السبت، 22 فبراير 2025

العائلة المالكة العراقية : البداية ..النهاية في كتاب العقيد طه مصطفى البامرني آمر الحرس الملكي وكالة حين وقوع ثورة 14 تموز1958


 



العائلة المالكة العراقية : البداية ..النهاية في كتاب العقيد طه مصطفى البامرني آمر الحرس الملكي وكالة حين وقوع ثورة 14 تموز1958
والكتاب ، صدر عن ( دار الحكمة ) في لندن سنة 2020 . ويتضمن افادة العقيد طه مصطفى البامرني آمر الحرس الملكي وكالة حين وقوع ثورة 14 تموز1958 .
اقول : كل افادة من هذا النوع ، وكل كتاب مذكرات أو ذكريات ، يجب ان يؤخذ بحذر ، ويقارن بغيره من المصادر حتى يصل الباحث اوالمؤرخ او المهتم الى الحقيقة .
وكما هو معروف ، فإن العقيد طه البامرني ، كان ينام في الغرفة المخصصة له داخل ثكنة الحرس الملكي ، وقد فوجئ صبيحة يوم الاثنين 14 تموز 1958 بعطل الهاتفين العسكري والمدني مما زاد في استغرابه وشكوكه ، فقام باستدعاء ضابط استخبارات الحرس الملكي المقدم محمد الشيخ لطيف من داره القريبة. كما هو معروف فإن العقيد الركن عبد السلام عارف احد ابرز قادة الثورة كان قد طلب من احد الضباط بقيادة فصيل الى مركز الاتصالات الهاتفية المركزية في السنك ، والسيطرة على المركز وقطع جميع الاتصالات وعزل العراق عن العالم الخارجي واعلن البيان الاول للثورة واسقاط النظام الملكي ، وعندها قامت السرية المقابلة والمتخذة مواقعها امام القصر الملكي باطلاق عدة زخات من الاطلاقات نحو بوابة وسور ( قصر الرحاب) .استيقظ الامير عبد الاله ولي العهد من نومه اثر سماعه لصوت الاطلاقات ، واستيقظت زوجته الاميرة (هيام ) ، فقام الامير وادار مفتاح الراديو على اذاعة بغداد سمع صوت من يقرأ بيانا فسالته زوجته عن الامر فاجابها انه ( انقلاب ) ! وتقول الاميرة ( هيام) ان زوجها الامير لم يفعل شيئا ، بل اخذ يدخن السيكارة تلو السيكارة وعندها طلبه آمر الحرس الملكي العقيد طه البامرني وبدأ بسرعة في ارتداء ملابسه وحينها على اثر سماع الاطلاقات النارية من السرية المقابلة للقصر ادرك العقيد طه البامرني ان الامر خطير واصدر الامر الانذاري للحرس وفتح المشجب وقام بتوزيع عتاد الخط الاول على الجنود والتهيؤ للقتال والسعي بإتجاه ازاحة الجنود المتموضعين امام القصر بالقوة واسرع الى الامير ليشرح الحالة وتلقي أوامره .الا انه تفاجىء بما قاله الامير عبد الاله حيث قال انه ( انقلاب ) ، وانه لا يريد سفك الدماء واردف قائلا .." اذا ما يريدونا فسوف نرحل " ! وهذا الكلام احبط معنويات آمر الحرس الملكي وضباطه الى ادنى الدرجات ، فتوجه البامرني نحو السرية المحاصرة للقصر ، وهو يلوح لهم بمنديل ابيض ويحاول ان يجد ملاذا لتبرئة نفسه فيما لو سيطرت قوات الانقلابيين على مقاليد الامور بعد صدور اوامر الامير عبد الاله بعدم المقاومة وكان مضطربا وشديد الارتباك لدرجة انه عندما وصل امام آمر السرية لم يسيطر على نفسه ، وخاطب أمر السرية بكلمة ( سيدي ) وهو ادنى منه رتبة وتفاهم معه بدخول فصيل منهم الى داخل القصر بعد نزع اسلحة ضباط وجنود الحرس الملكي واثر عودته لغرض تنظيم عملية الاستسلام ومغادرة الملك فيصل الثاني وولي العهد الامير عبد الاله والاميرات الى موقع آمن ريثما يغادرون العراق وصلت سيارة جيب عسكرية مفتوحة السقف وتحمل قاذفة ( بازوكا ) وهذه القذيفة تطلق ضد الدروع وكانت هذه السيارة تحمل الرئيس الاول سبع العبوسي والرئيس مصطفى عبدالله والملازم اول حميد اسماعيل السراج وضابط ملازم اول آخر وما ان ترجل العبوسي حتى قام بتوجيه مدفع البازوكا نحو الطابق الثاني حيث غرف الملك وعبد الاله والملكة نفيسة وبقية الاميرات وشبت النيران في الطابق والدخان يتصاعد منها فاضطروا جميعا بالنزول الى ( القبو ) او السرداب ..الضباط الاربعة سيطروا على الموقف بشكل تام ومعهم آمر السرية الرئيس منذر سليم وكان الاتفاق الغير المعلن بين طه البامرني ومنذر سليم يقضي بخروج الملك وولي العهد الى قاطع آمن ضمن ثكنة فوج الحرس الملكي الى ان يحضر ضابط كبير الرتبة من الثوار لاستلامهم وفق الاصول ، واكثر الاحتمال تسفيرهم جوا الى البلد الذي يريدونه ولكن الوضع كان هكذا في مخيلة الطرفين البامرني ومنذر سليم بينما عبر مايكروفون الاذاعة كان عبد السلام عارف يدعو الجماهير بالهجوم على قصر الرحاب ومساندة قوات الجيش في دك القصر ..اذيعت هذه النداءات والاسرة المالكة ما تزال في القبو ينتظرون تقرير مصيرهم وبدأ يلحون على البامرني بالخروج من الملجأ او القبو .. خرج الجميع في حالة لايمكن وصفها من الخوف والقلق الشديدين على امل ايصالهم الى قاطع امين ريثما يتم البت في مصيرهم وما هي الا ثوان حتى انطلقت النيران من قبل الضباط الاربعة نحو العائلة في مسيرتهم والتي قضت عليهم في لحظات معدودة باستثناء الاميرة هيام التي اصيبت بجروح ومن بين الجرحى احد الضباط وهو مصطفى عبد الله حيث اصيب بنيران من احد زملائه لان الرمي صار على الموكب من الجهتين ضابطين من كل جهة ! وهكذا قضي على الجميع وفيما بعد وضعت الجثث في سيارتين لنقلهم الى الطب العدلي . وفي الطريق اعترضت الجماهير السيارة التي كانت تحمل جثث الملك وعبد الاله والضابط ثامر الحمدان وجثث اخرى من الرجال بينهم الطباخ فاعترضوها وحوصرت السيارة بطوق من جميع الجهات فاستطاع الضابط تخليص جثة الملك فيصل الثاني عندما قال للجماهير هذه جثة ( عبد الاله ) خذوه ، وهكذا وقعت جثة عبد الاله بايدي الجماهير .للتفاصيل :
قد تكون صورة ‏‏شخصين‏ و‏نص‏‏
عرض الرؤى والإعلانات
كل التفاعلات:
نايف مرعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ميضأة جامع الزهراء في الموصل

  ميضأة جامع الزهراء في الموصل هذه الصورة لميضأة جامع الزهراء الكبير في حي الزهراء في الموصل بني سنة 1989 ولي مقال منشور عنه ..............ا...