الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

حول تاريخ وأعمال أمير الخط العربي الأستاذ يوسف ذنون







حول تاريخ وأعمال أمير الخط العربي الأستاذ يوسف ذنون بقلم:
ا.د.إبراهيم خليل العلاف

أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل


لست من الذين يذهبون إلى أن الرواد والعلماء والمبدعين يذكرون بعد رحيلهم ،وإنما مع الذين يكرمون هؤلاء في حياتهم. وكثيرا ما اشدد على ذلك وأقول لأصحابي إن مما يؤسف له أن الناس –وخاصة في بلدي العراق –تعرض عن النوابغ حال كونهم معاصرين لهم ومساكين لهم فإذا ماتوا تعرف حينئذ أقدارهم وتطلب آثارهم .المبدع عندما يرى الناس في حياته وهي تذكره وتشيد بانجازاته يزداد رغبة في تقديم الجديد والمفيد ،ويشعر بان ثمة من يتابعه ويريد منه أن يقدم شيئا .وحسنا فعل الأستاذ فوزي سالم عفيفي عندما اصدر كتابه الرائع عن "أمير الخط العربي يوسف ذنون " في حلة قشيبة وإخراج جميل .فعن الدار العربية للموسوعات صدر الكتاب وطبع. فالكتاب –بحق –لايؤرخ لحياة الأستاذ يوسف ذنون بقدر ما يؤرخ لمرحلة مهمة من مراحل تطور حركة الخط العربي في العراق بصورة خاصة وفي البلاد العربية والإسلامية بصورة عامة .
يوسف ذنون من مواليد الموصل سنة 1932 أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية ..مرب ، وخطاط ،وباحث، وكاتب لايشق له غبار.. ساح وجال في معظم الدول العربية وهو ألان في قطر ينجز مشاريع مهمة على صعيد إصدار طبعات أنيقة للقران الكريم، وكتاباته عل جدران مساجد العراق والوطن العربي أكثر من أن تحصى،وكلما دخلنا مسجدا أو جامعا طالعتنا في أواخر الخطوط تواقيعه "يوسف " برقة وجمال .
في الكتاب، ترجمة للفنان المبدع يوسف ذنون بقلمه ..انه يوسف ذنون عبد الله ألنعيمي ..درس في الموصل وعمل معلما ومسؤولا عن الخط العربي في مركز النشاط المدرسي هناك. وعندما أحال نفسه على التقاعد في الأول من تشرين الثاني –نوفمبر سنة 1981 كان مشرفا تربويا اختصاصيا في شؤون الخط والتربية الفنية ، وبعد تقاعده تفرغ للخط واشتغل خبيرا للمخطوطات في العراق .
تتلمذ على يد الخطاط التركي الكبير حامد الامدي ونال الإجازة منه وارتبط بعلاقات طيبة مع خطاطين كبار منهم هاشم البغدادي،ومحمد إبراهيم الاسكندراني ومحمد حسني المصري، ومحمد بدوي الدبراني الدمشقي ،ونجم الدين اوقياي التركي وأبو بكر الساسي الليبي واحمد ضياء الدين المدني السعودي وعبد الحميد اسكندر الجزائري وغيرهم .
له خبرة جمة في الآثار الإسلامية والعمائر الدينية ويرجع إليه طلبة الدراسات العليا للاستشارة والاستفادة .كما انه عالم في تحديد اتجاه القبلة ،وقد حاضر في جامعة الموصل وفي أقسام الآثار واللغة العربية .وله دراسات في المخطوطات ونشر دراسات وبحوث في التراث الموصلي والعربي والإسلامي والعالمي، وشارك في تأسيس جمعيات للتراث العربي والخط العربي وترأس بعضها وخاصة في الموصل .وقد أقام معرض كثيرة للخط في داخل العراق وخارجه .كما أقام دورات تدريبية للطلبة في الخط على مدى 40 عاما .قد نال العيد من التقديرات والجوائز التكريمية .له من الأبناء والبنات 14 كلهم ناجحون في حياتهم ومنهم من هو أستاذ في كلية الهندسة وهو الدكتور عمار ومنهم من هو ضابط في القوات المسلحة أو موظف في الحكومة .ومن كتبه : "دروس في التربية الفنية " و "مبادئ الزخرفة العربية " و "قواعد خط الرقعة " و " أصول تدريس الخط العربي والكتابة الاعتيادية " .
وليوسف ذنون لوحات خطية جميلة لاتعد ولاتحصى، وكثير منها تزين أركانا جميلة في منزل أو قاعة عامة أو جامع أو كنيسة . وديدنه الرئيس : " ان ينتشر الخط ويعرض لا أن يحبس ويمنع الناس منه " وفلسفته هي قول الإمام علي عليه السلام : "الخط الجميل يزيد الحق وضوحا " . كما انه يذهب إلى " ان الجملة المكتوبة هي التي تملي اختيار الخط المناسب " .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

خبراء إستقدمهم العراق خلال العهد الملكي 1921-1958 والسنوات الاولى من العهد الجمهوري لحل بعض المشاكل المالية والصحية والمالية والاقتصادية والتربوية*

  خبراء إستقدمهم العراق خلال العهد الملكي 1921-1958 والسنوات الاولى من العهد الجمهوري لحل بعض المشاكل المالية والصحية والمالية والاقتصادية و...