أحمد بك الجليلي ..من رجالات الموصل
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
أحمد بك الجليلي شخصية موصلية رائدة ، كان لها دورها في الحياة السياسية والادارية والنيابية العراقية وتستحق ان يكتب عنها اطروحة دكتوراه . وللاسف لم يكتب عنها كثيرا واعترف بأنني قد قصرت في عدم كتابة مقال عنها على الاقل مع انني قد تطرقت اليها في عدد من كتاباتي حول تاريخ الموصل . ومهما يكن من أمر فالمرحوم الاستاذ أحمد بك أيوب بك الجليلي من الاسرة الجليلية الفاضلة التي تولت حكم الموصل بين سنتي 1726-1834 ايام كانت ولاية الموصل جزءا من الامبراطورية العثمانية .ولد احمد بك الجليلي سنة 1898 ، وانهى دراسته المتوسطة فيها وانغمر في الحياة العملية مباشرة معتمدا على نفسه واسرته في التكوين والتثقيف . وقد أشغل عدة وظائف منها توليه رئاسة بلدية الموصل 1931-1932 .وقد دخل البرلمان العراقي وانتخب نائبا عن الموصل لعدة دورات.
كان لاحمد بك الجليلي دور كبير في الدفاع عن عروبة الموصل وتأكيد تبعيتها للدولة العراقية ومن ذلك انه قام بتأسيس "الحزب الوطني "في الموصل سنة 1925 مع عدد من رجالات الموصل وقد فاتح متصرف الموصل انذاك السيد عبد العزيز القصاب بالامر وأكد له ان الحزب الجديد سيعمل من اجل تنمية الوعي بين الناس وتأكيد حق العراق بصيرورة الموصل جزءا من العراق ورد الادعاءات التركية ومطالبتها بالموصل .. وقد اجيز الحزب من قبل وزارة الداخلية مطلع سنة 1925 وتألفت هيئته الادارية القيادية الاولى من مؤسسيه وهم كل من احمد بك الجليلي وعبد الله سليمان وعبد الله العمري ومجيد العمري والدكتور كريكور استارجيان واحمد الشربتي ومجدي النائب المحامي وتوفيق النائب المحامي وقد جرت الانتخابات وتولى عبد الله سليمان رئاسة الحزب في حين تولى عبد الله العمري منصب نائب الرئيس وقد نص برنامج الحزب على ان تكون الموصل عراقية وان يعيش اهلها سعداء في وطنهم العراق .ومن المناسب الاشارة الى ان الهيئة المؤسسة للحزب -كما جرت العادة انذاك -اقامت حفلة في حديقة البلدية بالموصل في 21 مايس-ايار سنة 1925 وخلالها القى رئيس الهيئة الادارية عبد الله سليمان كلمة قال فيها ان الحزب يتمسك بالوحدة العراقية ، ويدعو الى الاستقلال التام ويعمل من اجل "تنشيط حركة الوحدة العراقية " .وضمن برنامجه دعوات لتطوير التعليم وجعل التعليم الابتدائي على الاقل الزاميا .وقد اشار استاذنا الدكتور فاضل حسين في كتابه الشهير "مشكلة الموصل " الى ان الحزب الوطني قام بدور كبير في مجال "مقاومة الدعاية الضارة بالوحدة العراقية والسعي وراء استقلال العراق استقلالا تاما " ومما اعتمده الاستاذ الدكتور فاضل حسين جريدة الموصل في عددها الصادر في الاول من حزيران سنة 1925 .
لم يقف الاستاذ أحمد الجليلي عند هذا الحد . ففضلا عن دوره كنائب في مجلس النواب العراقي ولعدة دورات ورئاسته لبلدية الموصل سنة 1938 كان له دور في دعم " حزب الوحدة " بزعامة جميل المدفعي رئيس وزراء العراق الاسبق وقد اشار الى ذلك الصديق الاستاذ الدكتور محمد حسين الزبيدي في مقالة له بعنوان :" كيف شكل نوري السعيد حزب العهد بطلب من الملك فيصل الاول؟" نشرت في جريدة المدى (البغدادية ) وضمن موقعها الالكتروني يوم 809-2013 الى ان جريدة العقاب لصاحبها الصحفي والسائح الموصلي يونس بحري نشرت برقية واردة من الموصل إلى الجريدة بعددها ذي الرقم 172 الصادر في 18 تشرين الثاني 1935 . وقد أوردت الجريدة ذلك الخبر بترويسة تقول" الموصل تؤيد حزب الوحدة وعلى رأسه الزعيم المدفعي " . ثم أعقبت الجريدة تذكر في التفاصيل:" هبطت على ادارة جريدة العقاب برقية من أعيان ووجهاء الموصل وقادة الرأي فيها منهم : مصطفى الصابونجي ، احمد بك الجليلي ، عبد الله باشعالم ، محمود خيري النائب ، الدكتور داؤد الجلبي ، محمد صدقي سليمان (الكهية) المحامي ، المحامي ياسين أفندي العريبي ، سعد الدين المحامي ، سليم الجراح ، حاج مصطفى سري . يؤيدون جميل بك المدفعي وحزب الوحدة . ولاشك ان ذلك لدليل ساطع على ما للزعيم جميل بك وصحبه من المكان في قلوب الأمة" وكم هو معروف فأن جميل المدفعي شكل وزارته الثالثة في 4 اذار سنة 1935 واستقالت في 15 اذار من السنة ذاتها .
انتخب السيد احمد بك الجليلي نائبا عن الموصل في الدورة الانتخابية الثالثة 1تشرين الثاني 1930-5تشرين الثاني 1932 .... والدورة الانتخابية الثامنة في 23 كانون الاول 1937 -22 شباط 1939 والدورة الانتخابية التاسعة 12 حزيران 1939-31 تشرين الاول 1939 والدورة الانتخابية العاشرة 9 تشرين الاول 1943 -31 ايار 1944 والدورة الانتخابية الحادية عشرة 17 اذار 1947 الى 20 تموز من السنة ذاتها وعند الرجوع الى محاضر مجلس النواب نجد بأنه كان عضوا فاعلا في المجلس وكثيرا ما ناقش القوانين وقدم المقترحات المناسبة في كثير من القضايا التي تهم الناس والبلد . وقد اشار الاستاذ احمد علي الصوفي في كتابه :" تاريخ بلدية الموصل " 1970 الى انه في عهد تولي احمد بك الجليلي رئاسة بلدية الموصل 1931-1932 قامت البلدية بفتح شارع خزرج وهدم باب البيض أو باب كندة وتوسيع ساحة باب الطوب وفد خلفه السيد خير الدين العمري في سنة 1932 .
توفي الاستاذ احمد الجليلي -رحمه الله وجزاه خيرا سنة 1968 .
ا.د.ابراهيم العلاف
استاذ متمرس -جامعة الموصل
أحمد بك الجليلي شخصية موصلية رائدة ، كان لها دورها في الحياة السياسية والادارية والنيابية العراقية وتستحق ان يكتب عنها اطروحة دكتوراه . وللاسف لم يكتب عنها كثيرا واعترف بأنني قد قصرت في عدم كتابة مقال عنها على الاقل مع انني قد تطرقت اليها في عدد من كتاباتي حول تاريخ الموصل . ومهما يكن من أمر فالمرحوم الاستاذ أحمد بك أيوب بك الجليلي من الاسرة الجليلية الفاضلة التي تولت حكم الموصل بين سنتي 1726-1834 ايام كانت ولاية الموصل جزءا من الامبراطورية العثمانية .ولد احمد بك الجليلي سنة 1898 ، وانهى دراسته المتوسطة فيها وانغمر في الحياة العملية مباشرة معتمدا على نفسه واسرته في التكوين والتثقيف . وقد أشغل عدة وظائف منها توليه رئاسة بلدية الموصل 1931-1932 .وقد دخل البرلمان العراقي وانتخب نائبا عن الموصل لعدة دورات.
كان لاحمد بك الجليلي دور كبير في الدفاع عن عروبة الموصل وتأكيد تبعيتها للدولة العراقية ومن ذلك انه قام بتأسيس "الحزب الوطني "في الموصل سنة 1925 مع عدد من رجالات الموصل وقد فاتح متصرف الموصل انذاك السيد عبد العزيز القصاب بالامر وأكد له ان الحزب الجديد سيعمل من اجل تنمية الوعي بين الناس وتأكيد حق العراق بصيرورة الموصل جزءا من العراق ورد الادعاءات التركية ومطالبتها بالموصل .. وقد اجيز الحزب من قبل وزارة الداخلية مطلع سنة 1925 وتألفت هيئته الادارية القيادية الاولى من مؤسسيه وهم كل من احمد بك الجليلي وعبد الله سليمان وعبد الله العمري ومجيد العمري والدكتور كريكور استارجيان واحمد الشربتي ومجدي النائب المحامي وتوفيق النائب المحامي وقد جرت الانتخابات وتولى عبد الله سليمان رئاسة الحزب في حين تولى عبد الله العمري منصب نائب الرئيس وقد نص برنامج الحزب على ان تكون الموصل عراقية وان يعيش اهلها سعداء في وطنهم العراق .ومن المناسب الاشارة الى ان الهيئة المؤسسة للحزب -كما جرت العادة انذاك -اقامت حفلة في حديقة البلدية بالموصل في 21 مايس-ايار سنة 1925 وخلالها القى رئيس الهيئة الادارية عبد الله سليمان كلمة قال فيها ان الحزب يتمسك بالوحدة العراقية ، ويدعو الى الاستقلال التام ويعمل من اجل "تنشيط حركة الوحدة العراقية " .وضمن برنامجه دعوات لتطوير التعليم وجعل التعليم الابتدائي على الاقل الزاميا .وقد اشار استاذنا الدكتور فاضل حسين في كتابه الشهير "مشكلة الموصل " الى ان الحزب الوطني قام بدور كبير في مجال "مقاومة الدعاية الضارة بالوحدة العراقية والسعي وراء استقلال العراق استقلالا تاما " ومما اعتمده الاستاذ الدكتور فاضل حسين جريدة الموصل في عددها الصادر في الاول من حزيران سنة 1925 .
لم يقف الاستاذ أحمد الجليلي عند هذا الحد . ففضلا عن دوره كنائب في مجلس النواب العراقي ولعدة دورات ورئاسته لبلدية الموصل سنة 1938 كان له دور في دعم " حزب الوحدة " بزعامة جميل المدفعي رئيس وزراء العراق الاسبق وقد اشار الى ذلك الصديق الاستاذ الدكتور محمد حسين الزبيدي في مقالة له بعنوان :" كيف شكل نوري السعيد حزب العهد بطلب من الملك فيصل الاول؟" نشرت في جريدة المدى (البغدادية ) وضمن موقعها الالكتروني يوم 809-2013 الى ان جريدة العقاب لصاحبها الصحفي والسائح الموصلي يونس بحري نشرت برقية واردة من الموصل إلى الجريدة بعددها ذي الرقم 172 الصادر في 18 تشرين الثاني 1935 . وقد أوردت الجريدة ذلك الخبر بترويسة تقول" الموصل تؤيد حزب الوحدة وعلى رأسه الزعيم المدفعي " . ثم أعقبت الجريدة تذكر في التفاصيل:" هبطت على ادارة جريدة العقاب برقية من أعيان ووجهاء الموصل وقادة الرأي فيها منهم : مصطفى الصابونجي ، احمد بك الجليلي ، عبد الله باشعالم ، محمود خيري النائب ، الدكتور داؤد الجلبي ، محمد صدقي سليمان (الكهية) المحامي ، المحامي ياسين أفندي العريبي ، سعد الدين المحامي ، سليم الجراح ، حاج مصطفى سري . يؤيدون جميل بك المدفعي وحزب الوحدة . ولاشك ان ذلك لدليل ساطع على ما للزعيم جميل بك وصحبه من المكان في قلوب الأمة" وكم هو معروف فأن جميل المدفعي شكل وزارته الثالثة في 4 اذار سنة 1935 واستقالت في 15 اذار من السنة ذاتها .
انتخب السيد احمد بك الجليلي نائبا عن الموصل في الدورة الانتخابية الثالثة 1تشرين الثاني 1930-5تشرين الثاني 1932 .... والدورة الانتخابية الثامنة في 23 كانون الاول 1937 -22 شباط 1939 والدورة الانتخابية التاسعة 12 حزيران 1939-31 تشرين الاول 1939 والدورة الانتخابية العاشرة 9 تشرين الاول 1943 -31 ايار 1944 والدورة الانتخابية الحادية عشرة 17 اذار 1947 الى 20 تموز من السنة ذاتها وعند الرجوع الى محاضر مجلس النواب نجد بأنه كان عضوا فاعلا في المجلس وكثيرا ما ناقش القوانين وقدم المقترحات المناسبة في كثير من القضايا التي تهم الناس والبلد . وقد اشار الاستاذ احمد علي الصوفي في كتابه :" تاريخ بلدية الموصل " 1970 الى انه في عهد تولي احمد بك الجليلي رئاسة بلدية الموصل 1931-1932 قامت البلدية بفتح شارع خزرج وهدم باب البيض أو باب كندة وتوسيع ساحة باب الطوب وفد خلفه السيد خير الدين العمري في سنة 1932 .
توفي الاستاذ احمد الجليلي -رحمه الله وجزاه خيرا سنة 1968 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق