السبت، 11 سبتمبر 2010

الاستاذالدكتورابراهيم خليل العلاف : المؤرخ ضمير العصر ولسانه البليغ!!


الاستاذالدكتورابراهيم خليل العلاف : المؤرخ ضمير العصر ولسانه البليغ!!

بقلم الحاج الاستاذ عبد الجبار محمد جرجيس

باحث ومؤرخ-الموصل -العراق

تزخر الموصل بعدد كبير من العلماء والمفكرين والمؤرخين الذين وثقوا لتاريخها ولماضيها وحاضرها ، وحفظوا لرجالها تاريخهم وتراثهم ، ومن هؤلاء الأساتذة النجباء الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف ، الذي عبر بكتاباته وبحوثه عن العديد من جوانب الإبداع والتوثيق فكان بحق أحد ابرز المؤرخين من الكتاب في هذا الجيل ، ومن حق هذا الأستاذ أن يطلع الناس، ليس في العراق وحسب بل في مختلف انحاء العالم،وخاصة في اقطارنا العربية ، على جوانب مضيئة من سيرته التاريخية وأعماله القيمة .

1- ولد في الموصل في 25 كانون الأول سنة 1945 م . نشأ وترعرع في محلة رأس الكور وفي تلك المحلة دخل الكتاب في ( مسجد عبد الله المكي ) وتعلم القرآن الكريم وحفظ بعضاً من آياته . أكمل الابتدائية في مدرسة أبي تمام والمتوسطة في متوسطة ( المركزية ) ثم أنهى الدراسة الإعدادية في ( الثانوية الشرقية ) .

2- مارس بعض الأوقات العمل في ( سوق الحنطة ) في منطقة باب الطوب ( العلوة التي كانت مقابل بناية مركز باب السراي الحالي وساحة وقوف السيارات ) وهذه المهنة مهنة والده وجده رحمهما الله .

3- تأثر في بداية حياته بالعديد من الأساتذة الذين تتلمذ على أيديهم ومن الذين كان للتاريخ والتراث والعلم جانب كبير من اهتماماتهم ومنهم محمد اسماعيل وغصوب الشيخ عبار ، وعبد الرزاق الشماع ، وغانم حمودات ، وهشام سليم الطالب ، وعمر محمد الطالب ، وشاكر النعمة وعزالدين المختار ومحمد النعيمي وابراهيم بطرس ابراهيم وفرج سيبا وزيدان كركجة وعبدالله القليجي وحازم عمر وحازم الحسو وعزالدين السردار وسالم الحمداني وغيرهم من الاساتذة الفضلاء .

4- في سنة 1964 م التحق بكلية التربية في بغداد ( قسم التاريخ) ونهل من معين اساتذته في الكلية ومنهم الدكتور زكي صالح ، والدكتور حاتم عبد الصاحب الكعبي ، والدكتور فيصل الوائلي ، والدكتور محسن غياض ، والدكتور حسين أمين ، والدكتور عبد الله الفياض ، والدكتور أحمد سعيد حديد ، والدكتورة نعيمة حسين الشماع . فتأثر بهم وتخرج حائزا على درجة شرف . وكان في قسم الشرف الذي يتحمل طلبته مواداً إضافية على أقرانهم في المرحلتين الثالثة والرابعة من الكلية .

5- في 9 / 3 / 1969 م تم تعيينه مدرساً في ( متوسطة فتح للبنين في الشورة ) . ثم أصبح مديراً لها ، وأصبحت ثانوية بعد ذلك . قضى أربع سنوات في التدريس والإدارة .

6- رغب في الاستزادة في الدراسة والتخصص ، فأكمل دراسته العليا في كلية الأداب جامعة بغداد ، وحصل على شهادة الماجستير في سنة 1975 م عن رسالته ( ولاية الموصل: دراسة في تطوراتها السياسية 1958 – 1922 ) . بإشراف الدكتور ( عبد القادر أحمد اليوسف ) . وحصل على الدكتوراه في سنة 1980 عن اطروحته ( تطور السياسة التعليمية في العراق 1914 – 1932 ) . بإشراف الدكتور ( فاضل حسين ) وسبق أن تم تعيينه في 15 / ايلول 1975 م مدرساً في كلية الآداب في جامعة الموصل ، وشغل منصب مقرر قسم التاريخ فيها لسنوات ، ثم انتقل إلى كلية التربية بجامعة الموصل ، وتم تعيينه رئيساً لقسم التاريخ فيها . وبقي في هذا المنصب للفترة من ( 1980 0 1995 م) ونال في هذه الفترة لقب الأستاذية في 17 / تشرين الأول سنة 1971 م .

7- أسهم في تأسيس مركز الدراسات التركية ، والذي يعرف الآن( بمركز الدراسات الإقليمية ) في سنة 1985 م . تولى إدارة هذا ثلاث مرات . الأولى من ( 1986 -1988 ) م ، والثانية من ( 1995 – 2003 م ) والثالثة حالياً(2007 ) وأشرف على تطوير هذا المركز وإغنائه بالبحوث والدراسات وتأسيس مكتبته القيمة وارشيفه التوثيقي المهم في هذا المجال .

كما ساهم في تطوير عمل المركز وبحوثه ليشمل العراق والبلاد المجاورة له وبعضاً من دول الشرق الأوسط ، إضافة إلى جمهوريات القفقاس وآسيا الوسطى ( الإسلامية ) المنسلخة عن الإتحاد السوفيتي السابق .

نشاطاته

1- كان بين سنتي 1995 – 1997 م عضواً في مجلس جامعة الموصل ممثلاً للأساتذة . وكان من المساهمين في تطوير الجامعة علمياً وإدارياً .

2- عضو في هيئة تحرير مجلة الجامعة ، ورئيساً لتحرير العديد من المجلات الأكاديمية ومنها ، ( أوراق تركية معاصرة ) ... ثم شغل منصب عضوية مجلات جامعية موصلية أخرى ومنها ( أوراق موصلية ) التي كان يصدرها مركز دراسات الموصل ، ثم مجلة ( آداب الرافدين ) التي تصدرها كلية الآداب ، ومجلة ( التربية والعلم ) التي تصدرها كلية التربية ، ثم مجلة الموصل التراثية . وجريدة فتى العراق ورئيسا لمجلة (دراسات اقليمية ) .

3- كان عضواً في هيئة موسوعة الموصل الحضارية التي صدرت سنة 1992 م بخمسة مجلدات كبيرة ، وكانت بحوثه فيها متميزة .

4- ساهم بتحرير الجزأين الرابع والخامس الخاصين بموضوعات التاريخ الحديث والمعاصر .

5- كتب (7) بحوث في تلك الموسوعة عن أوضاع الموصل السياسية والفكرية والاجتماعية المعاصرة .

6- عمل في لجان جامعية عديدة منها لجنة الدراسات العليا ، ولجنة الترقيات العلمية ، ولجنة التأليف والترجمة ، ولجنة إختبار صلاحية التدريس في الجامعةولجنة الاعتراضات على الترقيات العلمية .

تكريماته :-

1- منح وسام المؤرخ العربي من إتحاد المؤرخين العرب في 15 تموز 1986 . تقديراً لجهوده في خدمة التاريخ المعاصر .

2- حصل على إمتياز رعاية الملاكات العلمية للسنتين الدراسيتين ( 1999 – 2000 ) و ( 2001 – 2002 ) .

3- حصل على أكثر من شهادة تقديرية من جهات عديدة لجهوده في النشر العلمي وخدمة الوطن في مجال التاريخ .

4- شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات العلمية داخل العراق وخارجه .

5- حرر في العديد من الموسوعات منها الموسوعة الصحفية العربية ، وموسوعة التاريخ الإسلامي ، التي يصدرها المجمع العلمي الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية لمؤسسة آل البيت في المملكة الأردنية الهاشمية وموسوعة اعلام العرب والمسلمين .

جهوده العلمية :-

1- أشرف على قرابة ( 50 ) رسالة ماجستير وأطروحة دكتوراه ، كما ناقش العشرات منها وفي مختلف أقسام التاريخ في الجامعات العراقية ، حيث لم تقتصر جهوده على مدينته فقط بل تعدتها إلى مناطق العراق عامة .

2- شغل عضوية اللجنة الاستشارية لبيت الحكمة في نينوى .

3- شغل عضوية اللجنة الاستشارية للثقافة والفنون في الموصل .

4- أصبح رئيساً لجمعية المؤرخين والآثاريين العراقيين – فرع نينوى لعدة سنوات .

5- يعمل عضواً في اتحاد المؤرخين العرب .

6- يعمل عضواً في نقابة المعلمين .

7- وهو عضو في اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين .

مؤلفاته :-

نشر خلال عمله في مجال التاريخ بحوثاً عديدة مهمة منها :

1- التاريخ الحديث والمعاصر للوطن العربي للصف السادس الإعدادي الأدبي ، 1980 م

2- نشأة الصحافة العربية في الموصل ، 1981 م

3- تطور التعليم الوطني في العراق ، 1982 م

4- تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516 – 1916 م ، 1983 م

5- نشأة الصحافة في الموصل وتطورها 1885 – 1985 م ، 1985

6- دراسات في تاريخ الوطن العربي والجزيرة العربية ، 1986 م

7- تاريخ الوطن العربي في العهد العثماني 1516 – 1916 ، 1987

8- تاريخ الوطن العربي المعاصر والحديث ، 1987 م

9- محافظة نينوى بين الماضي والحاضر – بالاشتراك ، 1986 م

10- قضايا عربية معاصرة / بالاشتراك ، 1988 م

11- دراسة في فلسفة التاريخ ، 1988 م

12- تاريخ العراق المعاصر بالاشتراك مع الدكتور جعفر عباس حمدي ، 989 م

13- تاريخ العالم الثالث الحديث ، بالاشتراك مع الدكتور عوني عبد الرحمن السبعاوي ، 1989 م

14- التاريخ الحديث والمعاصر ، للصف الثالث المتوسط ، 1990 م

15- ايران وتركيا : دراسة في التاريخ الحديث والمعاصر بالاشتراك مع الدكتور خليل علي مراد ، 1992 م

16- جمهوريات آسيا الوسطى وقفقاسيا ، بالاشتراك ، 1993 م

17 القضية الكردية في تركيا ، بالاشتراك ، 1994 م

18- العلاقات العراقية التركية وسبل تطويرها ، بالاشتراك 1999 م

19- المذكرات الشخصية مصدراً لكتابة التاريخ ، بالاشتراك ، 2001 م

20- العراق وتحديات القرن الحادي والعشرين ، بالاشتراك ، 2001 م

21- المفصل في تاريخ العراق المعاصر ، 2002 م

22- خارطة التوجهات الاسلامية في تركيا المعاصرة ، 2005 م

32-الخليج العربي :دراسة في التاريخ والسياسة والتعليم والنفط ،2007

البحوث والدراسات الأكاديمية

كتب بحوثاً ودراسات أكاديمية وصل عددها إلى أكثر من ( 200 ) بحثاً ودراسة منشورة في مجلات موصلية وعراقية وعربية ، وتعد مساهماته في هذه البحوث والدراسات إغناء للفكر والتراث وتعزيزاُ لدور تلك المجلات وتقوية مواقفها العلمية وخاصة بالبحوث الناضجة .

عمله الصحفي

لا ينكر كون الأستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف أحد أبرز من مارس العمل الصحفي والكتابة في الصحف العراقية والموصليةمنذ قرابة ال40 عاما خلت ، حيث لديه العديد من البحوث والدراسات والمقالات في جريدة الحدباء ، وفتى العراق الغراء التي ما يزال مستشار التحرير فيها ، بل ومن ابرز كتابها على الإطلاق ٍ، ولا نستغرب عندما نعلم أن مقالاته لو تم احصاؤها لتعدت ( 500 ) ، وما يزال عطاؤه الثر يزداد توهجاً ، وكلماته مؤثرة في البنية التوثيقية والكلمة الصادقة المعبرة عن عمق وأصالة الحضارة العراقي والموصلية ورجالاتهما .

عندما تجالسه وتحدثه لا تلبث أن تعترف أنك أمام موسوعة علمية تاريخية متنقلة في عالم المتغيرات ، لكن كل المتغيرات لم تؤثر أو تغير من نقاء فكره الوطني العراقي ، وحبه الدافق للوطن ووحدته وسلامة أهله .

لقد عرف الدكتور في المستويات كافة فهو من النشطاء في أغلب المؤتمرات العلمية التاريخية ، وقلما يقام مؤتمر أو ندوة إلا والأستاذ الدكتور احد مدعويها والمشاركين فيها ، ولقد حضر أكثر من ( 100 ) ندوة ومؤتمر علمي داخل العراق وخارجه ، وآخرها ( ندوة العراق ودول الجوار ، رؤى متبادلة ) التي نظمها مركز الخليج للأبحاث بدبي بدولة الإمارات العربية المتحدة بين 30 و 31 / آذار / 2005 م ومؤتمر التنمية البشرية والامن في عالم متغير الذي انعقد بجامعة الطفيلة بالاردت تموز 2007 .

منهجه في كتابة التاريخ :

يعتمد في كتاباته على مبدا ثابت ومحدد وهو ( أن المؤرخ ينبغي أن يكون طرفاً نشيطاً في العملية التاريخية ) ، وأن يعتمد الوثائق والمصادر الرصينة في توثيق كتاباته ، على أن يحافظ المؤرخ ( على مبدأ إعادة تشكيل الحدث التاريخي كما وقع بالضبط ) ... إضافة إلى محاولته ( وضع الأحداث وضبط تسلسلها زمنياً بحيث يستطيع القاري معرفة حجم التطور في الأحداث ، وصولاً إلى النتائج المتوخاة )

وهو كالصحفي في نقل الخبر ... حيث يحدد المكان والزمان وينقل الحدث مباشرةً وتفصيلاً ، لإيصاله إلى القراء .

إضافة إلى دعوة الدكتور العلاف إلى أن يكون المؤرخ صاحب رسالة وأن لا يهدف سوى إظهار الحقيقة حتى لو كانت على نفسه ، وأن يكون شجاعاً وصادقاً وأميناً وذا مروءة وإنصاف لأن من يتعامل معهم قد غادروا الحياة ولم يعد بمقدورهم الدفاع عن أنفسهم .

وهنا يتقرب إلى الذهن من عمل الكاميرا الحديثة التي تنقل الصورة الحقيقية للحدث أو المشهد دون تشويه للواقع والمشهد ، لأن عين الكاميرا تكون صادقة في بداية التقاط الصورة ، أي قبل الدبلجة والإخراج .

إذن المؤرخ مطلوب منه أن يعي المسؤولية الكبيرة التي يحملها أمام الله والآخرون والذات فالحقيقة والصدق هما الشاهد على صدق هذا المؤرخ الذي ينقل للأجيال أخبار الماضي ورجاله .

وهنا يشير العلاف أن التعامل مع التاريخ يمر بمشاكل ومن هذه المشاكل ( أن المشكلة في العراق هي أن الإنسان فيه لا يؤمن بقيمة تراكم الخبرة التاريخية ، ويحاول ان يبدأ من الصفر دائماً . لهذا فالبنيان السياسي والاقتصادي والاجتماعي والفكري فيه يشوبه النقصان وعدم الاكتمال .

ففي العراق مثلاً أن القادة والزعماء ، خاصة منذ العشرينيات ، وتشكيل الدولة العراقية الحديثة لا يحظون بالاحترام والتقدير بعد خروجهم من السلطة ، وتبذل الجهود لطمس آثارهم وإزالة منجزاتهم ، بل وشن الحرب عليهم ، ولهذا الأمر أسباب سايكولوجية ومناخية واجتماعية لتعلق بعضها بفساد أولئك الحكام ، أو تراكم أخطائهم وخطيئاتهم بحق الشعب العراقي والرغبة الجامحة في عدم منحهم الحرية والسعي إلى قمعها . وفي هذا يختلف الإنسان العراقي عن الإنسان المصري في موقفه من السلطة ، فمنذ العصور القديمة كان الإنسان المصري يحترم قادته ، في حين أن الإنسان العراقي يخافهم ، لهذا فما أن تتيسر له فرصة التخلص منهم إلا ويبدأ بهدم آثارهم والتخلص منها .

كما كان يحدث في حقبة من الزمن تحجب الكتب والنشريات والمطبوعات التي تمثل تاريخ تلك الحقبة ، فيلجأ من بيده الحل والربط إلى منع تداول هذه المطبوعات ورفعها من المكتبات ودور العلم ، ومراكز البحث والتوثيق .

هنا يقول الدكتور العلاف ، أن المؤرخ يواجه مشكلة معقدة عند محاولته كتابة التاريخ بصدق وموضوعية ... ويؤكد أن مشكلة التاريخ الحديث في العراق وغيره من الأقطار النامية هي ( الأيديولوجية ) ، كما أن مشكلة التاريخ الإسلامي هي إرتباطه بالمقدسات الدينية التي تعيق المؤرخ في كثير من الأحيان عن اداء دوره الفاعل في عملية التدوين والتوثيق والتفسير .

ويدعو العلاف المؤرخين أن ينأوا بأنفسهم عن الحكام وأن يناضلوا من أجل تخليص التاريخ من قيود الحكام ، واذا كان التاريخ لا يكتبه إلا المنتصرون كما يقال ، فلا بد من تأشير حقيقة جسامة المسؤولية التي يضطلع بها المؤرخ الموضوعي النزيه الملتزم بقواعد المنهج التاريخي المعتمدة على إظهار الحقائق والوثائق والوقائع بالعلم لا بالعاطفة .

ويعتمد الدكتور العلاف في نظرته إلى استخدام التاريخ كمادة للتفاهم بين البشر وكوسيلة للتعاون على البر والتقوى وليس على الإثم والعدوان ، ومن الممكن أن يجتمع المؤرخون من أقطار عديدة لكي يتوصلوا إلى قواسم مشتركة عند كتاباتهم للأحداث التاريخية المشتركة المثيرة للنزاعات والجدل ، وكما هو معروف فإن المؤرخين الأوربيين فعلوا مثل ذلك ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ، عندما اجتمعوا في باريس وأزالوا كل ما من شأنه تعميق حالات العداء والنزاع والتخاصم ، وأكدوا على الثوابت والأسس المشتركة التي كان من أبرز نتائجها إقامة الاتحاد الأوربي ، وبإصدار دستور يلتزم به الجميع ، إضافةً إلى العملة الأوربية الموحدة ( اليورو ) . مع بقاء الثوابت الوطنية لكل دولة من الدول الأوربية المنضوية تحت الإتحاد . والمحافظة على الهوية الخاصة بها . مع الولاء للإتحاد في إتحاذ المواقف والقرارات في المحافل الدولية .

كما يؤكد العلاف عند كتابة التاريخ على عدم الإهتمام بالجانب السياسي فقط من العملية التاريخية . بل لا بد من الاهتمام بالجوانب الأخرى . الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ، فعندما يريد المؤرخ أو الباحث الكتابة في موضوع معين فلا بد أن يربط دراسته المعنية بالجوانب التعليمية والادارية والحياة السياسية والصحافة وغيرها من التطورات الأخرى ضمن مرحلة التطور التاريخي للمرحلة.

وللأستاذ الدكتور العلاف دور مهم في توجيه طلبة الدراسات العليا إلى البحث والكتابة في التاريخ المحلي لمدينة الموصل ، ومنهاتوثيق دور ( الاعلام المواصلة) الذين قدموا خدمات جليلة في تاريخ وتطور مدينتهم من خلال مآثرهم وكتبهم وبحوثهم ، ولم يقتصر على ذلك . وقد ساهم مساهمة بارزة في المتابعة والمراجعة والتصحيح والإضافة حتى يكون العمل للمؤرخ أو الباحث كاملاً ومنصفاً . وهو يؤكد دائماً على التوثيق المحلي وانطلاقاً إلى تاريخ رجال العراقوالعرب والمسلمين وغيرهم من السياسيين والأدباء والكتاب والباحثين .

لقد عودنا العلاف في كل اسبوع أن نقرأ على صفحات ( فتى العراق ) عن شخصية موصلية او عراقية ، من الذين قدموا خدماتهم الجليلة لهذا الوطن . إضافة إلى بحوثه في مجلة مناهل جامعية ، وبعض المجلات والصحف العراقية والعربية( الورقية والالكترونية) الاخرى .

لقد عرفت الدكتور العلاف منذ الستينات من القرن الماضي عندما كان طالباً في جامعة بغداد حيث كنت في دورة لإعداد امناء المكتبات العامة في العراق آنذاك . وكنت أشاهده دائماً في سوق المكتبات هناك يبحث من مبتغاه .

ثم في الثمانينات جمعني معه وبعض الأساتذة لإنجاز كتاب ( نينوى بين الماضي والحاضر ) بالاشتراك مع الدكتور عامر سليمان والدكتور المرحوم توفيق اليوزبكي والأستاذ الدكتور ازهر السماك . والأستاذ الدكتور أحمد قاسم الجمعة سنة 1986 م . وتعاونا جميعاً حتى تم إنجاز وطبع الكتاب ليكون كتاباً يحكي تاريخ الموصل بروح عصرية تاريخية . وطبع منه ( 5000 ) نسخة بالورق الجيد ( الآرت ) .

ثم جمعني عمل آخر بنفس الاتجاه ، وهكذا كانت علاقتي به تتوثق . وحبي واحترامي وتقديري يزداد يوماً بعد يوم . أنه الأستاذ والمؤرخ الصادق ذو النفس العراقي الاصيل، بفكره المستنير بعظمة التاريخ وأهميته في حياة الأمة . لأن الزمن يمر والتاريخ يكتب والمؤرخ الذي يسطر التاريخ هو الشاهد على الأمة ، وهو الذي من خلاله تظهر الحقيقة إلى الناس . فالمؤرخ أقرب إلى شهداء الله في الأرض . وهي أمانة عظيمة حملها الإنسان المؤرخ وهذه الأمانة عظيمة في مكوناتها ، ظالمة في أحكامها ، وحتما يجب تحدي النفس لأن النفس أمارة بالسوء وهنا يقتضي من المؤرخ أن يكون مسيطراً على نفسه ، كابحاً لهواها ، حتى يملك زمامها ومتى ملك زمامها ، تمكن من قيادتها وتوجيهها نحو الحقيقة .

ويقوم الدكتور الآن بإعداد موسوعة تعد الأولى من نوعها من الموسوعات الألكترونية في العراق والعالم العربي ، والتي تهتم بالمؤرخين العراقيين المعاصرين مسيرة ورؤى واضافات ؟ وهذه الموسوعة التي تتوالى موادها تنشر على الموقع الالكتروني الآتي وهو موقع مجلة علوم انسانية التي تصدر في هولندا باشراف الاستاذ الدكتور حميد الهاشمي :

www.ulum.nl

ومن المؤمل أن يستمر في رفد هذه الموسوعة ويتحفها بما يدخره من معلومات نادرة عن المؤرخين العراقيين ونتاجاتهم كمادة توثيقية تكون أساساً للتمايز بين الرجال وكتاب التاريخ والحقيقة .

*صورة تجمع بين الحاج الاستاذ عبد الجبار محمد الجرجيس (من اليمين ) والدكتور ابراهيم خليل العلاف في دار الاخير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...