الثلاثاء، 25 فبراير 2014

فضاء أبيض شعر : سامي مهدي

قصيدة :

فضاء أبيض
شعر : سامي مهدي 

وأقولُ لنفسي : يكفي !
لا تكتبْ عن هذا الموتِ المخبولِ ،
إذِ استوفى فينا كلَّ فنونِ القتلِ ،
فما عادَ غريباً ،
بلْ مألوفٌ جداً ،
مكرورٌ ، مكروهٌ ، كوجوهِ الساسةِ ،
لا شيءَ مثيرٌ فيهِ ،
ولا ما يصْدمُ كالأمسِ ،
ولا ما يرعبُ ،
والناسُ تعيشُ معهُ كأخٍ من أمٍّ أخرى ،
تتجرَّعُه يومياً كالخبزِ البائتِ ،
وتغضُّ عن القتلى الأبصارَ ،
تعبتْ من لملمةِ الأشلاءِ
ودفنِ المتَبَقِّي منها ،
ملَّتْ كلَّ عباراتِ النعيِ
وكلَّ مراسيمِ التأبينِ ،
ومناديها نادى « آمينَ » مراراً ،
ودعا كلَّ فضائياتِ العالمِ
أن توجزَ في نقلِ الأخبارِ عن المغدورينَ
وتُقلِّصَ تعليقاتِ الخبراءِ
( وأعني خبراءَ نظرياتِ الأمنِ وما يفتونَ بهِ )
وأقولُ لنفسي :
ها أنتَ ترى
كم صار الموتُ المخبولُ عتيقاً ،
كقوافي الشعراءِ ،
لا يوحي بجديدٍ يُغريكَ
ولا يُلهمُ شعراً يرضيكَ ،
إذنْ فاتركْه
إلى شيءٍ ما زالَ فضاءً أبيضَ للشعرِ /
وفي اللحظةِ يسقطُ صاروخٌ أعمى
بجوارِ البيتِ
ويقتلعُ العصفُ الأبوابَ وتسوَدُّ الأشياءْ .

13 / 12 / 2006
........................................................................................................
* من مجموعة ( أبناء إيننا ) الصادرة عام 2008 في عمّان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ويومكم مبارك ورمضانكم كريم

  ويومكم مبارك ورمضانكم كريم ونعود لنتواصل مع اليوم الجديد ............الجمعة 29-3-2024 ............جمعتكم مباركة واهلا بالاحبة والصورة من د...