السبت، 29 أكتوبر 2022

لبنات في مسيرة التعليم العالي كتاب الاستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى





 



لبنات في مسيرة التعليم العالي كتاب الاستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسى
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
شكرا لدار العلمين للنشر في النجف الاشرف ولشركة العارف للمطبوعات ببيروت على وضعهما بين يدي كتاب الاخ الاستاذ الدكتور عبد الرزاق عبد الجليل العيسي مستشار وزير التعليم العالي والبحث العلمي للسنوات 2015-2016 ووزير التعليم العالي والبحث العلمي 2016 - 2018والموسوم (لبنات في مسيرة التعليم العالي) .
والكتاب من القطع الوزيري يقع في (267) صفحة .. واقول الكتاب يعد - على الاقل - مرجعا للباحثين والمهتمين الذين يرومون الكتابة عن واقع التعليم العالي والبحث العلمي خلال تولي الدكتور العيسى المنصب وقدم للكتاب الاستاذ الدكتور كاظم اللامي وهو باحث عراقي يعيش في المملكة المتحدة الذي اوصى اصحاب القرار في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وكل مهتم برفع مستوى التعليم العالي في العراق بقراءة الكتاب والاطلاع على مضامينه والمقترحات الواردة فيه ولاشك ان التعليم العالي في العراق يعاني من مشكلات بنيوية تعود جذورها الى سنوات الحصار الجائر المفروض على العراق والذي كان في جانبا من جوانبا حصارا علميا الهدف منه اعاقة تقدم نهوض العراق وهو ما حرصت عليه دوائر عديدة ليس الان أوان اثارتها ولاسباب كثيرة .
اقول - وبلا تردد - الكتاب مجموعة من الوثائق والمقترحات والدراسات والتوصيات والافكار التي قدمها الاستاذ الدكتور العيسى للسيد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وحسنا فعل حين ضمنها الكتاب للاطلاع عليها عند اجراء اية دراسة عن كيفية النهوض بالتعليم العالي .
والأهم من هذا كله ان الكتاب جاء ليؤكد حقيقة أن اية عملية للنهوض يجب ان تستند وتناط بالمؤسسات الاكاديمية ومنتسبيها وهذا ما يحصل في الدول المتقدمة . وايضا المؤلف يُشدد على أن (بلوة بلاوي العراق بعد 2003) هي المحاصصة الحزبية والطائفية والعرقية وان من يريد ان ينهض ببالبلد عليه الاعتماد على العناصر المؤهلة والمهنية والكفوءة والمخلصة والمؤلف يؤكد ان التربية والتعليم والثقافة هم قاعدة التنمية البشرية وله في هذا اراء كما يؤكد على اهمية التواصل مع اتحاد الجامعات العربية ويدعو الى استثمار كفاءات الخارج ووضع ستراتيجية للتعليم العالي واضحة المعالم محددة الاهداف والتأكيد على ان اعضاء هيئات التدريس لهم تأثير فب التنمية وان الالتزام بالقوانين والضوابط يعزز فكرة المواطنة وان البحث العلمي التطبيقي الهادف خطوةلترصين التعليم العالي والبحث العلمي واكد على اهمية التعليم التقني والاستفادة من الدوائر الثقافية وتمهين التعليم وجودة المنظومة التعليمية وشفافية المواقع الالكترونية للجامعات وكيفية تحقيق العالمية لجامعاتنا والتعليم الالكتروني وتفعيله ومسارات التعليم العالي الاخفاقات والامال وضرورة وضع معايير لتصنيف الجامعات العراقية واعادة تفعيل المكتبة الافتراضية العراقيةوالاعداد لاستراتيجية النهوض بكليات الزراعة واقامة الدورات والورش والتأكيد على الابتكار العلمي والابداع وتطوير الجامعات الاهلية والتعليم الموازي والدراسات العليا واكمال المشاريع الاستثمارية المتوقفة وشروط الترشيح للقيادات والمناصب الجامعية وترصين البحث العلمي والمجلات المحكمة والمعتمدة للترقية العلمية والاعلام الجامعي وما شاكل ذلك .
لااعرف والكتاب قد صدر سنة 2021 كم واحد من صناع القرار الجامعي في العراق قد قرأ الكتاب واشك في ان احدا قرأه لانني لم اقرأ عنه لانقدا ولا حتى عرضا وتعريفا في اية جريدة او في موقع الكتروني وهذا مما يؤسف له وادعو المسؤولين في التعليم العالي وفي الجامعات وفي الكليات وفي الاقسام العلمية والمراكز البحثية الى الاطلاع على الكتاب وتنظيم ندوات وحلقات نقاشية تتناول مضامينه بالنقد والتصحيح او الاضافة والله من وراء القصد وبارك الله بالدكتور العيسى فقد ترك لنا خلاصة تجربته وما حصل عليه خلال توليه مستشارية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
وقد أعتب على المؤلف واقول انه ترك المستشارية واصبح وزيرا للتعليم العالي 2016- 2018 ، واقول ما الذي طبقه هو من افكاره وآراءه بصدد رفع مستوى التعليم العالي والبحث العلمي . نعم فترته كانت عصيبة لكن هل استطاع ان يفعل شيئا وما الذي فعله ولعلنا نحتاج الى ان يؤلف لنا كتابا ثانيا عن ما وضعه هو من لبنات في جدار التعليم العالي وهل ارتفع الجدار وبماذا ارتفع ؟
قرأت مرة تصريحه عن فترة توليه الوزارة ومما قاله :"كُنت مُدركاً لصعوبة المهمة وتحدياتها؛ لكنني كنت مستقلاً ولست تابعاً لأي حزب. كان لدى خريطة عمل، واستراتيجية واضحة لا تخضع لأي محسوبيات حزبية.” وقد قيل في حينه ان أولوية الدكتور العيسى كانت واضحة ومتمثلة في إعادة تشغيل جامعات الموصل، والأنبار، والفلوجة التي أغلقت أبوابها بعد سيطرة عناصر داعش 2014-2017 وقد أصدر العيسى قراراً استثنائياً منح فيه الطلاب المنقطعين عن الدراسة منذ أكثر من سنتين في هذه الجامعات فرصة العودة للدراسة مع توفير منح دراسية لهم لمواجهة الصعوبات المعيشية عقب تدمير منازلهم.في ذلك الوقت، اختار العيسى المبيت يومياً والعمل أغلب ساعات اليوم من داخل الغرفة المجاورة لمكتبه داخل الوزارة، خاصة بعد تعرضه للتهديد بالقتل مرات عديدة. وبصفته مسؤولاً أيضاً على البحث العلمي، شارك العيسى خلال توليه لوزارة التعليم العالي في مهمة تخليص العراق من مخلفات الأسلحة الكيماوية. وساعده في ذلك تخصصه في دراسة الكيمياء العضوية، حيث نال درجة البكالوريوس من جامعة البصرة في سنة 1971 ونال درجة الدكتوراه من جامعة ليفربول في سنة 1979بدأت المهمة بتشكيل فريق بحثي زار موقع هذه المخلفات التي تبعد عن بغداد نحو 15 كيلومتر، سراً، بالتنسيق مع قائد قوات عمليات سامراء، الذي رافق الفريق خلال زيارة منطقة المشروع، وعمل على توفير الحماية الكاملة للموقع وكافة الطرق المؤدية له.
كان الهدف الأساسي من هذه الزيارات، الوقوف على حالة الموقع ودراسة الخريطة الجيولوجية قبل الوصول إلى مقترحات لتصفيته من متبقيات الأسلحة الكيماوية بشكل آمن.وقال العيسى “حصلنا كذلك على وثائق أميركية وتقارير لجان التفتيش الدولية التي ساعدتنا في حسم طريقة الإتلاف المناسبة للموقع.” موضحاً أن هذا المشروع استنزاف موارد مالية كبيرة للإنفاق على لجان بحثية ماطلت في إنهاء الملف.
لم تكن الصعوبات الأمنية واللوجستية هي العائق الوحيد أمام العيسى للنهوض بقطاع التعليم العالي في بلاده؛ إذ واجه ضغوطاً من العشائر القبلية التي رفضت سياساته بسبب استقلاليته عن نظام المحاصصة الطائفية في البرلمان.وقدتم استدعائه مرتين لاستجواب البرلمان بهدف دفعه للموافقة على نقل طلاب راسبين لسنة دراسية أعلى. قال “غالبية هذه المطالب كانت محاولة لفرض النتائج الدراسية وانتقاء الطلبة للجامعات على أساس الولاء السياسي، وتحديد معايير مختلفة للتفوق الدراسي لا تعبر عن إمكانيات الطلاب الفعلية.”
خلال السنتين التي شغل خلالها منصب وزير التعليم العالي، تكررت مثل هذه الضغوط المماثلة على العيسى إلى أن أطاح به البرلمان، وفقد منصبه على الرغم من تمسك رئيس الوزراء باستمراره.وقد علق قائلا : ” لم أقبل بالاستثناءات، وتمسكت باستقلاليتي أمام ضغوط ورسائل تهديد وصلتني من برلمانيين “ليسوا متعلمين”؛ لأنني أخذت عهد على نفسي بالحفاظ على استقلالية وجودة التعليم العالي”.
وكما جاء في موقع (الفنارللاعلام ) ورابطه التالي :https://al-fanarmedia.org/.../%d8%b9%d8%a8%d8%af-%d8%a7...
ان الدكتور العيسى يرى ان المعضلة الرئيسية لقطاع التعليم العالي في العراق حالياً تتمثل في رحيل الأساتذة الأكفاء، وتعيين المئات من “الأساتذة غير المؤهلين” الرافضين لأي تغيير في المناهج الدراسية أو في طرق التدريس، بحسب العيسى الذي يعتقد أن مسألة إصلاح التعليم العالي في بلاده باتت “صعبة جدا” في ظل هذه المنظومة الحاكمة، فضلا عن مقاومة الإصلاح من النافذين في السلطة وأساتذة الجامعات.ومع ذلك، يتمسك العيسى بالبقاء في بلده حتى اليوم ويقول :" وطني هو خياري الأول والأخير؛ لن أتركه مهما كانت الأحوال.”


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق