محمد بيومي و100 سنة من عمر صناعة السينما العربية
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية –جامعة الموصل
مع إن العالم قد عرف صناعة السينما وعرض أول فيلم لأول مرة يوم 28 كانون الأول سنة 1895، إلا إن الوطن العربي تأخر عن ذلك، وتشير الوثائق التاريخية أن مصر أول قطر عربي شهد ظهور صناعة السينما وكان ذلك على يد رجل عسكري اسمه (محمد بيومي). ويذكر الدكتور محمد كامل القليوني في مقالته المنشورة بمجلة العربي (العدد 493، ديسمبر_كانون الأول 1999) إن محمد بيومي ولد في 3 من كانون الثاني سنة 1884، وقد دخل الكلية العسكرية المصرية، وتخرج منها ضابطا سنة 1915 لكنه فصل بسبب مواقفه الوطنية، وقد سافر إلى ألمانيا لدراسة فن السينما وعاد سنة 1923 ليؤسس أستوديو سينمائيا باسم (آدمون فيلم).والطريف إن أول شريط صنعه، كان في 28 أيلول سنة ،1923 وقد وثق فيه عودة الزعيم الوطني سعد زغلول قائد ثورة 1919 من منفاه إلى مصر. وبعد ذلك بقليل أنجز بيومي فليمه الروائي المعروف بأسم (برصوم يبحث عن وظيفة)، وهكذا فتح بيومي الباب إمام العرب لإنتاج الأفلام السينمائية، فعلى سبيل المثال كان فيلم (المتهم البرئ) أول فيلم سوري وقد أنتج سنة 1928، أما أول إنتاج سينمائي عراقي فكان فيلماً روائيا بعنوان (ابن الشرق) وقد أخرجه نيازي مصطفى سنة 1945. وعرف الأردن بدايات الإنتاج السينمائي سنة 1958 حين عرض فيلم(الصراع في جرش) ومن الطريف الإشارة إلى إن مهرجانات سينمائية قد عقدت في الوطن العربي منذ الستينات من القرن الماضي، كما اختيرت بعض الأفلام، كفيلم (المومياء) الذي أخرجه شادي عبد السلام، والمخرج المصري المعروف كأفضل مائة فيلم في المائة سنة الأولى من تاريخ السينما العالمية. لكن السينما العربية وقد مضى على نشأتها أكثر من (100) سنة بحاجة إلى كثير من التطور الفني والمادي، لكي تصبح قادرة على أداء دورها الفاعل في تعميق حركة الثقافة العربية القومية وزيادة قدرتها على مواجهة السينما الاجنبية التي تكرس الكثير من المفاهيم الغريبة عن قيمنا وتقاليدنا العريقة.
*الصورة الخامسة هي لمحمد بيومي رائد السينما المصرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق