الاثنين، 6 يناير 2014

أضواء على الإسهامات الوطنية والقومية للعسكريين من أبناء الموصل

أضواء على الإسهامات الوطنية والقومية
للعسكريين من أبناء الموصل
                                                                                       د. ذاكر محيي الدين عبد الله العراقي 
                                                                                         كلية الآداب - جامعة الموصل

     تعد مدينة الموصل من المدن التي زخرت وما تزال تزخر بالعديد من الطاقات التي صقلتها التجربة والخبرة حتى نافست أمهات المدن في العالم الإسلامي والوطن العربي، فكانت من المدن التي يُشدُ إليها الرحال والتي خرجت العديد من القادة العسكريين البارعين والأدباء والفنانين والمفكرين والسياسيين والاقتصاديين وعلماء الدين وغيرهم، وكلهم يشار إليهم بالبنان، يجمعهم قاسم مشترك هو خدمة العراق، والنخبة العسكرية الموصلية نخبة مثقفة اكتسب العديد منهم خبراتهم الإدارية والعسكرية في ظل الخدمات التي قدموها للدولة.
     عرف أهل الموصل بجديتهم وانضباطهم وطاعتهم وتفانيهم بالعمل والإخلاص فيه،وعلى ذلك فقد رفدت المدينة ولا تزال الحركة الوطنية والقومية في العراق بالعديد من العسكريين ممن يشهد لهم بالنزاهة والكفاءة والإقدام والمقدرة على مواجهة التحديات والصعاب والجسارة في مواجهة الأعداء.أولئك الرجال الشجعان الذين قدموا دمائهم الطاهرة دفاعا عن مبادئهم وبلادهم وترقوا في صنوف الجيش وارتقوا أعلى المناصب فيه  وبرعوا فيه- شانهم شان كل العراقيين الشرفاء وبدون استثناء - كمقاتلين أكفاء أثناء الخدمة العسكرية في صفوف القوات المسلحة.
 كانت الموصل في أواخر العهد العثماني عام1913 مقرا لقيادة فيلق12مع كامل هيئات الأركان والدوائر والشعب الملحقة به بقيادة أمير اللواء أسعد باشا الدرزي وهو سوري ورئيس أركانه المقدم ياسين الهاشمي وهو عراقي، وكان هذا الفيلق مؤلفا من الفرقتين 35 و36 وفوج القناصة 35 وهندسة الفرقة 35 ومخابرة الفرقة 35 و نقلية الفرقة 35 مع مقرات الألوية والكتائب والأفواج من القوات النظامية العثمانية بصنوفها المختلفة، وكان معظم ضباطها والمراتب والجنود من العراقيين بعامة ومن الموصليين بخاصة. ومما زاد من أهمية الموصل أيضا كونها كانت قاعدة إدارية للقوات العثمانية وموقعا لإعادة تنظيم القوات المنهكة والمضعضعة منها والتي كانت تعاني الجوع والنقص في العدد والعدة خلال الحرب العالمية الأولى.      
    لم تكن الموصل في الحرب العالمية الأولى قريبة من جبهات القتال التي كانت رحاها تدور ومنذ 6 تشرين الثاني 1914 بين البريطانيين والعثمانيين في جنوبي العراق ، ومضى منها ثلاث سنوات ، ومع ذلك كانت الموصل مهمة بالنسبة للدولة العثمانية وللقوات البريطانية على السواء، وفي 2تشرين الاول 1918 أصدرت القيادة البريطانية أوامرها الى قواتها في العراق بالتقدم شمالا نحو مدينة الموصل، فوصلت طلائع قواتها حمام العليل بعد يوم من إعلان الهدنة في 31 تشرين الأول وتوقفت فيها، عندئذ وجه القائد البريطاني الجنرال مارشال إنذارا للجيش السادس العثماني (الذي كان يتألف من فرقتين هما الفرقة 14والفرقة 2 ) بوجوب إخلاء ولاية الموصل كلها بين 8 تشرين الثاني و15 منه ، فاضطر قائدها على إحسان للرضوخ، فدخلتها القوات البريطانية دون قتال في 10 تشرين الثاني 1918، كما انسحبت بقايا القوات العثمانية الى خارج ولاية الموصل الى نصيبين وجزيرة ابن عمر.
    قامت القيادة البريطانية بإنشاء قوات محلية مساندة لها من المجندين المحليين الذين عرفوا بالشبانة ومن ثم أطلق عليهم تسمية الليفي والتي كانت تقوم بواجب القوة الإجرائية التنفيذية لجهاز الحكم الذي كان يدير الشؤون المدنية وذلك لتفرغ القوات البريطانية لواجباتها الأصلية، كما وضعت الفرقة 18 الهندية والقطعات الملحقة بها في ولاية الموصل، وتأسست قيادة الليفي في الموصل في البناء المعروف ببيت حميدة قرب جامع النبي شيت ووضعت بإمرتها قوة تقدر بـ(2000 ) مقاتل، وكانت هذه القوات محسوبة على جيش الاحتلال البريطاني وتأتمر بأمره فاشتبكت مع الثوار العراقيين من العرب والأكراد في المناطق المحيطة بها في العمادية وعقرة وتلعفر .
     عند وقوع ولاية الموصل تحت الاحتلال انبرى أهلها في تنظيم صفوفهم للمقاومة المسلحة والتي أسهم فيها أبناؤها وبكل بسالة وإقدام  شملت معظم أنحاء الولاية ،مع العلم ان اغلب الحركات المسلحة جرت بتأيد جمعية العهد العراقي التي ضمت أعدادا كبيرة من الضباط العراقيين الموصليين في الجيش العثماني السابق في سوريا وفرعها في الموصل وبدأت تحركاتهم بقدوم ممثلي جمعية العهد عن طريق دير الزور – تلعفر، ولمسوا تأييد شيوخ تلعفر لأية حركة وطنية، و في حزيران عام1919 وصلوا الموصل واتصلوا بمعتمد الجمعية في الموصل محمد رؤوف الغلامي وأعضاء الهيئة الإدارية و عقدوا اجتماعات عديدة كان منها في بيت الضابط الموصلي محمد شريف الفاروقي العمري ، ناقشوا فيها أوضاع ولاية الموصل وكسب العشائر ضدا لانكليز.
      وكانت جمعية العهد قد قررت نقل مركزها من دمشق الى دير الزور القريبة من الموصل بعد تعيين مولود مخلص حاكما للمنطقة من قبل الحكومة العربية في دمشق يعاونه الضابط الموصلي النقيب محمد أمين العمري للإشراف على الحركات الوطنية في العراق وتأجيج الروح الوطنية وتحريض القبائل العراقية على شن الهجمات على القوات البريطانية في العراق، ثم أوعزت جمعية العهد الى أعضائها من الضباط العراقيين بالاستقالة من وظائفهم والالتحاق باللجنة الوطنية في دير الزور التي ضمت مولود مخلص وعلي جودت الأيوبي وجميل المدفعي وسعيد الدملوجي وتوفيق الدملوجي وغيرهم ، والتحق بهم عدد من الضباط المنتمين الى فرع العهد منهم عبد الحميد الدبوني وإسماعيل صفوت سعيد ومصطفى الأمين ويونس الحاج عبد الله و رؤوف الشهواني وغيرهم، فضلا عن مجموعة من الضباط العرب توزعوا على العشائر العربية لتدريبهم على السلاح والاستعداد للزحف على تلعفر والموصل.
     تألفت القوة المهاجمة من المشاة والخيالة بقيادة الضابط الموصلي جميل المدفعي يرافقه الضابط الموصلي عبد الحميد الدبوني على رأس أربع سرايا يقودها محمود نديم السنوسي ومحمود أديب وسليم الجراح ومصطفى شوقي، وتحركت في 22 أيار 1920 من شمال نهر الخابور باتجاه تلعفر، وجرى ذلك بالتعاون مع العشائر المجاورة مثل شمر والدليم وبالتعاون مع جمعية العهد في الموصل.
    كانت المعلومات تدل على قرب وقوع هجوم على الموصل فالأوضاع مهيأة لاندلاع انتفاضة في شمال العراق ضد الاحتلال البريطاني بعد الحرب العالمية الأولى، والتي سارت إليها هذه القوات مع قسم من خيالة العشائر نحو جنوب الموصل لقطع مواصلات الجيش البريطاني المرابط في الموصل سرعان ما هاجمت قافلة عسكرية قرب القيارة وهزمتها واستولت على عجلاتها،كما هاجمت مفرزة عشائرية معسكر البريطانيين في الغزلاني وأزعجتهم، وجعلت مدينة الموصل في حالة مضطربة بضعة أيام.
    تأخرت حملة الضابط الموصلي جميل المدفعي إلى تلعفر مع علمه بأخبار الاستيلاء عليها اثر قيام ضابطين موصليين هما النقيب جميل محمد الخليل والملازم محمد علي النعلبند بمحاصرة دار الحاكم السياسي البريطاني في تلعفر مع بعض العشائر وجرت مناوشات بينهما والاستيلاء عليها ، وفي4 حزيران1920 دخلها  المدفعي ورفاقه وخرج أهلها لاستقبالهم ، ورفع الموصليون العلم العربي بعد سيطرتهم على قلعة تلعفر. وفي اليوم التالي اجتمع رؤساء تلعفر ورؤساء عشائر شمر والجبور والجحيش والكركوية والحسينات والبو ميتوت بالضابط الموصلي جميل المدفعي ورفاقه ، وبحثوا معه أمر الحركة نحو الموصل وبقيت القوات ثلاثة أيام في تلعفر ولم تتجه الى الموصل إلا في اليوم السابع مما ساعد القوات البريطانية في فرض سيطرتها على الموصل.ووقع الصدام بين القوات العربية والبريطانية قرب قرية (الكونسية) بين الموصل وتلعفر وكانت القوات البريطانية متفوقة مما اضطر الثوار الى الانسحاب الى المحلبية والقرى الواقعة غربها باتجاه ديرالزور .
     على أية حال،كانت حركة تلعفر مقدمة لثورة شملت العراق كله، وهي ثورة 1920 الكبرى ،ولها أثرها الواضح في التغيير الذي حدث في سياسة البريطانيين الذين نشروا في 17 حزيران سنة 1920 بياناً اكدوا فيه رغبتهم في جعل العراق دولة مستقلة. وتقرر إعادة السير بيرسي كوكس لتنفيذ هذه المهمة، كما أسهمت حركة تلعفر في تقوية اعتقاد العراقيين في الوسط والجنوب بأن الوضع العسكري البريطاني كان ضعيفاً، وأن البريطانيين لن يستطيعوا الثبات طويلاً، وكان ذلك من العوامل المؤدية إلى نشوب الثورة الكبرى سنة 1920 بنطاقها الواسع وأهدافها الواضحة، وعند اندلاع ثورة العشرين في العراق، كانت المقاومة المسلحة الوطنية في شماله قد أقضت مضاجع البريطانيين بتوجيه وتدبير من جمعية العهد والقوى العشائرية التي لعب العسكريين من أبناء ولاية الموصل دور باز في قيادتها وتوجيهها.
      وعندما تشكلت في العراق الحكومة المؤقتة برئاسة عبد الرحمن الكيلاني نقيب أشراف بغداد في 25 تشرين الاول1920 وكلف الفريق جعفر العسكري بوزارة الدفاع فيها، والذي اخذ على عاتقه وضع اللبنات الأولى للجيش العراقي الذي لم يكن الضباط من أبناء الموصل بعيدين عنه، بل شاركوا في وضع هذه اللبنات مع سائر إخوانهم من العراقيين، وفي 6كانون الثاني 1921 أعلن تأسيس الجيش العراقي في الاجتماع الرسمي الأول الذي عقد برئاسة الفريق جعفر العسكري وزير الدفاع في قصر عبد القادر باشا الخضيري المطل على نهر دجلة قرب الباب الشرقي، وعين الضباط من الذين التحقوا بخدمة الجيش ورشح نوري السعيد لمنصب رئيس أركان الجيش الذي شغله بعد عودته إلى بغداد في 12 شباط 1921 بلقب وكيل رئيس أركان الحربية.
    عقد لهذا الغرض اجتماع في اليوم نفسه لفتح دوائر المقار العام للجيش العراقي والقيادة العامة فيه، وتقرر فيه تأليف المقر العام للجيش من أربع دوائر هي :الحركات,الإدارة واللوازم،و الطبابة،والمحاسبات، وفتحت في الأول من حزيران 1921 لجان التجنيد في أنحاء العراق المختلفة ، وكانت مؤلفة من (18) لجنة عدا مقر مدير التجنيد العام ومنها لجنة تجنيد الموصل وكانت بعهدة المقدم الحاج احمد سري بن صالح، وتم تعيين ضباط وكتبة لتلك اللجان منذ الأول من حزيران 1921، وبوشر في تطبيق نظام التطوع خلال الشهر المذكور. وكانت حصيلة التطوع في شهر حزيران ( 334) جنديا جاءوا من (9)لجان، وكانت أوفرهم حظا لجنة كربلاء ثم البصرة تليهما الخالص ثم الحلة فالموصل فالنجف فبغداد ثم الهندية فبعقوبة. وفي 27 آب 1921 تشكلت كتيبة الخيالة الأولى ببغداد وصدرت الإرادة الملكية في 9 آذار 1922 بتسميتها( كتيبة الهاشمي )، وفي 24 تموز 1921 تشكلت سرية نقلية الحيوانات في بغداد وانتقلت في 5 آذار 1922 إلى الموصل، وتشكلت البطرية الأولى ببغداد 1 تشرين الأول 1921 في الثكنة الشمالية ولضيق الثكنة نقلت إلى الكاظمية مع الفوج الأول، وفي 9 مايس تم إسكانها في الموصل.
      كما قررت القيادة البريطانية في العراق بناء معسكر في منطقة الغزلاني لإسكان قواتها المرابطة في الموصل ، وقد تسلمه الجيش العراقي منها في عام1930، كما أنشأت هذه القيادة قاعدة جوية ومطار في المدينة تسلمته القوة الجوية العراقية منها في عام 1937 وتقرر نقل السرب الاول الى الموصل وإسكان ضباطه في هذه القاعدة. وكانت الحكومة العراقية ووزارة الدفاع قد أنشأت قيادة عسكرية لقيادة هذه الوحدات، فأصدرت في 28 تشرين الأول 1923 أمرا بإنشاء أمرية منطقة الموصل، وكان أول آمر لها العقيد الركن طه الهاشمي، وفي 13 تشرين الأول 1923 صدرت الإرادة الملكية بربط قيادة الجيش العراقي في لواء الموصل بالمتصرفية موقتا وتعيين الفريق جعفر العسكري قائدا ومتصرفا في الموصل .

      وفي الأجواء لاختيار الملك المناسب لعرش العراق كان هناك مرشحون آخرون احدهم ضابط من الموصل وهو هادي محمد أمين العمري عميد الأسرة العمرية في الموصل آنذاك،إلا أن فكرة انتخاب ملك من العراقيين قوبلت من لدن بعض الموصليين بالرفض الشديد، وظهرت منشورات على جدران الأبنية في الموصل تؤيد الأمير فيصل بن الحسين، وعلى الأرجح كانت من مناصريه العسكريين والمدنيين الذين عملوا معه منذ الثورة العربية عام 1916. وبهذا شهدت الموصل اختلافات بالرأي حول هذه المسالة ، وعندما حسم الترشيح وتوج فيصل ملكا على العراق في 23اب 1921، شارك الموصليون إخوانهم العراقيين الاحتفال بتتويجه ، وذهب وفد تهنئة يمثل المدينة إلى بغداد ، مثل الفئات التي اشتركت في التصويت لصالح توليه العرش، كما لقي هذا الأجراء وقعه المقبول في الموصل التي عبر فيها أهلها عن ابتهاجهم بهذه المناسبة بإقامة الاحتفالات الواسعة في المدينة.
      بعد تتويج الملك فيصل ملكا على العراق،استعان الانكليز والملك فيصل بمجموعة من الضباط والبالغ عددهم 62 ضابطاً والذين كانوا يسمون بالضباط الشريفين (نسبة للشريف الحسين بن علي ملك الحجاز) الذين خدموا في الجيش العثماني وكان لهم دور بارز في الثورة العربية الكبرى التي قادها الشريف الحسين  بن علي ، وكان في مقدمتهم نوري السعيد، وجميل المدفعي، وعلي جودت الأيوبي، وياسين الهاشمي، ومحمد أمين زكي، وأمين العمري، وجعفر العسكري، وبكر صدقي، ورشيد عالي الكيلاني، وعبد المحسن السعدون، وتوفيق السويدي وشاكر الوادي ومصطفي العمري ورؤوف الشهواني ومحمود بن حسين الشهواني ومحمد احمد وطاهر بن محمد الزبيدي ومحمد شاكر بن علي وغيرهم من الذين تداولوا علي السلطة وشاركوا في المؤسسة العسكرية بفاعلية وإقدام طيلة الحكم الملكي العراقي .
     اخذ الجيش العراقي في التوسع وتشكلت وحدات جديدة كان لأبناء الموصل ضباطا ومراتب دور بارز فيها من أمثال الضابط الموصلي نوح عبد الله الجلبي الذي شغل منصب آمر فيصل في فوج موسى الكاظم في 23 آب 1930 ثم تقلد مناصب عديدة أخرى في الجيش العراقي، و الضابط الموصلي محمد نوري بن أحمد خيري  احد المشاركين في تأسيس الجيش العراقي والذي تدرج في مناصب قيادية في الجيش كان آخرها مدير إدارة الجيش ووكيل لرئيس أركان الجيش ، وغيرهما ممن كان لهم دورهم البارز في تأسيس الجيش الذي الصبح  في 21 آذار 1925 مؤلفا من خمس مناطق ومواقع وثلاث كتائب خيالة مع سرية حرس ملكية وأربع بطريات مدفعية وستة أفواج مشاة وسرية حدود واحدة ، وثلاثة مستودعات للتدريب وثلاث سرايا نقلية وأربع مستشفيات ومعمل عسكري مع مستودعات للتجهيزات ومدرسة عسكرية ودار تدريب ومدرسة الخيالة ومستودعها . وجرى توزيع وحدات الجيش الأنفة الذكر في كل من بغداد والموصل وكركوك والسليمانية والحلة وبلغت القوة العمومية    (7994) من الضباط وضباط الصف والجنود و (422) تابعا.
     وفي عام 1926 استحدث مقر لواء المدفعية الجبلية والغي عنوان ( لواء الموصل) واستعيض بعنوان المنطقة الشمالية حيث وزعت وحدات الجيش– عدا وحدات بغداد- في أربع مناطق هي : الشمالية والجنوبية والشرقية والفرات وامرية موقع كركوك.وفي عام 1929 أعيدت تسمية المدرسة العسكرية بـ( الكلية العسكرية الملكية) بناء على اقتراح العقيد توفيق الدملوجي مرافق الملك فيصل الأول، والفت في هذا العام أيضا مدرسة النقلية الآلية ومستودعها وامرية المدفعية للمنطقة الشمالية في الموصل عوضا عن  مقر لواء المدفعية الجبلية الملغي. وفي عام 1930 ألغيت دائرة "ركائب الموصل " ومنصب آمر وحدات النقلية  وارتبطت سرايا النقلية الآلية بمناطقها أسوة بباقي الوحدات .
     شغلت قضية الدفاع عن عروبة الموصل أبناؤها  مدنيين وعسكريين ، كما شغلت الحيز الأكبر من اهتمام الحكومة العراقية آنذاك، و تصدى أغلبية أهلها لادعاءات الأتراك المطالبة بهذه الولاية ، وشمل التشجيع والدعم الموصليين المقيمين في بغداد، فيما العديد من أبنائها بتأليف جمعيات وأحزاب سياسية أخذت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن عروبة المدينة، كحزب الاستقلال العراقي برئاسة اصف وفائي وعضوية عبد الله الفاروقي ومكي الشربتي وسعيد الحاج ثابت ومحمد صدقي سليمان مع مجموعة من العسكريين السابقين من المنخرطين في حزب العهد المنحل فرع الموصل وجمعية الدفاع الوطني برئاسة احمد الفخري ضمت في عضويتها مائة وخمسين  شخصية موصلية من علماء واعيان وأدباء وعسكريين سابقين وغيرهم من أبناء الموصل. وكان أبناء الموصل على اتصال وثيق بالحركة الوطنية في بغداد، وعد حزب الاستقلال الذي تأسس في الموصل في الاول من أيلول سنة 1924 من أبرز التنظيمات التي قامت بدور كبير في الدعوة الى استقلال العراق والمحافظة على وحدته.
       قام هذا الحزب بالتعاون مع جمعية الدفاع الوطني الموصلية التي تشكلت في 25 كانون الثاني 1925 بدور مهم في رفض المطالب التركية باعتبار الموصل جزءا من الدولة التركية، وهو ما عرف بمشكلة الموصل، والتي ظهرت على اثر مطالب الأتراك بولاية الموصل باعتبار أن القوات البريطانية دخلتها واحتلتها بعد عقد الهدنة ، لكن الاتجاه الوطني العراقي الذي ساد الموصل كان من العوامل الرئيسة في تسهيل أمر صيرورة ولاية الموصل جزءا لا يتجزأ من الدولة العراقية.
     عندما دخلت معاهدة 1930 حيز التنفيذ منذ دخول العراق عصبة الأمم في 3 تشرين الأول 1932 وإعلانه دولة مستقلة ، جرى في الموصل احتفال رسمي استعرضت من خلاله قطعات من الجيش وفرق كشافة المدارس، فضلا عن مظاهر الزينة والابتهاج. ونظم استعراض الجيش العراقي وقتئذ أمرية موقع الموصل التي كان مقرها في معسكر الغزلاني، والتي ضمت كتيبة الهاشمي الخيالة والبطرية الجبلية الأولى وسريتا مشاة من الفوج الثالث والسرية النقلية الأولى ومستودع تدريب المشاة (مدرسة تدريب).
     وكانت القوة الموجودة في لواء الموصل ما يقارب ربع قوة الجيش العراقي آنذاك بعد ان استقرت خطة وزارة الدفاع على توزيع الجيش في العراق في الظروف الاعتيادية على الوحدات والتشكيلات الآتية: أمرية منطقة الموصل ثلاثة أفواج من المشاة وكتيبة خيالة، وبطاريتان من المدفعية الجبلية ويضاف لها بطرية ميدان (صحراء) أحيانا مع خدمات إدارية ساندة. وفي 22 نيسان 1931 استحدث اول رف عراقي للقوى الجوية. وفي عام 1932 ألف فوج المشاة العاشر وبوشر بتأليف الفوج الحادي عشر وتم تأليف السرب الأول للقوى الجوية ويعد الضابط الطيار سامي عبد الفتاح  من طلائع ضباط الموصل في القوة الجوية، والذي أوفد إلى انكلترا في أيار 1930 للالتحاق بإحدى مدارس الطيران البريطانية وتخرج طياراً في أيار 1931 ثم دخل مدرسة الأركان (كلية الأركان) في دورتها الرابعة وتخرج بدرجة (أ) الأول في دورته، وشغل مناصب عديدة في الجيش العراقي منها ضابط ركن القوة الجوية عام 1938، ثم قائد القوة الجوية من حزيران عام 1941وحتى أيار عام 1954، بعد ترقيته إلى  رتبة أمير لواء جو ركن في أيار عام 1951.
    وعند دخول العراق عصبة الأمم في 3 تشرين الاول 1932 كان الجيش العراقي في الموصل يتألف من الوحدات الآتية : مقر المنطقة الشمالية وكتيبة الخيالة الثالثة و فوج المشاة الخامس فوج المشاة الثامن ( ناقص سرية ) والسرية النقلية الأولى و مستودع مشاة المنطقة الشمالية والبطاريتان الجبلية الثانية والثالثة، وكان من ضباطها الضابط الموصلي سعيد حامد الشربتي الذي عين بعد تخرجه آمر فصيل في الفوج الثاني من اللواء السادس، ثم آمر البطرية الثانية في الكتيبة الرابعة الجبلية ثم معاون آمر كتيبة مقاومة الدبابات الأولى، فضلا عن وجود مستشفى عسكري عام ( 100 ) سرير ، ومفرزة انضباط عسكري.
       وبعد تنفيذ قانون الدفاع الوطني في 1935 وضعت خطة لإعادة تنظيم الجيش وتوسيعه وتشكيل مقرات الألوية والفرق وإلغاء أسلوب الوحدات المستقلة. وفي 15 نيسان 1936 تألفت فرقتان الأولى في بغداد والثانية في كركوك، ووضع جحفل لواء المشاة السادس والوحدات الملحقة به في الموصل ومعظم ضباطه وجنوده من أهلها، مع وجود فوج حدود في زاخو، وأبقيت أمرية المنطقة في الموصل بإمرة قيادة الفرقة الثانية في كركوك. وخلال هذه الحقبة كانت الموصل منطقة تحشد وقاعدة عسكرية لعمليات قتالية قامت بها القوات المسلحة العراقية وكانت الوحدات المشاركة تعود الى مقراتها الاعتيادية بعد الانتهاء منها.
     زارالموصل الأمير غازي ولي العهد ونائب الملك برفقة رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني في 27 آب 1933بتكليف من والده الملك فيصل.استعرض الأمير غازي القوات العراقية المرابطة في الموصل. وممن برز اسمه آنذاك الضابط الموصلي إسماعيل صفوة بن سعيد الذي شغل مناصب عدة في الجيش العراقي ابتداء من آمر فصيل ثم ضابط ركن المنطقة الشمالية وآمر سرية في الفوج الثامن ثم آمر الفوج الثامن وآمر سرية في المدرسة العسكرية ثم آمر الفوج الثاني عشر، ثم شغل منصب رئيس ركن الفرقة الأولى وآمر ألوية المشاة الثالث ثم الرابع ثم الخامس، والضابط الموصلي توفيق سعيد الدملوجي الذي عين عام1926 بعد ترقيته إلى رتبة رئيس (نقيب) بمنصب ضابط ركن المنطقة الشمالية في الموصل حيث مسقط رأسه وأسرته، ونقل بعد ترقيته إلى رتبة رئيس أول (رائد) إلى منصب ضابط ركن الميرة والتموين في بغداد عام 1931، ثم دخل دورة الضباط الأقدمين في كلية الأركان، ثم عين بمنصب آمر الفوج السادس عشر المشكل حديثاً في الموصل عام 1935، وأصبح هذا الفوج باسم الفوج الثاني لواء الملكة عالية (اللواء الخامس) ثم عين آمراً للواء نفسه بعد ترقيته إلى رتبة عقيد في 8 أيلول 1936.
     وعندما تولى الأمير غازي عرش العراق في 8 أيلول 1933 بعد وفاة والده الملك فيصل،انطلقت الصراعات السياسية من عقالها بين السياسيين العراقيين الذين شكل فيهم العسكريون الموصليون السابقون نسبة كبيرة، لعل من أبرزهم ممن تولى رئاسة الحكومة آنذاك جميل المدفعي الذي شكل أكثر من وزارة وعلى جودت الأيوبي ونور الدين محمود وغيرهم ممن كانوا من ضباط الموصل في الجيش العثماني ومن ثم في الجيش العربي ومن ثم في الحكومة العراقية ومجلس الأمة العراقي فيما بعد تشكل الدولة العراقية المعاصرة فيه وأسهموا بشكل بارز في صنع الأحداث التاريخية المهمة في تاريخ العراق المعاصر وظلت بصماتهم واضحة في الدولة والمؤسسة العسكرية.
     وكان لأبناء الموصل مدنيين وعسكريين مواقفهم المختلفة من حركات عشائر الفرات الأوسط، وفي مقدمتهم حركة الشيخ عبد الواحد الحاج سكر، في أبي صخير والمشخاب في الديوانية، دفع ذلك الحكومة لاتخاذ التدابير العسكرية لمواجهتها، ونشطت في الموصل بعض العناصر العسكرية المؤيدة  للكتلة العسكرية القومية بالتعاون مع عدد من المحامين والساسة في توزيع المنشورات السرية المساندة لحركة العشائر في الفرات الأوسط ، وبهذا الصدد يقول البعض بأنهم :"كانوا الأشد حماسة وعلى أهبة الاستعداد لالتحاق بالثائرين،إذا أدى الأمر إلى القتال المسلح" ، في الوقت الذي كان فيه أولئك الضباط العراقيين في الموصل وعلى رأسهم الملازمون محمود الدرة وطارق سعيد فهمي وماجد سليم ومحمد نجيب الربيعي يشتركون مع عدد من الساسة الموصليين ومنهم المحامي ياسين العمري وحمدي جلميران ويونس عباوي في توزيع المنشورات المؤيدة لحركة الفرات، وهو ما أكدته تقارير الاستخبارات العسكرية التي أشار احدها إلى وجود مجموعة من المنشورات التي ألصقت على جدران الشوارع وأزقة المدينة .
     وهذا النشاط الذي أظهره بعض عناصر الجيش في الموصل قد جرى بالتنسيق مع أعضاء من حزب الإخاء فرع الموصل المؤيد لياسين الهاشمي وكتلته فاحتجوا على أسلوب الشدة المتبع بحق عشائر الفرات الأوسط عند حركتها الثانية والتي اتبعها بكر صدقي الذي كلف بإخمادها، وعملوا على إيصال احتجاجهم إلى رئيس الوزراء ياسين الهاشمي ذاته،الذي كان قد أبدى اهتماما ملحوظا بالجيش وتعزيز الروح العسكرية وغرسها بين العراقيين كافة وأقدمت حكومته في 12 حزيران 1935 على تنفيذ قانون الدفاع الوطني (قانون التجنيد الإجباري ) ولغرض تطبيقه انتشرت في البلاد ومنها الموصل مراكز التجنيد .
- انتفاضة الموصل العسكرية عام 1937:
     تمكنت جماعة الأهالي بتحالفها مع كتلة من الضباط يتزعمها الفريق بكر صدقي من إسقاط حكومة ياسين الهاشمي في انقلاب عسكري جرى تنفيذه في 29تشرين الأول 1936، والذي غدا على أثره الفريق بكر صدقي رئيسا لأركان الجيش والشخصية العسكرية المؤثرة في تقرير الكثير من الأمور السياسية في البلاد . تباينت أراء أبناء الموصل من الانقلاب، ففي الوقت الذي أبدى فيه بعض الأوساط ارتياحهم وجرى تنظيم مظاهرات مؤيدة له على غرار ما حدث في الكثير من المدن العراقية الأخرى، وذهب وفد يمثل بعض الأسر والوجهاء من أبناء المدينة برئاسة الشيخ عبد الله النعمة ورؤوف الشهواني ونعمان الدباغ وشريف الصابونجي ويونس عباوي وقاسم الديوه جي وصالح حديد وحكمت المفتي إلى بغداد لتقديم التهاني.
     وفي المقابل اعتبرت العناصر القومية الموصلية الشابة سقوط حكومة ياسين الهاشمي على اثر الانقلاب نكسة لطموحها القومي في العراق، وفي مقدمتهم يونس السبعاوي وجمال المفتي وحازم المفتي مع مجموعة من الضباط العسكريين الذين أبعدتهم حكومة الانقلاب إلى الموصل ، وكانوا على صلة بالكتلة العسكرية القومية التي يتزعمها صلاح الدين الصباغ (موصلي المولد سوري الأصل) ومن هؤلاء محمد فهمي سعيد (مقدم لواء المنطقة الشمالية) وكامل شبيب وسعيد الخياط وعمر فوزي وطاهر يحي وإبراهيم الراوي ومحمد خورشيد وقاسم مقصود وعزيز ياملكي (رئيس نادي الضباط في الموصل)، فضلا عن الضابط الموصلي اللواء محمد أمين العمري(أمر منطقة الموصل) الذي اظهر تعاطفه مع هؤلاء الضباط .
    وقام المحامي الموصلي الشاب محمد يونس السبعاوي مع عدد من رفاقه بنشاط بارز في عقد الاجتماعات وتعبئة الجهود بين ضباط هذه الكتلة وعدد من السياسيين بقصد التعاون للقيام بعمل منظم يستهدف الإطاحة بحكومة الانقلاب، وكانت هناك محاولات عديدة من قبل الكتلة العسكرية القومية لاغتيال بكر صدقي، وتحققت محاولتهم الأخيرة في مطار الموصل في 11اب 1937عند وصوله الى مطار الموصل برفقة اللواء حسين فوزي قائد الفرقة الأولى، كما التحق به على متن الطائرة العسكرية محمد علي جواد قائد القوة الجوية، وكان في استقبالهم اللواء محمد أمين العمري والمقدم محمد فهمي سعيد. فاغتنمت الكتلة القومية ذلك وقامت بتنفيذ خطة وضعها المقدم محمد فهمي سعيد والنقيب الطيار محمود هندي والنقيب الخيال محمد خورشيد والعقيد عزيز ياملكي، وقام بتنفيذها نائب العريف الخيال محمد عبد الله التلعفري الذي أطلق النار على بكر صدقي وزميله قائد القوة الجوية في حديقة استراحة مقر ضباط القوة الجوية بمطار الموصل.
     عارض اللواء محمد أمين العمري إرسال المتهمين الى بغداد لخشيته من تعرضهم لانتقام أعوان بكر وطالب بإرسال اللجنة التحقيقية إلى الموصل، ومع ذلك تم اعتقال عدد كبير من الضباط كان قسم كبير منهم من أبناء المدينة مع عدد من نواب الضباط والجنود.إزاء ذلك قرر اللواء محمد امين العمري رفض ذلك وأعلن في 14 آب 1937 انتفاضة الموصل العسكرية، وأعلن عن قطع العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، وذلك من خلال بيان أصدره بالمناسبة أعلن فيه دوافع الانتفاضة العسكرية في الموصل ومن أهمها: سيطرة نزوة الانتقام لدى الحكومة وأنصار بكر بقيامهم باعتقال الكثير من الضباط ممن لا دخل لهم في الأمر بتاتا، وإصرار الحكومة على نقل المشتبه بهم إلى بغداد. وفي البيان الثاني حاول اللواء محمد امين العمري توسيع مسؤوليات الانتفاضة العسكرية، وأعلن فيه أيضا خروج ما سماه البيان (بحكومة الموصل) المتضامنة بجيشها وإدارتها عن سلطة الحكومة المركزية .
    وفي ذات الوقت اصدر اللواء محمد امين العمري أوامره للوحدات العسكرية المرابطة في الموصل والموالية له اخذ كل الاستعدادات والعمل على تحصين المدينة وإقامة المتاريس في مداخلها وطرقاتها وضبط الدوائر الحكومية ذاتها ووضع أجهزة الهاتف والبرق تحت الرقابة العسكرية، كما عمل على ضمان تأيد وإسناد بعض أمري الحاميات العسكرية في الديوانية والحلة وكركوك والسليمانية، وأعلن في الوقت ذاته إخلاصه للملك والعرش من خلال برقية بعثها للملك غازي، ثم أرسل بعد ذلك اللواء محمد امين العمري الى الحكومة في بغداد بمطالب الضباط والعناصر الوطنية والقومية في الموصل والتي أكدت على: استقالة حكومة حكمت سليمان باعتبارها حكومة الانقلاب السابق وتأليف حكومة بديلة برئاسة جميل المدفعي، وعدم الاستجابة لمطالب الحكومة المركزية بتسليم المتهمين بمقتل بكر صدقي، وكذلك القبض على قتلة جعفر العسكري وضياء يونس ومحاكمتهم مع قتلة بكر صدقي ومحمد على جواد في محكمة واحدة.
     وكانت حكومة حكمت سليمان تعاني وضعا حرجا في بغداد زاد من حراجتها إعلان العقيد محمد سعيد التكريتي أمر معسكر الوشاش في بغداد وقوفه وتأيده لحكومة الموصل وأيده في ذلك كبار الضباط والعناصر القومية في الجيش الذي ضم نسبة كبيرة من أبناء الموصل من العاملين في تلك القطعات وغيرها في بغداد وبقية مدن العراق.عندها أدرك حكمت سليمان حراجة موقفه وعمل على تقديم استقالة حكومته في 17اب 1937 وكلف المدفعي بتشكيل الحكومة الجديدة.
    ومع ذلك تعد هذه الانتفاضة على الرغم من صبغتها الوطنية مؤشرا محفوفا بالمخاطر تضمن تصفية الحسابات بين الكتل العسكرية المتصارعة داخل الجيش ومظهرا فعالا من مظاهر تدخل الجيش في شؤون البلاد السياسية راح ضحيته فيما بعد عدد كبير من ضباط الجيش العراقي كان قسم  كبير منه من أبناء الموصل.

-مساهماتهم  في ثورة مايس 1941: 
     في مطلع نيسان لعبت العناصر العراقية الوطنية والقومية (العسكرية والمدنية) والمتمثلة بالعقداء الأربعة صلاح الدين الصباغ ومحمد فهمي سعيد ومحمود سلمان وكامل شبيب، ورشيد عالي الكيلاني و محمد يونس السبعاوي ومفتي القدس الشيخ أمين الحسيني،الذين مثلوا بنشاطهم القيادة العسكرية والمدنية للحزب( القومي العربي السري) في العراق، دورا واضحا في السياسة الداخلية في العراق، بعد إحراج رئيس الوزراء آنذاك طه الهاشمي وإجباره على الاستقالة وتشكيل حكومة الدفاع الوطني العسكرية المؤقتة ، وفي 10 نيسان أعلن مجلس الأمة وصاية الشريف شرف بدلا من عبد الإله الذي غادر البلاد ووضع نفسه تحت الحماية البريطانية، وفي12نيسان شكل الكيلاني حكومته الرابعة في العراق الملكي، والتي واجهت ضغوطا انكليزية آنذاك لإعلان الحرب على دول المحور (ألمانيا وحلفائها)، والتي انتهت بالمواجهة المسلحة بين العراق وانكلترا في 2 مايس 1941، فاظهر فيها العراقيون بعامة والموصليون بخاصة تلاحمهم ، كما اظهروا خلالها موقفا يشهد لهم بالكفاح من اجل الاستقلال على الرغم من إمكانياتهم المحدودة. وكان للثورة وقعها المؤثر والفعال في الموصل بل اتسم موقف المواطنين في تأييدها بالحماسة والاندفاع وانهالت برقيات التأييد لها من مختلف القطاعات التي تمثل جمهور المدينة وممثلي الجهات الرسمية فيها وعشائر الموصل وضواحيها.
     قام الحزب القومي العربي السري وواجهاته في الموصل بدور فاعل في إثارة الشعور القومي لتأييد الثورة والمطالبة بالاشتراك في القتال الى جانب الجيش، ولأهمية موقع الموصل من الناحية الجغرافية والإستراتيجية أضحت المدينة قاعدة عسكرية مهمة لدعم مجهود الجيش الحربي، ولاسيما بعد أن غدت جسرا للمساعدات العسكرية الألمانية لدعم الثورة والتي بدأت تتقاطر من سوريا الى الموصل اثر الاتفاق بين الحكومة الألمانية وحكومة فيشي الفرنسية ، ففي10 مايس وصل فريتز كروبا الوزير المفوض الألماني إلى الموصل قاصدا بغداد. ومنذ11مايس كانت أولى التعزيزات الجوية الألمانية قد وصلت الموصل وتضمنت ثلاث  طائرات قاذفة بقيادة الميجر (نقيب) فون بلومبرغ، وفي 13 مايس وصل مطار الموصل أربع طائرات ألمانية وايطالية تحمل عددا من الفنيين، وفي اليوم نفسه استقبلت الموصل عن طريق تل كوجك قطارين يحملان شحنة من السلاح تحت إشراف المبعوث الألماني رودولف ران، وفي14 مايس وقع قاسم مقصود وكيل المتصرف الموصل مع كروبا على اتفاقية أمدها ثلاث سنوات وتتضمن تجهيز العراق بصفقة سلاح بقيمة 3,3 مليون مارك ألماني مقابل أن يقدم العراق لألمانيا منتجات عراقية وبدون فائدة مالية مع إعادة ضخ النفط العراقي عبر الموانئ السورية واللبنانية وتأمين الوقود للوحدات العسكرية، وعلى أثرها غادر الموصل باتجاه سوريا قطارا محملا بالوقود والمواد الغذائية .
      وبذلك غدت الموصل وكركوك قاعدة لتجميع الطائرات والخبراء والفنيين الألمان والايطاليين،كما أصبحت المدينة نقطة انطلاق للطائرات الألمانية للقتال الى جانب القوات العراقية التي تواجه القوات البريطانية في غرب بغداد في منطقة الحبانية، فشاركت بقصف القوات البريطانية في الأيام 16 مايس و20و21 منه ، وشارك لواء المشاة السادس المقيم في الموصل في تلك الحرب، وكان له دوره الكبير في الهجوم الليلي الذي قام به لاسترجاع الفلوجة وكاد ينجح لولا التفوق الجوي البريطاني المعادي الذي انزل باللواء خسائر كبيرة بالضباط والجنود،وبذلك أصبحت الموصل من أكثر المدن العراقية خطورة على النشاط البريطاني فضلا عن تأييد سكانها المنقطع النظير للثورة. وقد جرح واستشهد في هذه الحرب الكثير من ضباط وجنود العراق كان بينهم نخبة من أبناء الموصل لعل من أشهر من جرح فيها الضابط الموصلي المعروف محمود شيت خطاب الذي جرح أثناء المواجهات في الحرب مع الانكليز عام 1941.
      صب الانكليز جام غضبهم على المدينة بعد أخفاق الثورة ، وعانت الموصل من تشدد وعقاب السلطات الحكومية،فضلا عن مضاعفة القوات الانكليزية في المدينة،كما شنت السلطات حملة مداهمات واعتقالات شملت أعداد كبيرة من المدنيين والعسكريين من أبناء المدينة،وقامت هذه القوات بإشغال مطار الموصل الى نهاية الحرب عام 1945، وضغطت السفارة الانكليزية على الحكومة العراقية لغرض تقليص الجيش، والتي قامت بإلغاء وحدات لواء المشاة السادس في الموصل واستعيض عنه بجحفل لواء المشاة الخامس الذي تم إسكانه فيها وإلغاء أمرية منطقة الموصل واستعيض عنها بامرية موقع الموصل، وأضيف للقوات المرابطة فيما بعد فوج هندسة الفرقة الثانية، ثم تأسس في الموصل مدرسة المشاة والتي بقيت في موقعها المعروف في مدخل المدينة قرب ساحة المكعبات في مدخل شارع بغداد إلى عام 2003.       
      في الوقت الذي واصل فيه بعض أعضاء الحزب القومي السري نشاطهم في مقاومة المحتلين البريطانيين على الرغم من إخفاق الثورة ،إذ أقدم تنظيم الحزب في الموصل على تنفيذ عدد من عمليات الاستيلاء على مخازن السلاح مع حملة كبيرة في توزيع المنشورات المناهضة لهم وللحكومة، ومنها على سبيل المثال المنشورالمعنون إلى (الانكليز الطغاة) والموقع باسم جمعية اليد البيضاء والذي دعا من خلاله منظموه إلى مواصلة النضال،كما وجهوا من خلاله إنذارا شديد اللهجة الى الحكومة والبريطانيين ومما جاء فيه :" .. إننا نقدم إليكم إنذارا إذا قتلتم زعماء العرب وهم محمد يونس السبعاوي وجماعته .." ،ثم خاطب البريطانيين مهددا ومتوعدا بقوله:"..أذا قتل أحدا منهم فسوف نقتل عشرة من اكبر شخصياتكم بدلا منهم.." واختتم المنشور متوعدا اياهم بقوة المشاعر الوطنية والقومية: ".. ولا تحسبونا أقواما خاملة ..لأننا عندنا شعور وروح وطنية نعرف كيف ندافع عن أبطالنا.." .
    من خلال المنشور السابق يتضح حجم تأثير العناصر العسكرية الموصلية والمؤيدة للحزب القومي العربي السري وحجم الإيمان والوطنية لتلك العناصرالتي كتبت هذا المنشور والعشرات غيره وعملت على توزيعه في عموم مدينة الموصل دون ان يفت في عضدها الإجراءات القسرية الحكومية والقسوة والشدة المستخدمة من قبل البريطانيين ضد العناصر الوطنية والقومية وإقدامهم على اعدم الضباط الأربعة ورفيقهم محمد يونس السبعاوي الذي نصب نفسه الحاكم العسكري العام في بغداد بعد مغادرة قادة الثورة الى إيران أمام الهجوم البريطاني الوحشي على العاصمة آنذاك، وكان قد استعان في وقتها بعدد كبير من الشباب ومن صغار الضباط  كان منهم من أبناء مدينته الموصل لتحقيق أهدافه في التصدي للغزاة .
    وما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى انتشر العديد من الأحزاب العقائدية القومية والدينية والشيوعية وتشجيع أنصارها ومؤيديها للانتساب لصنوف القوات المسلحة المختلفة بهدف إيجاد جناح عسكري لهذه التنظيمات التي سعت جاهدة للوصول إلى السلطة فيما بعد، وكان لهذه التنظيمات بجناحيها المدني والعسكري قاعدة مهمة ارتكزت عليها في صراعها على السلطة وفي تدعيم النشاط السياسي والوطني والقومي في الموصل، بل في العراق اجمع في إطار ما عرف باسم جبهة الاتحاد الوطني التي أسست فرعا لها في الموصل وضمت أحزابا مثل حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي و الإخوان المسلمين وحركة القوميين العرب وغيرها من التنظيمات السياسية.

-موقف أبناء الموصل من ثورة 14 تموز 1958 في العراق:
       في أواخر عام 1958 كانت القوات المسلحة في الموصل مكونة من أمرية موقع الموصل ولواء المشاة الخامس وثلاثة أفواج والكتيبة الثانية مدفعية جبلية المكونة من ثلاث بطاريات وكتيبة مدفعية الميدان التاسعة الآلية المكونة من ثلاث بطاريات وكتيبة هندسة الفرقة الثانية ومستشفى الموصل العسكري ومدرسة المشاة التابعة لمديرية التدريب العسكري وسرية النقلية حيوانات وسرية النقلية الآلية وخدمات إدارية. وكان لأبناء الموصل حضورهم الواضح في هذه التشكيلات وفي تنظيم الضباط الأحرار الذي تولى زمام المبادرة وتحركت قياداته نحو إسقاط النظام الملكي في العراق في صبيحة يوم 14 تموز 1958. أشرت السنوات اللاحقة  انغمارا واضحا للجيش في الشؤون السياسية الذي غدا المحرك الفاعل فيها وكان لأبناء الموصل دورهم الفاعل في مجمل تلك الأحداث سواء من أسهم فيها أو عارضها.
      تجدر الإشارة إلى أن ثورة 14 تموز وما تبعها من ثورات وانقلابات مضادة حتى عام 1968  لم تكن غائبة أو بعيدة عن العسكر من أبناء الموصل، وفي ما يخص ثورة 14 تموز فقد كان لرجال الموصل إسهاماتهم الواضحة في التحضير والإعداد للثورة، وشكل تنظيم الضباط الأحرار منذ انطلاقته فرعا له في الموصل من خلال خلية مكونة من عشرة ضباط، وهم (النقباء محمود عزيز وحازم العلي ومجيد الجلبي وعلي حسين الخفاف ومحمد سليم احمد ، والملازمون الأولون زكريا طه وكامل إسماعيل وسالم سلو،والملازمون حازم خطاب وهاشم الدبوني )،اشرفت هذه الخلية على تنظيم حركة القوات المسلحة عند قيام الثورة من خلال تنظيم ضباط موقع الموصل والبالغ عددهم نحو سبعين ضابطا من ذوي الاتجاهات الوطنية، وكان هذا الموقع يضم نسبة كبيرة من أبناء الموصل، واختير النقيب محمود عزيز ليكون لولب التنظيم بين بغداد والموصل .

     خرجت جماهير المدينة حال سماعها نبأ قيام ثورة 14 تموز مندفعة إلى الشوارع والطرقات وهي تهتف :" مرحبا بها" ، وتبع ذلك إرسال البرقيات المؤيدة للثورة معلنين فيها استعدادهم للدفاع عن عنها. استبشرت الصحف الموصلية خيرا بها وبولادة النظام الجمهوري في العراق.وحظيت الموصل بحصتها في المناصب المدنية والعسكرية، فأصبح
 الضابط الموصلي الزعيم الركن(العميد) عبد العزيز العقيلي قائدا للفرقة الأولى.والضابط الموصلي أحمد محمد يحيى الذي عين سفيراً للعراق بعد ثورة 14تموز1958، إلا أنه قبل أن يلتحق بوظيفته شغل منصب وزير داخلية.

-إسهاماتهم في ثورة الموصل عام 1959:
      في عام 1959 ظهرت خلافات حادة بين القوى السياسية في الموصل بين العناصر ذات التوجهات القومية وبين العناصر الشيوعية نتيجة لدعم الزعيم عبد الكريم قاسم للحزب الشيوعي على حساب الأحزاب والتنظيمات الوطنية والقومية الأخرى، وكانت هذه الأفكار والمواقف منها قد أمسى حديث مؤيدي كلا الطرفين في المقاهي والمجالس الأدبية والثقافية، واستشعر غالبية أبناء الموصل خطورة مثل هكذا أفكار والنتائج المترتبة على الصراع الناتج عنها فيما إذا حدث صدام بين الطرفين.
     وهو ما حدث فعلا عندما تأثرت المؤسسة العسكرية العراقية بذلك الصراع الفكري السياسي الذي تحول الى صراع عسكري اثر انتقال الصراعات السياسية الى بعض ثكنات الجيش والنادي العسكري في الموصل بين الضباط القوميين وبين الضباط الشيوعيين وظهور انحياز واضح لجمع كبير من ضباط الموصل للتوجهات القومية والدينية في مواجهة القلة من أبناء الموصل ممن ساند أو أيد الشيوعيين الذين وجدوا في تنامي الوعي القومي والوطني في الموصل ما يتعارض مع مسعاهم لبسط نفوذهم وهيمنتهم في العراق.
    وكان العقيد الركن عبد الوهاب الشواف ومجموعة من المدنيين والعسكريين يتهيئون للقيام بثورة مسلحة في الموصل بداية لتحرك عسكري أوسع في مناطق أخرى من العراق وبخاصة في بغداد، ويعزى السبب في اختيار الموصل منطلقا للثورة إلى أن اغلب الضباط فيها كانوا من ذوي الميول القومية، فضلا عن تأييد أهالي الموصل لهم والاطمئنان إلى مساندة الفرقة الثانية في كركوك بقيادة ناظم الطبقجلي التي تعد آنذاك من أهم الفرق العسكرية بحيث تعطي للثورة زخما قويا على القطعات العسكرية الأخرى حتى في بغداد، وكانت الفكرة الأساسية انه إذا ما استطاعوا الصمود بضعة أيام فان وحدات الجيش العراقي سوف تساندهم ، وقد أسهمت تطورات الصراعات بين العناصر القومية والشيوعية في المدينة إلى تهيئة الأجواء المناسبة لبدء الثورة .
     ويذكر الضابط الموصلي اللواء الركن حسن العمري في هذا الصدد ان اجتماعا تم بين بعض قادة الثورة في الموصل مع ناظم الطبقجلي وتقرر بموجبه السيطرة على القطار القادم من بغداد الى الموصل حاملا عناصر ما يسمى أنصار السلام وسحبه الى الحدود العراقية في حين اقترح آخرون سحبه الى الحدود وحجز ركابه بصفة ضيوف عند شيوخ شمر، وقد اتفق على الرأي الأخير وابلغ العقيد رفعت الحاج سري(من أصل موصلي) بذلك ولكنه رفض .
     تحرك سرب من الطائرات في بغداد وقصف صباح يوم 9 آذار مقر الشواف الذي أصيب جراء الغارة الجوية على مقره ونقل الى المستشفى وحدة الميدان الطبية السادسة في معسكر القوة الجوية في الوقت الذي بدا فيه الارتباك والفوضى بين قطعات الجيش التي انقسمت على بعضها بين مؤيد للثورة ومؤيد للزعيم عبد الكريم قاسم. وفي الوقت ذاته استقل فيه اثنان من طياري قاعدة فرناس الجوية في الموصل طائرتيهما لقصف مقر الزعيم عبد الكريم قاسم في وزارة الدفاع ومرسلات الإذاعة في أبي غريب لكن الاول عجز عن تنفيذ واجبه وفشل الثاني في إصابة هدفه.
     كان من نتائج مقتل الشواف اختلال توازن القوى وحصول تراجع غير منظم لدى أنصار الثورة والمساهمين فيها فاستغل الشيوعيون هذا الوضع وتحركوا لينفذوا مأربهم ويرتكبوا أبشع صفحة دموية في تاريخ الموصل، وجرى اعتقال بعض العناصر الوطنية والقومية وقتل وسحل البعض الأخر في شوارع المدينة، ومن الضباط – وجلهم من الموصل - الذين قتلوا في الموصل بالإضافة الى الشواف المقدم صديق زين العابدين والمقدم سعد الله الراوي والمقدم جلال الخشالي والرائد محمد سعيد شهاب والرائد يونس خليل والرائد احمد فتحي والرائد محمد طاهر عمراغا والنقيب عبد الجواد عبد الحميد الصائغ والنقيب إسماعيل قصاب باشي والملازم الاول عبد الغني مصطفى الجلبي والملازم غانم عموري والملازم حازم الحمطاني والملازم الطيار صائب الصافي والإمام توفيق علي النعيمي، وجرت عمليات نهب وانتقام في المدينة، في حين قامت بعض الفصائل العسكرية بالسيطرة على منطقة باب سنجار غرب المدينة وعلى مراكز الشرطة والنوادي ومنطقتي الساعة وباب الجديد
     كان لعدم تحرك قطعات كركوك لإسناد الثورة في الموصل أثره في تردد القطعات في بغداد،وكذلك القطعات الأخرى في باقي أنحاء العراق ومنعها من التحرك، مما أعطى للزعيم عبد الكريم قاسم الفرصة للتحرك السريع والفوري لقمع الثورة عن طريق الترغيب والتهديد واستخدام القوة العسكرية،واستطاع منذ اليوم الاول عزل القوة العسكرية التي كانت بإمرة الشواف ومحاصرة العناصر القومية الموجودة في وزارة الدفاع واعتقالهم.
     هدأت الأوضاع بعد أن أحكمت القوات  الموالية للزعيم عبد الكريم قاسم سيطرتها على المدينة، وتم اعتقال كبار القادة العسكريين وأحيلوا الى المحكمة العسكرية العليا الخاصة، والتي عرفت بمحكمة المهداوي نسبة الى رئيسها آنذاك العقيد فاضل المهداوي وهو ابن خالة عبد الكريم قاسم، والتي مثل أمامها 75 متهما من الضباط والمدنيين كان في مقدمتهم رفعت الحاج سري والضابط الموصلي عبد العزيز العقيلي وناظم الطبقجلي وصدرت الأحكام بإعدام 22 من الضباط والمدنيين وحكم بالؤبد والسجن والأشغال الشاقة على 27 ضابطا والمدنيين وبرأت المحكمة 18 منهم وحكم الإعدام على أربعة طيارين و كان جلهم من ضباط الموصل.
     في 20 أيلول 1959 نفذ حكم الإعدام بالمدانين، وكان من أبناء الموصل داؤود سيد خليل وعزيز احمد شهاب وخليل سلمان وتوفيق يحيى اغا ومجيد الجلبي ويحيى حسين حماوي وزكريا طه وحازم خطاب وهاشم الدبوني، ونفذ حكم الإعدام بالضباط الطيارين في27 آذار 1959، وهمم عقيد الجو عبد الله ناجي والنقيب الطيار قاسم محمد علي العزاوي والملازم أول طيار احمد عاشور والملازم الطيار فاضل ناصر، ونفذ حكم الإعدام في 25 آب 1959 في كل من النقيب الركن نافع داوود والنقيب محمد أمين عبد القادر والملازم الاول سالم حسين السراج والملازم مظفر صالح الأمين والملازم محسن إسماعيل عموري.وهناك من حكم عليهم بالإعدام ثم خفض الحكم إلى المؤبد وهم المقدم كامل الدبوني والمقدم يوسف كشمولة والمقدم عبد الله الجبوري والنقيب صديق سيد علي الصفار والنقيب حازم حسن العلي والنقيب صديق إسماعيل الكتبي والنقيب محمد سعيد قاسم و26 ضابط  حكم عليهم بالسجن فقط، وعلى الرغم من كل هذه الأحكام المتشددة، شكل الضابط عبد العزيز العقيلي كتلة من الضباط والمدنيين بعد إعدام الطبقجلي ورفاقه سميت بكتلة (جماعة القسم) تحدد هدفها بالأخذ بالثأر لهم من عبد الكريم قاسم ومن تعاون معهم .
     وفيما بعد أصبحت الموصل تضم مقرا لفرقة المشاة الرابعة وفي بعض الأحيان عند يتطلب الموقف مقرا لقيادة فيلق، وأضيفت لها ثكنات لإسكان الوحدات والتشكيلات المستحدثة نتيجة للتوسع الكبير في القوات المسلحة بصنوفها كافة، ولاسيما في الحرب العراقية- الإيرانية(1980-1988) اذ ضمت محافظة نينوى معسكرات ومقرات لوحدات الجيش المختلفة المنتشرة في عموم المحافظة، وضمت أيضا عددا من قواعد طيران الجيش والقوة الجوية ووسعت معسكرات الجيش فيها، فضلا عن زيادة عدد المدارس العسكرية فيها،كما ظلت الموصل مقرا لتدريب الضباط الخريجين في الكلية العسكرية فيما يعرف بفرضية الكلية حيث كانت المدينة وضواحيها تعج بهم سنويا، وخلال العهد الجمهوري قدمت الموصل الآلاف المؤلفة من الضباط وفي شتى الصنوف العسكرية وبرع فيهم الكثيرون، وقدم ولا يزال الكثير منهم دمائه رخيصة للدفاع عن العراق أرضا وسماء ومياها وأناسا.بارك الله في محافظة نينوى وأبنائها البناء الموصل وأبناء مدن ومحافظات العراق كلها، ورحم الله شهداءنا  وكل الرجال العراقيين الشرفاء .
 -الإسهامات القومية للعسكريين من أبناء الموصل :
     برز الدور القومي للعسكريين العراقيين بعامة والموصليين بخاصة باعتبارهم عدة المجتمع التي لها الثقافة والتنظيم والقدرات والوعي الوطني والقومي ما يؤهلها لان تضطلع بدور متميز، وللوقوف على دورهم القومي وعلى أنماطه المتنوعة لابد من الإشارة إلى الجمعيات العلنية والسرية التي أنشئت في أواخر العهد العثماني واتخذت طابعا عسكريا، ومنها الجمعية القحطانية التي أنشئت في استانبول عام 1909 من قبل مجموعة من الضباط العرب لايقاض الشعور القومي، وجمعية العهد التي أنشئت في استانبول عام 1913بزعامة عزيز علي المصري واقتصرت على العسكريين الذين بلغ عددهم 315 ضابطا وأنشأت فروعا لها في الموصل وبغداد والبصرة، وكان فيها عدد من الضباط الموصليين أمثال عبد الله الدليمي ومحمد شريف الفاروقي العمري وعلي جودت الأيوبي وبالتعاون مع زملائهم من بغداد ودمشق قد اخذوا على عاتقهم العمل على إنشاء فرع لجمعية العهد العسكرية السرية التي تأسست في استانبول العاصمة العثمانية سنة 1913.
     قام هذا الفرع بنشاط ملحوظ ضد السلطات العثمانية وجلب الضابط الموصلي جميل المدفعي منهاج جمعية العهد من اسطنبول الى الموصل وأنشىء مركزا للجمعية في الموصل. وتأسست جمعية العلم في الموصل عام1914 ودخلها غير الضباط أيضا، وضمت عدداً من الشباب المتحمسين من التيارين القومي والديني أمثال محمد رؤوف الغلامي ومكي الشربتي وعبد المجيد شوقي البكري ومن الضباط رؤوف الشهواني، وصار للجمعية عدد من المؤيدين ومعظمهم من علماء الدين أمثال محمد طاهر الفخري ومحمد سعيد الغلامي فكانت تبث الروح الوطنية والقومية وقد أتسع نشاط الجمعية اتساعاً كبيراً خلال الحرب العالمية الأولى 1914-1918.
     عندما أعلنت الثورة العربية عام 1916 كان الحضور العراقي الموصلي فيها متميزا من خلال تشكيلهم العدد الأكبر من المتطوعين والمنخرطين فيها ، ووصلت الطليعة الأولى منهم الى الحجاز في 15 حزيران 1916 وكانت تتألف من 22 ضابطا، وشرعوا عند وصولهم في إنشاء وقيادة الجيش العربي النظامي، وكان في مقدمة هؤلاء الضباط الموصليين محمد شريف الفاروقي العمري وجميل المدفعي وعلي جودة الأيوبي ورؤوف الشهواني، وفي عام 1917 شرع هذا الجيش بالتحرك شمالا بعد ان استكمل تشكيلاته واستعدادات ضباطه الذين كان جلهم من العراقيين. وكان لهؤلاء الضباط إسهاماتهم المتميزة في الحكومة العربية في دمشق والتي شكلها الأمير فيصل بن الحسين فيها عام 1918واستمروا يعملون معه حتى سقوطها على يد الفرنسيين في عام 1920.
    وكان للعراقيين العسكريين من أبناء الموصل موقفهم الواضح تجاه تقديم الخدمات الفنية والعسكرية لكل أبناء الوطن العربي داخل العراق وخارجه، ولاسيما في مجال التدريب فقد أرسل الجيش العراقي بعثاته التدريبية إلى العديد من الدول العربية، منها تلك التي أرسلت إلى اليمن والتي بلغت سبع بعثات، كان أولها في عام1940وشارك فيها عدد من أبناء الموصل كان منهم الشهيد النقيب( جمال جميل ) الذي اعدم مع مجموعة من الضباط اليمنيين في عام 1949 بعد الانقلاب على الإمام (يحيى حميد الدين) واغتياله، وكانت هذه البعثة برئاسة العقيد الركن إسماعيل صفوة وتضم الملازم سيف الدين سعيد آل يحيى وهو من ضباط الموصل وله كتاب  بعنوان:( تاريخ البعثة العسكرية العراقية إلى اليمن للفترة من 1940 إلى 1943) بجزأين نشرهما نشرا محدود عام 1986، وثق فيه نشاط هذه البعثة التي كان من أعضائها والرائد محمد حسن المحاويلي والملازم الأول عبد القادر محمـــد الناظمـي،وضمت البعثة(12)من ضباط الصف من رواد الجيش العراقي المتميزين والذين ارسوا تقاليد عسكرية رصينة هناك. ولعل مما يذكره أهل اليمن عن هاذين الضابطين الموصليين ومن معهما دورهم البارز في تأسيس اول مدرسة (كلية) عسكرية في بلادهم عام 1940.
     كما أرسل العراق خمس بعثات إلى ليبيا خلال الأعوام (1953– 1964) وقد كلف اللواء الركن عادل احمد راغب برئاسة أركان الجيش الليبي وتم تشكيل وحدات الجيش الليبي من قبل البعثات العسكرية العراقية. وأرسل إلى الأردن ثلاث بعثات خلال عامي 1957 – 1958 تم خلالها تأسيس كلية الأركان الأردنية في عام 1957 وكان في البعثة المقدم الركن عبد الجبار شنشل والمقدم الركن إبراهيم فيصل الأنصاري.وأرسل إلى موريتانيا بعثتين في عام 1980-1981، وتم تأسيس معظم وحدات الجيش الموريتاني ومدارسه العسكرية، و أرسل إلى السودان ست عشرة بعثة خلال الأعوام 1976– 1999 تم فيها تأســس كلية القوة الجوية والبحرية وكلية الحرب والجناح الجوي في كلية الأركان، وكان العميد الطيار الركن سعيد طه الدبوني من الضباط العراقيين المكرمين من قبل القيادة السودانية آنذاك، وهناك بعثات أخرى إلى كل من مصر وسوريا والجزائر وتونس والمغرب وعمان والسعودية والصومال واريتريا ولبنان وفلسطين منذ الأعوام 1948 وحتى عام 2003،كان لأبناء العراق بعامة وأبناء الموصل بخاصة إسهاماتهم المتميزة فيها.
    والى جانب البعثات العسكرية التي أرسلها العراق إلى الدول العربية المذكورة فقد استقبل العراق العشرات من البعثات العسكرية في مجال التعاون العسكري واستقبلت كلياته ومدارسه ومعاهده العسكرية الآلاف من الضباط والعسكريين العرب الذين شاركوا في الدورات والدراسات داخل العراق وتخرجوا بعد أن اكتسبوا العلم والمعرفة العسكرية وعادوا إلى بلدانهم ليساهموا في تدريب وقيادة وحداتهم العسكرية وفق أحدث العلوم العسكرية التي درسوها في العراق، وكان جزء كبير من هذه الخدمات وقع على عاتق أبناء العراق العسكريين من الموصل ومحافظة نينوى،مما يدل على عمق انتمائهم وحبهم وإخلاصهم  الوطني والقومي شأنهم شأن أي عراقي غيور.

    شارك أبناء الموصل أخونهم في القوات المسلحة العراقية في الملاحم البطولية العربية وحققوا انتصارات واضحة يشهد لهم بها الأعداء قبل الأشقاء، ولعل من أبرزها الحرب العربية عام 1948بعد الاغتصاب الصهيوني لفلسطين وإعلان ما سمي بـ(إسرائيل) قامت الحكومة العراقية بإرسال الجيش العراقي إلى الأراضي العربية في فلسطين للتصدي للمغتصبين الصهاينة، إلى جانب جيوش عربية أخرى ، وكان له دور مشهود ومؤثر في تلك الحرب التي استبسلت بها قواتنا المسلحة ولمعت فيها أسماء موصلية أمثال: الضابط الموصلي نور الدين محمود الذي كان قائدا عاما للجيوش العربية إبان تلك الحرب والضابط الموصلي شكري محمود نديم الذي شغل منصب رئيس أركان أول قيادة عراقية دخلت فلسطين في مايس 1948و جرح في جبهة القتال فيها،والضابط الموصلي نوح عبد الله الجلبي آمر الفوج الآلي في القوة الآلية في تلك الحرب ثم أمرا للفوج الثالث لواء الخامس عشر والذي تولى تحرير مدينة جنين وأصبح على مشارف تل أبيب، والضابط الموصلي حاتم رشيد أمين سليمان التك العنزي الذي التحق بالكلية العسكرية العراقية وتخرج فيها بالدورة (24) برتبة ملازم بصنف المدفعية وشارك فور تخرجه فيها في حرب عام 1948وغيرهم من الضباط العراقيين الأشاوس الذين شاركوا بصورة فعالة في تلك الحرب على الجبهتين الأردنية والمصرية. وكان عدد من أبناء العراق قد انشاؤا في كانون الثاني 1947 لجنة إنقاذ فلسطين كان من بينهم من الموصل  الضابط رؤوف الشهواني وإسماعيل عباوي وإبراهيم الجلبي.وكانت الحكومة العراقية قد أرسل أثناء الحرب رفا مؤلفا من ثلاث طائرات يقودها الطيارون الرئيس الاول(الرائد) الطيار خليل شفيق والرئيس (النقيب)الطيار سليم ساده والرئيس (النقيب)الطيار فخري عبد القادر.
     وعند استخدام بعض الوحدات العسكرية وقوات الشرطة السيارة لقمع تظاهرات عام 1956 علي أثر العدوان الثلاثي علي مصر والتي امتدت لتشمل مدناً وقصبات العراق كافة. رفض الضابط الموصلي محمود شيت خطاب الذي كان يتولى مسؤولية حفظ النظام والأمن في مدينة الموصل إبان انتفاضة عام 1956والتي حدثت فيها جراء الاحتجاج على المواقف السلبية للحكومة العراقية من العدوان الثلاثي، ولم يكتف بذلك بل رفض الأوامر التي صدرت له بضرب هؤلاء المتظاهرين المناصرين لمصر إبان ذلك العدوان.
    وفي عام 1967 شارك الجيش العراقي التصدي للعدوان الصهيوني علي الأردن ومصر وسوريا وبقي الجيش العراقي في الأردن مرابطا حتى جري سحب قطعاته في عام 1968، وكان جحفل لواء المشاة الآلي الثامن قد أكمل انفتاحه بقيادة العقيد الركن حسن مصطفى النقيب لأغراض الدفاع جنوب هضبة أم قيس بمنطقة أربد الأردنية، وعدد من وحدات الجيش العراقي في حالة إعادة التنظيم في قاطع المفرق، وكان هناك سلسلة اجتماعات لقائد الفرقة المدرعة الثالثة العميد الركن محمود عريم مع قيادة الجيش الأردني حول الترتيبات الدفاعية للقوات العراقية في القاطع الشمالي من ساحة العمليات الأردنية–( الإسرائيلية).
    وفي عام 1973 اندفع الجيش العراقي الى سوريا للدفاع عن دمشق ضد القوات الصهيونية في الحرب(العربية –الإسرائيلية) الرابعة في وقت كانت طائرات القوة الجوية العراقية أول من وجه ضربات جوية علي مطارات ومعسكرات العدو الصهيوني انطلاقا من الجبهة المصرية، وعدت تلك المشاركة من ابرز المشاركات المتميزة للجيش العراقي، وكان من أبرز ألويته التي شاركت بشكل مشرف في الحرب، اللواء الخامس مشاة جبلي بقيادة الضابط الموصلي المقدم الركن عبد الجواد ذنون وكانت معاركه مشهودة في هضبة الجولان وجبل الشيخ، كما شاركت مع الفرقة وحدات أخرى سانده ألحقت بها في وقت لاحق. ويمكن توضيح حجم وأنواع القطعات العسكرية التي شاركت في تلك الحرب:
   -الفرقة المدرعة الثالثة وقائدها العميد الركن محمد فتحي أمين الكواز وتألفت من :
اللواء المدرع الثاني عشر(ابن الوليد) وكان بإمرة العقيد الركن سليم شاكر الإمام ، واللواء المدرع السادس وكان آمره المقدم الركن غازي محمود العمر، واللواء المشاة الآلي الثامن بقيادة العقيد الركن محمود وهيب وشاركت جميع وحداته في المعارك.
- الفرقة المدرعة السادسة حيث وصلت الفرقة وفتحت مقرها التعبوي في(جب الصفا) وشاركت بأغلب المعارك التي وقعت في تلك الجبهة.
- فرقة المشاة الآلية الخامسة لواء المشاة الآلي العشرين بقيادة العقيد الركن سلمان باقر  وشارك هذا اللواء في اغلب المعارك الدائرة آنذاك.
- فرقة المشاة الرابعة لواء المشاة الخامس الجبلي وكان أمر اللواء المقدم الركن عبد الجواد ذنون والذي خاض معارك مشهود لها في الجولان وجبل الشيخ .
   بلغت مشاركة العراق العسكرية على النحو التالي : 30,000جندي و250-500 دبابة و500 مدرعة وسربين من طائرات ميج 21 و3 أسراب من طائرات سوخوي 17. وكان من الأسراب العراقية المقاتلة السرب الخامس سوخوي 7 ومقره في قاعدة كركوك الجوية وكان آمره آنذاك الضابط الموصلي الرائد الطيار سالم سلطان البصو يعاونه الرائد الطيار حازم حسن قاسم والرائد الطيار موفق سعيد عبد و النقيب الطيار يوسف محمد يوسف وغيرهم من صقور القوة الجوية العراقية ومن جميع القواعد الجوية التي انطلقت منها القوة الجوية العراقية للمشاركة الفعالة في تلك الحرب.
     سوف تذكر الأجيال بفخر المآثر التي سطرتها القوات المسلحة وتلك الدماء التي سالت في كفر ناسج وتل عنتر وجبل الشيخ وصحراء سيناء دفاعاً عن قضيتهم القومية،كما تفخر هذه الأجيال بملاحم القوة الجوية العراقية عندما مرت (24) طائرة عراقية مقاتلة مع عدد اكبر من الطائرات المصرية فوق قناة السويس على ارتفاع منخفض وبسرعة هائلة لتقوم بتدمير المطارات (الإسرائيلية) في سيناء وهي (المليز، ثمادة، راس نصراني) وتضرب عشرات المواقع الصاروخية والمقر المتقدم لقيادة المنطقة الجنوبية (الإسرائيلية) في منطقة (أم خشب) ومقرها الرئيسي في (العريش).
      ان مما ميز المشاركة العراقية التزام مقاتليها بالتعليمات الصادرة بهذا الخصوص وتفانيهم في أداء واجباتهم وحالة الاستعداد الجيدة التي اتسمت بها قواتهم والإعداد الإداري الجيد للمعركة وارتفاع مستوى التدريب للضباط والمراتب والكوادر الفنية وفهمهم الكامل لمشكلات التنقل وكيفية التغلب عليها ، وارتفاع مستوى الصيانة الفنية للآليات، لقد أنجزت معركة التحشد العراقية بشكل أدهش الأعداء قبل الأصدقاء ، حتى أن إذاعة لندن ذكرت في حينها إن إحدى المفاجآت الكبرى في حرب تشرين هو" تمكن العراق من تحشيد فرقة مدرعة عبر مسافة ألف كيلومتر وزجها في المعركة في الأيام الأولى من الحرب ممَّ قلب خطط الإسرائيليين ومنعهم من تحقيق كل أهدافهم في هذه الجبهة". ومما اذكره أني كنت شاهدا على توديع واستقبال الجيش العراقي البطل في مشاركته هذه مع حشد كبير من أهالي المدينة في منطقة رأس الجادة في الموصل.
     مما سبق يتبين لنا حجم الإسهامات الكبيرة لأبناء الموصل في أهم مفصل من مفاصل الدولة العراقية -المؤسسة العسكرية -التي اثبت فيها أبناء الموصل إخلاصهم لبلدهم وأمتهم بغض النظر عن انتماءاتهم او اعراقهم في إطار المؤسسة العراقية، وفي ظل المظلة الواسعة العراق. كما اتضح لنا مدى تأثرهم وتأثيرهم بالأحداث السياسية الداخلية والخارجية ومدى تأثير الأحزاب والجمعيات السياسية عليهم.إلا أن الملاحظ على كل ذلك حسهم الوطني وانتمائهم لهذا البلد مهما اختلفوا ومهما اتلفوا، فنجدهم يعملون بجد وإخلاص خلال العهود الماضية، العهد العثماني والعهد الملكي والعهد الجمهوري بكل حقبه ، ولا يزالون يعملون في إطاره مع كافة إخوانهم العراقيين ومن كل مدن العراق ومحافظاته.

     وبينت لنا الدراسة انضباطهم وحسن تدبيرهم وهم يبنون المؤسسة العسكرية العراقية منذ نشأتها المعاصرة والى اليوم، فهم يشاركون بفعالية وإخلاص وتفاني لتحقيق هدفهم الأساسي الذي نذروا أنفسهم له،إلا هو الدفاع عن العراق الذي احتضنت أرضه الآلاف ممن قدموا دمائهم رخيصة في سبيل تحقيق هذا الهدف ولا يزالون في إطار الدولة العراقية التي ينتمون لها ويضحون من اجلها. رحم الله شهداء الجيش العراقي وأبنائه من الموصل ومحافظة نينوى، ورحم الله كل العراقيين الشرفاء .

-المصادر والمراجع:

    لمزيد من التفاصيل يمكن مراجعة المصادر والمراجع التالية:

أولا:الرسائل والاطاريح الجامعية:

- إبراهيم خليل احمد(العلاف ) ، ولاية الموصل:دراسة في تطوراتها السياسية 1908-1922، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة بغداد، 1975.
- ذاكر محيي الدين عبد الله،محمد يونس السبعاوي ودوره في الحياة السياسية في العراق،رسالة ماجستير،كلية الآداب،جامعة الموصل،1992.
- صفاء عبد الوهاب المبارك ،انقلاب سنة 1936في العراق "ممهداته وأحداثه ونتائجه"،رسالة ماجستير،كلية الآداب ،جامعة بغداد ،1973.
-عبد الفتاح علي يحيى، الحياة الحزبية في الموصل 1926-1958، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الموصل، 1990.
- محمد صالح محمد البدراني،الأسرة العمرية في الموصل :دراسة في دورها السياسي والثقافي حتى عام 1958،رسالة ماجستير ،كلية التربية،جامعة الموصل،2006.
- نوري احمد عبد القادر، الحركة القومية في الموصل1948-1958، أطروحة دكتوراه، كلية الآداب، جامعة الموصل1996.
-هاشم عبد الرزاق الطائي، ثورة الموصل القومية 1959، دراسة تاريخية، رسالة ماجستير، كلية الآداب، جامعة الموصل، 1999.

ثانيا:الكتب والمذكرات:

- إسماعيل العارف ،اسرار ثورة 14 تموز وتأسيس الجمهورية في العراق ، دار الحياة، بيروت ،2012.
- اوريل دان ،العراق في عهد قاسم ،نقله الى العربية المحامي جرجيس فتح الله،ج1،السويد 1989.
- إيمان عبد الحميد محمد الدباغ،الإخوان المسلمون في العراق، دار المأمون للنشر والتوزيع، عمان، 2011
- إيمان عبد الحميد محمد الدباغ، جمعية الأخوة الإسلامية في العراق 1949-1954، دراسة عن نشأة الإخوان المسلمين في العراق، مؤسسة دار العلم للنشر والتوزيع، بيروت 2007.
- توفيق السويدي،مذكراتي،نصف قرن من تاريخ العراق والقضية العربية،ط3،دار الحكمة لندن ،2011
- جعفر عباس حميدي،تاريخ الوزارات العراقية في العهد الجمهوري ،10 أجزاء،ط2،بيت الحكمة ،بغداد ،2005.
- جعفر عباس حميدي ،التطورات السياسية في العراق 1941-1953،مطبعة النعمان ،النجف ،1976.
- جعفر عباس حميدي ،التطورات السياسية في العراق 1958-1968،بيت الحكمة ،بغداد 2010.
- حازم حسن العلي، انتفاضة الموصل ثورة 7 آذار 1959؟،القصة الكاملة للثورة ،ذكريات وخواطر،الدار العربية،بغداد .
- حازم المفتي،العراق بين عهدين (ياسين الهاشمي وبكر صدقي)،مطبعة سومر،بغداد ،1990.
- حسن البدري وآخرون ، حرب رمضان، الشركة المتحدة للنشر والتوزيع ، القاهرة ، 1974.
- حنا بطاطو،العراق،الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية من العهد العثماني حتى قيام الجمهورية ،ترجمة عفيف الرزاز ،ط2،ثلاث مجلدات(كتب)،مؤسسة الابحاث العربية ،بيروت،1999.
- خليل إبراهيم حسين ،الصراع بين عبد الكريم قاسم والشيوعيين وعبد الوهاب الشواف وضباط الموصل الوحدويين ،ج4،بغداد ،1989
- خيري العمري،حكايات سياسية في تاريخ العراق الحديث،القاهرة،1969.
- دور الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 ، إعداد المركز العربي للدراسات الإستراتيجية ، إصدار المؤسسة العربية للدراسات والنشر ، بيروت ، ط1 ، 1975.
- رجاء حسين خطاب، تأسيس الجيش العراقي وتطور دوره السياسي من 1921-1941، دار الحرية للطباعة، بغداد 1979.
- سمير عبد الكريم، أضواء على الحركة الشيوعية في العراق، ج2، دار المرصاد، بيروت،د.ت.
- شاكر مصطفى سليم ،نضال وحبال،ج3،مطبعة العاني ،بغداد 1963.
- شامل عبد القادر،الاغتيال بالدبابة(أسرار يومي 8و9 شباط في حياة عبد الكريم قاسم)،دار الجواهري،بغداد ،2011.
- سعدي مهدي شلاش ،حركة القوميين العرب ودورها في التطورات السياسية في العراق 1958-1966،مركز دراسات الوحدة العربية ،بيروت ،2004.
- صبحي عبد الحميد أسرار ثورة 14 تموز 1958 في العراق،ط2،الدار العربية للموسوعات ،بيروت 1994.
- صبحي عبد الحميد، مذكرات:العراق في سنوات الستينات1960-1968، دار بابل للدراسات والإعلام، 2010.
- صبحي ناظم توفيق،عبد السلام محمد عارف كما رايته،دار الحكمة ،لندن،2007.
- صلاح الدين الصباغ ،رواد العروبة في العراق ،ط2،دار الحرية للطباعة ،بغداد ،1983.
- طالب مشتاق،أوراق أيامي،بغداد ،1989.
-عامر سليمان وآخرون ،محافظة نينوى بين الماضي والحاضر ،دار الكتب للطباعة والنشر،الموصل،1986.
- عبد الرحمن البزاز ،العراق من الاحتلال حتى الاستقلال،ط3 ،بغداد 1967.
- عبد العزيز القصاب ،من ذكرياتي ،بيروت ،1961.
- عبد المنعم الغلامي ، السوانح ،الموصل 1932.
-عقيل الناصري،الجيش والسلطة في العراق الملكي 1921-1958،ط2،دار الشؤون الثقافية ،بغداد 2005.
- علي جودة الأيوبي، ذكريات 1900-1958، بيروت 1967.
- علي خيون، دبابات رمضان،قصة ثورة 14 رمضان في العراق،دار الشؤون الثقافية،بغداد 1988.
- علي كريم سعيد ،عراق 8 شباط 1963،دار الكنوز الأدبية ،بيروت،1999.
- العميد الركن عبد الرزاق اسود، الموسوعة الفلسطينية، المجلد الثالث، العسكرية الصهيونية والحروب العربية الإسرائيلية، نشر وتوزيع الدار العربية للموسوعات.
- فاضل البراك،دور الجيش العراقي في حكومة الدفاع الوطني ،بغداد ،1979.
- فيصل حسون ،شهادات في هوامش التاريخ ،دار الوراق،بيروت 2001.
- قحطان عبوش التلعفري،ثورة تلعفر والحركات الوطنية الأخرى في منطقة الجزيرة،بغداد،1969.
- مجموعة مؤلفين ،تاريخ القوات العراقية المسلحة ،الجزأين الاول والثاني ،ط1،الدار العربية للطباعة ،بغداد ،1968.
- مجموعة مؤلفين، موسوعة الموصل الحضارية، المجلد الرابع والمجلد الخامس، دار الكتب للطباعة والنشر، جامعة الموصل،1992.
- محمد طاهر العمري ،تاريخ مقدرات العراق السياسية ، بغداد 1925.
- محمود الدرة ،ثورة الموصل 1959 ،فصل في تاريخ العراق المعاصر ،منشورات مكتبة اليقظة العربية ،1987.
- ممتاز محمد حسن،أعلام موصليون ،آل شويخ (آل عمراغا) في التاريخ الإداري والعسكري لمدينة الموصل خلال الفترة العثمانية وما تلاها،مكتب النسيم ،الموصل ،2011.
- نجدة فتحي صفوت،العراق في الوثائق البريطانية سنة 1936،منشورات مركز الخليج العربي ،البصرة ،1983.
-هادي حسن عليوي،عبد الكريم قاسم الحقيقة،دار الحرية للطباعة ، بغداد،1990.
-هشام صباح فخري ،خواطر بعثية من ربى الحدباء ،دار الحرية للطباعة والنشر ،بغداد ،1983.
-هلال ناجي ،حتى لاننسى ،فصول من مجزرة الموصل ، بغداد ،1963.
- يونس محمد الذرب ،تاريخ ودور البعثات العسكرية العراقية التدريبية إلى الدول العربية 1940-1990،دار الشؤون الثقافية ،بغداد2001.

ثالثا: الدوريات:
- إبراهيم خليل احمد (العلاف ) ، إبراهيم خليل احمد ،" شخصيات ريادية موصلية ، محمد شريف الفاروقي العمري 1891-1920 "،ومضات جامعية ،العدد 11،20 حزيران 2004.
- سيار الجميل،"انتلجينسيا العراق :التكوين الاستنارة السلطة " ، مجلة المستقبل العربي ،العدد 139،السنة 13،أيلول 1990.
- سيار الجميل،"النخبة العراقية وتكوين الدولة 1921-1941" ، مجلة أفاق عربية ،العدد 11،السنة 16،تشرين الثاني 1991.
- غانم محمد الحفو،ثورة العراق مايس 1941 في إستراتيجية الدول الكبرى "،مجلة آداب المستنصرية،بغداد العدد9،1984.
رابعا: شبكة المعلومات الدولية (الانترنيت):
-إبراهيم  خليل العلاف،آل الدبوني ودورهم في التاريخ،مدونة إبراهيم العلاف على الرابط التالي 
                                                 ،http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com
- إبراهيم خليل العلاف،رؤوف الشهواني..الجيش والسياسة والدور الوطني ،موقع ملتقى أبناء الموصل،على الرابط التالي:www.mosul-network,org.lindex.php                                               .
- إبراهيم خليل العلاف، الضابط الموصلي جمال جميل في اليمن، مدونة إبراهيم العلاف على الرابط التالي،    http://wwwallafblogspotcom.blogspot.com                                                 
-أزهر العبيدي،"تسميات القوات العثمانية في الموصل،نقلا عن موقع جريدة المدى،على الرابط التالي: http://www.almadasupplements.com/popup.php?action=printnews&id=3
- أزهر العبيدي،" أول موسوعة الكترونية لأنساب الأسر الموصلية"،على الرابط التالي: http://www.mosul-network.org/index.php?do=article&id=17936               
- جريدة المدى النسخة الالكترونية، "أسرار عراقية..قصة أول انقلاب عسكري في العراق:،على الرابط التالي: http://www.almadapaper.com                                                                  
- جريدة المؤتمر، "مراجعة لأزمنة الانقلابات.. العراق بين العسكر والساسة"،على الرابط التالي: http://www.almutmar.com/index.php                                                              
- خالد محمد الجنابي،" جعفر باشا العسكري أول وزير دفاع في تاريخ العراق"،موقع مركز النور،على الرابط التالي:                                                          http://www.alnoor.se/research.asp
   http://www.qatarshares.com/vb/showthread.php?t=404394                    
- سيّار الجميل،" نصف قرن على مأساة الموصل 8آذار / مارس 1959"،على الرابط التالي:
 www.sayyaraljamil.com                                                                             
– صحيفة الزمان النسخة الالكترونية،" الجنود العراقيون دافعوا عن دمشق ضد تهديدات إسرائيل في الحرب العربية الرابعة"،على الرابط التالي: http://www.azzaman.com/print.            
- صحيفة الناس الالكترونية، "مشاركة في حرب تشرين 1973 على الجبهة السورية من دون إعداد أو تخطيط" تاريخ النشر25/09/ 2011 على الرابط التالي:
 http://www.enana.com                                                                                   /
- عبدالوهاب محمد الجبوري ،"القصة الكاملة لاشتراك الجيش العراقي في حرب تشرين 1973 كما يرويها        شهود عيان" ،ساحات الطيران العربي،على الرابط التالي               http://4flying.com
- عمر محمد الطالب ،موسوعة أعلام الموصل، أعلام الموصل في القرن العشرين ،على الرابط التالي:
http://www.omaraltaleb.com/KOTOB/maosoaa/index.htm                                     
- فاضل بدران،"حتى لاننسى،على الرابط التالي:                 http://iraq4ever.blogspot.com                                                                        /
-اللواء الطيار الركن متقاعد علوان حسون علوان العبوسي ،"الطيران العراقي في جبهة الجولان
دور القوة الجوية العراقية في حرب تشرين  1973"، منتديات التاريخ على الرابط التالي: http://vb.altareekh.com/f45                                                                             
- اللواء فؤاد نصار معلومات مؤلمة عن حرب 1948،منتديات الموصل،على الرابط التالي: http://www.almawsil.com/vb/sendmessage.php                                           
- موسوعة تاريخ ونسب قبيلة الجبور ،منتديات قبيلة الجبور على الرابط التالي:
 http://www.aljbor.net/vb/archive/index.php/t-2720.html                              
- موقع البيت الموصلي،"حاتم رشيد (1928 ـ 1997)"،على الرابط التالي: http://www.albaytalmosuly.com/index.php                                                   
                              





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض

  النجف والقضية الفلسطينية .........في كتاب للدكتور مقدام عبد الحسن الفياض ا.د. ابراهيم خليل العلاف استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة ال...