بادوش .......من
قصبات غربي مدينة الموصل
ا.د.ابراهيم خليل
العلاف
استاذ التاريخ
الحديث المتمرس – جامعة الموصل
وترتبط بادوش في ذاكرة الموصليين ، بمصنع السمنت . كما ترتبط بسجن الموصل الجديد
بعد هدم بناية السجن القديم بمحلة السجن ، وكذلك بسد بادوش قيد التشييد والمتوقف
العمل فيه منذ سنة 1991 .
وكلمة (بادوش) قد تكون في الاصل ( بيث دوش) وهي كلمة آرامية فالبيث هو البيت وقد يكون دوش ،
وهي كلمة عربية فصيحة تعني الرجل الذي ضعف بصره . ويقال وكما جاء في معجم لسان
العرب : - الدَّوَشُ: ظِلمةٌ في البصر، وقيل: هو
ضعْفٌ في البصر ، وضِيقٌ في العين. أما القاموس المحيط للفيروزابادي فمعنى كلمة (دوش)
وهي جذر الكلمة (بادوش) تعني -
ـ الدَّوَشُ، محركةً: ظُلْمَةُ البَصَرِ، وضيقُ العينِ، بسبب
قرح أصابها فأفسدها .، وهكذا يصبح معنى
بادوش (بيت الرجل المصاب بضعف البصر وضيق في العين ) .
وبادوش بالاصل قرية
لكنها الان ناحية تقع في منطقة الجزيرة
على نهر دجلة . وثمة احصائيات تقول ان عدد سكانها يصل الى قرابة (46000 ) نسمة .
وبادوش كانت في
السابق مركزا لناحية ( حميدات ) التي كانت ، ومنذ تشكيل الدولة العراقية
الحديثة ، تابعة لقضاء الموصل مع الشورة ، والقوش، والشرقاط ، وتلكيف كما جاء ذلك في الدليل الرسمي
العراقي سنة 1936 .
أما اليوم فهي
تابعة لمركز قضاء الموصل ، وكان مدير ناحيتها قبل سنوات الاستاذ حسين علي حاجم .
يقول الاستاذ عبد
الرزاق الحسني في كتابه ( العراق قديما وحديثا ) وتعود أصول تأليفه الى اواخر
العشرينات من القرن الماضي ، ان قضاء
الموصل كان يتألف من نواحي وهي حميدات
والشورة والشرقاط وتلكيف والحمدانية . وناحية
حميدات ، ومركزها قرية حميدات – بالتصغير – قائمة على انقاض كنائس قديمة في موضع
يبعد عن الموصل غربا (30) كيلومترا
وتتبعها (85) قرية يقطنها زهاء (8000 ) نسمة وهي " كبقية القرى صغيرة مهملة
لاعمران فيها يستحق الذكر ) ..طبعا هذا في العشرينات عندما زار الاستاذ عبد الرزاق
الحسني (الموصل) ابان ظهور مشكلة الموصل مع تركيا .
في كتاب المؤرخ
الموصلي الكبير ياسين العمري والمتوفى بعد
سنة 1821 ميلادية (منية الادباء في تاريخ
الموصل الحدباء ) وهو من مؤرخي القرن 19
تحقيق الاستاذ سعيد الديوه جي ذكر
لبادوش مؤلف من سطر واحد فقط جاء فيه ان
(بادوش قرية عامرة غربي الموصل تبعد عنها نصف مرحلة ) . وبادوش التي يقصدها هي
مركز ناحية بادوش في الستينات من القرن الماضي .
عرفت قرية بادوش التعليم منذ الخمسينات من القرن
الماضي ، فقد تأسست فيها مدرسة بادوش الاولى المختلطة سنة 1952 ، وأول مدير لها – كما
يقول الدكتور علي نجم عيسى في كتابه ( مدارس الموصل ) 2017 ، هو الاستاذ محمد رامز
رؤوف الاعرجي ولها بناية خاصة رممت كثيرا . وآخر مرة رممت سنة 2005 و2009 وموقعها
قرب بدالة بادوش .وهناك ايضا متوسطة سد بادوش .
وفي بادوش معالم رئيسة منها سجن بادوش المركزي ويشبه في
التحصين سجن ابو غريب في بغداد . وقد
ابتدأ بناءه سنة 1979 وتم افتتاحه سنة 1986 على مساحة تقدر بأكثر من كيلومترين
تقريبا ، وسمي بالمجمع الاصلاحي او سجن الموصل
المركزي واليوم ومنذ سنة 2012 يسمى
سجن بادوش المركزي .
كما ان في بادوش مصنع للسمنت قديم ، وقد حدث
مؤخرا ، ويعود في تأسيسه الى سنة 1977 - 1978
وينتج افضل انواع السمنت المصنف عالميا من نوع بورتلاندي ، ويعمل الان بخطين من
الانتاج تقدر الطاقة التصميمية في انتاج السمنت 1000000 طن سنويا وفيه خطان الاول بدأ الانتاج فيه سنة 1977 والثاني
بدأ الانتاج فيه سنة 1978 ، وقد تم تنفيذه من قبل الشركة الالمانية KRUPP-POLYSIOS وقد تعرض لكثير من الضرر خلال سيطرة عناصر داعش
على الموصل ومعركة تحرير الموصل 2014-2017 ولكن تمت عملية اعماره وصيانته وهو
اليوم يقوم بدوره على افضل ما يكون . ويتبع
معمل سمنت بادوش معاونية السمنت الشمالية – الشركة العامة للسمنت – وزارة الصناعة
والمعادن .
ويقينا ان انشاءه في هذه المنطقة كان له دوره
في امتصاص جزء كبير من البطالة ، وتشغيل الكثيرين من ابناء ناحية الحميدات والقرى
المجاورة لها .
ويرتبط ببادوش سد عظيم غير مكتمل بعد هو ( سد
بادوش ) . وقد كتبت قبل اكثر من سنة عن أهمية اكماله ، وقلت : سد بادوش متى تكملونه ؟ سد بادوش من بين المشاريع الاستراتيجية التي
ينبغي على الحكومة العراقية اكماله بعد تحرير الموصل (سد بادوش ) على نهر دجلة ويقع أمام سد الموصل الكبير
ابتدأ العمل به سنة 1988 وتوقف بسبب حرب الخليج الثانية سنة 1991 ... ونسبة
الانجاز بين 30-40% . .
مراسل اذاعة
العراق الحر الصحفي الموصلي (محمد الكاتب) أنجز عنها تقريرا في 2 تموز 2013 قال فيه :" انها مدينة الجاموس ، وهو ثروتها
الحقيقية .. وتعد قرية بادوش التي تقع
على بعد 30 كيلومترا غرب مدينة الموصل ،
إحدى القرى الكبيرة التابعة لناحية حميدات التي تتبع بدورها مركز قضاء الموصل ،
ويبلغ تعداد اهاليها ( 2013) أكثر من ( 25)
الف نسمة يعمل أغلبهم بتربية الثروة الحيوانية ، والزراعة وخاصة تربية حيوانات الجاموس
مستفيدين من موقع القرية المشرف على نهر دجلة .
القرية تضم عددا من المنشآت الحكومية والتقت احد وجهاء القرية الذي قال إن اغلب سكان القرية
ينحدرون من عشائر عربية منها الزبيد ، والجحيش ، والجبور ، والشرابيين ، والموالي .
فضلا عن العرب الرحالة. وتشتهر القرية بتربية الثروة الحيوانية حيث يزاول الاهالي
تربية حيوانات الجاموس والزراعة ، وفيها ايضا منشآت حكومية مهمة كمعمل سمنت بادوش ،
والسجن الاصلاحي المركزي الا ان القرية تعاني من ضعف الخدمات من حيث قلة ماء
الاسالة ، وتكسر الشوارع ، وضعف الخدمات البلدية ، وهي بحاجة الى مدارس، فضلا عما
تعانيه من تلوث البيئة بسبب وجود معمل السمنت الذي لوث غباره المنطقة.
الحاج راكان الجماس قال ايضا إن اهالي القرية قدموا شكاوى عديدة غير
انهم لم يتلقوا أي استجابة من الجهات
الحكومية المعنية . واضاف ان حال القرية من الناحية الامنية لا يختلف كثيرا عن حال
بقية مناطق اطراف الموصل ، الا أن أهاليها
يعيشون بتآخي وتحاب ، فيما بينهم دون اي مشاكل.
ويسكن قرية بادوش خليط من
السكان من مختلف العشائر العربية الا انهم يعيشون بتآخي فيما بينهم تجمعهم بساطة أعمالهم
اليومية ، وفقر حالهم ، المواطنة أم أحمد استقبلتنا في بيتها المتواضع بكل ترحاب
وحدثتنا عن حياتها اليومية المنزلية لاسيما المتعلقة بتربية الحيوانات وقالت: " نحن نسكن بادوش منذ اكثر من 20 سنة ، ونعتاش على تربية الحيوانات ، والدواجن من خلال
بيع منتجاتها من الالبان والبيض واللحوم وغير ذلك الا اننا نعاني من ضعف الخدمات
وخاصة قلة ماء الاسالة رغم ان موقع القرية مشرف على نهر دجلة كما نعاني من تكسر الشوارع
ومن عدم اهتمام الحكومة بدعم مربي الحيوانات وتوفير احتياجاتهم وخاصة الاعلاف ".
أم أحمد تحدثت ايضا عن وضع أمني غير مستقر .
ويعاني
العديد من مربي حيوانات الجاموس في قرية بادوش من قلة الدعم الحكومي ، وضعف
الخدمات ما سبب لهم خسائر مادية الامر الذي اضطر بعضهم الى بيع حيواناته وترك
المهنة . المواطن علي ظافر وهو أحد
المربين ، ناشد الجهات الحكومية المعنية بدعم مربي الثروة الحيوانية ضمانا للنهوض
بها وقال: " توارثنا تربية حيوانات الجاموس أبا عن جد وعملنا اليومي روتيني
منذ الصباح الباكر الى المساء حيث نقوم فجر كل يوم بحلب الحيوانات ، ومن ثم علفها
بمختلف الاعلاف من تبن ونخالة وطحين وحبوب وعلف اخضر وغير ذلك ، وعند الضحى نذهب
بحيواناتنا الى النهر حيث تبقى هناك الى وقت العصر حيث يحتاج هذا الحيوان للبقاء
في الماء صيفا وشتاءا ثم تعود لوحدها الى حضائرها حيث نقوم بحلبها مرة اخرى ، وهذا
الحيوان اليف ، وذكي جدا حيث ان لكل منها اسمه الخاص ومن الاسماء غزال وعنود وعدلة ، ونناديه بها وقد
تآلف معنا، الا اننا حاليا نعاني كثيرا من عملنا هذا بسبب قلة الدعم الحكومي الذي
كان يقدم الينا من قبل مديرية زراعة نينوى حيث كانت سابقا تستلم منا الحليب الخام
وتسلمنا بدله الاعلاف والحبوب وغير ذلك الا ان هذا توقف الان ما سبب لنا خسارة لأننا
نشتري الأعلاف من الاسواق التجارية هذا الى جانب منافسة منتوجات الالبان الاجنبية
المستوردة لنا ودون اي اجراء حكومي يحمي الصناعة المحلية
الظروف الاستثنائية
التي تعيشها محافظة نينوى خلفت العديد من الشباب العاطلين عن العمل ومنهم شباب من
قرية بادوش غرب الموصل ، الا ان بعضهم يعمل رغم الصعوبات اليومية ومنهم الشاب ثائر
علي الذي يعمل سائق شاحنة تنقل مختلف الاحمال بين الموصل وقريته بادوش: "أنا
أعمل سائق شاحنة حمل صغيرة بين مدينة الموصل وقرية بادوش الا اننا نعاني كثيرا من
عدم تبليط الشوارع وتكسرها وقطعها بالحواجز الكونكريتية رغم اننا نسمع بوعود
تبليطها منذ عقود خاصة وان الفترة الماضية شهدت إغلاق قسم مهم من الشارع الرئيسي
الذي يربط الموصل بناحية ربيعة ويمر بقرية
بادوش لأسباب امنية ما اضر كثيرا بحركة تنقلنا واضطرنا الى التنقل عبر الطرق
الترابية لذا نرجو من الجهات المعنية عدم غلقه مستقبلا ، فضلا عن ان الاجراءات
الامنية والتفتيش في السيطرات الى بادوش مزعج ، ومتعب احيانا أرهق الاهالي كثيرا. "
وبحسب مسؤولين فان
ناحية حميدات التي تتبعها قرية بادوش ، قد
غبنت بتخصيص درجات رواتب الحماية الاجتماعية بعد توزيعها على اقضية ونواحي محافظة
نينوى مؤخرا ، والسبب كون الناحية تتبع مركز قضاء الموصل مباشرة الذي خصص له عدد
قليل من الدرجات لا يتناسب وكثافته السكانية على حساب الاقضية والنواحي التابعة
لها . .
نبهان محمود شيخ طاعن
في السن ، يسكن قرية بادوش فقد آمله بالحصول على اعانة الشبكة الاجتماعية كما تحدث
لنا بذلك إذ قال: "أنا شيخ كبير بالسن عمري 70 سنة واعمل راعي وما عندي اي
معيل او مصدر رزق ومريض وحاولت الحصول على اعانة الرعاية الاجتماعية لكن لم احصل
عليها رغم أنني راجعت دائرة الرعاية الاجتماعية في الموصل عدة مرات لكن دون جدوى"
.
من
الغريب ، والمؤسف له أن أحد المسؤولين
عندما شكى له احد ابناء المنطقة من ضعف الخدمات قال : "الما يعجبوا الحال خلي
يشيل " أي يرحل .
ويذكر
الاستاذ بلاوي فتحي الحمدوني ، وهو باحث مرموق متخصص بقضايا الريف ، ان قرية قرية بادوش مركز ناحية
احميدات تبعد عن الموصل ( 30 ) كم غربا . وكان مدير الناحية الاستاذ صادق عبدالجبار التكريتي ، ومامور المركز محفوظ كشمولة هم من كان يدير الناحية ناحية حميدات في سنة 1954 .
وسكانها خليط من عشائر الجبور ، والجحيش ، والشرابيين
، والموالي ، وطي ، والحديديين ، والنعيم ، ويعيشون بتاخٍ ، ومحبة ، وانسجام
وعلاقات المصاهرة .
ومن القرى المجاورة لها قرية المنكرة ، وتل
الريس ، واحميدات ، والبويتر ، وارحية ،
وشوطة . ويعتاشون على الزراعة وتربية الحيوانات والجاموس ، وفيها منشئات حكومية ومدارس ابتدائية ومتوسطة للبنين والبنات
وثانوية مختلطة ودائرة زراعة ومركز صحي كبير وكان يديره معاون طبي اسمه
الاخ ميخائيل اما اليوم فهو بإدارة الطبيب الدكتور مشعل سليمان ، وكان فيها ايضا حقول دواجن كبيرة. وفيها أهم
مرفق اقتصادي كبير الا وهو معمل سمنت بادوش اسسه الوطني الاقتصادي الموصلي مصطفى الصابونجي رحمه الله سنة 1952 براس مال قدره (مليون دينار وربع) وهو شركة مساهمة وكان المعمل نقلة نوعية
اقتصادية لأهالي القرى حيث انخرطوا للعمل فيه بصفة عمال دائميين ووقتيين .. وقد
أمم سنة 1964 واصبح ملكا للدولة كما اشرت الى ذلك آنفا .
وامتلك اهل القرى المجاورة وخاصة ( قرية البويتر)
السيارات الكبيرة وبنو القصور الفارهة
.وبنوا مدرسة افتتحت سنة 1977م .كما
بنوا جامعا ووصلها الماء والكهرباء.
وتقع قرية بادوش على نهر دجلة مما اضفى
اليها جمالا وموقعا زراعيا مهما حيث كان سكانها يزرعون (الشاروك) ، وقد اندثرت
زراعة الشواريق حاليا.
وفي بادوش ( مقبرة اشورية) تحدث
عنها الاستاذ الباحث بلاوي فتحي الحمدوني
في كتابه ( صفحات من تاريخ ريف الموصل) .
ومن اهم فروع العشائر في الناحية البكات من البو
صبيح / عشيرة الجحيش منهم الشيخ سالم ضياء علي بك من شخصيات الناحية البارزين وله
مضيف ، والفراهدة ومنهم ملا سليمان اليوسف ، والرجوبي ، والبو سالم ، والظواهر ، والحديدين
منهم شهاب احمد العبو الحديدي كان والده من شخصيات الناحية .
وفيما
يتعلق بتاريخ التعليم في بادوش فان مدرسة بادوش الابتدائية تأسست سنة 1952م ، وكان موقعها في بناية طينية في بيت محمد الشيخ
معروف . حيث كان يأخذ دينار على كل طالب ويعتبره بدل إيجار . وقد فتحها مديرها الاستاذ محمد نذير وكان معه من المعلمين
الاساتذة أحمد زيبار ، وعثمان الكردي ، وكان
يأتي معهم من الموصل فراش المدرسة مرعي
حيث ُ ياتون من الشارع العام إلى المدرسة مسافة ( 3 ) كم مشيا على الأقدام ، وكان
عدد طلاب الصف الأول ( 40) تلميذاً . وفي السنة ذاتها أنشئت مدرسة حديثة على شكل حرف ( L) بإدارة واربعة صفوف ومرافق صحية وبدون سياج وبالقرب من نهر دجلة.
وفي سنة
1953م تحول التلاميذ إلى المدرسة الجديدة بصفين الأول والثاني ، وكان مدير المدرسة
الجديد الاستاذ محمد صالح الحبيطي ، والمعلم الاستاذ حازم محمد ، والمعلم خليل العكيدي ولم
يكن يأتي من القرى احد من التلاميذ ، وكان الاستاذ بلاوي من ضمن الذين يأتون من قرية البويتر ، وسجل في المدرسة في شهر تشرين الأول من سنة 1954م ،
وكان وزملاءه يأتون مشياً على الأقدام رغم البرد والمطر والطريق الموحل حيث لم يكن
الطريق مبلط في ذلك الزمن هذا مع قلة السيارات ، وكان مديرها آنذاك الاستاذ محمد صالح الحبيطي ذلك المربي
الذي لا ترى الابتسامة على وجهه ، الا
نادراّ وكان معلم الصف الاول الاستاذ حازم رحمهم الله تعالى وكانت الادارة ترسل التلاميذ المرضى إلى المستوصف القريب من
المدرسة مسجلة أسماءهم بدفتر العيادة الصحية يومياً يقودهم الفراش المهذب حماوة
شحاذة ، وبعد معالجتهم يأتي وهو يمشي
أمامهم ، وهم وراءه سرب واحد ، كأنهم جنودا حتى يدخلوا المدرسة ويأمرهم مدير المدرسة الاستاذ ( محمد صالح الحبيطي )
بالتفرق بعد قراءة ملاحظة المعاون الطبي ( ميخائيل ) ليطلع على من يكون منهم متمارض. وكانت المدرسة
مشمولة بالتغذية المدرسية ( الحليب والحمص
والفاكهة البرتقال ) ، كما هو الحال في كثير من المدارس في الريف ومنها المدرسة
التي اصبح فيها كاتب هذه السطور مديرا سنة 1969-1970 متوسطة فتح في الشورة.
وكان ملاك المدرسة في سنة 1956م
يتكون من المدير الاستاذ محمد
سليمان عثمان ، والمعلم الاستاذ شاكر
محمود اللهيبي وكان من القياديين الشيوعيين وعندما كان معلما في هذه المدرسة كان
يمتلك فرسا وبندقية ويخرج للصيد ، وكان فارساً ماهراً ، وشجاعاً لا يهاب الموت
حينما هتف أمام المشنقة عند اعدامه في ساحة الحرية بالموصل ( وطن حر وشعب سعيد) شعار
الحزب الشيوعي .
وفي السنة الدراسية 1958- 1959 ، توسعت المدرسة واصبح فيها (6) صفوف ، وقد أزدهرت المدرسة ، وكان مدير المدرسة الأستاذ محمد رامز روؤف
الأعرجي والمعلم الاستاذ نوري إبراهيم
الحيالي والمعلم التربوي الفاضل الاستاذ عبد الحميد محمد الفتيحات الذي أصبح فيما
بعد مديراً للأشراف التربوي والمعلم شريف ( تدريس الدين ) والمعلم أدريس لتدريس
(الحساب ) والمعلم عبد المنعم والمعلم عادل لتدريس ( اللغة الأنكليزية(
والمعلم إبراهيم خزران للتدريس
الرسم والأعمال ثم جاء المعلم الاستاذ طارق
البكري والاستاذ برهان الدين الفيضي في سنة 1958/1959 م نقلا من مدرسة أسكي موصل
وكان للمدارس مهرجان رياضي سنوي ، وكانت المدارس المشاركة هي مدارس المحلبية ، والموالي ، وتل اسمير ، والمصايد ، والجرن
، والزركة ، والزنازل وغيرها .فضلا عن مدرسة بادوش وهي المدرسة المضيفة كونها في مركز
الناحية بأشراف الشخصية التربوية الرياضية الموصلية الشهيرة الأستاذ شفيق الجليلي ..
تعاقب
على إدارة مدرسة بادوش الأستاذ زهير محمد
نجيب ، و الأستاذ حامد عبد الله الزوبعي ، والاستاذ لافي سلطان البدراني ، والأستاذ طه عبو مرعي ، والأستاذ يونس الياس شيت المشهداني . .ومما يجب ذكره أن معلمي
مدرسة بأدوش كان لهم السبق في أنشاء (جامع بادوش
) في سنة 1958م جزاهم الله خيرا.
خرجت مدرسة بادوش اجيال من المربين والاطباء والاداريين وغيرهم
منهم الاساتذة يونس الياس المشهداني ، وبلاوي فتحي الحمدوني ، وعبدالله محمد جاسم ،
واحمد البكر وغيرهم ومن الاطباء محمد طاهر سلطان ، ومشعل سليمان اليوسف ،
والمهندس محمود سلطان ، والشهيد الطبيب حامد المولى رحمه الله ، ومن الضباط محمود
حسين ، وذنون يونس احمد ، وعبد الله محمود الظاهر .
هذا جانب
من تاريخ قرية بادوش رويته لكم بكل أمانة ، وادعو المسؤولين في محافظة نينوى
الاهتمام بقصبة بادوش وتهيئة ما تحتاجه من مستلزمات ان كان ذلك على صعيد التعليم ،
أو على صعيد الصحة أو على صعيد الخدمات
عموما .