السبت، 15 فبراير 2025

اللواء الركن مزهر الشاوي 1908-1984 ...............................شاعرا


 


اللواء الركن مزهر الشاوي 1908-1984 ...............................شاعرا
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
عرفناه ، أي عرفنا اللواء الركن مزهر اسماعيل الشاوي مديرا للموانئ العام ، وعرفنا ان اهل البصرة يحبونه ، وتمثاله ما يزال يقف شامخا هناك عندهم في البصرة .
لكن كثيرين لم يكونوا يعرفوا انه شاعر ، وشاعر مجيد ، وله ديوان وان معجم البابطين كتب عنه https://ketabonline.com/ .
مزهر الشاوي العبيدي 1909-1985 ، رمز من رموز الحياة السياسية في العراق واحد بناة الدولة العراقية الحديثة .. كان مخلصا ، ووطنيا ، وعروبيا ، ونزيها قضى حياته بالعمل من اجل بلده .. في بغداد ولد وفيها توفي وهو من آل الشاوي الاسرة العراقية الكريمة التي قدمت للعراق الكثير من الرموز منهم الدكتور منذر الشاوي والدكتور هشام الشاوي ، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في بغداد، ثم التحق بالكلية العسكرية الملكية العراقية سنة 1926 ، وواصل دراسته العسكرية في الكلية العسكرية البريطانية في ساند هيرست -لندن -المملكة المتحدة ، وتخرج فيها برتبة ملازم ثان 1929 ثم التحق بكلية الأركان 1936 وتخرج فيها سنة 1937 ، أوفد بعدها إلى كلية الأركان البريطانية وتخرج فيها، ثم التحق بدورة الضباط الأقدمين في بريطانيا سنة 1947 .
تقلد مناصب عديدة في الجيش العراقي ؛ ابرزها قيادة لواء المشاة الثالث، وآمرية كلية الأركان ، وقيادة الفرقة الأولى. كما شارك في عدة حركات عسكرية، منها: حركة 1941 (ثورة رشيد عالي الكيلاني) ، وحركات برزان، كما قاتل في فلسطين 1948 . عين بعد ثورة 14 تموز - يوليو سنة 1958 مديرًا عامًا لمصلحة الموانئ العراقية واستمر حتى سنة 1963 .
ما يهمني اليوم ان احدثكم عنه شاعرا ؛ فله ديوان بعنوان (مع الايام) طبع في مطبعة الهدف في الموصل سنة 1960 . والديوان يقع في (158) صفحة واشار اليه الاستاذ عصام محمدمحمود في الصفحة 120 من كتابه (مطبوعات الموصل ) ، وطبع في مطبعة الجمهور في الموصل سنة 1971 . وله قصائد نشرت في كتاب بعنوان (الثورة الجزائرية في الشعر العراقي) .وأخرى في كتاب (حتى لا ننسى) فضلا عن قصائد عديدة منشورة في بعض الصحف والمجلات.
غلب على شعره طابع الحماسة متأثرًا بحياته العسكرية، لذا ارتبطت قصائده بمواقف البطولة ، والشرف وغيرها مما يضمه معجم الحماسة والفتوة وقصيدتها التقليدية في التراث العربي، وقد حافظ في قصائده جميعًا على العروض الخليلية ، واعتمد مفردات معجمية لها أثرها الواضح في نتاجه الشعري . وكتب عن شعره الاستاذ عثمان سعدي في كتابه الموسوم (الثورة الجزائرية في الشعر العراقي) وطبع في دار الحرية - بغداد 1981. كما ورد ذكره في كتاب ( دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960 ) لمحرريه الاساتذة محمود فهمي درويش، ومصطفى جواد، وأحمد سوسة وصدر عن دار مطبعة التمدن - بغداد 1961.
وفي كتاب ( حتى لا ننسى ..فصول من مجزرة الموصل) للشاعر الاستاذ هلال ناجي - مطبعة المعارف - بغداد 1963ولدي نسخة منه هي الان بين يديّ ، أرخ شعرا لمأساة الدملماجة التي وقعت في الموصل ليلة 14-15 آذار سنة 1959 ، ورثا الشهيد ادريس كشمولة وولده الشهيد فاروق من ضحايا الدملماجة ال 17 شهيدا قتلوا في محل واحد ، وفي ليلة واحدة بدم بارد وراحوا يشكون ظلم الانسان لاخيه الانسان . ومن شهداء الدملماجة الشهداء عقيل احمد ملا خليل - عبد الكريم كشمولة -اسماعيل حجار - عبد السنجري- محمد خيري كشمولة -عبد الرزاق شندالة -احمد الحاج بكر -هاني الحاج بكر - نوري الفيصل - حامد السنجري - داؤد السنجري -فاروق ادريس كشمولة - ادريس عمر كشمولة - مصطفى الشيخ خليل -عادل السيد خضر - شيت كشمولة-هاشم الشكرة سقطوا بعدان استغل الشيوعيين فشل حركة العقيد الركن عبد الوهاب الشواف في 8-3-1959 آمر موقع الموصل ضد نظام حكم الزعيم عبدالكريم قاسم رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة 1958-1963 فأعملوا في الموصل حرقا ، وتدميرا ، وسلبا ، ونهبا ، وقتلا ، وسحلا وعبر بضعةايام .اعتقلوهم وعددهم 17 مواطنا مدنيا وساقوهم الى بناية الثانوية الشرقية ونصبوا لهم محكمة حكمت بإعدامهم ونفذ الحكم في عين ماء مهجورةتقع قرب جامع النبي يونس في الموصل تسمى عين الدملماجة .
قال اللواء الشاعر مزهر الشاوي في قصيدته المؤلفة من (32) بيتا :
فويحي على الحدباء مما أصابها **مضرجة عم السواد رحابها
على العرب الاحرار شق عتابها ** الى طغمة القصاب آل حسابها
تذكرت تاريخا شريفا سما بها **بطورت اهليها وزين شبابها
فكم صدت الغازين عنها أبية **فعادوا وما داسوا طهور ترابها
فموصل لا أنس يروق شبابها ** ولا نغمة الافراح تشجي كعابها
ولا مزن آذار يروي ترابها **لقد لوثت منها الدماء ثيابها
ولا شجر الزيتون يزهو كما مضى **فهل ياترى يدري بما قد اصابها
ثم يقول :
تنادى دعاة الشؤم تهتك سامقا ** منازل أمجاد أُبيح خرابها
وسيق رجال دون جرم الى الردى **جرائم قتل قد اباحوا ارتكابها
ويقول :
دملماجة الابطال قُدست بقعة ** سقتك هتون المزن خير سحابها
أأم الربيع البكر صبرا تجملي ** فأشبال من راحوا اسودا لغابها
وما اجمل الايام بعد شتائها ** يعود ربيعا للحياة شبابها
لقد ذاق اهلوها من الجور والاذى ** ولكنهم لم ينزحوا عن شعابها
رحم الله شهداء الموصل ورحم الله اللواء الركن مزهر الشاوي وطيب ثراه وجزاه خيرا على ماقدم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ميضأة جامع الزهراء في الموصل

  ميضأة جامع الزهراء في الموصل هذه الصورة لميضأة جامع الزهراء الكبير في حي الزهراء في الموصل بني سنة 1989 ولي مقال منشور عنه ..............ا...