عبد الملك نوري .. ريادة فنية وسيكولوجية في القصة العراقية الحديثة كتاب للاستاذ مؤيد الطلال
بقلم "مؤيّد داود البصّام
الكتاب : عبد الملك نوري : ريادة فنية وسيكولوجية في القصة العراقية المؤلف:مؤيد الطلال
الناشر :اتحاد الكتاب العرب-دمشق
الطبعة: الأولى 2012
صدر في دمشق كتاب : ( عبد الملك نوري.. ريادة فنية وسيكولوجية في القصة العراقية ) للناقد مؤيد ألطلال، الذي سبق له ان اصدر كتاب ( الواقعية الاجتماعية النقدية في القصة العراقية )، وكتب عشرات المقالات في الصحف والمجلات العربية، وبالذات في صحيفة الزمان مؤخرا، وهو يولي للقضايا الاجتماعية اهتماما خاصا في كتاباته، وجاء كتابه الذي صدر عن اتحاد الكتاب العرب، ليكرس هذا الاهتمام باختيار احد أهم الرموز القصصية في العراق، والذي اثر بشكل وآخر في حركة تجديد القصة العراقية، وعلى الرغم من ان الراحل عبد الملك نوري غير معروف على نطاق واسع في الوطن العربي، الا ان تأثيره كبير على بناء القصة العراقية الحديثة، وجاء تسليط الضوء من قبل الناقد مؤيد ألطلال، ليضع الحقائق في نصابها بعد ان أصيبت الأجيال الحاضرة بنوع من النسيان والركض وراء الموجود، دون التحقق من الجذور، وهنا تكمن أهمية كتاب ألطلال عن النوري، قسم المؤلف الكتاب بعد صفحة الإهداء التي قدمها بالعبارة التالية، ” إلى سمي الوفي المتفاني: مؤيد داود البصام ” إلى مدخل وسبعة فصول واستنتاجات وختمها بالمصادر وبطاقة تعريف بالمؤلف.
وهنا يؤكد مؤيد ألطلال على ما كتب ونظر فيه عبر عدة عقود حول المدرسة الواقعية الاجتماعية النقدية، ومسوغات ظهورها، وأهميتها، ولهذا يعتبر عبد الملك احد روادها ضمن تجاه الساكولوجية في القصة العراقية، وينظر لعدم الاهتمام بما قدمه النوري جحود وعدم إدراك لمكانة عبد الملك ” باعتباره من المجددين الحقيقيين فيها أولا وباعتباره رائدا من رواد الاتجاه السايكولوجي ” ص8. يعزو ألطلال أهمية عبد الملك نوري من خلال استعراض آراء مجايليه من الكتاب والقصاصين والروائيين، وصديقيه الأخوين نهاد وفؤاد التكرلي، وشيخ النقاد علي جواد الطاهر والمبدع محمد خضير والناقد شجاع العاني والكاتب يحيى الكبيسي وغيرهم، إلى ان من سبق عبد الملك من كتاب القصة لم تكن ،” قصصهم في أحسن الأحوال من القصص الساذج أو السطحي ” ، ولهذا حاول البرهنة عبر الفصول على أهمية عبد الملك ليس في تجاربه الفنية ” أو محاولته لخلق قصة عراقية قريبة من النماذج الغربية، بقدر ما تكمن في اهتماماته الروحية والنفسية والإنسانية العالية ” ص12.
في الفصل الثاني من الكتاب يحاور ألطلال ما جاء في مقال د.شجاع العاني ” فريق الخصوم وفريق المعجبين ” عبر رأي النقاد والكتاب ، ويرى فيه صدق ما ذهب إليه شجاع العاني ، بأنه لم يحدث في تاريخ القصة العراقية، أن أثار قاص عراقي من الإعجاب والنفور ما اثأر عبد الملك نوري.
في الفصل الثالث والرابع يناقش إعمال عبد الملك نوري في مجموعة ( رسل الإنسانية )، ومجموعة ( نشيد الأرض )، ثم يعكف في الفصل الخامس، على مناقشة التناقض الرئيس في أدب عبد الملك نوري، وارتباطه بالفكر اليساري، ولهذا خلق شخوص في قصصه تتماشى مع هذا التوجه الايديولجي ولكنها شخوص لا يمكن نسيانها، لأنها مستلة من قاع المدينة، ومدى تأثير الروائي الروسي دستويفسكي على فكره واختلاف توجه النوري عن دستويفسكي في بناء الشخصية، بعدها في الفصل السادس يعود لمناقشة مجموعته الثالثة ( ذيول الخريف)، والمؤثرات المستحدثة على هذه المجموعة ، منها مؤثرات حبه للموسيقى وتأثيرات الأدب العالمي وتأثير دستويفسكي وتشيخوف، ولكنه يعتبر ان كل هذه الحصيلة تنم عن التطور الملحوظ في محاولة كتابة قصة فنية تسعى إلى الدقة، الفصل السابع يناقش القصص التي لم تضمها مجموعة ونشرت بصورة فردية، ويختم كتابه بالاستنتاجات التي توصل إليها من خلال دراسته لأدب وشخصية الرائد عبد الملك نوري، والتي تمثل إشكالية توحي بالديناميكية ، إلى جانب اهتمام الكثير من الأدباء والكتاب العراقيين بأدب عبد الملك، وتطور أسلوبه خلال مسيرته الإبداعية، وأخيرا يرى انه،” بذل الجهود الحميدة مع الرعيل الأول من الرواد لخلق وبناء قصة عراقية إبداعية تقدمية تطمح للاصطفاف مع جهود القصاصين العرب للمشاركة في هذه العملية الإنسانية الخلاقة.”
*المصدر :موقع الناقد العراقي http://www.alnaked-aliraqi.net/article/14468.php
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق