الخميس، 9 يوليو 2020

قحطان فؤاد الخطيب وجهوده في خدمة حركة الترجمة أ . د . ابراهيم خليل العلاف





قحطان فؤاد الخطيب وجهوده في خدمة حركة الترجمة

                                                أ . د . ابراهيم خليل العلاف
                                                       استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

     لم يكن أمرا غريبا ان يستضيف موقع الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب WATA الاستاذ فؤاد الخطيب ليتحدث عن واقع ومستقبل حركة الترجمة في الوطن العربي . ويقينا ان الرجل يستحق هذا واكثر فمجهوداته في عالم الترجمة طيلة سنوات طويلة معروفة خاصة وانه لم يكتف بما ترجمه من وثائق ومستمسكات ونصوص ودراسات وانما نقل الترجمة الى واقع فعلي عندما عمل محلفا أقدم وخبيرا قضائيا مخولا في الترجمة .
     قحطان فؤاد الخطيب مترجم بل هو استاذ في الترجمة .. موصلي يحب مدينته وعراقي يحب وطنه وانساني النزعة ، يؤمن بتلاقي الحضارات وتعاون الثقافات .. ولد في الموصل سنة 1941 واكمل دراساته الاولية فيها وسافر الى الولايات المتحدة سنة 1962 لاكمال دراسته في جامعة ميامي بفلوريدا الا ان ظروفا خاصة لم تساعده على انجاز هذه المهمة فعاد الى وطنه ليكمل دراسته في كلية اللغات بجامعة بغداد ومن ثم لينصرف نحو مهنة التدريس . ولم يكن الخطيب مدرسا تقليديا للغة الانكليزية ، بل كان صاحب مدرسة في ذلك .. ومما ساعده على ذلك تكوينه التعليمي والثقافي ، وقد كانت جريـــدة فتى العراق (الموصلية) كما قال في مقابلة معه نشرت في موقع الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب الالكتروني ، من المصادر التي اسهمت في تنمية ملكاته الثقافية والصحفية وتطويرها فضلا عن دراسته الاكاديمية يقول الخطيب ((جريدة فتى العراق .. هي مدرسة كل الأدباء ومثقفي الموصل ، تخرج على صفحاتها الآلاف من النوابغ . رحم الله مؤسسها إبراهيم الجلبي وأطال الله عمر خلفه احمد سامي الجلبي الذي ما فتيء ناهضا في حمل رسالة الصحافة )) .
     كما اشار الخطيب الى ان هناك العديد من الاساتذة الذين تأثر بهم سواء اثناء دراسته الجامعية او عندما وضع اولى خطواته على طريق الحياة العملية وحتى بعد ان تخرج من الجامعة وبدأ يمارس تجربته في الترجمة .. ويأتي في مقدمة اولئك الاساتذة الذين درسوه في الجامعة وابرزهم استاذه المرحوم الدكتور خليل ابراهيم الحماش الذي عمل لفترة عميدا لكلية الاداب ـ جامعة بغداد ، فضلا عن ان له مؤلفات عديدة ، يدرس بعضها في المدارس والمعاهد واقسام اللغة الانكليزية في الجامعات العراقية .
  وقد كان للدكتور الحماش دور كبير في تشجيع الاستاذ الخطيب على ممارسة الترجمة العملية وخاصة في جوانب الترجمة القانونية والقضائية .. ومن الذين تأثر بهم كذلك الدكتور عبد الوهاب نجم وكان استاذا بارزا في اللغة الانكليزية وهو موصلي شغل منصب عميد كلية اللغات بجامعة بغداد .  ويعتز الاستاذ الخطيب انه تعلم الكثير من عمه المرحوم الدكتور ابراهيم الخطيب وعمه الاخر الاستاذ شريف الخطيب وصديقه الاستاذ الصحفي والكاتب الرائد سعد الدين خضر .. وكمجامليه لم يكن الخطيب بعيدا عن المؤثرات السياسية التي شهدتها الساحة العربية وخاصة ابان المد الناصري وما رافقه من نهضة فكرية وثقافية وصحفية واسعة التأثير في مصر وفي العراق وفي كل الدول العربية .
    للاستاذ الخطيب دراسات مهمة في مجال الترجمة فمنذ سنة 1964 وهي السنة التي ابتدأ فيها ممارسة هذا اللون من الوان الثقافة اصدر بعض الكراريس المهمة التي افاد الباحثون وطلبة الدراسات الاولية والعليا في مجال اللغة والادب الانكليزيين منها على سبيل المثال ( المصطلحات الاساسية باللغة الانكليزية ) ونشر سنة 1966 و( مصطلحات مختارة في الادب واللغة والدراما) ، نشر عام 1967 ..ويضاف الى ذلك انه قام بترجمة مئات من المستمسكات القانونية الى اللغة الانكليزية مثل عقود الزواج وعقود الايجار والهويات الشخصية والاوامر الوزارية والاوامر الادارية وشهادات الولادة والوفاء والعماد ، وشهادة الجنسية ، وصور القيد ، وقرارات حكم المحاكم ، كما تفرغ لترجمة محاضرات الطلبة وله العديد من المقالات المنشورة في الصحف والمجلات .. كما ان اسهم فاعل في مجال الصحافة الالكترونية ومن خلال موقع الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب  المعروف .
     سعى الاستاذ الخطيب الى ان يكون للمترجمين العراقيين جمعية خاصة بهم تنظم امورهم وتدافع عن حقوقهم وعمل مع زملاء له في هذا المسعى حتى نجحوا في تأسيس جمعية المترجمين العراقيين ومقرها الرئيسي في بغداد وكان لها مجلة مهمة .
    يرى الاستاذ الخطيب ان عالم الترجمة عالم واسع ومليء بما يسعد الانسان وينمي عقله ويساعده في ان يتفاعل مع مستجدات الحضارة العلمية المعاصرة ، ولاينكر بان الترجمة (حرفة) يعيش منها الانسان ، لكن هذه (الحرفة) ينبغي ان تتوفر في الذي يمارسها شروط ومعايير ابرزها : الانصاف ، والصدق ، والامانة ، والمروءة ، والشجاعة ، والشعور بالمسؤولية .
    وفوق هذا وذاك التمكن من اللغة التي ينقل منها واللغة التي يقل عنها .. يقول في هذا الصدد ان المترجم هو ((رسول بين طرفين لا يلتقيان)) . وما على هذا الرسول سوى إيصال رسالته وإبلاغ الناس بها ومضامينها . ويطمح الاستاذ الخطيب الى ان يعيد مجد بغداد لتكون مدرسة للعالم في الترجمة كما كانت في عهد المأمون ، الخليفة العباسي الكبير .. ولهذا فهو يدعو الى الاهتمام باللغات المختلفة والإكثار من التــرجمة ((فمن تعلم لغة قوم امن شرهم)) .
  ويوصي الاستاذ الخطيب المترجمين الشبان بالاطلاع على الجديد والاكثار من المطالعة وعدم التسرع في تقديم النص المترجم الا بعد تدقيقه والتمسك بالحيادية عند الترجمة وان يكون المترجم مكافحا ، متواضعا ، صبورا ، طموحا واسع الاطلاع ، نشيطا ، متجددا ، يعشق مهنته ويتفانى من اجلها .. بارك الله الاستاذ الخطيب وجزاه خيرا على ما قدم ويقدم خدمة لوطنه وامته وللانسانية جمعاء .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....