الجمعة، 15 أكتوبر 2010

قسطل الموصل في اقليعات

ارشد العمري مهندس بلدية الموصل (رئيس وزراء العراق فيما بعد )
جريدة الموصل كانت تنشر اخبار بناء القسطل
          قسطل الموصل في اقليعات
                 ا.د.إبراهيم خليل العلاف
        أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل

     اهتم مدحت باشا بعد تعيينه والياَ على بغداد سنة 1869، بتأسيس البلديات في المدن العراقية . وتعد بلدية بغداد التي أنشأها بعد وصوله أول بلدية عرفها العراق . وسرعان ماانتشرت البلديات في كل المدن ومنها الموصل . ولقد تولت البلدية مهمة الإشراف على تنظيم الأسواق، والاهتمام بنظافة المدينة، وتسهيل إيصال المياه إلى الدور والمحلات المختلفة . وتشير جريدة الزوراء في عددها الصادر في 22 شوال 1317 (1899) إلى تأسيس مشروع إسالة الماء في بغداد سنة 1885 . ومع أن بلدية الموصل أنجزت بضعة مشاريع منها فتح عدد من الشوارع الرئيسة ورصفها وإنارة الشوارع إلا أنها لم تهتم بإيصال الماء إلى الدور السكنية، وظلت الموصل تشكو من عدم وجود مشروع لإسالة الماء واستمر ذلك حتى الاحتلال البريـطاني .
     ففي 28 أيلول 1920 اقترح مهندس بلدية الموصل أرشد العمري على المجلس البلدي ضرورة البدء بمشروع ( لتموين البلدة بالماء ) . إلا أن ذلك لم يتحقق إلا في شهر حزيران 1921 حين تقرر البدء بمشروع ( إسالة الماء في الموصل ) ,
     وقد مر المشروع بمرحلتين . ففي المرحلة الأولى باشر المهندسون بتسوية الأرض التي ستكون مقراَ للمشروع . كما استملكت البيوت وتم هدمها وتعويض أصحابها . وقد ساهمت في المشروع خلال هذه المرحلة دائرة الأشغال العمومية ببغداد بالتعاون مع عدة جهات منها .
1-  متعهدون موصليون منهم سليمان قطان وبرونت كيكيان ومتعهد يهودي بغدادي اسمه حميم ، وذلك لحفر بئر وتشييد محلات المكائن والمضخات في منطقة ( عيسى دده ) ومد الانابيب في الشوارع والأزقة .
2-  شركات تجارية في بغداد لاستيراد المكائن والمضخات .
3-  شركات تجارية في بغداد لاستيراد الأنابيب .
4-  شركة ( كوترل وكريك ) في بغداد لبناء المستودع ( القسطل ) .   
     وتمثل عملية بناء المستودع ( القسطل ) المرحلة النهائية . وقد أختيرت له منطقة تل اقليعات . وتل اقليعات هو التل الذي شيد عليه الآشوريون إحدى قلاعهم الرئيسة الحصينة بعد أن اتخذوا من مدينة نينوى عاصمة لهم سنة 1080 ق م وبعد ذلك تجمع الفلاحون وأصحاب المواشي حول هذه القلعة وشيدوا الدور والمنشآت فكانت ( قليعات ) أو قلعة الموصل . 

وفي نيسان 1923 بدأ العمل في حفر المستودع الذي يبلغ طوله تقريباَ (100) قدم وعرضه نحو (50) قدماَ وارتفاعه (17) قدماَ ، ويستوعب (600) ستمائة آلف غالون ماء أي (2700) متر مكعب وهي الكمية التي كانت بنظر المسؤولين آنذاك تكفي لاحتياجات المدينة اليومية . وقد بنى المستودع بالسمنت والحديد ( بالجمنتو والبولاد ) على حد قول جريدة الموصل في عددها الصادر في 16 تشرين الأول 1924، ومما قالته الجريدة كذلك أن حيطان المستودع كانت ثخينة ( سميكة ) جداَ ويبلغ ثخنها في أعظم موقع (15) إنجاَ وقد ربطت الحيطان وأسفل المستودع بقضبان .
      لقد تولت ( دائرة الأشغال العمومية ) تنفيذ المشروع لحساب بلدية الموصل . وكان مهندس الدائرة الميجر ( الرائد ) لاينم lainam  هو الذي يخطط المشروع وبمساعدة عدد من المهندسين العراقيين والأجانب منهم المستر ريكدن المهندس التنفيذي  في الموصل سابقاَ.   وتعتمد نظرية الميجر ( لاينم ) على أساس تموين مدينة الموصل بكمية من الماء تساوي (10) غالونات يومياَ لكل شخص .  
     وقد علقت جريدة الموصل في عددها الصادر في 6 كانون الثاني 1924 على ذلك قائلة بأن هذه الكمية قليلة جداَ بالقياس إلى حصة الفرد في بعض المدن الغربية حيث تبلغ كمية الــماء  اليومية لكل شخص في لندن (35) غالوناَ وفي باريس (84) غالوناَ وفي فينا (50) غالوناَ وفي شيكاغو ( 139) غالوناَ .  
     ومهما يكن ، فقد ظل ( القسطل ) يلبي احتياجات المدينة من الماء حتى الخمسينات من القرن الماضي حيث أهمل بعد إنشاء مشروع جديد لإسالة الماء يعتمد على أساليب أكثر علمية من المشروع القديم.وقد يكون من المناسب الإشارة الى أن القسطل وقد أدركته وأنا طفل –حيث أني من سكنة محلة رأس الكور القريبة جدا من القسطل في قليعات  -  كان خاليا من الماء وقد ظل مرتعا يلعب الأطفال فيه ويمارسون هواياتهم في القفز ولعب الكرة والجري  وما شاكل ذلك .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور ابراهيم العلاف ورابطها التالي :
wwwallafblogspotcom.blogspot.com












ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .........................................ابراهيم العلاف

  ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .............