الجمعة، 15 أكتوبر 2021

#رواية (أُوبرا 40) للدكتور أحمد عبد الله الصانع


                                                                                           غلاف رواية ( أوبرا 40) 

#رواية (أُوبرا 40) للدكتور أحمد عبد الله الصانع

ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل

وكم أنا سعيد وفرح وقد وصلتني اليوم نسخة من الجزء الاول من الرواية الجميلة ( أُوبرا 40) فقد ارسلها لي بخدمة التوصيل مؤلفها الاخ والصديق الدكتور أحمد بن عبد الله الصانع من خلال الاخ الدكتور عبد الرحمن العوفي فشكرا لهما وممتن .
وها انت اقرأها وهي من منشورات الدار العربية للعلوم - ناشرون ،بيروت 2021 والطبعة انيقة ويقع الجزء الاول في (581) صفحة من القطع الوزيري وترافق الرواية صورا ولوحات جميلة ومعبرة زادت من قيمة الرواية وقد سبق ان كتبت عن الرواية وقلت انه من الجميل جدا، ونحن نعيش حالة مما يمكننا ان نسميه (الصفوة ) ونأمل ان تكون دائما بيننا في العراق وبين الاخوة والاشقاء في المملكة العربية السعودية أن نسمع ونعلم بصدور رواية عنوانها ( أُوبرا 40) كتبها الروائي الاخ الدكتور أحمد عبد الله الصانع وصدرت عن (الدار العربية للعلوم ..ناشرون في بيروت 23 من آب - اغسطس 2021 ) وارسل لي نسخة من الرواية كما اخبرتني الاخت الاستاذة زينب فخري ولم تصلني نسختي بعد واستبق الوصول لأُعرف بهذه الرواية من خلال ما علمته من الرسالة المرسلة لي فأقول ان رواية ( أُوبرا 40 ) وصدر منها الجزء الاول(575 صفحة ) .
رواية (أُوبرا 40) تدور حول رواية تاريخية عراقية ظهرت في بيروت سنة 1930 واحداثها بين أميرة حجازية عاشت في بغداد وشاب نجدي ترعرع في البصرة . ويقينا ان الرواية تضج بالرومانسية والحب والوفاء .ومن الطريف فان الرواية تضم بعداً سمعيّاً بصريّاً من خلال لوحات فنية تعبر عن الزمن الماضي الجميل وعددها 130 عملاً فنيّاً و 25 عملاً موسيقيّاً تتنوع بين الأوبرا والعرضة النجدية والسامري والمصري الفلاحي اللاتيني وقد قام الكاتب بتلحينها وإنتاجها وستتوفر للقارئ على (آيتيونز ميوزيك ويوتيوب ) وهذا شيء جميل حقا ، لهذا لم يكن الاستاذ بسام شبارو مبالغا عندما قال انها ليست رواية فحسب بل ملحمة موسيقية غنائية . وقد يكون من المناسب القول انني شاهدت جانبا من مقطوعة (الوعد ) في يوتيوب جميل جدا متوفر في شبكة المعلومات العالمية - الانترنت ورابطه التالي :
https://www.youtube.com/watch?v=lfHBwKp4M6o
الرواية من إصدارات (الدار العربية للعلوم في بيروت)  ، ويبلغ سعر النسخة 50.63 ريالاً سعودياً أو ما يعادلها ، ويمكن الشراء عن طريق النت من موقع نيل وفرات عبر الرابط:https://bit.ly/3BlDRCk

في الرواية دروس ، ومواعظ ، وقيم انسانية فهي تضج بمكارم الاخلاق وبالتسامح والسمو الانساني والكرم والحب والعطف ونبذ الكراهية وقد سميت الرواية باوبرا 40 لان الرواية تدور حول الاوبرا المفقودة وعبر (40) فصلا تضمها الرواية . وقد يكون هذا اشارة الى ال (40) ليلة زواج قضاها بطل الرواية مع بطلة الرواية قبل ان يستشهد  بطل الرواية .
الرواية تضم فصولا متتابعة منها  : تحت زخات المطر 193-- بارك الله في الاطار المثقوب - ياحوم اتبع لو جرينا - عبد الله يشوي المسكوف - نجوى تحب العالوجه -ابراهيم بيه الفاتح - مفاجأة القصر الكبرى -نجوى بنت العود ووووالزبيريون يبايعون ملك الحجاز وسلطان نجد وملحقاتها والخبر يهز العالم العربي وعاشق الياسمين .
في الرواية ابطال عاشوا سنوات اواخر العشرينات وبداية الثلاثينات الصعبة من القرن العشرين بكل ما فيها من احداث ووقائع سواء في العراق او في نجد والحجاز وقبل وبعد تأسيس المملكة العربية السعودية وفيها تترى اخبار قيام الملك عبد العزيز بتوحيد الجزيرة العربية وتأسيس المملكة العربية السعودية وفي العراق كان الملك غازي ورفعه شعار القومية العربية ومواجهة الانكليز وحادثة مقتله واتهام الانكليز من انهم كانوا وراء مصرعه في حادثة سيارة .
(عالية) الطالبة العراقية السنية البغدادية في كلية الفنون والعلوم في الجامعة الامريكية في بيروت سنة 1926-1927 والمؤلف لم يقل لنا من هي لكني عرفتها فهي ابنة السيد عبد المحسن السعدون الذي اسندت اليه الحكومة للمرة الثالثة في 14 كانون الثاني 1928 وصديقتها الشيعية من البصرة ومريم المسيحية من الموصل ورينيه اليهودية قريبة ساسون حسقيل وزير المالية .هذه النخبة اسست في الجامعة الامريكية حركة تطالب بحق المرأة العربية والعراقية في التحرر والتقدم والمشاركة في صنع القرار .
وتتردد في الرواية اسماء من حكموا العراق في العشرينات والثلاثينات من القرن الماضي ففضلا عن ساسون حسقيل هناك ناجي السويدي وتوفيق السويدي وعبد المحسن السعدون وعبد العزيز القصاب وعبد الله الصانع والمؤلف يقف عنده فهو متصرف لواء بغداد اي محافظها بلغة اليوم .عبد الله بن احمد باشا الصانع خريج كلة الحقوق وآخر منصب شغله كان وكيل وزارة الداخلية العراقية .كان عضوا في لجنة ترسيم الحدود العراقية –التركية.كما عمل متصرفا في عدد من الالوية منها الديوانية والكوت والعمارة والموصل واصبح مديرا عاما في وزارة الداخلية وقد كتبت عنه مقالة منشورة في جريدة (المدى) البغدادية ورابطها التالي :
https://www.almadasupplements.com/view.php?cat=23119
واشرت الى حادثة مقتله قتله الشيخ عبد الله بك الفالح السعدون سنة 1933 في وزارة الداخلية بحجة عدم التكافؤ في اقترانه بابنة السيد عبد المحسن السعدون (عالية) ولم يكن قد مضى على زواجهما سوى (40) ليلة جاء بذريعة التهنئة ودخل على المرحوم السيد عبد الله الصانع وقتله .
وعبد الله بن أحمد باشا الصانع عنزي ، والسيد عبد الله الصانع من أسرة الدهامشة الزبيرية المعروفة التي تعود جذورها إلى مدينة المجمعة في نجد، وهذه الأسرة من عشيرة العمارات من وائل من قبيلة عنزة. وكان جده (توفي سنة 1897) ملاكا شهيرا ورئيسا لبلدية البصرة.
أما والده فهو السيد أحمد باشا الصانع (توفي سنة 1930) فقد شغل منصب وزير بدون حقيبة وزارية في في أول حكومة عراقية برئاسة عبد الرحمن الكيلاني النقيب، لكنه فضل شغل منصب أول متصرف للواء البصرة في العهد الملكي منذ سنة 1920 حتى كانون الثاني 1927
كان المرحوم عبد الله الصانع رجلا مثقفا متنورا منفتحا على التطور ولااذهب مع مؤلف الرواية في ان اخبار ابطال روايته قد اختفت او حذفت من صفحات التاريخ فهي موجودة ومثبتة والرواية جاءت من رحم تلك الصفحات ولااريد ان افسد على قارئ ( أُوبرا 40) متعته بل اقول انها رواية ما ان تبدأ بقرائتها وتتنقل بين صفحاتها حتى تأخذك حيث تاريخنا العراقي السعودي المتداخل فتفيد وتشعر بالمتعة ومما زاد في هذه المتعة ان الرواية مقروءة ومسموعة .في الرواية نقف عند ملابس الثلاثينات واسااليب الحياة والكلام والاتيكيت ونعرف الكثير عن ابناء الطبقات وخاصة الارستقراطية ومنهم من كان يحكم العراق آنذاك ومعنى هذا ان الدارس للعلوم الاجتماعية سيفيد من هذه الرواية في الوقوف حتى عند طرز الملابس وطرز العمارة وماكان يدخل العراق من ادوات التحديث وحتى التغريب .
المؤرخ عبد الله العدل من هو ؟المؤلف يتقصى من خلال روايته اخباره في اصطنبول وعبر ابراهيم بيه الفاتح الارستقراطي التركي والذي تقول الرواية انه ابن نجوة ابنة عبد المحسن السعدون ولديها ابنة منه اسمها الدكتورة ياسمين من مواليد سنة 1982 وابراهيم بيه هو ابن ابو مصطفى الذي كان يبحث عنه الراوي سنينا ، وابراهيم بيه ينصحه بعد ان يرى صورا تاريخية تذكارية ان يحول البحث التاريخي الى فيلم سينمائي فالناس لاتقرأ ما هو مكتوب بل تريد ان ترى شيئا .
ونجوى او نجوة كما يكتبها المؤلف هكذا ابنة عبد المحسن السعدون وابراهيم بيه الفاتح هو ابنها وهذا اكتشاف جعل الراوي يقول انه بعد ان عرف هذا " احسست ان عقلي تشوش بالافكار ولم يعد قادرا على التفكير ..شعرت بأن ركبتي لاتقويان على حملي " وشعر انه وصل الى الحقيقة التي بذل الكثير من الجهود ليصل اليها .
رواية جميلة تؤرخ لاحداثا مهمة كتب عنها المؤرخون وفيها كثيرا من الاحداث الحزينة ومنها استشهاد المرحوم عبد الله الصانع في مقر عمله ومن الغريب ان من قتله سجن من 7 من تشرين الثاني - نوفمبر 1931 وتم الافراج عنه في ايار سنة 1933 وهو شيخ عشائري وتدخلت العشائرية وتدخلت السياسة وحدث ضغط كان وراءه رئيس وزراء العراق المزمن نوري السعيد وفي الرواية ما يشير الى ان عبد العزيز بيك المنصور العود (خال القاتل ) اوصل القاتل لاخيه من والدته التركية محمد بيك بن احمد باشا العدل اخو المغدور عبد الله بيك العدل للتنازل عن القصاص وتم التنازل بالاسلوب العشائري ويقينا انه سيأتي اليوم الذي سيجتمع به الشهيد عبد الله بزوجته ونور عينيه (عالية ) انها رواية محزنة لكن الكاتب استطاع ان يمسك بتلابيب الاحداث ويمزج التاريخ بالدرما بشكل مشوق اهنئه عليه واتمنى له البهاء والتألق الدائم .
بارك الله بالاخ الكاتب وتمنياتي له بالتوفيق والتقدم ونحن بانتظار الجزء الثاني حيث سنتابع اخبار نوف ودانة وناصر وعبد الله ثانية 






التعليقات


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

وما اجملها من تحية ............السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                                                             في متحف تراث الموصل -الموصل وما اجملها من تحية ............السلام عليكم ورحمة ا...