الخميس، 4 فبراير 2021

محمد وجدي الشربتي 1907 -1989 الكاتب والاداري والشاعر الموصلي

                                                                محمد وجدي الشربتي سنة 1931
                                                                  محمد وجدي الشربتي مع اسرته 
                                                                                  محمد وجدي الشربتي 1959
                                                          يصافح الرئيس التركي سليمان ديميريل اثناء زيارته للموصل 22-10-1967
 


محمد وجدي الشربتي 1907 -1989 الكاتب والاداري والشاعر الموصلي

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس -جامعة الموصل
ال الشربتي اسرة موصلية عريقة ذكرها الاخ اللواء الركن المتقاعد الاستاذ ازهر سعد الله العبيدي في (موسوعة الاسر الموصلية في القرن العشرين ) على انها من عشيرة طي العربية الاصيلة وقال انهم من جامع خزام المحلة الموصلية العريقة وهم ابناء عبد الرحمن بن بكر بن علي بن رجب ومنهم الصحفي الكبير الاستاذ مكي الشربتي الشخصية الوطنية والعروبية الكبيرة وصاحب جريدة (الجزيرة )1922 ومتصرف لواء كركوك سنة 1942 .كما ذكرهم الاخ الاستاذ عماد غانم الربيعي في كتابه (بيوتات موصلية ) .وقد سبق ان تحدثت وكتبت عن احدهم وهو الاستاذ احمد حامد الشربتي وما كتبته متاح في الشبكة العالمية - الانترنت .
واليوم اريد ان اتحدث عن احد رموز الموصل المعاصرين وهو المرحوم الاستاذ محمد وجدي الشربتي 1910-1989 ولي صلة بولده الدكتور مروان الذي سبق ان سألته عن والده والذي عمل مديرا للبلديات في الموصل .
واقول الاستاذ محمد وجدي يحيى الشـــــــــــربتي (1907– 1989) لم يكن مديرا للبلديات في الموصل فحسب بل كان اديبا وشاعرا وهو من حيث النسب محمد وجدي بن يحيى بن عبد الرحــــمن أغا بن بكر أغا الشربتي بن رجب أغا الطائي بن علي أغا الطائي.وثمة اختلاف في تاريخ مولده فهناك من يقول انه من مواليد سنة سنة 1907 لكن قيده في سجلات النفوس يشير الى انه من مواليد محلة المنصورية اي محلة الشيخ محمد سنة 1910) .وكان والده يحيى افندي الشربتي موظفا في الحكومة ومحمد وجدي اسم مركب وهو ابنه البكر وكان اهل المحلة يعرفون والده على انه يحيى افندي
وقد دخل المدرسة الخضرية وكانت تداوم في بناية الاعدادية الشرقية سنة 1919 .
انتقل الاسرة من محل سكنهم السابق في محلة الشيخ محمد الى محلة الغزلاني سنة 1948 وكان منزلهم الجديد في مقابل مركز شرطة الغزلاني الواقع قرب معسكر الغزلاني . وقد غادر الموصل بعد تقاعده سنة 1968 ليستقر في مدينة اليرموك ببغداد حتى سنة 1980 ثم انتقل الى منطقة زيونة حتى وفاته رحمة الله عليه في 29 آب سنة 1989 ودفن في بغداد.
تحدث لي ولده الاستاذ مروان فقال ان والده الاستاذ محمد وجدي الشربتي تزوج من نازك بنت محمد بن حامد آل حليم، ولديــــه من الأولاد عصمت وعدنان وأكرم وأسعد ومروان وأشــــــــــواق ونشــوان. ولديه أخ واحد هو (عبد الرحمن) وأخت واحدة هي (أسماء)، كما له ثلاثة أولاد عم هم إسماعيل حامد الشربتي وأحمد حامد الشـربتي وسعيد حامد الشربتي.
كان اسماعيل حامد الشربتي سنة 1955 مديرا عاما للطابو وكان الاستاذ احمد حامد الشربتي مربيا واديبا وكان سعيد حامد الشربتي ضابطا في الجيش برتبة زعيم اي عميد وقد عمل آمرا للقوة النهرية سنة 1956 ومديرا للتجهيز في وزارة الدفاع . ومن ال الشربتي الدكتور زهير احمد حامد الشربتي والشهيد العقيد الركن عدنان محمد وجدي الشربتي ابن صاحب السيرة والعميد أكرم محمد وجدي الشربتي والعميد أسعد محمد وجدي الشربتي والدكتور مروان محمد وجدي الشربتي والمهندس نشوان محمد وجدي الشربتي
كان المرحوم الاستاذ محمد وجدي الشربتي منغمسا في الحياة العامة وكان خطيبا مفوها له دوره في الحركة الوطنية العراقية المعاصرة ومما تميز به انه كان يلقي الخطب والقصائد في المناسبات الوطنية والقومية وخاصة القضية الفلسطينية ومنها تلك الخطبة التي القاها في الجامع النوري الكبير وكانت سببا في توظيفه في البلدية، اذ كان الجامع مكتظا بالناس بعد صلاة الجمعة، وكان رئيس البلدية أحمد بك الجليلي موجودا الى جانب عدد من وجهاء الموصل ورؤساء فروع الأحزاب والجمعيات، وقد استفسر أحمد بك الجليلي عن الخطيب فقيل له انه محمد وجدي الشربتي فاستدعاه وعينه في وظيفة ببلدية الموصل براتب قدره 100 روبية اي مايعادل ٧،٥ دينارا. باشر بوظيفته سنة 1931 في بلدية الموصل ثم في ديوان متصرفية اي ديوان المحافظة وتدرج في الوظيفة الى ان شغل منصب مفتش البلديات، وبعدها مدير بلديات لـواء الموصل (محافظة نينوى) منذ سنة 1961 حتى احالته على التقاعد بناء على طلبه في شـهر آب سنة 1968. وكانت بلديـــــات لواء الموصل (محافظة نينوى) تشــــــمل أربعيـــــن بلدية، حيث كانت محافظة دهوك ضمن لواء الموصـل آنذاك، وبلغت فترة خدمته 37 سنة. إضافة لذلك، كان محمد وجدي الشـربتي عضوا في لجان عديدة ، حيث كـان رئيسا للجنة المبايعات في بلدية الموصــــل، وعضوا في كل من لجنة الانضباط ولجنة ترفيعات الموظفيـن ولجنــة الاسـتملاكات وبيع الأراضي وفضلات الطرق وفضاء الأرصفة . وكانت له وقفات مهمة منها انه دعا الى تغيير تسمية محلة الجولاق بمحلة الاوس وكانت كلمة الجولاق تعني باللغة المغولية مقطوع اليد لذلك وافق متصرف الموصل وكان انذاك المرحوم الاستاذ عبد اللطيف الدراجي (29-4-1961-21-4-1963) على تغيير اسم المحلة الى محلة (الاوس ) وهي مجاورة ل(محلة خزرج) وهي محلة (الساعة) اليوم في الموصل .
كان تأثير والده – الذي كان ذا شغف شديد بمطالعة كتب الأدب والدين والشعر - عليه كبيرا، إذ كان يملي عليه بعض الأشعار والحكم لتقوية خطه وإملائه ولتنمية قابليته للتعلم، ولهذا اعتبره المعلم الأول، والذي كان سببا في ولعه في الدراسة ودخوله الفرع الأدبي في الاعدادية وميله للكتابة ونظم الشعر. كان محمد وجدي الشربتي كاتبا وشاعرا وأديبا منذ الثلاثينيات من القرن العشرين، حيث كان رئيسا لتحرير مجلة الاخاء، وهي مجلة أدبية سياسية اجتماعية اقتصادية فكاهية صدرت سنة 1929. وكذلك كان يشترك في تحرير عدد من المجلات، مثل مجلة الآداب ومجلة الأمل ومجلة البدائع ومجلة التجدد مع بقية طلبـــة الصف الثــــــــــالث والرابع الأدبي بالمدرسة الخضرية، كتب فيها مقالات عديدة منها (لماذا لا نجتهد) و(الحقيقة) و(الفجر عظيم أعلن قربه)، وروايات مثل (مصير الظلم) و(جنة الدنيا) و(ذو الارادة الحديدية) (1،3).
لدى محمد وجدي الشربتي دواوين شعرية عديدة، منها ديوان (قطرات قلب: 1926-1931) نظمه حين كان طالبا، وديوان (الوجدانيات: 1931-1968) حين كان في الوظيفة، وديوان (الرحيل: 1968-1973) بعد التقاعد والانتقال الى بغداد، وديوان (شمس الأصيل: 1977 حتى وفاته). وتم نشـــر بعض قصائدها في المجلات والصحف الموصـلية كجريدة فتى العـراق، وكـان يكتب الأشعار الوطنية باسم مستعار (م.ش.) خــــشية ملاحقته من الســـلطات آنذاك ولكنه اضطر إلى إتلاف القصائد الوطنية التي كانت تمجد ثورة مايس ١٩٤١ بعد فشل الثورة خوفا من بطش وانتقام الحكومة والانكليز الذين احتلوا العراق ثانية سنة 1941 .
وقد اشارت المصادر الادبية ومنها ماكتبه الدكتور صالح علي حسين الجميلي في رسالته الموسومة ( الشعر في الصحافة الموصلية منذ مطلع القرن العشرين حتى 1958 ) والدكتور ذنون يونس الاطرقجي في بحثه عن الشعر في الموصل المنشور في (موسوعة الموصل الحضارية ) الى ان في شعر محمد وجدي الشربتي يتجلى الاتجــــــــاه الوطني والعروبي وله قصيدة يمدح فيها مؤسس الدولة العراقية الحديثة وباني مجد العراق الملك فيصل الأول 1921-1933 أثناء زيارته للموصل وفيها قال :
فلتحيا في رغدٍ يا منقذَ العـــــربِ*** يا صاحبَ العزمِ والاقدامِ والنّســـــبِ
لولاك لم تعلُ شـــــــمسُ أفقنا أبدا*** ولم تخلصْ من الويـــــلاتِ والعطــبِ
لا زلتَ سيفا على هامِ العِدى لتصـ ــون القُطر من شَرِّهم، فلتحيا للعربِ
وفي نصرة قضية فلسطين حيث قال :
يا بني قومي فلســـــــــطين غدت بقعة حمراء من ســـــــــــــفك الدماء
باعها (جون بول) بيــــعا فانبرت تشـــــــــتري بالروح مثوى الانبيـــاء
كان الشاعر محمد وجدي الشربتي أسبق من غيره في التأثر برياح الحركة الرومانسية في الموصل، وثمة من يشير الى انه كان قد سبق غيره من الشــعراء العراقيين في هذا التوجه، وتظهر هذه الملامح في رهافة الحس والإنكفاء على الذات داخل إطار الكآبة والجنوح إلى الخيال ومناجاة الطبيعة لإسقاط المشاعر والهموم على مجاليها، كما كان يلون في الأوزان والقوافي شأن المجددين من شعراء المهاجر والديوان:
أيها الطـــــــائرُ في ظــــــــل الفتن *** غنِّ لي فالقلبُ أضناهُ الحـَــــــــــزَن
غنِّ لي إنّي غريبٌ في الوطـــــــن *** بين قومي وذوي القُربا ورفــــــاقي
رحم الله الاستاذ محمد وجدي الشربتي وجزاه خيرا على ماقدم وها نحن اليوم نذكره ونشيد بجهوده والذكر للانسان حياة ثانية له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 ...............أ.د إبراهيم خليل العلاف

                                                            الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف الطبقة البرجوازية في العراق حتى سنة 1964 أ....