الشاهبانو فرح ديبا في بغداد 1978*
بقلم :عماد مجيد المولى
كاتب ومدون عراقي
بعد أن وصلتها دعوة للقاء السيد أبو القاسم الخوئي (ت: 1413 هـ) لشأن خطير يرتبط بمصير إيران , حطت الطائرة الايرانية في مطار بغداد يوم 18 تشرين الثاني 1978، وهي تقل الشاهبانو فرح ديبا ملكة ايران وزوجةشاه ايران محمد رضا بهلوي برفقة والدتها ديبا وولدها علي رضا وابنتها فرحناز و د. حسين نصر مدير مكتبها الخاص وعدد آخر من الدائرة الخاصة وكان مخطط للزيارة أن تكون غير رسمية بناءً على طلب الملكة، .حتى فوجئت الملكة والوفد المرافق باستقبال رسمي، فكان باستقبالها وزير الصحة العراقي الدكتور رياض حسين وزير الصحة آنذاك (( أعدم في 10 تشرين الأول نوفمبر 1982)) برفقة زوجته التي كلفت بمرافقة الملكة أثناء زيارتها وهي ابنة أمين بغداد ومتصرف لواء كربلاء سابقا المرحوم سلطان أمين وحفيدة مدير الأمن العام في العهد الملكي الذي أعدم بعد ثورة تموز 1958 .السيد بهجت العطية رحمه الله , (( والتي تبدو في الصورة برفقة الملكة فرح ديبا خلال زيارتها للعتبات المقدسة في النجف وكربلاء )) ،
أخذ الوفد مباشرة إلى بيت فاخر جميل على حدّ وصف د.حسين نصر، الذي قال لم يكن قد مرّ على وجودنا ببغداد إلا قليلاً (ساعة أو ساعتين) حتى أخبر وزير الصحة العراقي، الملكة بأنَّ السيد النائب صدام حسين يريد رؤيتها .!!!
يضيف نصر أن الملكة طلبت رأيي باللقاء، فقلت لها: من الضروري إخبار الشاه ومعرفة رأيه، وهذا ما كان حيث وافق الشاه على لقاء الملكة بصدام. بعدها تغيّرت أجواء قصر الضيافة بالكامل، وهي تضج بالحركة والاستعداد لزائر كبير، لم يكن سوى صدام نفسه، الذي بادر لزيارة الملكة.
يقول د. نصر: استقبلت الملكة صدام وعرفته على المجموعة المرافقة لها بحسب قواعد البروتوكول، فقمنا جميعاً لاستقباله ومصافحته، وعندما جاء دوري، قلت بنبرة عربية واضحة ودالة على معرفتي بالعربية:
* السلام عليكم، فقال لي:
**تعرف العربية؟
*قلت: أجل،
** قال أريد أن أتحدّث إلى الملكة بكلام لا أريد لأحد أن يعرفه، حتى المترجم؛ فقط أنا والملكة وأنت، ثم أخذنا جانباً إلى صالة من صالات القصر.
سأل صدام الملكة في البداية:
**كيف حال أخي الشاه؟
ثمّ قال بعد كلام دافئ أريد منك أيتها الملكة إيصال رسالتي هذه إلى أخي الشاه: قولي للشاه أنزل الدبابات إلى الشارع، ووجّه فوهة مدافعها نحو الناس، وأطلق النار على كلّ من يثير الشغب! ثمّ أضاف نصاً:
** أن يموت الآن 300 شخص، أفضل من أن يموت بعد ذلك مليون إيراني وعراقي.... !
يذكر حسين نصر ذلك بتفاصيل كثيرة، امتدت على 595 صفحة في كتاب له وتفاصيل زيارة النائب و الحديث الذي دار كلها على ذمته ،
ولعل ما دعاني الى كتابة هذا المقال المبتسرت هو عبارة :
(( أن يموت الآن 300 شخص، أفضل من أن يموت بعد ذلك مليون إيراني وعراقي ))
هذه العبارة لو صحت كما أوردها حسين نصر .... تدعو لكثير من التأمل و التحليل .
وكلنا يعرف ما حصل من مصائب وحرب بعد ذلك .
عماد مجيد المولى
_______________________________________________________
https://www.facebook.com/imadm.mola/posts/2050387298754439*
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق