الأحد، 31 أكتوبر 2021

أوراقا تكاد أن تكون رواية موصلية .................الحلقة 14


 


أوراقا تكاد أن تكون رواية موصلية .................الحلقة 14
بقلم :الاستاذ محمد مناف ياسين

ولجهينة اسئلة ٠٠وحكاية

لم تكف جهينة عن أحاديث الموصل ، والناس ، ومن حكايات غزو الموصل وصمودها الصامت دون تباه ولا ضجة ٠٠ونحن صغارا ، وفي المدرسة نتحادث بمانعرف وهو اقل القليل ٠٠ وكانت ليلة أول حكومة عراقية ووجود الانكليز بمغادرة العثمانيين ٠٠٠ امبراطورية تغادر واخرى تجر ذيولها لتحكم ٠٠
ظهر الكولونيل الانكليزي بالموصل ، يسير بخبب خاص على فرسه وهو يمتلئ بالشعور بالفخر أنه سيحكم كل هؤلاء ٠٠ يكبر في نظر نفسه حتى الفسحة في ساحة المدينة تبدو صغيرة تكاد ان لا تتسع للمجموعة العسكرية التي ترافقه ٠٠فكر انه سيحكم هؤلاء الذين لايختلفون كثيرا عما كان تحت سيطرة قوته العسكرية في الهند ؛ وقد وعده المستشار في الاستخبارات بان يُوليه هذه المدينة اذا استطاع ان يكون قوة يسيطربها هنا دون ان يثير أهل هذه البلدة المعروفين بأن رؤوسهم من حجر ٠٠ ليسوا اغبياء ولكنهم لايقتنعون بسهولة ٠٠ وقد مرت بهم حضارات ودول كثيرة ٠٠ أحس ان سيره بطئ ! لاباس ٠٠لابد ان يتعرف الى كل حوانب المدينة واين سيكون مقره بعد مغادرة كامل القوة العسكرية البريطانية غدا وبقاء سريته فقط التي ستحيط
بها قوات الليفي التي جاء بها الجيش كوسيط حمايه ، مهمتها الناس المحليين ٠٠ ومن بعد عليه ان يحكم !٠٠ نزل من على صهوة جواده وهويشعر بالتعب الشديد في قدميه حين لامستا الارض ٠٠ ؟
ضرب الخطو مستقويا كي يستعيد نشاطه واتجه الى مقر الخيالة وسط تحيات جنوده من الهنود والليفي وبعض الضباط الانكليز الذين كان يرى في أي واحد منهم تهديدا لما وعد به المستشار ان يكون هو الحاكم ، وبعدها ينتقل الى وزارة المستعمرات المدنية مع الاحتفاظ بوضعه العسكري وتلك ميزة مضافة اليه كعسكري.وحاكم مدني ٠٠
اعجبه ان سماه ذلك الوجيه العثماني ، وهم يستقبلونه ان يسميه ( نيومان ) ؛ شعر ان عليه السعي السريع لتجميع امثال ذلك الوجيه ويشجعهم على تجميع مبلغ ليقوم بعمل ما كتبلييط الشارع الرئيس الذي يربط بين داخل المدينة ومقر عمله كي يستطيع مراقبة الداخلين الى المقر والخارجين منه ٠٠ضحك ساخرا من تنبيه المستشار الى ان هؤلاء الناس عقولهم من حجر ِ، ولكنهم ليسوا اغبياء ٠٠
قال في نفسه: سيرى الجميع من هو الأذكى ومن يستطيع ان ينجح في قيادة المدينة ؟ وربما كان مخطئا في جلب جنود لهم تجربة سيئة معه ولكنه سيستخدم ذلك فهم يعرفونه جيدا واكثر من المستشار صديق عائلته والذي رشحه للمنصب ووعده بالافضل ٠٠
دخل الى غرفة الحاكم ، فوجدها صغيرة وعليه ان يامر باستبدال كل شئ٠٠ وجد ان الكرسي الذي كان يستخدمه الباشا الحاكم العثماني السابق وثيرا وارتاح في مجلسه متعلقا بذلك المفهوم الفخم في ان يكون هو الباشا ٠٠ لا بل افضل بالتاكيد اعجبته التسمية وهذا التلفظ الذي يعطيه كبرا واهتمام وتمنى ان تطلق على مركزه الجديد هذا تسمية الباشا ولا يتحدد كونه عسكريا حاكما فقط .
الباشا ٠٠ ارتاح جسده حتى كاد ان ينام لولا الملابس العسكرية التي تشد على جسده فتمنعه حتى ان يتحرك بحرية ٠٠ لمح غليونه الذي بستخدمه دوما وقد بدا عليه التنظيف ٠٠! عرف ان خادمه قد قام بواجبه باعادة ترتيب كل مايريد ٠٠ دق الجرس أمامه مرتين مناديا خادمه الذي بدا منشغل القكر مترددا ، فابتسم له محاولا ان يعرف منه ما اذا كان خادمه الهندي متعرفا على تقديره للفظة الباشا متسائلا عن غليون قديم لا يستخدمه الا في لحظات التكابر التي يريد فيها ان يعزز سلطته وعلو شانه .
ساله ان كان هناك احدا ما يريد ان يسأل عن شئ واوصاه ان ياتي له بما يكون عليه مراجعي الحاكمية وكاد ان يقول الباشاوية لولا انه فضل ان ينتظًًًر وقتا اخر ٠٠ سارع الخادم ان يعطيه رسالة جاءت من بغداد تقول ان المندوب السامي البريطاني يوصيه فيها ان لا يقوم بعمل يثير حفيظة الناس حتى يتم تشكيل الوزارة العراقية الاولى ٠٠ وعليه ان يكون متحسسا لطبيعة الناس عنده ، ومحاولة ابداء التعاون ، وان ماجاء هو به غير ماكان سائدا مع العثمانيين ، وقد انتهت الحرب وعلى الجميع ان يتعاون لرفع مستوى الحياة ودعم المتعاون وان التفاوض لم يزل مستمرا لحسم قضية الموصل والمطالب الدولية.
ولابد من التنبه الى ان مؤسسات بريطانية وشركات بريطانية عديدة وكبيرة تريد ان تكون الموصل تحت حكم وادارة البريطانيين لذللك تريد قنصلية المندوب السامي عدم ايذاء عملها والتنبه بالالتزام التام ٠٠٠
مرت الايام قلقة ، متخالفة ، ومتباينة واخيرا تم توقيع اتفاقية محددة بمده وقررت بذلك الحكومه العراقية ان تعين متصرفا عراقيا للقيام بمهمة ادارة الموصل وما حولها واطلق على المنصب :المتصرف .
المتصرف يدير شؤون البلد وتم تحديد حدود المتصرفية مما اغضب ( الباشا ) الانكليزي ، وراح يعمل كما كان في الهند !! ٠٠ وقبل ان يمسك القرارات ، اطلق الرصاص من مسدسه الشخصي ، وقتل المتصرف الوطني ! ؟ فثار غضب الناس في عموم المدينة وضواحيها وللتغطية شارك القاتل بالتشييع فتقرر اخفاؤه فورا واخرج ولم يعد بعدها الى الموصل المدينة التي يحاول غزاتها ان يستمروا بسلوك الغازي من داخلها ٠٠ وقد كانت ليلة تصميم ، وبكاء صامت وصلب كالصخر سائل كماء دجلة ٠٠
تلك هي واحدة من موصليات تتكرر ، ويظن البعض انها جديدة، ولكنها مفتعلة ،وواضحة المعالم دوما .


مناف ياسين٠٠
اليوم الاخير من تشرين الاول٢٠٢١
٠٠

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 المخرج العراقي الرائد

الاستاذ ابراهيم جلال 1921-1991 الثاني من اليسار                                                                                           ال...