الخميس، 9 يوليو 2020

الانتخابات البرلمانية في المغرب ومغزى عودة حزب الاستقلال الى الصدارة !!


الانتخابات البرلمانية في المغرب
ومغزى عودة حزب الاستقلال الى الصدارة !!

                                                                             أ . د . ابراهيم خليل العلاف
                                                           مركز الدراسات الاقليمية ـ جامعة الموصل
     
      في الانتخابات التشريعية التي جرت في المملكة المغربية يوم 17 من أيـلول / سبتمبر 2007 ، حصل حزب الاستقلال ، وهو من الأحزاب التاريخية المغربية العريقة على (52) مقعد . في مجلس النواب ( 16% من الأصوات) في حين فاز حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الإسلامي بـ (47) مقعدا (14% من الاصوات) . أما حزب الحركة الشعبية ، فقد حصل على (38) مقعدا (13% من الاصوات) تلاها ( التجمع الوطني للاحرار (38 مقعدا أي 12% من الاصوات) ثم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية (36 مقعدا أي 10% من الاصوات) (انظر الجدول المرفق) .
     وقد كلف العاهل المغربي الملك محمد السادس ، عباس الفاسي زعيم حزب الاستقلال بتشكيل الوزارة الجديدة . فمن هو عباس الفاسي ؟ وما مغزى عودة هذا الحزب إلى السلطة ؟ ولماذا لم تتحقق التوقعات بفوز حزب العدالة والتنمية ؟ هل ثمة حنين شعبي إلى أيام الأحزاب التاريخية التي كان لها دورها في حرب التحرير ؟ أم أن الناس سئمت من أداء الأحزاب الجديدة ؟ وهل استطاعت الأحزاب  التقليدية بعد كل هذه السنوات تجديد نفسها وتطوير رؤاها تجاه مشكلات المغرب وهموم الناس وقبل هذا وذاك في زج قيادات جديدة شابة في مفاصلها السياسية ؟ تلك أسئلة تحتاج إلى أجوبة ، والورقة هذه محاولة في هذا الاتجاه .
     ابتداء لابد من الإشارة إلى أن حزب الاستقلال ، كما سبق ان قدمنا ، هو من الأحزاب السياسية العربية التي كان لها دورها الفاعل في السياسة العربية التي كان لها دورها الفاعل في تحرير المغرب من الاستعمار الفرنسي .. وقد ظل مؤسسه علال الفاسي رمزا للحركة الوطنية المغربية لفترة طويلة من الزمن ، خاصة وان تاريخه ارتبط في أذهان المغاربة بتاريخ المقاومة منذ سنة 1912 وحتى الاستقلال سنة 1956 .
   وقد حرص الحزب على ان يختار زعيمه الجديد من أقرباء علال الفاسي . مغباس الفاسي هو صهر مؤسس الحزب ، وكما هو معروف فان علال الفاسي كان رئيسا للحزب ، حتى عندما كان اسمه (كتلة العمل الوطني) ، ويعد يوم 11 من كانون الثاني/ يناير 1944 التاريخ الحقيقي لنشأة حزب الاستقلال ويرتبط هذا التاريخ ، بإصدار وثيقة مهمة عرفت بحينه بوثيقة المطالبة بالاستقلال .. وقد نال قادة الحزب ومنهم علال الفاسي الكثير من العنت والاضطهاد ، والاعتقال خاصة بعد ان قام بتنظيم تظاهرات معادية للاستعمار الفرنسي سقط فيها عدد من الشهداء في مختلف المدن المغربية ، وقد تعرض علال الفاسي نفسه الى الاعتقال ثم النفي خارج بلاده وظل زعيما للحزب حتى وفاته رحمه الله سنة 1972 .
     وقد اختار الحزب من بعده (محمد بوسته) والذي استمر في موقعه هذا من سنة 1972 حتى سنة 1998 وبعدها أصبح عباس الفاسي زعيم الحزب ، ولكن ثمة حقيقة لابد من ذكرها وهي ان حزب الاستقلال عانى من الضعف وتقلص دوره بعد وفاة زعيمه التاريخي علال الفاسي ، لكن هذا لم يمنع الحزب من الإسهام في كثير من الحكومات التي تشكلت في المغرب وخاصة في سنوات الثمانينات من القرن الماضي وما بعدها .
   وقد اصبح سنة 1992 جزءا من الكتلة الديموقراطية وهي الكتلة السياسية التي ضمت فضلا عنه ، (حزب الاتحاد الاشتراكي) و (حزب التقدم والاشتراكية) وكان من ابرز إنجازات هذه الكتلة مطالبتها المستمرة بالإصلاحات السياسية والدستورية .. وقد استجاب الملك الراحل الحسن الثاني لبعض هذه المطــالبات ..
    ولعل ما يمكن قوله في هذا الصدد ان حزب الاستقلال استطاع في انتخابات تشرين الثاني / نوفمبر سنة 1997 ، احتلال الموقع الثاني ضمن خارطة الاحزاب السياسية المغربية وذلك بحصوله على نسبة 13,2%من الأصوات وفي انتخابات ايلول / سبتمبر سنة 2002 حصل على ( 40) مقعدا في حين حصل حليفه الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بزعامة عبد الرحمن اليوسفي على 44 مقعدا من اصل 325 مقعدا يتألف منها مجلس النواب المغربي . وقد شكل الحزبان حكومة ائتلافية برئاسة (ادريس جطو) واستمر الأمر على هذا الحال حتى إعلان نتائج انتخابات السابع من أيلول 2007 .
   من هو عباس الفاسي ؟ وكيف استطاع حزب الاستقلال العودة الى الصدارة مجددا ؟ .. ولد عباس الفاسي سنة 1940 وقد توجه نحو العمل السياسي منذ ان كان طالبا ، إذ انتمى الى حزب الاستقلال وفي سنة 1961 انتخب رئيسا للاتحاد العام لطلبة المغرب ، وفي سنة 1962 . اختير عضوا في المجلس الوطني للحزب . تخرج في كلية الحقوق ، وعمل في المحاماة وأصبح سنة 1975 نقيبا للمحامين .. وقد تقلد عدة مناصب وزارية عديدة خاصة بين سنتي 1977 و1981 منها تسنمه على سبيل المثال وزارة الصناعة التقليدية والشؤون الاجتماعية ووزارة التشغيل والتكوين المهني والتنمية الاجتماعية .
   كما عمل في السلك الدبلوماسي وعين سفيرا لمغرب في تونس ثم شغل منصب مندوب المملكة المغربية الدائم في جامعة الدول العربية سنة 1985 وبعدها سفيرا في باريس سنة 1990 . وفي سنة 1998 انتخب أمينا عاما لحزب الاستقلال .
   يقول السيد ولد أباه وهو باحث متخصص بالشؤون المغربية في مقالة له بعنوان ((قراءة في الانتخابات المغربية الاخيرة)) نشرت في جريدة الشرق الأوسط (اللندنية) يوم 14 أيلول 2007 ان نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت في المغرب يوم 7 أيلول 2007 قد شكلت مؤشرا لتحول نوعي في المشهد السياسي المغربي ، فبعد مرور عقدين على تجربة التناوب التوافقي التي ابتدأت في السنوات الاخيرة من عهد الملك الراحل الحسن الثاني ، يستطيع حزب الاستقلال ان يحصل على أعلى الأصوات مما أتاح للملك محمد السادس ان يقرر تكليفه بتشكيل الوزارة الجديدة .. ومع ان هذه النتيجة لم تغير كثيرا في الموازين السياسية في المغرب بشكل جوهري لكنها عكست والى حد كبير وجود الرغبة في الإصلاح والتغيير ، خاصة بعد ان أثبتت نتائج الانتخابات بضعة أمور لعل من أبرزها خطأ التكنهات باكتساح حزب العدالة والتنمية للبرلمان وتراجع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وصعود نجم حزب الاسـتقلال ..
    لنقف قليلا عند طبيعة الانتخابات المغربية وآلياتها فهي تجري في المغرب على المستوى الوطني للسلطة التشريعية ، حيث للبرلمان المغربي مجلسان ، (مجلس النواب) ويتالف من 325 عضوا ينتخبون لمدة خمس سنوات ، وينتخب الـ (295) عضوا في الدوائر الانتخابية المتعددة المعروفة و(30) عضوا في قوائم وطنية تتألف فقط من النساء . أما المجلس الثاني فهو (مجلس المستشارين) ويضم 270 عضوا ينتخبون لمدة تسع سنوات ، وتنتخبهم المجالس المحلية (162) مقعدا والغرف المهنية (91) مقعدا والغرف التجارية (27) مقعدا ..
   والنظام الانتخابي المغربي ، يقوم على مبدأ التعددية الحبية ، لكن لايستطيع حزب واحد الحصول على الأغلبية المطلقة ، لهذا لابد ان تعمل الاحزاب مع بعضها البعض لتشكيل حكومة ائتلافية ، ويبدو ان السبب في ذلك هو الحيلولة دون تركيز السلطة في يد حزب معين مما يتيح ظهور حالة من الاستبداد السياسي !! .
    لكن هناك مسألة مهمة أكدها المراقبون ، وهي ان الانتخابات الأخيرة كشفت بان هناك نسبة الإقبال على اقتراع لم تتجاوز الـ (37%) وهي نسبة مشاركة ضعيفة ، حتى ان البعض قال ان هذا تصويت سلبي بمعنى ان الفئات الاجتماعية ذات القاعدة العريضة عبرت عن عدم ثقتها بالانتخابات بل عن عدم ثقتها بالتجربة السياسية المغربية كلها .. وقد اتضح هذا في سلسلة من الاتهامات التي وجهت الى الطبقة السياسية الحاكمة بانها تلاعبت بالاصوات ، وغلبت المصالح الشخصية ووصل الامر بان هناك اكثر من دليل على ان المال استخدم للتأثير في هذه الانتخابات ، وقد ذهب عدد من المحللين السياسيين الى القول بان الاهتمام ينبغي ان لا يتوجه على الانتخابات ونتائجها بل على الإصلاحات الدستورية ، فمقاليد السلطة الحقيقية ، برأيهم ، متمركزة في يد القصر ، ولابد من اجراء تغيير في نظام الاقتراع وبالشكل الذي يتيح للحزب الذي ينال الاغلبية المطلقة تشكيل الوزارة وعلى أساس وجود برنامج للتغيير والإصلاح . ويستند اولئك في رأيهم هذا على متابعتهم لأداء الحكومات السابقة ، وهي التي أخفقت في خفض نسبة الفقر والفساد والبطالة . هذه فضلا عن فشل تلك الاحزاب في وضع حد لسلطات الملك ، الذي يعد نفسه فوق الدستور ولا يخضع للمراقبة ولا المحاسبة ولا حتى الانتقاد !! .
    لقد تنافس على أصوات الناخبين البالغ عددهم 15 مليون ناخب 33 حزبا سياسيا و13 لائحة من المستقلين وذلك في 95 دائرة انتخابية . وشهدت الانتخابات منافسة قوية بين الائتلاف الحكومي الذي تهيمن عليه الاحزاب العلمانية والمحافظة كالاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال ، وبين حزب العدالة والتنمية ذو التوجه الاسلامي كما سبق ان قدمنا .. وقد اتهم هذا الحزب الاحزاب ذات التوجه العلماني بما اسماه ( الفساد الانتخابي ) و (استخدام الاموال لشراء الاصوات) وقال زعيمه سعد الدين العثماني ان حزبه اخفق في ان يصبح اكبر حزب في مجلس النواب لكنه اضاف ((اننا سنظل اكبر حزب سياسي !!)) .
   والجدير بالذكر ان التوقعات كلها كانت تشير الى ان هذا الحزب سيحقق نتائج اكبر مما حقق في هذه الانتخابات خاصة وانه استطاع وبسعي حثيث ومنذ بضع سنوات ان يصبح اكبر كتلة برلمانية معارضة في البلاد خاصة بعد ان احتل المرتبة الثالثة في انتخابات سنة 1998 بعد كل من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية وحزب الاستقلال . ويرى بعض المراقبين ان الانتخابات الاخيرة في المغرب تميزت بروح الشفافية والحرفية ، كما ان الحكومة رفضت ادعاءات قادة حزب العدالة والتنمية وقالت انها ستبحث عن أي دليل يدعمها .
   ويذهب البعض ان نتائج الانتخابات واحتلال حزب الاستقلال مركز الصدارة عوض حزب العدالة والتنمية لا يعد مفاجئة لسبب بسيط وهو ان حزب الاستقلال حزبا تاريخيا ، وهو يتوفر على امكانات مادية هائلة لا يتوفر عليها حزب العدالة والتنمية فضلا عن كونه حزبا تاريخيا له دور كبير في تشكيل التاريخ المغربي الحديث والمعاصر والاهم من هذا كله ان حزب الاستقلال ، كما قال زعيمه عباس الفاسي ، لجريدة الشرق الاوسط (10 ايلول /سبتمبر 2007) ،   استطاع((ضخ دماء جديدة في شرايينه ، خاصة على مستوى الكوادر.. كما جدد أساليب عمله)) . وأكد الفاسي ان بصمات وزراءه الذين أسهموا في الحكومات السابقة ومنهم من الشباب الذين يتميزون بكفاءات تقنية ، واضحة في تحريك عجلة التنمية من قبيل الاسكان والسياحة والصناعة التقليدية والتجهيز والنقل وغيرها وهذا كله كان وراء تحقيق هذه النتيجة المهمة .
   وقال الفاسي (( ان النتيجة التي حصل عليها حزبنا ليست غريبة ، لانه في الانتخابات التشريعية السابقة اعلنت وزارة الداخلية ، أننا حصلنا على 48 مقعدا أي المرتبة الثانية ، لكن بعد يومين نشرنا في صحيفة الحزب أننا حصلنا على 53 مقعدا وبذلك فاننا كنا في المرتبة الاولى في سنة 2002 ، وبالنسبة لنتيجة اقتراع الجمعة (الانتخابات الاخيرة) التي حصلنا فيها على المرتبة الاولى فانها جاءت ثمرة لمجهود جبار قمنا به بعد انتهاء انتخابات 2002 )) .
   وقد يذهب البعض بأن للولايات المتحدة الامريكية دور في هذه الانتخابات ، حيث ان ثمة دلائل تشير الى التخوف الامريكي من فوز حزب العدالة والتنمية وتصدره لقائمة الاحزاب المغربية وهو المعروف بتوجهه الإسلامي .. الا ان هذا الادعاء يرد وبكل قوة فقادة حزب العدالة والتنمية طمأنوا الغرب بشأن توجهات حزبهم وزاروا الولايات المتحدة الامريكية مؤخرا للتأكيد على انهم ليسوا متشددين وان وصولهم الى السلطة لن يؤدوا ، باي حال من الاحوال ، الى اقامة دولة اسلامية في المغرب ، وبأنهم يشبهون في توجهاتهم حزب العدالة والتنمية التركي الذي يحظى بدعم من الولايات المتحدة وهو معروف باعتداله وانفتاحه على الغرب وتعهده بالاستمرار على القيم العلمانية الاتاتوركية التي يقوم عليها النظام السياسي التركي منذ العشرينات من القرن الماضي .
