الجمعة، 24 يوليو 2020

حسن الدجيلي 1914- 1997

                                                                    الاستاذ حسن الدجيلي
                                                                  الاستاذ حسن الدجيلي



حسن الدجيلي 1914- 1997 المربي والمؤلف والمترجم والانسان  
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل
منذ زمن بعيد ، وأنا أريد الكتابة عن الاستاذ حسن الدجيلي ،  ذلك انني استفدت من كتبه ، وخاصة من كتابه الوثائقي عن (تقدم التعليم العالي في العراق ) والذي أصدره سنة 1964 عندما كتبت اطروحتي في جامعة بغداد سنة 1979 عن (تطور السياسية التعليمية في العرق 1914-1932) . وعندما استخدمت هذا الكتاب تذكرت ، وانا طالب في جامعة بغداد 1964-1968 وانا ادرس التاريخ أن كلفني أستاذي في تاريخ العراق المعاصر الاستاذ الدكتور عبد الله الفياض بكتبة بحث التخرج عن (حلف بغداد)  وقد عدت الى ما كتبه الاستاذ حسن  الدجيلي عن (ميثاق بغداد ) سنة 1956 ، وهو الاخر كتاب وثائقي فازداد اعجابي بالباحث والكاتب والمترجم والمربي الاستاذ حسن الدجيلي ورحت ابحث عن مؤلفاته وترجماته  مثلما كنت ابحث واتابع ما انجزه استاذي الاستاذ عبد الرزاق الهلالي ...هذان المؤلفان لايشق لهما غبار : كاتبين رائعين يستحقان منا ومن الاجيال القادمة كل تقدير واعتزاز .
الاستاذ حسن الدجيلي ينتمي الى أسرة أنجبت عددا كبيرا من العلماء ، والادباء ، والخطباء ، والشعراء والباحثين .وهو نفسه شخصية عروبية قومية مستقلة بعيدة عن التحزب .. وكان انسانا معتدلا ، ومؤمنا بالفكر الديموقراطي الليبرالي ، ويحبذ القواعد الدستورية والحياة البرلمانية وهو مؤمن بفكرتي الحرية والتقدم وخاصة في معالجته لقضايا التربية والتعليم والتي يراها العمود الفقري في أي نهوض حضاري .
ومن حسن الحظ ان تعرفت الى الاخت  الاستاذة باسمة ابنته من خلال الفيسبوك ، فطلبت منها ان ترفدني بما لديها عن والدها الذي احبه واعتز به وارسلت لي صورة رائعة له كما ارسلت لي معلومات مهمة  افدت منها كثيرا في مقالي هذا .
جاء في وثائق وسجلات أسرته  أن الاستاذ حسن الدجيلي  ، هو حسن بن مجيد بن عيسى بن عبد الله الملقب بالدجيلي  نسبة الى منطقة الدجيل حيث كانت الأسرة منذ زمن بعيد . ولد في مدينة النجف الاشرف سنة  ١٩١٤ . متزوج وله ثلاثة اولاد ؛ الدكتور فيصل ، والشقيقتان الاستاذة  باسمة والدكتورة ظافرة . ينتمي في نسبه الى قبيلة  خزرج الساكنة في منطقة نهر دجلة . نزح جده الاعلى عبد الله من الدجيل الى النجف  الاشرف بصحبة المجتهد الكبير الشيخ جعفر كاشف الغطاء طلبا للعلم ، واتخذ من النجف مقرا للدراسة والسكن وخصه الشيخ الكبير برعاية خاصة وزوجه ابنة اخيه الشيخ حسين كاشف الغطاء ومن ذريته تفرعت العائلة وانتشرت في مدن بغداد ، والكاظمية ، وكربلاء،  والكوفة ، والديوانية ، والبصرة وغيرها  .
درس في النجف الاشرف وسافر الى بغداد  ودخل دار المعلمين الابتدائية وبقي ثلاث سنوات وتخرج بدرجات عالية جدا سنة 1834 ، وعين معلما في ( مدرسة الطالبية ) في  محلة الحويش بالنجف الاشرف  وهي مدرسة جديدة تولى فتحها ومن ثم ادارتها .وقد حظي ببعثة علمية سنة 1935  للدراسة في جامعة اكستر في المملكة المتحدة  (Exeter)  وحصل على  درجة الدبلوم في التربية وعلم النفس. ثم أُرسل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لتكملة دراسته والتحق بجامعة كولورادو  (Colorado) ونال درجة البكلوريوس في العلوم التربوية والاجتماعية. بعدها التحق بجامعة كولومبيا في نيويورك ونال درجة الماجستير في  موضوع  (الأسس الاجتماعية للتربية)  1940.  وكان محبا للعلم فارتأى ان يدرس القانون ؛ فالتحق بكلية الحقوق – جامعة بغداد ، ونال شهادة البكالوريوس في القانون سنة 1962  .ومعنى هذا انه حصل على عدة شهادات في التربية وعلم النفس وفي القانون .
عمل  مدرساً في (دار المعلمين الابتدائية)   بين سنتي  1940 ـ 1945 . ثم  عمل مدرساً في دار المعلمين العالية (كلية التربية )  بجامعة بغداد  سنة 1945، ثم وكيلاً لعميد كلية  التربية ،  وكان بمرتبة استاذ مساعد  .. وبعدها عمل مفتشا (مشرفا تربويا ) اختصاصيا في وزارة المعارف (التربية ) وملحقا ثقافيا في السفارة العراقية في القاهرة سنة 1950 ، وعاد الى بغداد ليتسلم موقع مدير اذاعة بغداد  ومديراً عاماً للتعليم الثانوي، ثم مديراً مفوضاً لغرفة تجارة بغداد 1951-1956 ، ومديراً عاماً لشركة الصناعات العقارية 1958 -1963 .
خلال العهد الملكي اعتقل وفصل من الوظيفة الحكومية مع مجموعة طيبة من اساتذة الجامعة بسبب تقديمهم مذكرة احتجاج للحكومة العراقية بسبب موقفها  السيء من العدوان الثلاثي الاثيم  البريطاني – الفرنسي- الاسرائيلي على الشقيقة مصر 1956 ، وظل كذلك حتى قيام ثورة 14 تموز 1958 التي اسقطت النظام الملكي وأسست  جمهورية العراق .
وفي  في 14 كانون الأول 1963 شغل منصب وزير المواصلات في وزارة طاهر يحيى  تشكلت بعد إقالة وزارة أحمد حسن البكر في 18 تشرين الثاني 1963 بعد الحركة التي أطاحت بحزب البعث العربي الاشتراكي.. وعندما استقالت الوزارة عيّن سفيراً للعراق في المملكة المغربية ثم  في إيران وبعدها في الهند حتى نهاية سنة  1968، وقد أحيل على التقاعد.
 سكن في القاهرة مدة طويلة ، ثم اختير من قبل وزارة التربية في المملكة العربية السعودية للتدريس  في كلية التربية   بجامعة الملك سعود  في الرياض من سنة  1971 حتى سنة  1982،
انتقل للعيش في الرباط في المملكة المغربية حتى سنة  1994 ، وعاد إلى الوطن وتوفي سنة  1997 ، ودفن في النجف الأشرف.
كانت له اسهامات كبيرة في تحرير عدد من الصحف والمجلات من خلال مقالاته التي كان ينشرها ، وخاصة ما يتعلق منها بالجوانب القومية المصيرية أو ما يتعلق بقضايا التربية والتعليم وفي الجوانب الاجتماعية .. ولديه عدد من المقالات في مجلة ( عالم الغد) التي صدرت سنة 1944 وكان من اهدافها نشر الوعي القومي العربي . ومن اسهاماته انه قام مع الاستاذ عبد الرحمن البزاز الشخصية العروبية القومية بتأسيس (نادي البعث العربي)  سنة 1950 واصدر النادي (مجلة البعث العربي) ،  وكانت نصف شهرية وهدفها بث الفكرة القومية .
كما كان عضوا في هيئة تحرير مجلة (المعلم الجديد ) التي كانت تصدرها وزارة التربية وكان سكرتيرا ل(جمعية المعلمين ) في بغداد عند تأسيسها لأول مرة سنة 1945 .. وكان عضوا في (جمعية الكتاب والمؤلفين العراقيين)  في بغداد وهي جمعية ذات طابع قومي وترأس تحرير مجلة (عالم الغد ) المجلة الثقافية نصف الشهرية وصاحبها المحامي الاستاذ رفيق السيد عيسى .كما ترأس تحرير مجلة ( التجارة ) التي كانت تصدرها غرفة تجارة بغداد ، وهو ايضا كان عضوا في هيئة تحرير (مجلة اتحاد الصناعات ) التي كان يصدرها اتحاد الصناعات العراقي .

من مؤلفاته:
- - أصول التربية الثانوية 1948 .
تقدّم التعليم العالي في العراق 1964.
الدولة والتعليم (مجلدان ) 1952 و1954
تقرير الدكتور شاخت عن الحالة الاقتصادية 1952 (ترجمة) .
ميثاق بغداد 1956 (ترجمة) .
توجيه العقل الروسي 1947 (ترجمة )     
التعلم والتعليم مقدمة في التربية وعلم النفس 1959  و 1976 (ترجمة)  .
  (العلاقات العراقية – الايرانية خلال خمسة قرون 1978 )عرض تاريخي وقد طبع الكتاب باسم مستعار هو سعد الانصاري ثم  ظهر الاسم الحقيقي على الطبعات اللاحقة .
الفقهاء حكام على الملوك:  علماء ايران من العهد الصفوي الى العهد البهلوي ) 1986 وقد طبع باسم مستعار هو ( سعد الانصاري ) ثم ظهر الاسم الحقيقي على الطبعات اللاحقة .
التبدل الاجتماعي.
نظم التعليم في الدول الديمقراطية والملكية ، جزءان ، طبع سنة  1952 ـ 1953.
روسيا والصهيونية (ترجمة) 
مشكلات التعليم الثانوي 1963
الفراغ الذي يريده الشيوعيون 1954
 كان الاستاذ حسن الدجيلي يتمتع بثقافة رصينة رفيعة المستوى وكان انسا حريصا جادا منظما دؤوبا نبيلا  محبا وكان يتمتع بشخصية قوية  وهو متمكن يتقن اللغتين العربية والانكليزية وله اسلوب رائع في الكتابة  وله القدرة في ايصال ما يريد ايصاله الى القارئ بأوجز العبارات واجملها  وانا معجب به ومتأثر به وادعو الى ان يكون موضوعا لاطروحة فهو يستحق التقدير والاعتزاز  .. رحم الله الاستاذ حسن الدجيلي وجزاه خيرا على ماقدم من أعمال وأفكار وكتب ودراسات ومقالات  مفيدة للبلد وللامة .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....