السبت، 9 يوليو 2016

التركيب الداخلي لمدينة الموصل القديمة :دراسة في جغرافية المدن






حظيت الموصل بعدد من الجغرافيين العراقيين الافذاذ ، الذين عملوا في جامعتها منذ السبعينات من القرن الماضي .. وقد تيسرت لي وانا المتخصص بالتاريخ الحديث ان اعمل معهم ، خاصة عندما تسلمت رئاسة قسم العلوم الاجتماعية في كلية التربية قبل ان ينقسم الى قسمين اولها للتاريخ وثانيهما للجغرافية . و لم يكن هؤلاء من أبناء الموصل لكنهم احبوا الموصل واهلها حبا جما وكتبوا الكثير من دراساتهم وبحوثهم وكتبهم ومقالاتهم عن الموصل.
ويسعدني ان اذكر منهم الصديق المرحوم الاستاذ الدكتور صلاح حميد الجنابي والصديق الاستاذ الدكتور هاشم خضير الجنابي وقد تيسرت لي الفرصة فكتبتُ عن الدكتور صلاح الجنابي .واليوم اذكر الدكتور هاشم خضير الجنابي من خلال كتابه الجميل والقيم الموسوم :" التركيب الداخلي لمدينة الموصل القديمة :دراسة في جغرافية المدن " والذي صدر عن دار الكتب (ابن الاثير حاليا ) للطباعة والنشر في جامعة الموصل سنة 1982 .
وكنتُ اتابع انجاز هذا الكتاب ، واعرف كم كابده الدكتور هاشم من جهد في زيارة الخانات والقيصريات والاسواق والحمامات والشوارع والازقة في الموصل وهكذا كانت دراسته هذه مسحية عملية تطبيقية .ومن الطريف ان الدكتور هاشم الجنابي افاد من طلبته في فرعي التاريخ والجغرافية في قسم العلوم الاجتماعية للعام الدراسي 1979-1980 وايام رئاستي للقسم حيث قاموا بمساعدته في جمع بعض المعلومات والبيانات وكان من ابرز هؤلاء عدنان هزاع (الدكتور فيما بعد ) والطالب وزير غازي .
في هذا الكتاب اشار الدكتور هاشم الجنابي الى ان مدينة الموصل القديمة لاتشكل سوى 9-1% من مساحة المدينة الكلية الا انها تضم اكثر من 70% من حجم النشاط التجاري وحوالي 26 % من سكان المدينة و26 % من مجموع الدور السكنية .هذا فضلا عن تركز الكثير من الاعمال الحرفية والخدمات المهمة فيها .وعاب الدكتور هاشم الجنابي على المسؤولين انذاك انهم لم يعطوا هذه المدينة حقها من الاهتمام والرعاية مع انها غنية بموروثاتها الحضارية والمعمارية المهمة .
وقف في الكتاب عند الظواهر الطبيعية للموصل ونبذة تاريخية عن تطورها والوظيفة التجارية في المدينة القديمة حيث الاسواق والازقة والشوارع ونمط السلع والحرف والخدمات وركز على الوظيفة السكنية والحالة الاجتماعية والوظيفة التجارية والصناعية وخرج بمجموعة طيبة من التوصيات التي ترتفع بمستوى المدينة وتساعد في تقدمها وقد وضعت بعض توصياته موضع التنفيذ .كان جهدا مميزا لازلت اشير اليه بالبنان والكتاب وثيقة تاريخية لابد من الافادة منها في تطوير المدينة .............ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ متمرس -جامعة الموصل 9-7-2016

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي

  مدينة طرسوس ودورها في التاريخ العربي الإسلامي (172-354 هـ -788-965 م كتاب للدكتورة سناء عبد الله عزيز الطائي عرض ومراجعة : الدكتور زياد ع...