السبت، 29 أكتوبر 2022

(من فرسان الإشراف التربوي لتربية نينوى 1950-2014) تأليف الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي والاستاذة وفاء فتحي عبد الله العبادي ..................تقديم الدكتور ابراهيم العلاف


 

تقديم

 

                                   بقلم :الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف

                                استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

 

كم كانت فرحتي كبيرة ، والاخ المربي الكبير الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي ورفيقة دربه الاستاذة وفاء فتحي عبد الله العبادي يطلبان مني ان أقدم لكتابهما الموسوم  :   (من فرسان الإشراف التربوي  لتربية نينوى 1950-2014) ،  وسبب فرحي ، وسعادتي أنني مرب ومعلم اولا ، وثانيا اعرف مقدار ما يبذله فرسان الاشراف التربوي من جهود في سبيل تقويم المعلم وتوجيهه من اجل ان تظل المسيرة التعليمية والتربوية في طريقها القويم ، وثالثا انني اعرف مكامن  الاشراف التربوي وهو ما كان يسمى ب(التفتيش) ،  بحكم كتابتي لأطروحتي للدكتوراه قبل اربعين عاما عن (تطور السياسة التعليمية في العراق في عهدي الاحتلال والانتداب البريطانيين في العراق 1914-1932) .

وتذكرت وانا اكتب هذا التقديم المرحوم الاخ والصديق الاستاذ حكمت البزاز الذي كتب رسالته للماجستير عن (الاشراف التربوي)  وهو من تولى فيما بعد وزارة التربية قبل الاحتلال الامريكي للعراق سنة 2003 .

الذي اريد قوله ان الاشراف التربوي وهو اداة التقويم الاساسية لمسيرة النظام التربوي في العراق حظي باهتمام الحكومات التي تأسست في العراق منذ مائة سنة ... ومصداق ذلك هو ان هذه الحكومات من خلال وزارة  المعارف ووزارة التربية فيما بعد كانت تهتم اهتماما كبيرا بإختيار المشرفين التربويين من حيث الكفاءة المهنية والشخصية والتمكن من المعلومات ومن هنا اصبح لنا في سجل الاشراف التربوي اسماء لأعلام ورموز  وشخصيات – والحق يقال- نفتخر بهم ونتباهي . وقد احسن الاستاذ جاسم عبد شلال النعيمي وهو مشرف تربوي ورفيقة دربه زوجته السيدة الاستاذة وفاء فتحي عبد الله العبادي صنعا عندما الفا هذا الكتاب الذي بين ايديكم واطلقا عليه عنوانا جميلا وهو (من فرسان الاشراف التربوي في المديرية العامة للتربية في محافظة نينوى ) ومنذ سنة 1950 الى سنة 2014 ) .

هذا الكتاب وثق لسير (357) مشرفا ومشرفة تربوية ، عملوا في مدارس الموصل ورتبا السير وفق التسلسل الهجائي ، فبدا الكتاب وكأنه ( موسوعة لأعلام الاشراف التربوي في نينوى ) ـ وهذا مما يُسّهل للباحثين والمهتمين بشؤون التربية والتعليم امر العودة الى ما يحتاجونه من معلومات عن هذه الرموز .

معظم من أوردوا اسمائهم أعرفهم ، وقسم منهم ، عملت معهم وانا مدرس ومدير  لمتوسطة فتح في الشورة ، أومدرس  في ثانوية بعشيقة في الستينات والسبعينات من القرن الماضي القرن العشرين ، وقسم منهم درسني ، وقسم منهم درسّتهم عندما كانوا طلابا في قسم التاريخ بكلية الآداب وقسم التاريخ بكلية التربية للعلوم الانسانية – جامعة الموصل .وقسم منهم ارتبطت معهم بصداقات قديمة تمتد لعقود رحم الله من غادرنا منهم الى الحياة الباقية ، وامد بعمر من هو باق معنا في هذه الدنيا الزائلة .

ديدننا جميعا - انا والمؤلفان العزيزان - هو رفعة شأن التربية والتعليم في بلدنا ومحافظتنا .. وديدننا جميعا ان تظل المدرسة العراقية في الاشراف التربوي قوية ، وعلمية ، ورصينة وذات أُسس وسلوكيات  قويمة وحميدة . وانا عندما اتصفح تقارير المشرفين التربويين العراقيين في نينوى اشعر -  والله -  بالفخر والاعتزاز ومرة نشرت في صفحتي في الفيسبوك وفي مدونتي الالكترونية تقريرا للمشرف التربوي الكبير الاستاذ نجيب الخفاف وقد عمل ايضا مديرا للتربية في الموصل عني عندما كنت مدرسا للتاريخ في متوسطة فتح ومديرا لها واتباهى بما ورد فيه من عبارات .. كما لازلت اذكر ما نشرته من تقارير المشرفين التربويين عن الاستاذ استاذي الاستاذ غانم سعد الله حمودات ، وما نشرته من تقارير عن والد زوجتي الدكتور سناء عبد الله عزيز الطائي الاستاذ عبد الله عزيز الطائي وما نشرته من تقارير للمشرفات التربويات عن عدد من المعلمات والمدرسات اللواتي عملن في مدارس محافظة نينوى .

الحق والحق اقول ، ان الجهد الذي قام به المؤلفان لهذا الكتاب – الموسوعة - جهد مضن ، ولا يعرف الشوق الا من يكابده ...الحصول على المعلومات عن سير اولئك الفرسان فرسان التربية ، أمر ليس سهلا ، ويحتاج الى جهد ، ويحتاج الى وقت ، ويحتاج الى صبر .. بارك الله بهما وانا على ثقة ان هذا السفر الكبير سيحتل مكانته اللائقة في المكتبة التربوية العراقية والعربية والعالمية ان شاء الله تعالى .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق