الأربعاء، 6 أكتوبر 2021

أورقا تكاد ان تكون رواية .......................الحلقة السادسة



أورقا تكاد ان تكون رواية .......................الحلقة السادسة

بقلم :الاستاذ محمد مناف ياسين

وفي هذه المدينة من غير اقاصيص شعبها وترابطهم ، هناك حالات كثيرة تؤسس لهذا الترابط وتبنيه محكما ؛ فهي مدينة زرع بما يحيطها من اراض منفتحه للسماء ؛ حين درسنا عن العراق جغرافيا ، فان ِقبَلَ الموصل ستجد اراض خصبة ومتموجه وتعتبر ايضا من الاراضي المرتفعه كلما تقدمت الى الشمال وفصولها الاربعة واضحة الحدود فانت تعرف يوم افتراق فصل عن الاخر وهي خصبة التربة كثيرة المياه تغذي دجلة وترتسم بعض الجداول على ارضها الخصيبة التربة ؛ هذه الخصوبة وانفتاح السماء جعلها ممكنة التعايش غنية بالاشجار والغابات تلك الميزات نشطت اليها الطيور والزواحف وكثيرها جميل وعجيب ٠٠ كان ما يثيرنا ونحن صغار ايام الحصاد ذلك الطير العجيب الجميل اللون ( القطا )كثير الحركة ؛ يبني اعشاشه بين السنابل التي يعيش بينها ولا يؤذيها ٠٠ اكثر ما كان يثيرننا ويعجبنا نحن الصغار ضيوف الحقل والحصاد هي بيوضه الملونة بصفار مزخرف الاشكال ٠٠ لا يرتفع كثيرا حين يهرب منا ٠٠ ولكنه كثير النقنقة ثرثار ٠٠ هروبه جميل مصحوب بتلك النقنقة المستمرة كانها غناء اوحتجاج ٠٠ القطا طير مسالم ، ويتحرك عجيبا كاي مخلوق غير متوازن الجسد ! حتى صار الانسان يستخدمه مثالا لحالات بعض بشر ٠٠ وبالمصلاوي ( حين تتغندر الحلوة معجبة نقول شوفها مثل القطايي ؟ ) ؛ فللقطاة تغندر يصعب تقليده الا لمن تعرف ذلك وفيها بعض سمنه ! قلت ذلك لأحدمصممي الازياء وهو يعرض ازياءؤه : تعرف لو انتم تدربون العارضات على مشي القطا سيكون أجدى لكم واجمل لهن وتخلصهن من الاستعباد بالقياسات ومنع الاكل عنهن مده مثلا : فكر لحظات
في محاولة اجابتي وكانه يحسب مالا قال : سيكلفنا ذاك الكثير ٠٠! قلت له ما سبق ان حكته لنا جهينة
ان المال هو الذي يستعبدةكل الحياة وتدعون ان المرء عندكم حرا ونحن نصفق دون ان نفكر بعمق .
لا بل نتبنى ماتقولونه ونخدع انفسنا لتقليدكم ٠٠ لا بل ان بعض المفكرين لدينا ينقلون ما عندكم باعتباره تحضرا …؟
طال الكلام بيننا وقتها وياتي مجاله في اوراق اخرى ان شاء الله فقد كان لجهينة رؤى مختلفة ٠٠
كنا ونحن اصغر من ان نقرر معجبون بالكثير مما لم نكن ندرك ابعاده الاخرى او الكامنه في معان ٍكثيرة فيما يقدم او فيما تصاغ عقولنا ان نطلبه ٠٠
في تلك الموصل ، ونحن صغار كانت الحدباء مئذنة المآذن ، وان البنائين حين كانوا يحاولون ايقافها ناهضة مر بهم الرسول الكريم ٠٠فانحنت تحية اليه وسلام تبادلنا الراي بيننا ثم نسينا ذلك بعد سنوات .
وتناهت الينا حكايات عن تاريخ تلك الحدباء الموصل انها تعني تحدب النهر اولا ٠٠ ونصمت فلا قيمة لراي كاذب او متعال وفيما بعد فكرنا ان المياه غير النظيفة لا يهمها ان تشطف اجسادا غير نظيفة .
والاساطير خير من الدخول في لا / ونعم ٠٠ حكت لنا الحكايات تحت عقدة البناء البيتي الكبيرة ان الكرامة كبرياء لايطيقها الا الكريم ٠٠ وحين يروى عن امراة ( حسنه ملص ) موصوفة بانعدام الشرف
ارسلت ابنها يقول عنها : توهمتم فاعطيتموني مبلغا اكثر مما اردت وتنقذ البنك وموظفيه من ورطة كبرى ٠٠ ليس كمن يقف رافعا يديه كانه يصلي ولا احد يعرف ماذا يقول وكم ارتشى ٠٠
تتعرض المدينة لعديد غزاة ويصر بعضهم او كثيرهم ان يغزو كرامة المدينة فيهدم الحدباء ، وباصرار غريب وهو ليس الا غزاة يطاردون غزاة فيتطوع رجل بناء (معماري ) ان يسد الثغرة وبجهود نادرة .
فيرفض ان ياخذ مكافاته ويقول : اليس هو بيت الله ؟ مكافاتي من الله وحده والمال لاقيمة له وياتي غزاة مبعوثون باسم الدين ليسقطوا المئذنة وكانهم انتصروا ، فتلك حسابها مع الله ان كانوا يؤمنون بالله ويرفعون اياديهم كانهم يعرفون الله اكثر من ذلك المعماري الذي يصلي في مبنى اخر تسميته (كنيسة )
وقد دفع اهله لترك المدينة وهم احد اصولها ونهبت بيوتهم وكانه الانتصار ٠٠٠وهم ليسوا مرتزقة لا يخافون الله ٠٠
ومدينتي الموصل ينمو على ارضها نباتا هو الشفاء لعديد امراض وهو ليس الا زهرة اسمها (بيبون )
تبقى صديقة الامهات قي بيوتهم لعلاج طفل كثير السعال والتالم ٠٠ هكذا ينمو الخير في مدينتي الصغيرة المساحة العميقة التاًريخ ٠٠الكبيرة المتكابرة على كل غزاتها المتكررون ٠٠

مناف ياسين ٠٠
اوائل تشرين الاول ٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 المخرج العراقي الرائد

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 الثاني من اليسار                                                                                           ال...