الروائي العراقي إبراهيم حسن ناصر ..وقفة استذكار
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل
اخترمه الموت، وهو لما يزل في ال26 عاما من عمره ..شاب صغير لكنه كان ممتلئا بالحيوية والحركة والنضارة ..كان يحب الحياة، ويعشق قريته الجميلة اسديرة في قضاء الشرقاط –محافظة صلاح الدين (تكريت ) .كتب روايته الأولى : " شواطئ الدم ..شواطئ الملح " ولم تتيسر له فرصة نشرها في حياته ،ونشرت من قبل دار الشؤون الثقافية ببغداد سنة 1990 بعد استشهاده في الحرب العراقية –الإيرانية سنة 1987 .وقد أحرزت روايته شهرة كبيرة، ونالت إحدى الجوائز المخصصة للرواية العراقية سنة 1988 والرواية ليست إلا ملحمة عراقية فذة ، صدرت طبعتها الأولى عام 1990 عن دار الشوون الثقافية ألعامة ،ونفذت من الأسواق . وقيل أنها منعت ولم تطبع ثانية لكونها تعرضت للحرب وشككت في مشروعيتها .يقول الروائي إبراهيم حسن ناصر في هذه الرواية : "أن الحرب إعصار من نار وحديد يجتاح الأرض لكنه يبدأ من عقول القادة ، وينتهي في أجساد الجنود.. في قلوب الأمهات وفي دموع الأرامل" .وعبر حوار عفوي يدور بين الراوي وبين إحدى أرامل الحرب : "من يضمن أن تبقى سالما والحرب لم تنته بعد؟ ويجيب اللذين استشهدوا ليسوا أسوأ مني ولا أنا أحسن منهم" انك تكابر..أنها الحقيقة لا يعرفها إلا من احترق بنار ضياعها" . ويختم البطل حديثه بحكمة تقول : " إننا محكومون بنهايات مشتركة ومصائر متساوية" ويضيف : " حين أموت تخرج العشيرة في جنازتي فزعة ،وتعود أدراجها ضاحكة" .
في ميراثه الكثير مما يمكن نشره وأبرز ما في هذا الميراث روايته الثانية : " صدى مكحول " .وقد تكون لديه مقالات وقصائد وقصص قصيرة.. لانعلم . كان يكتب القصة وقد نشر العديد من القصص منها قصصه : "الثوب الأحمر " و " المقعد الخالي " و " الوادي العميق " و " اليوم الأخير " " استغاثة ليل " . كما كتب عددا من المقالات منها مقالته القيمة عن "الرجولة عند غسان كنفاني " .
كتب إبراهيم حسن ناصر الشعر، والقصة القصيرة . وله مقالات في الأدب والثقافة . وكان مهموما .. بقضايا وطنه وشعبه .لم يكن يحب الحرب لكنها أي الحرب مثل القدر المحتوم كما يقول كارل ماركس" قاطرة التاريخ" ، ولابد منها مع أنها تسحق الإنسان، وتولد الآلام والأحزان لكنها في نهاية الأمر تكسب الشعوب تجارب مهمة لابد من الاستفادة منها وابرز تلك الدروس : أن الحرب ذميمة ويجب أن تسود لغة الحوار والتعاون والتفاهم ورعاية المصالح المشتركة .ولد إبراهيم حسن ناصر في قرية اسديرة بقضاء الشرقاط –محافظة صلاح الدين (تكريت ) سنة 1961 ،وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية ثم دخل قسم الإعلام بكلية الآداب –جامعة بغداد ،ونال البكالوريوس والتحق حال تخرجه بالخدمة العسكرية ضابطا احتياطا ..كان يتساءل ماجدوى الحرب ؟ كان جريئا شجاعا .. قال أشياء لم يقلها غيره لكن لابد مما ليس منه بد ..الحرب قائمة والروائي إبراهيم يتزوج من إحدى بنات قريته ليواجه الحرب بالحياة ويسقط شهيدا بعد فترة قصيرة من زواجه وهكذا تضع الحرب نهاية لحياة هذا الإنسان الحالم وتبقى ذكراه ..وتبقى كتاباته لتدل على أن ثمة من يفدى الوطن بأغلى ما يمتلكه إنها حياته والجود بالنفس أعلى مرتب التضحية، وأسمى ما في هذه الحياة.
كتب عنه الكاتب الكبير الأستاذ حميد المطبعي في موسوعته : "موسوعة أعلام العراق في القرن العشرين " وقال بأنه روائي له أعمالا شعرية، ومقالات أدبية .فضلا عن انه كان –رحمه الله- روائيا متميزا . كما كتبت عنه الناقدة منور ملا حسون مقالة سنة 2008 بعنوان : " الشهيد روائيا " . أما الكاتب الأستاذ حسين محمد العنكود فقد كتب عنه مقالا رائعا بعنوان : " في ذكرى المبدع العراقي الراحل إبراهيم حسن ناصر " في موقع أدب وفن الالكتروني في 4 نيسان 2009 . كما كتب عنه الأستاذ أسامة محمد مقالا في موقع اورنينا للثقافة العامة يوم 21 تموز 2009 بعنوان : " رحلة فوق ..شواطئ الدم ..شواطئ الملح " .وكل تلك الكتابات أكدت بأنه كان مشروعا لروائي عراقي كان من الممكن لو امتدت به الحياة أن يقدم إلى التراث الروائي العراقي المعاصر الكثير والكثير من الأمور التي تثريه وتزيده رسوخا في عالم الرواية العربية والإنسانية المعاصرة . يقينا أن الروائي إبراهيم حسن ناصر قد سطر صفحة ناصعة في جدار الوطن وتراثه الثقافي والادبي ،وترك بصمة لايمكن أن يمحيها الزمن .
شكرا لك دكتور على هذه المعلومات
ردحذفشكرآ لك دكتور على هاذه الوقفة الاستذكاريه رحم الله الروائي الشهيد إبراهيم حسن ناصر الرملي
ردحذفشكرا لك دكتور على هذا العرض الذي يخلد الشهيد الروائي
ردحذفشكرا لك دكتور على هذا العرض الذي يخلد الشهيد الروائي
ردحذف