   يقول  الدكتور محمد سبيلا أستاذ الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط ان الانتخابات المغربية الاخيرة انتهت بفوز ما اسماه التيارات المحافظة وتراجع القوى اليسارية وهذا التراجع يرجع الى شبكة من العوامل المتداخلة والمؤثرة وأولها التحولات الايدلوجية على المستويين العربي الاسلامي والعالمي المتمثلة بأمرين اثنين اولهما انتعاش ظاهرة الاسلام السياسي والوعي باهمية الدين وثانيهما تنامي نوع من الازدهار الليبرالي ( الغربي) وتراجع تدريجي لقيم اليسار والاشتراكية . ولكن هناك برأيه خصوصيات محلية لتراجع اليسار في المغرب وبالاخص الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية ، ((فالديناميكية التي عاشها اليمين المتمثل في حزب الاستقلال هي ديناميكية حزب يشكل إطارا لوعي الطبقة الوسطى ذات التقاليد العريقة التي اكتسبت خبرة طويلة في ظل الخلافات وبلسمة الجروح ، وعدم احداث فجائع وفرقعات مما أهل هذا الحزب الى ان يكون حزب ملائمة وتلاحم . في حين ان اليسار شهد بعض المعارك والانتخابات والاقصاءات ، الامر الذي انعكس على الحزب وسلوكه وصداه وسمعته )) .        
     يتردد في بعض الاوساط ان الاحزاب المغربية ليست الا (دكاكين سياسية) اكثر منها احزاب ذات توجهات فكرية وبرامج اقتصادية ، لذلك فان الدعوة الى اجراء إصلاحات دستورية تبدو أقوى في المغرب اليوم من أي وقت مضى ، واذا كان حزب الاستقلال ذو الماضي التاريخي المعروف قد نجح لعوامل تتعلق ببنيته التنظيمية والفكرية ، فن جزءا من هذا النجاح يرجع الى تراجع التأييد الشعبي في المغرب لحزب العدالة والتنمية اثر شيوع الخوف من توجهات هذا الحزب واحتمال تعرضه للعزل الدولي شأنه في ذلك شأن الحركة الاسلامية في فلسطين (حماس) . فضلا عن ( الشارع المغربي) بدأ يتخوف من ظاهرة التشدد الديني .. ومع ان حزب الاستقلال كان مشاركا في الحكومات المغربية الائتلافية السابقة الا انه لم يتعرض لما اسماه الدكتور جمال بن دحمان أستاذ تحليل الخطاب السياسي ، (العقاب الانتخابي ) من الشعب المغربي ونعد تراجع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مثلا في الانتخابات لكونه ((اراد فقط ان يخرج من جلده ، ليصبح حزبا انتخابيا برلمانيا على خلاف طبيعته المبنية اساسا على النضال )) ، وهذا كان من اسباب نجاح حزب الاستقلال كذلك .. وقد اوضح شكيب بن موسى وزير الداخلية المغربي ان المستوى التعليمي للمرشحين والمرشحات الذين خطوا بثقة الناخبين خلال الاقتراع اوضح انهم يتوفرون على كفاءات عالية وعلى مستوى تعليمي جيد ، اذ بلغ عدد الحاصلين على مستوى تعليمي عالي 55,25% وأضاف ان نتائج الاقتراع اسفرت كذلك عن انتخاب 74 نائبا من الفئة العمرية التي يقل سنها عن 44 سنة مما يفيد التطور الملحوظ على مستوى تمثيل شريحة الشباب . ويبدو ان نواب حزب الاستقلال يشكلون نسبة جيدة من اولئك الذين تحدث عنهم وزير الداخلية هذا فضلا عن ان لحزب الاستقلال توجهات فكرية وطنية واضحة المعالم من ابرزها دعوته الى تكريس العمل الديموقراطي ،واشاعة مباديء الحرية والعدالة وتأكيده على الهوية العربية الاسلامية للمغرب ، لكن هذا لايمنع من القول بأن حزب الاستقلال يواجه مشكلات عديدة قد تعيق حركته منها اتهام الاخرين بأنه الحزب الذي تسلم زعماؤه مفاتيح البلاد من المستعمر الفرنسي ، واستيلائهم على خيرات البلاد وامتلاكهم الخبرة في قضايا الفساد واحتواءه على نسبة عالية من المنفعيين وموقفه السلبي من قضية البربر (الامازيغيين) وحقوقهم السياسية والثقافية ، فهل يستطيع الحزب ، وقد جدد نفسه بكوادر شبابية وبدم جديد وببرامج اقتصادية ان يتجاوز هذه المشاكل ويثبت بانه الحزب القادر على تجميع المغاربة تحت رايته ؟  

                                 





مـلـــحق
ملحق يوضح أسماء الأحزاب المغربية وعدد المقاعد ونسبة الأصوات التي حصلت عليها في انتخابات 17 أيلول 2007

  
اسم الحزب
عدد المقاعد
النسبة
حزب الاستقلال
52
16%
حزب العدالة والتنمية
47
14%
الحركة الشعبية
38
13%
التجمع الوطني للأحرار
38
12%
الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية
36
10%
الاتحاد الدستوري
27
8%
حزب التقدم والاشتراكية
17
ــــ
جبهة القوى الديموقراطية
9 مقاعد
ــــ
الحركة الديمقراطية الاجتماعية
9 مقاعد
ــــ
اتحاد الحزب الوطني الديموقراطي وحزب العهد
8 مقاعد
ــــ
تحالف حزب الطليعة الديموقراطي الاشتراكي وحزب المؤتمر الوطني الاتحادي
 والحزب الاشتراكي الموحد
5 مقاعد
ــــ
المستقلون
5 مقاعد
ــــ
الحزب العمالي
5 مقاعد
ــــ
حزب البيئة والتنمية
4 مقاعد
ــــ
حزب التجديد والإنصاف
4 مقاعد
ــــ
الحزب الاشتراكي
3 مقاعد
ــــ
حزب العهد
3 مقاعد
ــــ
الحزب الوطني الديموقراطي
3 مقاعد
ــــ
حزب الاتحاد والمغرب للديموقراطية
مقعدان
ــــ
حزب مبادرة المواطنة والتنمية
مقعد واحد
ــــ
حزب رابطة الحريات
مقعد واحد
ــــ
المؤتمر الوطني الاتحادي
مقعد واحد
ــــ
حزب النهضة والفضيلة
مقعد واحد
ــــ
حزب القوات المواطنة
مقعد واحد
ــــ
ولم تتمكن تسعة احزاب صغيرة من الحصول على أي مقعد

 *كتب في 7-6-2004


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....