قصيدة :
***************
وليمة قابيل
شعر :سامي مهدي
« من أيّما ظُلَمِ
وأيِّ أزمنةٍ في الليلِ سرناها
حتى أتيناكِ ،
أقبلنا من العدمِ ؟
أم من حياةٍ نسيناها ؟ »(1)
…………..
نرى نثيثَ دمِ
نرى ازورارَ فمِ
نرى انطفاءَ عيونٍ كنَّ كالدررِ ،
نرى حكايةَ مقتولٍ وقاتلِهِ
في المشهدِ العَكِرِ ،
وديَّةً من دمِ المقتولِ يدفعُها
أخوه ، والقاتلُ الشريرُ يلطعُها
ويستلذُّ بها ،
هذا يقولُ له : شكراً
وذا يقول له : عفواً
وقد خلدا في ناعمِ السررِ ،
كلاهما كانَ ذا ثأرٍ فأدركه
وكان ذا وطرِ
وقد قضاهُ ،
وهذا لحمُ مَنْ قتلا
ممزَّقٌ بالنابِ والظُفُرِ
وليمةٌ لم يزلْ قابيلُ يولمُها
وليسَ يبدي أمامَ اللهِ من ندمِ
فكيفَ يرجعُ عنها من أعدَّ لها
وفيه ما فيهِ من غلًّ ومن ضَرَمِ ؟
لا تندمي
لا خيرَ في الندمِ
لا تألمي
لا نفعَ في الألمِ
ولا تقولي سدىً : وا ضيعةَ البشرِ
في عالمِ النفطِ والدولارِ والجَرَبِ !
فكلهم خدمٌ فيه
وسيّدهم ، قَدْ قُدَّ من حجرِ ،
وهذه حقبة أزرى الزمان بها ،
لكنّها لحظةٌ تمضي إلى عدمِ
وفي غدٍ سوفَ تُذرى الذارياتُ
على السلاّبِ والسلَبِ ،
فقطرةُ من دمِ المقتولِ يشربُها ترابُه
هي بشرى صابرٍ بنبي
ولحظةٌ يُلهِمُ الرحمنُ آيتَها
وإذْ هُمُ حطبٌ في كفِّ محتطِبِ
حتماً ،
ولابدَّ منها ،
وهي آتيةٌ يوماً ،
وإلاّ فلا عدلٌ ولا دَعَةٌ ،
وهذه سنّةٌ للهِ في الأممِ !
حاشا ،
ولابدَّ للمحروبِ من أملٍ ،
حاشا ،
ولابدَّ للمغلوبِ من شممِ .
22 /2 /2004
....................................................................................
(1) الأبيات المقوسة مقتبسة من بدر شاكر السياب
*من مجموعته الشعرية ( مدونات هابيل ) الصادرة عام 2006
***************
وليمة قابيل
شعر :سامي مهدي
« من أيّما ظُلَمِ
وأيِّ أزمنةٍ في الليلِ سرناها
حتى أتيناكِ ،
أقبلنا من العدمِ ؟
أم من حياةٍ نسيناها ؟ »(1)
…………..
نرى نثيثَ دمِ
نرى ازورارَ فمِ
نرى انطفاءَ عيونٍ كنَّ كالدررِ ،
نرى حكايةَ مقتولٍ وقاتلِهِ
في المشهدِ العَكِرِ ،
وديَّةً من دمِ المقتولِ يدفعُها
أخوه ، والقاتلُ الشريرُ يلطعُها
ويستلذُّ بها ،
هذا يقولُ له : شكراً
وذا يقول له : عفواً
وقد خلدا في ناعمِ السررِ ،
كلاهما كانَ ذا ثأرٍ فأدركه
وكان ذا وطرِ
وقد قضاهُ ،
وهذا لحمُ مَنْ قتلا
ممزَّقٌ بالنابِ والظُفُرِ
وليمةٌ لم يزلْ قابيلُ يولمُها
وليسَ يبدي أمامَ اللهِ من ندمِ
فكيفَ يرجعُ عنها من أعدَّ لها
وفيه ما فيهِ من غلًّ ومن ضَرَمِ ؟
لا تندمي
لا خيرَ في الندمِ
لا تألمي
لا نفعَ في الألمِ
ولا تقولي سدىً : وا ضيعةَ البشرِ
في عالمِ النفطِ والدولارِ والجَرَبِ !
فكلهم خدمٌ فيه
وسيّدهم ، قَدْ قُدَّ من حجرِ ،
وهذه حقبة أزرى الزمان بها ،
لكنّها لحظةٌ تمضي إلى عدمِ
وفي غدٍ سوفَ تُذرى الذارياتُ
على السلاّبِ والسلَبِ ،
فقطرةُ من دمِ المقتولِ يشربُها ترابُه
هي بشرى صابرٍ بنبي
ولحظةٌ يُلهِمُ الرحمنُ آيتَها
وإذْ هُمُ حطبٌ في كفِّ محتطِبِ
حتماً ،
ولابدَّ منها ،
وهي آتيةٌ يوماً ،
وإلاّ فلا عدلٌ ولا دَعَةٌ ،
وهذه سنّةٌ للهِ في الأممِ !
حاشا ،
ولابدَّ للمحروبِ من أملٍ ،
حاشا ،
ولابدَّ للمغلوبِ من شممِ .
22 /2 /2004
....................................................................................
(1) الأبيات المقوسة مقتبسة من بدر شاكر السياب
*من مجموعته الشعرية ( مدونات هابيل ) الصادرة عام 2006
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق