السبت، 8 مايو 2010

حامد شريف الحمداني سياسيا وكاتبا ومؤرخا




حامد شريف الحمداني سياسيا وكاتبا ومؤرخا
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث-جامعة الموصل –العراق

حينما شرعت تلميذتي، بيداء صالح البكر قبل سنوات في كتابة رسالتها للماجستير عن" التعليم في الموصل 1958-1968 "وقدمتها إلى مجلس كلية التربية في جامعة الموصل عام 2007 ،طلبت منها أن تؤرخ لرواد التربية والتعليم في الموصل من مختلف الاتجاهات السياسية، وأكدت على أولئك الذين كان لهم دورهم في إرساء الأسس الرصينة للبنيان التعليمي والتربوي .وكان من الطبيعي أن يكون الأستاذ حامد شريف سليمان الحمداني واحدا من أولئك .ومما زاد الاهتمام به أن الرجل لايزال يسارع خطى الحياة، وعمره قد تجاوز ال78 عاما وهو في مسكنه في السويد ،لتوثيق جوانب مهمة من تاريخ العراق الحديث والمعاصر، مع انه برأيي ،يكتب من وجهة نظر شيوعية ماركسية وهذا ليس غريبا فالرجل كان منتميا للحزب الشيوعي وعاملا ضمن صفوفه، ومن الطبيعي أن ينعكس ذلك في كتاباته التي يحاول فيها جاهدا أن يقترب من الموضوعية .


ولد في مدينة الموصل عام 1932.وأنهى دراسته الابتدائية والمتوسطة والإعدادية فيها ثم دخل معهد المعلمين في الموصل و تخرج فيه عام 1953، ومارس التعليم أكثر من ربع قرن، وتقاعد عام 1978 .


اشتغل بالعمل السياسي منذ عام 1948 ،وشارك بنشاط في وثبة كانون الثاني ا في ذلك العام، كما شارك في وثبة تشرين عام 1952، وانتفاضة عام 1956 إبان العدوان الثلاثي على مصر.


انتمى للحزب الشيوعي عام 1950 ،وعمل بنشاط في صفوف الحزب، وفي حركة أنصار السلام، ومثل مدينة الموصل في المؤتمر التأسيسي للحركة الذي عقد في بغداد عام 1954، كما جرى تكليفه بتمثيل العراق في مؤتمر السلام العالمي في مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا عام 1955، وشارك في وفد العراق إلى مهرجان الشباب في وارشو ببولندا في العام نفسه.


عند اندلاع ثورة 14 تموز 1958،وسقوط النظام الملكي، وتأسيس جمهورية العراق ،شارك في النشاط السياسي والحزبي الشيوعي منذ اللحظات الأولى . كما كان واحدا من المساهمين في المؤتمر التأسيسي لنقابة المعلمين في بغداد .إذ كان عضوا في وفد معلمي الموصل . وقد نجم عن المؤتمر تأسيس نقابة المعلمين،وانتخاب الأستاذ الدكتور فيصل السامر نقيبا .كما كان الحمداني من قادة الحزب الشيوعي إبان أحداث حركة الموصل التي قادها العقيد الركن عبد الوهاب الشواف في 8 آذار-مارس 1959 ضد نظام حكم الزعيم عبد الكريم قاسم . وبعد فشلها ،وازدياد المد الشيوعي ثم انتكاسة الشيوعيين وظهور حركة الاغتيالات في الموصل قرر الحمداني الانتقال إلى السليمانية والعمل في مدارسها الابتدائية أواخر عام 1960 .وقد جاء ذلك اثر تعرضه لحركة اغتيال في الموصل ونجاته منها وفي إقليم كردستان العراق ،شارك بنشاط في الحملة الوطنية التي قادها الحزب الشيوعي للسلم في كردستان، وتعرض بسبب ذلك للاعتقال والتعذيب .


في أواخر عام 1962 قدم استقالته من الحزب الشيوعي ، واتخذ لنفسه مسيرة سياسية مستقلة، وبقي على هذه الحال حتى يومنا هذا، وكان القرار يتعلق بالموقف من سياسة الحزب تجاه قائد ثورة 14 تموز 1958 الزعيم الركن عبد الكريم قاسم (1958-1963 ) . واستمرت علاقاته الطيبة مع الحزب وسائر الأحزاب الوطنية الأخرى.


فصل من الوظيفة فور وقوع حركة شباط عام 1963 وانهيار حكم الزعيم عبد الكريم قاسم ، وصدر بحقه أمر إلقاء القبض من قبل الحاكم العسكري العام، واستطاع الهرب والاختفاء لمدة 6 أشهر في السليمانية، ثم انتقل إلى بغداد بعد نشوب الحرب في كردستان في 10 حزيران ، 1963 ، حيث جرى اعتقاله، وتعرض للتعذيب الشديد، وتمت إحالته للمجلس العرفي العسكري مرتين والحكم عليه بالسجن، وأطلق سراحه في أواخر عام 1965واعيد الى الخدمة التعليمية عندما جرت عملية إعادة المفصولين السياسيين عام 1967 ،وتم اخذ تعهد منه عام 1972 بعدم ممارسة أي نشاط سياسي .


غادر العراق بعد حرب الخليج الثانية عام 1991، حيث استقر به المقام في السويد،ومنذئذ تفرغ للكتابة والتأليف، وهو عضو في اتحادات مهنية وثقافية كثيرة منها:عضويته في اتحاد الكتاب في السويد ، واتحاد الكتاب العراقيين في السويد ، واتحاد كتاب الإنترنيت،ونقابة الصحفيين في كردستان العراق .وهو متزوج منذ عام 1955، وله ولدين وخمس بنات والعديد من الأحفاد.
وأبرز كتبه :
1 ـ كيف نربي أبناءنا ـ دراسة تربوية ـ ويقع في 144 صفحة من القطع المتوسط.
2 ـ نوري السعيد رجل المهمات البريطانية الكبرى ـ ويقع في 256 صفحة من القطع الكبير.
3 ـ لمحات من تاريخ حركة التحرر الكردية في العراق ـ ويقع في 222 صفحة من القطع المتوسط.
4 ـ صفحات من تاريخ العراق الحديث ـ الكتاب الأول ـ ويقع في 500 صفحة من القطع الكبير.
5 ـ صفحات من تاريخ العراق الحديث ـ الكتاب الثاني ـ ويقع في 502 صفحة من القطع الكبير.
6 ـ الإرهاب في العراق ـ ويقع في 230 صفحة من القطع المتوسط.


7 ـ ثورة 14 تموز 1958 في نهوضها وانتكاستها واغتيالها ـ ويقع في 264 صفحة من القطع الكبير.
8 ـ سنوات الجحيم ـ أربعون عاما من حكم البعث في العراق ـ ويقع في 406 من القطع الكبير.
9 ـ حرب الخليج الثالثة والكارثة العراقية،ويقع الكتاب في 370 صفحة من القطع الكبير
10 ـ ما قبل وما بعد العاصفة، ويتناول الكتاب، الأحداث الجارية في العراق منذ الغزو الأمريكي للعراق في 9 نيسان 2003 وحتى صدور الكتاب في عام 2008، ويقع في 404 صفحة من القطع الكبير.


11 ـ " أحداث في ذاكرتي" ، ويتناول الكتاب حياته والأحداث التي عايشها وكان إما شاهداً عليها ، أو مشاركاً فيها .
هذه الكتب جرى طبعها في السويد بدعم من اتحاد الكتاب السويديين ووزارة الثقافة السويدية.


12ـ كتاب صدام حسين والفخ الأمريكي ـ جاهز للطبع ، ويقع في 360 صفحة من القطع الكبير


13 ـ كتاب شؤون عربية ودولية يعمل على إنجازه وقد أوشك على الاكتمال




له أكثر من 500 مقال وبحث تاريخي وسياسي وتربوي معظمها قد نشر على المواقع الالكترونية والعديد من الصحف العراقية وفي موقعه على الإنترنيت ورابطه التالي :
www.Hamid-Alhamdany.com
ارتبطت مع الأستاذ حامد الحمداني بعلاقة صداقة قائمة على الاحترام والتقدير ،مع أننا نختلف في الرؤى لكن احدنا يكن للآخر كل احترام .وقد قيمت مرة كتاباته وقلت أن الرجل يجتهد، ويفسر من وجهة نظره ،والتعدد في وجهات النظر والاختلاف في التفسيرات التاريخية، أمر محمود ،ويغني الكتابة التاريخية ويعمق الإدراك بأهمية أن نأخذ العبرة من التاريخ .ولعل أهم درس ينبغي أن نخرج به من التاريخ هو أن لانكرر الأخطاء، وان تفهم كل القوى السياسية في العراق أنها تتحمل نصيبها مما حدث ويحدث .كما أن على الجميع أن يعرفوا بان العراق بحاجة إلى جهودهم في إعادة البنيان، ودفع حركة التغيير والنهضة إلى الإمام، وساحة العراق السياسية كبيرة،وتستوعب الجميع ،والعراقيون اليوم ينتظرون من يضمد جراحهم لا أن ينكأها من جديد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .........................................ابراهيم العلاف

  ابراهيم العلاف في بيروت قبل 13 سنة في شارع الحمرا ببيروت وامام كشك للصحف والمجلات يوم 15-12-2011.....بيروت ما أجملها حماها الله .............