية ، وفي الجغرافية ، والرحلات  وفي التشكيل .في الشعر العمودي ، والشعر الحر في القصة والقصة القصيرة ، في الرواية ، وفي النقد  وفي المقال . ولكل هذه الحقول رواد ورموز نفخر بهم  وبما قدموه من منجزات ابداعية.

خلال ال (100) سنة الماضية ، كان في العراق نشاط ثقافي واسع . وكانت ثمة اسر وعوائل احتضنت الثقافة والمثقفين . ولم يكن النشاط رسميا كله فالأهالي ، كان لهم دورهم في تيقظ الفكر ، وتوسع قاعدة المثقفين ، وفي اصدار الصحف ، وفي تأسيس المطابع ، وفي فتح المنتديات والمقاهي الثقافية وهذه واحدة من خصائص المشهد الثقافي العراقي الحديث والمعاصر ان لا يترك كل شيء للدولة ، بل كانت التجمعات شعبية ، وكان الناس هم من يحتضن  الثقافة والمثقفين ، ودائما انا اقول :  لا تعتمدوا ايها المثقفون على الدولة ،  بل اعتمدوا على انفسكم ، واجعلوا  الدولة مضطرة لكي تخلي لكم مكانة ، وتقيم لكم وزنا .

العراق وخلال السنوات المنصرمة ، ولايزال يشهد الكثير الكثير في ميادين الثقافة ، والصحافة ، والادب ، والفنون ، والفكر ولدينا الكثير من الرموز الذين نتباهى بهم ، ونفخر وكثير منهم من سنجد أسماءهم وأعمالهم في هذا الِسفر الجميل .

وما يعجبني في الاخ الاستاذ صباح أنه يمتلك شبكة واسعة من المثقفين في كل محافظات العراق يراسلونه ويراسلهم ويتبادل معهم الافكار وهم يفعلون مثله وهذا مما ساعده ان يكون في قلب المشهد الثقافي العراقي المعاصر .طبعا هذا جاء من نشاطه ، وحيويته ، ومتابعاته الدؤوبة والحثيثة .

اخواتي اخواني ستجدون في هذا الكتاب (موسوعة)  من المعلومات والمراجع والاحالات  التي ستعينكم على تكوين صورة واضحة لماضي وحاضر الثقافة العراقية على الاقل في تسع محافظات عراقية عزيزة وحبيبة  . وانا على يقين انه سيتابع المشهد الثقافي في التسع محافظات اخرى حتى تكتمل الصورة ، وانا شخصيا اقول له وألزمه انني بانتظار الجزء الثاني من هذا الكتاب متمنيا له التوفيق والنجاح والتقدم .                                     

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....