سالم الحاج نوري الصراف 1934-2002 من رموز الحركة الرياضية الموصلية المعاصرة
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
في تاريخ الحركة الرياضية الموصلية المعاصرة ، رموز كثيرون منهم الاستاذ سالم الحاج نوري الصراف توفي رحمة الله عليه في اوائل شهر آب سنة 2002 ، واتذكر انني قرأت نعيه في جريدة (نينوى ) الموصلية بعددها118 الصادر في 11-8-2002 .
ومما جاء في النعي ان الحركة الرياضية في الموصل ، فقدت واحدا من ابرز رموزها ، وهو الاستاذ سالم الصراف الذي كان له دوره الرياضي والاداري وسبق لأبا سمير ان تولى رئاسة (نادي الموصل) في مطلع الستينات من القرن الماضي ، كما اصبح رئيسا لممثلية اللجنة الاولمبية في نينوى في منتصف الثمانينات ، وفي ميدان رفع الاثقال جعل من رباعي هذا الوسط ومدربيه اسرة واحدة .
بدأ سالم الحاج نوري الصراف حياته الرياضية بالاشراف على فريق نادي الكاظمية الكروي في بغداد في سنة 1948 قبل ان يعود الى مدينته الموصل ليقود حملة كبيرة في مجال رفع شأن رياضة رفع الاثقال انتهت باختيار الموصل عاصمة لحديد العراق والعرب وآسيا عبر اكثر من عشرين عاما تولى خلالها مهام نائب رئيس الهيئة الادارية لنادي الموصل الرياضي ورئيس الاتحاد الفرعي لرفع الاثقال في محافظة نينوى ونائب ممثل اللجنة الاولمبية فيها وقبل شهرين من وفاته حصل على (الدرع الاولمبي ) الذي تمنحه اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية للرياضيين الرواد .
كتب عنه الاستاذ عبد الحكيم مصطفى في جريدة (ذاكرة مدينة ) الورقية وعبر موقعها الالكتروني والرابط هو :https://www.thakiratmadina.com وقال ان الموصل لم تعرف ، وعلى مدى اربعة عقود من الزمان، إداريا رياضيا كفوءا ونزيها مثل الراحل الأستاذ سالم الحاج نوري الصراف . ورغم ميله الشديد الر رفع الاثقال كونه كان (رباعا متميزا ) في خمسينيات القرن الماضي حيث نال لقب (بطل العراق ) وفي فترة لاحقة اصبح حكما دوليا ثم خبيرا رياضيا معتمدا في اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية .
مارس الاستاذ سالم الحاج نوري الصراف الادارة الرياضية من مواقع متقدمة منها انه انتخب ليكون رئيسا لاهم نادي رياضي في الموصل الا وهو نادي الموصل الرياضي ولفترة ناهزت العقدين ثم نائبا لرئيس ممثلية اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية في محافظة نينوى ورئيسا لاتحاد رفع الاثقال في الموصل لمدة 29 سنة.
مارس الرياضة سنة 1947 ، وترك الدراسة سنة 1950 ليعمل مع والده في مجال التجارة حيث كان الحاج نوري الصراف من كبار تجار الموصل انذاك في سوق الصرافين في تجارة الشاي والسكر. وقد احرز المركز الثاني في بطولة العراق لرفع الاثقال والتي اقيمت سنة 1954 وكان انجازا لافتا لشاب موصلي عمره لم يكن يزيد على ال (21) سنة ، وتلك كانت البداية في مسيرته الرياضية الطويلة .فقد شارك الصراف في بطولة العراق لرفع الاثقال وفاز بالمركز الاول .كما احرز المركز الاول في بطولة العراق التي جرت في نادي الهواة في بغداد سنة 1958 .في السنة 1957 زار مدينة الموصل وفد رياضي امريكي خاص برفع الاثقال ووقتها اشاد رئيس ذلك الوفد (بول اندرسون) بكفائته وقال :" ان هذا الرياضي سيصبح له شان كبير في عالم رفع الاثقال " . وفي سنة 1963 تعرض الى حادث اصطدام بسيارته الخاصة وهو في طريقه الى مدينة كركوك للمشاركة في بطولة لسباق الدراجات اقيمت هناك واصيب اصابة بليغة في منطقة الحوض واصابة اخرى في ساقه اليمنى ادتا الى توقفه عن ممارسة نشاطه الرياضي المعتاد وقضت الاصابة على الكثير من الامنيات التي كان يتطلع اليها الرباع سالم الصراف.
تقلد سالم الحاج نوري الصراف منصب رئيس نادي الموصل الرياضي لعشرين عاما وكان رئيسا لاتحاد رفع الاثقال في الموصل لتسعة وعشرين عاما ونائبا لرئيس اللجنة الاولمبية الوطنية العراقية في محافظة نينوى في مطلع الثمانينات.كان حكما دوليا وعضوا في الاتحاد الدولي لرفع الاثقال وحامل شارة الاتجاد الدولي الذهبية لرفع الاثقال .
تراس وفد العراق الى جمهورية مصر العربية في بطولة سيد نصير لرفع الاثقال التي اقيمت في الاسكندرية سنة 1977.كما اختير ليكون رئيسا لوفد العراق المشارك في بطولة اسيا التي جرت في طوكيو سنة 1979 وفيها نال لقب افضل حكم دولي في البطولة.كما رشح سنة 1980 للمشاركة في دوري الالعاب الاولمبية التي جرت في موسكو بصفة حكم دولي .وكان ممثلا للعراق الى القرية الاولمبية في مدينة اثينا اليونانية سنة 1983 وبصفة خبير رياضي عراقي وشارك في هذه التظاهرة الاولمبية العالمية خبراء الرياضة في العالم.وقد رشح سنة 1987 ليرأس الوفد العراقي الى بطولة الشهيد عمر المختار لرفع الاثقال التي جرت في مدينة بنغازي الليبية.
كان رياضيا واداريا محترفا وعرف بحبه لأخوانه واصدقائه وفيا لهم يشاركهم افراحهم واحزانهم وكان كريما شجاعا سخيا .لديه ثلاثة اولاد وبنت واحدة كان زوجها الاخ والصديق الاستاذ موفق عبد الرحمن العبيدي ابو أشرف ، وقد توفيت قبل ثلاث سنوات رحمها الله ورحم الله والدها الاستاذ سالم الحاج نوري الصراف وطيب ثراه وانزله منزل صدق عند مليك مقتدر وجزاه خيرا على ماقدم لمدينته وللحركة الرياضية ولوطنه العراق العزيز .
*منشورة في صفحتي سنة 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق