السبت، 16 يناير 2021

موفق العساف ودرسه الذي نتعلم منه

                                                                       موفق العساف
 موفق العساف ودرسه الذي نتعلم منه

بقلم : ا.د.إبراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
موفق العساف ، ليس كالصحفيين الآخرين الذين عرفتهم.. لقد كان صحفيا بالفطرة، ملتزما ، فقيرا ، مهموما ، مظلوما ، صابرا ، شامخا ..انه الكبرياء والرجولة الحقة.
مات معدما ولم يلتجأ إلى يد قد تمتد إليه لتقيله من فقره، ولكن على حساب المبادئ والقيم ..أحببته عن بعد ،وأحبني عن بعد وكان وهو الذي لم يقابلني كثيرا يعرفني ويعرف عني أدق التفاصيل ويوم جاء بأسئلته لي لكي يجري حوارا معي ، نشره فيما بعد على مدى صفحتين كاملتين في جريدة عراقيون وقبل وفاته بمدة قصيرة ، شعرت بعظمته كصحفي محترف يدرس حالة من يجري حوارا معه ويستعد للحوار فأكبرت فيه ذلك .
انه من الصحفيين القلائل الذين أرى بأنهم قد تسلحوا بمعدات وأسرار المهنة .وجدته مثقفا، وشاعرا ، وأديبا ولهذا صعقت عندما علمت بخبر رحيله فمثله نحتاج اليه في مرحلتنا هذه . لقد استعجل الرحيل ، ولكن لكل أجل كتاب .
أيها الصحفي، والأديب، والمثقف ،المثقل بهموم مواطنيه وخاصة الفقراء منهم ارقد راضيا ،مطمئنا في قبرك . فلقد تركت بصمة ليست كأي البصمات إنها بصمة من يحب شعبه ،ويحنو على أبناء جنسه وحسبك هذا ..حسبك انك أثرت في نفوسنا الحسرة واللوعة ..حسبك انك جعلتنا نفكر في المصير ..حسبك انك كنت درسا قمين بنا وبغيرنا أن يفهمه وهو بأختصار: أن حرية الإنسان أثمن شيئ في الوجود .... والكرامة كرامة الإنسان هي ما يجب أن نحافظ عليها وان كل الأمور والأشياء زائلة .. سنقيم لك تمثالا يذكرنا بأن موفق العساف لم يمت وان كل من يريد أن يفهم درس موفق العساف هو موفق العساف نفسه .
*16-1-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صورة لجانب من مجمع سيد غزال في ناحية باتيفا Batîfa (باطوفا) قضاء زاخو بإقليم كردستان العراق

                                                         مجمع سيد غزال في باتيفا - باطوفا -زاخو  صباح الخير والسعادة واهلا بكم ومرحبا : السل...