الجمعة، 14 مايو 2010

الموصل في القرن العشرين.. كتاب جديد





الموصل في القرن العشرين.. كتاب جديد
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث _جامعة الموصل

أهدانا الأستاذ الحاج عبد الله محمد خضر كتابه الموسوم:" الموصل في القرن العشرين"، وهو توثيق لحقبة تاريخية مهمة من توسيع حديث، وتغيير للقديم في مدينة الموصل.. والمؤلف ، فضلاً عن ماتحلى به من ثقافة طيبة، فانه يمتلك خبرة عملية من خلال عمله في مديرية التسجيل العقاري (الطابو) لسنوات طوال.. قدم للكتاب الأستاذ الدكتور عماد الدين خليل، وقال عنه:" في هذا الكتاب الذي يجده القارئ بين يديه، دعوة مخلصة لحماية ماتبقى من تراث الموصل ومبانيها.. ينسجها على مكث باحث خبير قدر له ، بحكم عمله في المساحة لسنوات طوال، أن يمسك جيداً بزمام الموضوع، وان يقدم جملة من المرئيات في غاية الأهمية، تبدأ بإضاءة العمق التاريخي للموصل منذ نشأتها الأولى هذا التوسع وصفته القانونية والتغيرات الديموغرافية التي طرأت عليها، والتأثير على الأجزاء الحديثة التي تشكلت داخل المدينة القديمة على حساب معطياتها التراثية، والمتغيرات المواكبة للتوسيع العمراني".
من مباحث الكتاب بقايا سور الموصل القديم وأبوابه، الشوارع التي فتحت في المدينة القديمة التي كانت داخل السور حدود المدينة القديمة قبل هدم السور، أسواق الساحل الأيمن، قرية النبي يونس عليه السلام ،منطقة الفيصلية ونينوى الغربية، حي الجزائر، الكارثة البيئية للتلوث النهري ،حمامات الموصل الكنائس في الموصل.. الجوامع والمساجد، وكيف نشأت منطقة الغابات كمرفق سياحي لمدينة الموصل؟
من الحقائق التي يصل إليها الكاتب:
1. أن قسما كبيرا من سور الموصل وأبوابه وأبراجه قد هدم سنة 1915.. وفي سنة 1934 هدم الباقي من الأسوار وصارت الأبواب أثراً بعد عين .. إلا موضع باش طابية (القلعة الرئيسة).
2. إن مدينة الموصل شهدت نهضة عمرانية منذ بداية القرن العشرين أدت إلى توسيع رقعة المدينة.
3. إن الناظر إلى التوزيع السكاني داخل المدينة القديمة يجدها على شكل تجمعات وحارات (محلات) وتبدو واضحة وخاصة في أطراف المدينة، وهذه الحارات أو المحلات تبنئ عن تجمعات عشائرية أضيفت إلى المدينة من أطرافها.. وهناك محلات سميت بأسماء عشائر عربية معظمها قديم منذ أيام الفتح الإسلامي مثل محلة الخزرج ومحلة المياسة ومحلة التغالبة ومحلة الحياليين ومحلة النجماويين ومحلة الكشاملة .
4. في أي تجمع سكاني عادة ماتكون المقابر خارج حدود السكن وعلى مقربة منه وقد نشأت في الموصل (17) منطقة رئيسية من هذه المقابر أولهما مقابر منطقة الكوازين في محلة رأس الكور، وأنتهاءاً بمقابر منطقة باب الطوب مروراً بمنطقة مقابر الشيخ حنش، ومنطقة مقابر المشاهدة.
5. هناك شوارع فتحت في الموصل القديمة التي كانت داخل السور وبجواره منها شارع نينوى، وشارع النبي جرجيس، وشارع النجيفي، وشارع الفاروق، وشارع خزرج، وشارع غازي، وشارع المكاوي، وشارع ابن الاثير وشارع عبد السلام محمد عارف (شارع خالد بن الوليد) وغيرهما من الشوارع.
6. محلات الموصل القديمة داخل السور (37) محلة تبدأ بمحلة رأس الكور وتنتهي بمحلة باب البيض التحتاني مروراً بمحلة جامع اخزام ومحلة الشيخ فتحي.
7. المناطق المحدثة في الساحل الأيمن كثيرة منها الدواسة (1940_1950)، والدندان (1950_1960)، والجوسق (1960_1970)، والطيران (1950_1970)، باب سنجار (1940_1970)، الشفاء (1955_1970)، حي الثورة (1960_1970)، وحي 17 تموز (1978_1985)، الشهداء (1986_1990)، .
8. من المناطق المحدثة في الساحل الأيسر ، مدينة الزهور وحي المصارف وحي السكر وحي النور وحي الحدباء وحي الكرامة. وقد نشأت هذه الأحياء وغيرها على أراض قرى منها قرية الجيلة وقرية يارمجة وقرية الاربجية وقرية القاضية وقرية الرحمانية (قرية شاهين أغا) وقرية قوجاق في حي الكرامة .
9. إن مديرية زراعة نينوى هي التي قامت بتأسيس منطقة الغابات ضمن مقاطعة قره كوز، وهي منطقة منخفضة من السهل الرسوبي في الجزء الشمالي لمدينة الموصل، وكانت تسمى (الحويجة) أو (الحويكة).. وقد ابتدأ الإعداد لها منذ عقد الخمسينات من القرن الماضي ثم كبرت ونمت وهي الآن متنفس الموصل السياحي.
10. إن دائرة التسوية في الموصل اعتمدت التقسيم الإداري الذي على أساسه تم التوسيع في الساحل الأيمن والساحل الأيسر لمدينة الموصل، فالنواحي قسمت إلى مقاطعات والمقاطعات قسمت إلى قطع وقد درجت الدائرة على إفراز جوار الموصل بتسلسلات للترقيم فهناك عقار جوار الموصل ويمثل منطقة الطوافة وعقار 3 المطار وماجاورها من الطيانة وحي الملاح وعقار مقاطعة 47 الزنجيلي ، وعقار مقاطعة 30 و 31 الموصل الجديدة وعقار مقاطعة51 الاربجية وعقار مقاطعة 19 الجيلة (بلبل تبة) وعقار مقاطعة 38 يارمجة..
ولعل مما يسجل للكاتب انه لم يترك شاردة أو واردة حول الموصل إلا وسجلها .. فهناك أسماء الحمامات والأسواق والجسور والجوامع والمساجد والجديدة والكنائس في الساحلين الأيمن والأيسر مع تثبيت تواريخ الإنشاء .. فعلى سبيل المثال ذكر بان جسر المثنى الأول انشأئه جمعية بناء المساكن للمعلمين سنة 1972 وجسر سنحاريب أسس سنة 1996 . كتاب مهم ومفيد ونحث القراء على اقتناءه وفق الله الكاتب الأخ الحاج عبد الله محمد خضر في سعيه العلمي والوطني .
*الصورة الاولى( لجسر الملك فيصل الثاني) والذي افتتح في اذار 1957 وسمي بعد ثورة 14 تموز (بجسر الحرية )وقد رأيت الملك فيصل الثاني رحمه الله وهو يفتتح الجسر عندما احضروا طلاب المدارس لتحيته وكنت في الصف الخامس الابتدائي .
**الصورة الثانية لشارع النجفي او لمدخله من جهة باب الطوب وتظهر المكتبة العربية لعبد الرحمن كركجي
***الصورة الثالثة لباب الطوب في الخمسينات من القرن العشرين
****الصورة الرابعة لغلاف كتاب الموصل في القرن العشرين والغريب ان اسم المؤلف لايظهر على الغلاف بل هو موجود في الغلاف الداخلي .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...