الاثنين، 24 مايو 2010

محمد مفتاح الفيتوري في الموصل 1971




1971 محمد مفتاح الفيتوري في الموصل
ا.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث- جامعة الموصل
جميل جدا أن ينادى الشعراء والكتاب والمؤرخين والفنانين في الموصل العزيزة، لكي يوثقوا لواحد من أيام هذه المدينة الخالدة التي احتضنت يوم 11 كانون الأول-ديسمبر سنة 1971 كوكبة من شعراء العراق والأمة العربية بهدف إحياء الذكرى الألفية للشاعر الكبير أبي تمام حبيب بن اوس الطائي. وكان من ابرز الحاضرين الشعراء نزار قباني وعبد الله البردوني واحمد عبد المعطي حجازي وسلمى الحفار الكزبري ومحمود حسن إسماعيل ومحمد عفيفي مطر، ومحمد مفتاح الفيتوري من العرب. والشعراء حافظ جميل وبلند الحيدري وعبد الوهاب ألبياتي ولميعة عباس عمارة ومقبولة الحلي وهلال ناجي من العراق والشعراء ارشد توفيق وسالم الخباز ومعد الجبوري وبشرى البستاني وامجد محمد سعيد وعبد المحسن عقراوي وذو النون الشهاب واحمد محمد المختار من الموصل .وفي الساعة السابعة من يوم 12 كانون الأول1971 ، افتتحت الأمسية الشعرية الأولى في قاعة الإدارة المحلية . وقد احتشد أهالي الموصل يشوق ولهفة للالتقاء بالشعراء العرب وقدم عريف الحفل السيد لطيف الجبوري، الشاعر نزار قباني فألقى قصيدته : " قصيدة اعتذار لأبي تمام " ،ثم أعقبه الشاعر احمد عبد المعطي حجازي فألقى قصيدتين الأولى عن وحيد النقاش الشاعر الذي مات بعيدا عن وطنه والثانية " مرثية للعهد الجميل " .ثم ألقى الشاعر جورج راجي قصيدته، وأعقبه الشاعر إدريس الجاي وتلاه الشاعر حافظ جميل وبعدها الشاعر عبد الله البردوني .وقد اعتلى المنصة الشاعر السوداني محمد مفتاح الفيتوري ليلقي قصيدته الموسومة : " نافذة العصر " وكنا متشوقين –كشباب – لرؤية الفيتوري حيث كنا ندرس قصيدته : "الحرية " من ديوانه : " نشيد إفريقيا " في المدرسة . واستجابة لدعوة الأخ الصديق حاتم الطائي (... ) أعيد نشر جانب من قصيدة الشاعر محمد مفتاح الفيتوري ،وقبل ذلك أعطي نبذة عنه لأبنائنا وأحفادنا لكي يطلعوا على واحدة من صفحات الزمن الموصلي الجميل فمن هو محمد مفتاح الفيتوري ؟
ولد في الجنيتة (السودان) عام 1930.
نشأ في مدينة الإسكندرية بمصر وهناك حفظ القرآن الكريم
درس بالمعهد الديني بالإسكندرية ثم انتقل إلى القاهرة
أكمل تعليمه بالأزهر كلية العلوم
عمل محررا ً أديبا ًبالصحف المصرية والسودانية
وعين خبيرا ً إعلاميا ً بالجامعة العربية1968- 1970
عمل مستشارا ً ثقافيا ً في السفارة الليبية بإيطاليا
شغل منصب مستشارا ً وسفيرا ً بالسفارة الليبية ببيروت
ثم مستشارا ًسياسيا ً وإعلاميا ً بسفارة ليبيا بالمغرب
يعد الفيتوري جزءا ً من الحركة الأدبية والثقافية السودانية والعربية

مؤلفاته:

1- أغاني إفريقيا 1955- شعر ط2 1956.

2- عاشق من إفريقيا 1964- شعر.

3- اذكريني يا إفريقيا 1965- شعر.

4- سقوط دبشليم 1968- شعر.

5- معزوفة لدرويش متجول 1969- شعر.

6- سولارا (مسرحية شعرية) 1970.

7- البطل والثورة والمشنقة- شعر 1972.

8- أقوال شاهد إثبات- شعر 1973.

9- ابتسمي حتى تمر الخيل- 1975- شعر.

10- عصفورة الدم- شعر- 1983.

11- ثورة عمر المختار- مسرحية 1974.

3- عالم الصحافة العربية والأجنبية- دراسة- دمشق 1981.

4- الموجب والسالب في الصحافة العربية- دراسة- دمشق 1986.


الكتب المترجمة:

5- نحو فهم المستقبلية- دراسة- دمشق 1983.

6- التعليم في بريطانيا.

7- تعليم الكبار في الدول النامية.
أما قصيدته : " نافذة العصر " التي ألقاها في مهرجان أبي تمام بالموصل 1971 فتقول :

حين يأخذك الصمت منا



فتبدو بعيدا



كأنك راية قافلة



غرقت في الرمال



تعشب الكلمات القديمة فينا



وتشهق نار القرابين



فوق رؤوس الجبال



وتدور بنا أنت



ياوجهنا المختفي



خلف سحابة



فى زوايا الكهوف



التي زخرفته الكآبة



ويجر السؤال .. السؤال



وتبدو الإجابة.. نفس الإجابة



****



ونناديك



تغرس أصواتنا



شجرا صندليا حواليك



نركض خلف الجنائز



عارين في غرف الموت



نأتيك بالأوجه المطمئنة



والأوجه الخائفة



بتمائم أجدادنا



بتعاويذهم حين يرتطم الدم بالدم



بالصلوات المجوسية الخاطفة



بطقوس المرارات



بالمطر المتساقط في زمن القحط



بالغاب والنهر والعاصفة



****



قادما من بعيد على صهوة الفرس



الفارس الحلم ذو الحربة الذهبية



يافارس الحزن مرغ حوافر خيلك



فوق مقابرنا الهمجية



حرك ثراها



انتزعها من الموت



يافارس الحزن



كل سحابة موت



تنام على الأرض



تخلقها ثورة في حشاها



انتزعها من الموت فارس



الحزن



أخضر



قوس من النار والعشب



أخضر



صوتك بيرق وجهك قبرك



لا تحفروا لى قبرا



سأرقد في كل شبر من الأرض



أرقد كالماء في جسد النيل



أرقد كالشمس فوق



حقول بلادي



مثلى أنا ليس يسكن قبرا



****



لقد وقفوا ..



ووقفت



لماذا يظن الطغاة الصغار



وتشحب ألوانهم



أن موت المناضل موت القضية ؟



أعلم سر احتكام الطغاة إلى البندقية



لا خائفا .. إن صوتي مشنقة



للطغاة جميعا ..



ولا نادم .. إن روحي مثقلة بالغضب



كل طاغية صنم



دمية من خشب



وتبسمت .. كل الطغاة



ربما حسب الصنم الدمية المستبدة



وهو يعلق أوسمة الموت فوق صدور



الرجال ..



انه بطلا مايزال



وخطوت على القيد



لا تحفروا لي قبرا



سأصعد مشنقتي



وأغسل بالدم رأسي



وأقطع كفى



وأطبعها نجمة فوق واجهة العصر



فوق حوائط تاريخه المائلة



وأبذر قمحى للطير والسابلة



****



قتلوني وأنكرني قاتلي



وهو يلتف بردان في كفني



وأنا من؟ سوى رجل



واقف خارج الزمن



كلما زيفوا بطلا ..



قلت: قلبي على وطني
*الصورة الثانية للشاعر محمد الفيتوري وهو يعتلي منصة قاعة فندق الادارة المحلية في الموصل مساء يوم 12-12-1971 .وقد دام المهرجان خمسة أيام .

هناك تعليقان (2):

  1. الردود
    1. شكرا اخي عبد الله الجيزاني فعلا قصيدة جميلة جدا وقد حاضرا عندما القاها

      حذف

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...