عبد الرزاق عبد حسين الدراجي مؤرخا
ا.د. إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث –جامعة الموصل
رحم الله صديقنا ،وزميلنا الأستاذ عبد الرزاق عبد الدراجي ،فلقد اختطفته يد المنون ،وهو في عز الشباب .إذ توفي في حادث سيارة سنة 1976 بعد فترة قصيرة من عودته من بغداد، ودفاعه عن رسالته، وحصوله على تقدير جيد جدا .
حرص مشرفه أستاذنا الدكتور فاضل حسين على طبع رسالته في كتاب ،وقد كنت احسب انه -رحمه الله- لم يناقش، وان مشرفه هو الذي دافع عن الرسالة ،إلا أن ولده الأستاذ يعرب، صحح لي المعلومة وكنت قد عرضت كتابه في جريدة الجمهورية (البغدادية ) في عددها الصادر في 26 كانون الثاني سنة 1979 . كما كتبت مقالة عن جعفر أبو ألتمن وهي منشورة على شبكة المعلومات العالمية (الانترنت ) أشرت فيها إلى رسالة الدراجي .
ولد عبد الرزاق عبد حسين الدراجي في قضاء الحي بمحافظة واسط (الكوت ) سنة 1938 .وأكمل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية فيها . وقد سافر إلى بغداد، ودخل قسم التاريخ بكلية التربية –جامعة بغداد، وتخرج فيه ، وهو يحمل شهادة البكالوريوس بدرجة الشرف في العام 1960 .
عين مدرسا في ثانوية الحي في الأول من شهر تشرين الأول 1960 . وفي خواتيم سنة 1964 عين مديرا لثانوية الحي للبنين .ولم يكتف بهذا بل كان له طموح كبير، وهو أن يحصل على الدكتوراه فالتحق بالدراسات العليا في قسم التاريخ بكلية الآداب –جامعة بغداد، وحصل على الماجستير في التاريخ وكان عنوان رسالته : " جعفر أبو التمن ودوره في الحركة الوطنية في العراق 1908-1945 " وكانت بأشراف الأستاذ الدكتور فاضل حسين . وقد ناقشته لجنة مؤلفة من الأستاذ الدكتور ياسين عبد الكريم رئيسا والأستاذ الدكتور محمد محمد صالح عضوا، والأستاذ الدكتور هاشم صالح التكريتي عضوا. فضلا عن المشرف على الرسالة .قال الأستاذ الدكتور فاضل حسين عندما قدم الرسالة للطبع وظهرت في كتاب : " لقد سعيت إلى أن يطبع الكتاب تخليدا لذكرى جعفر أبي ألتمن الزعيم الشعبي المحبوب ، وذكرى المؤلف الفقيد ... " .
كان الأستاذ عبد الرزاق عبد حسين الدراجي أمينا مع نفسه ..نزيها في عمله ..متفانيا في واجباته ..صادقا ..محبا للآخرين ..ودودا .. بشوشا ..وقد عرفته هكذا إنسانا متزنا وفيا لأصدقائه ..شجاعا في قول الحق ..طموحا يحب العلم، ويحترم أساتذته ويجلهم لذلك حزن عليه الجميع عندما فجعوا بالمصاب وعلموا بأنه توفي اثر حادث سير تعرض إليه في طريق الحي –الكوت وهو يقود سيارته التي انقلبت يوم 10 تموز 1976 .
في كتابه عن جعفر أبو ألتمن وضع الأستاذ الدراجي- رحمه الله- كل ما عنده من جهد وكأنه كان يعلم بأن كتابه هذا سيخلده ،فلقد اختار الموضوع في خضم توجه محمود بدأ في العراق أوائل السبعينات هدفه الكشف عن سير الشخصيات البارزة في تاريخ العراق المعاصر.. ولكون جعفر ابو التمن من الرجال الذين تركوا أثرا كبيرا على جيل من الشباب في العراق فترة من الزمن ،فقد اختاره ليكون موضوعا لرسالته التي تولت وزارة الثقافة العراقية طبعها سنة 1979 .تحدث في الكتاب-الرسالة عن سيرة أبي ألتمن، ومميزات خطه السياسي، ودوره في تفعيل الحركة الوطنية في العراق، ورجع إلى مصادر ووثائق قيمة، وعرض موضوعه عرضا علميا شيقا .لذلك يعد كتابه واحدا من ابرز الدراسات التاريخية المميزة التي صدرت في العراق في حينه .
خلف الأستاذ عبد الرزاق عبد الدراجي ما يجعلنا نتذكره..ولنا في ولده الأستاذ يعرب الذي حصل على الماجستير وسيحصل على الدكتوراه في التاريخ إن شاء الله عزاء.. فالولد –كما وجدت في رسالته في التاريخ الحديث وهي عن الأحكام العرفية في العراق بإشراف صديقنا الغالي الأستاذ الدكتور عماد ألجواهري رئيس جامعة القادسية وكنت خبيرا علميا لها –على سر أبيه ..باحث جيد وجاد .رحم الله الدراجي واسكنه فسيح جناته .
*الرجاء زيارة مدونة الدكتور إبراهيم العلاف ورابطها التالي : http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com/2010/02/1908-1995.html
رحمك الله يا أستاذ عبد الرزاق الدراجي ويا أستاذي الفاضل حيث كنت رمزا من رموز اهالي الحي التي طالما أفتخرت بك مجالسهم وتزينت بذكرك أحاديثهم فكنت وجها طيبا لأهلك في الحي وعنوانا يفتخر به تلاميذك ومنهم انا يا سيدي الفاضل
ردحذفتلميذك الدكتور عبدالله حسين مونس / كلية التربية / جامعة القادسية..