محمد مبارك40 عاما من العطاء الفكري والثقافي
أ.د. ابراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الاقليمية –جامعة الموصل
يبدو ان الموت ، وهو حق، بدأ يخترم الكثير من ادباء العراق وشعراءه ومفكريه، فقبل أيام فقدت الاوساط الثقافية العراقية المعاصرة الشاعرة نازك الملائكة وبعدها الكاتب والناقد والاديب منذر الجبوري واليوم (الخميس 31 آب 2007)، توفي الناقد والمفكر العراقي الاستاذ محمد مبارك.. والذي عرفناه، على مدى اكثر من اربعين عاما، ليس اديبا ومفكرا وناقدا بل انسانا طيبا ومثقفا عراقيا اصيلا امتزج فكره بتربة وطنه وبمياه الرافدين وبسماء هذا الوطن الجريح. وليس من شك ان موت محمد مبارك يعد خسارة كبيرة، للثقافة العراقية المعاصرة، فلقد كان رحمه الله، من أبرز اعمدة الفكر والادب، والنقد المسرحي ولم يكن انسانا منزويا، بل كان انسانا دؤوبا وحريصا على ان يقدم ما يفيد وطنه وأمته..عرفته الصحافة، كما عرفه المسرح، ولقد عمل لسنوات طويلة رئيسا للقسم الثقافي في اذاعة وتلفزيون جمهورية العراق، ولقد انعكس حبه لوطنه ولشعبه في كل الاعمال التي قدمها سواء على صيغة اصدار الكتب او كتابة المقالات او اعداد البرامج الثقافية..
امتلك الاستاذ محمد مبارك عقلية متفتحة، وبعد نظر واسع، وقد ساعده اتقانه للغة الانكليزية على استيعاب التيارات والنزاعات الفكرية والفلسفية العالمية المعاصرة، لكن هذا لم يمنعه من الغوص في اعماق التراث العربي الاسلامي، والكشف عن رموزه السياسية والادبية والفلسفية والرياضية والاجتماعية.. وقد قال عنه اصدقاءه انه كان يعشق اللغة العربية ويدرك عظمتها، لهذا كله فان ثقافة محمد مبارك المستندة على العقل اتسمت بالرصانة والعمق.. كتب عن محمد مبارك الكثيرون، وواجهه الكثيرون، فتحاور معهم، واثرى مما نتج عن هذا الحوار، حركة النقد في عراقنا العظيم، وكان لمحمد مبارك متسع من الوقت لكي يقدم ما لديه من عطاء عبر الاجهزة الاعلامية والثقافية العراقية المتعددة ، فقد عمل مرة رئيسا لتحرير مجلة الاقلام، كما اشرف على انتاج كم كبير من البرامج الاذاعية والتلفازية في مجال الثقافة والادب والمسرح.. وقد حرص على ان يكون لديه عمود ثابت في بعض الصحف والمجلات، فكتب عن التاريخ والفلسفة والفكر والادب والهوية القومية. قال عنه الاستاذ الناقد باسم عبد الحميد حمودي :ان محمد مبارك، كان مثقفا حقيقيا ومؤكدا على قدرة ودور الكلمة في التأثير. اما الاستاذ حميد المطبعي فقال عنه ان (محمد مهدي مبارك (1939-2007) كان ناقدا وكاتبا..ولد في مدينة الحلة في محافظة بابل، يحمل شهادة البكالوريوس في الادب الانكليزي، ويعد واحدا من خبراء الثقافة في العراق.. أصدر اكثر من عشرة كتب منها (الكندي : فيلسوف العقل) و(نظرات في التراث) و(مقاربات في العقل والثقافة) و(الوعي الشعري) و(الانسان والقضية : مسرحية في حياة المتنبي)، و(مسرحيات عربية) و(مواقف في اللغة والادب والفكر) و(النموذج الثوري في شعر عبد الوهاب البياتي) ومن دراساته (هجير الوعي من خلال الصورة الحسية : دراسة نقدية في قصائد الشاعر علي الحلي) و(حسب الشيخ جعفر :تغريب الواقع والاغتراب عنه) و(الشعر والثورة) و(الشعر والسايكلوجي ظاهرة ومباحث). هذا فضلا عن كتابته لعدد من المسرحيات ولعل مما كتبه ويتذكره الكثيرون ((مانفسيتو (بيان) العرض المسرحي (الخال فانيا) الذي قدمه المخرج المسرحي صلاح القصب في مسرح الرشيد سنة 1993.والجدير بالملاحظة ان مبارك، يعد مؤسسي الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، كما كان على صلة طيبة بمعظم الادباء والمفكرين العراقيين والعرب .. رحم الله الاستاذ محمد مبارك وعوضنا الله بفقدانه ويكفيه انه خدم العراق العظيم بأدبه وفكره ونقده وفلسفته.
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الرأي © 2003 - 2013
أ.د. ابراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الاقليمية –جامعة الموصل
يبدو ان الموت ، وهو حق، بدأ يخترم الكثير من ادباء العراق وشعراءه ومفكريه، فقبل أيام فقدت الاوساط الثقافية العراقية المعاصرة الشاعرة نازك الملائكة وبعدها الكاتب والناقد والاديب منذر الجبوري واليوم (الخميس 31 آب 2007)، توفي الناقد والمفكر العراقي الاستاذ محمد مبارك.. والذي عرفناه، على مدى اكثر من اربعين عاما، ليس اديبا ومفكرا وناقدا بل انسانا طيبا ومثقفا عراقيا اصيلا امتزج فكره بتربة وطنه وبمياه الرافدين وبسماء هذا الوطن الجريح. وليس من شك ان موت محمد مبارك يعد خسارة كبيرة، للثقافة العراقية المعاصرة، فلقد كان رحمه الله، من أبرز اعمدة الفكر والادب، والنقد المسرحي ولم يكن انسانا منزويا، بل كان انسانا دؤوبا وحريصا على ان يقدم ما يفيد وطنه وأمته..عرفته الصحافة، كما عرفه المسرح، ولقد عمل لسنوات طويلة رئيسا للقسم الثقافي في اذاعة وتلفزيون جمهورية العراق، ولقد انعكس حبه لوطنه ولشعبه في كل الاعمال التي قدمها سواء على صيغة اصدار الكتب او كتابة المقالات او اعداد البرامج الثقافية..
امتلك الاستاذ محمد مبارك عقلية متفتحة، وبعد نظر واسع، وقد ساعده اتقانه للغة الانكليزية على استيعاب التيارات والنزاعات الفكرية والفلسفية العالمية المعاصرة، لكن هذا لم يمنعه من الغوص في اعماق التراث العربي الاسلامي، والكشف عن رموزه السياسية والادبية والفلسفية والرياضية والاجتماعية.. وقد قال عنه اصدقاءه انه كان يعشق اللغة العربية ويدرك عظمتها، لهذا كله فان ثقافة محمد مبارك المستندة على العقل اتسمت بالرصانة والعمق.. كتب عن محمد مبارك الكثيرون، وواجهه الكثيرون، فتحاور معهم، واثرى مما نتج عن هذا الحوار، حركة النقد في عراقنا العظيم، وكان لمحمد مبارك متسع من الوقت لكي يقدم ما لديه من عطاء عبر الاجهزة الاعلامية والثقافية العراقية المتعددة ، فقد عمل مرة رئيسا لتحرير مجلة الاقلام، كما اشرف على انتاج كم كبير من البرامج الاذاعية والتلفازية في مجال الثقافة والادب والمسرح.. وقد حرص على ان يكون لديه عمود ثابت في بعض الصحف والمجلات، فكتب عن التاريخ والفلسفة والفكر والادب والهوية القومية. قال عنه الاستاذ الناقد باسم عبد الحميد حمودي :ان محمد مبارك، كان مثقفا حقيقيا ومؤكدا على قدرة ودور الكلمة في التأثير. اما الاستاذ حميد المطبعي فقال عنه ان (محمد مهدي مبارك (1939-2007) كان ناقدا وكاتبا..ولد في مدينة الحلة في محافظة بابل، يحمل شهادة البكالوريوس في الادب الانكليزي، ويعد واحدا من خبراء الثقافة في العراق.. أصدر اكثر من عشرة كتب منها (الكندي : فيلسوف العقل) و(نظرات في التراث) و(مقاربات في العقل والثقافة) و(الوعي الشعري) و(الانسان والقضية : مسرحية في حياة المتنبي)، و(مسرحيات عربية) و(مواقف في اللغة والادب والفكر) و(النموذج الثوري في شعر عبد الوهاب البياتي) ومن دراساته (هجير الوعي من خلال الصورة الحسية : دراسة نقدية في قصائد الشاعر علي الحلي) و(حسب الشيخ جعفر :تغريب الواقع والاغتراب عنه) و(الشعر والثورة) و(الشعر والسايكلوجي ظاهرة ومباحث). هذا فضلا عن كتابته لعدد من المسرحيات ولعل مما كتبه ويتذكره الكثيرون ((مانفسيتو (بيان) العرض المسرحي (الخال فانيا) الذي قدمه المخرج المسرحي صلاح القصب في مسرح الرشيد سنة 1993.والجدير بالملاحظة ان مبارك، يعد مؤسسي الاتحاد العام للادباء والكتاب العراقيين، كما كان على صلة طيبة بمعظم الادباء والمفكرين العراقيين والعرب .. رحم الله الاستاذ محمد مبارك وعوضنا الله بفقدانه ويكفيه انه خدم العراق العظيم بأدبه وفكره ونقده وفلسفته.
جميع الحقوق محفوظة لدنيا الرأي © 2003 - 2013
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق