الاثنين، 11 أكتوبر 2010

المدرسة الفيصلية الدينية في الموصل

الدكتور الشيخ عبد الرزاق الصفار
الاستاذ محمد رؤوف الغلامي
الاستاذ ضياء يونس
الشيخ عبد الله النعمة
المدرسة الفيصلية الدينية في الموصل
                               ا.د. إبراهيم خليل العلاف
                       أستاذ التاريخ الحديث- جامعة الموصل

   من يقرأ كتاب المرحوم الدكتور داؤود الجلبي  (( مخطوطات الموصل )) يكتشف أن الموصليين كانوا من أوائل الذين اهتموا بتأسيس المدارس الدينية . ولعل ذلك يرجع إلى طبيعتهم المعروفة بالتدين والورع والتقوى والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى بالعمل الصالح . وأتذكر حينما كنت طفلا انه قلما كان هناك مسجد أو جامع في الموصل يخلو من مدرسة دينية . ولقد تعلمت ردحا من الزمن في جامع عبد الله المكي في محلة المكاوي وكان معلمنا وأستاذنا وشيخنا اسمه ( الملا إسماعيل بن مصطفى الخفاف ) .      
      وفي هذا المجال يسعدني أن أحدثكم عن المدرسة الفيصلية الدينية ، وقصة هذه المدرسة ترتبط بقصة إنشاء المدرسة الإسلامية التي أسسها نخبة من مثقفي وعلماء الموصل أمثال الشيخ عبد الله النعمة والأساتذة رشيد الخطيب وعثمان الديوه جي ومعهم من رجالات المدينة ، حمدي جليمران والحاج أيوب العبد الواحد وسعيد الحاج ثابت وياسين العريبي وقاسم الصابونجي وبالتعاون مع جمعية العهد فرع الموصل وقد عين الشيخ النعمة مديرا لها  وبـدأ نـشاطها التـربوي أوائل نيسان 1919 واتخذت من الجامع ألنوري الكبير مقرا لها . ومع أن السلطات البريطانية المحتلة أرادت فرض هيمنتها على هذه المدرسة إلا إن إدارتها رفضت ذلك وامتنعت عن قبول المساعدة المالية التي كانت تقدم للمدارس الأهلية آنذاك .
 
    وبعد تشكيل الحكم الوطني سنة 1921 وافقت إدارة المدرسة على الارتباط بمنطقة معارف الموصل ، وفي 24 كانون الثاني 1924 أمر الملك فيصل الأول رحمه الله بجعل المدرسة تابعة لجامعة آل البيت 1922 ـ 1930  وبعد إلغاء هذه الجامعة ألحقت المدرسة بوزارة الأوقاف وصدرت الإرادة الملكية بتغيير اسمها وجعله ( المدرسة الفيصلية ) وصارت متوسطة يقبل خريجوها في ثانوية بغداد الدينية ثم في كلية الشريعة .
      كان من مدرسيها فضلا عن الشيخ عبد الله النــــعمة مصطفى الدباغ وضياء يونس ومحمد رؤوف الغلامي ،ومحمد طاهر الفخري ،وعبد القادر كمالي رسول أغا ،ومحمود فوزي قصاب باشي، وصالح احمد المتيوتي، وعبد الرزاق الصفار (الدكتور في اللغة العربية فيما بعد )  .وسالم عبد الرزاق .
وبعد صدور قانون 1975 المتعلق بالمدارس الأهلية توقفت الدراسة فيها ونقل طلبتها إلى مدارس تابعة لوزارة التربية .
      تخرج من المدرسة عدد كبير وصار لكثير منهم دور في تكوين العراق المعاصر ولازال خريجوها يفخرون بمدرستهم ويتذكرون أساتذتها وهي لم تكن تقتصر في منهجها على العلوم الدينية بل كانت تدرس العلوم الحديثة واللغات .. أتذكر بنايتها مقابل جامع النعمانية وأدعو إلى إحياء ذكراها ودعوة خريجيها لتدوين ما لديهم من معلومات عن مناهجها وحياتها الداخلية وما تركته من آثار علمية ودينية وثقافية .   






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...