الاستاذ عبد الرزاق الظاهر 1907 - 2003
مذكرات عبد الرزاق الظاهر
عبد الرزاق الظاهر المحامي والكاتب والوزير
ا.د. ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
منذ سنين طويلة ، ومكتبتي الشخصية تضم عددا من مؤلفاته المهمة ؛ فهو صاحب قلم سيال كاتب من الدرجة الاولى .. ومن كتبه التي اعتز بها واعيد دوما قرائتها كتابه الموسوم : ( في الإصلاح الزراعي والسياسي) ، وقد صدر سنة 1959 ، وكتابه الآخر ( الاقطاع والديوان في العراق ) والذي صدر سنة 1946 . وحسنا فعلت ابنته السيدة (أسماء عبد الرزاق الظاهر ) حين نشرت مذكراته الموسومة ( رحلتي مع الايام ..مذكرات عبد الرزاق الظاهر 1917-1963 اجتماعية - سياسية - اقتصادية ) ؛ فالمذكرات القت الكثير من الاضواء على حياته وسيرته ومواقفه وكثيرا ما يسألني طلبة الدراسات العليا عنه وعن قلة ما كتب فيه فهو شقيق الاستاذ عبد الهادي الظاهر .
عبد الرزاق أحمد الظاهر ، محام وسياسي وكاتب ورجل اقتصادي تولى وزارة الاقتصاد في العراق في وزارة السيد علي جودت الايوبي 10 كانون الاول 1949 الى الاول من شباط سنة 1950 .جاء عنه في انسكلوبيديا ويكيبيديا الالكترونية انه من اسرة ال الظاهر في الحلة (محافظة بابل) من عشائر البو سلطان وهم من قبيلة بني سودة الزبيدية نزحت اسرته من الحلة الى بغداد وكان والده الشيخ احمد الظاهر من وجهاء بغداد واعيانها شارك في احداث ثورة 1920 الكبرى ببغداد وكان له مجلس عامر في داره الواقعة في محلة الصالحية بجانب الكرخ من بغداد توفي سنة 1932 ودارهم في محلة الصالحية هي اليوم من البيوت التراثية التي حافظت عليها امانة العاصمة .
كمجايليه درس عبد الرزاق احمد الظاهر في الكتاتيب وبعدها دخل المدرسة الحسينية ثم المأمونية الرسمية الابتدائية وبعد انهاءه الدراسة الثانوية في الثانوية المركزية وهي من اعرق ثانويات العراق دخل مدرسة اي كلية الحقوق ببغداد والمؤسسة منذ سنة 1908 وتخرج حقوقيا سنة 1934 ودخل السلك الوظيفي في وزارة الاقتصاد وكان له موقف ايجابي من حركة نيسان -مايس 1941 التحررية بقيادة رشيد عالي الكيلاني وكان توجهه عربيا قوميا لذلك كثيرا ما تعرض للاعتقال من السلطة كما حدث سنة 1952 كان واحدا من رجالات المعارضة وكان يكثر من نقد اجراءات السلطة الحاكمة عبر مقالاته الحادة والتي جمعت في كتب فيما بعد وكانت تنشر في صحف العاصمة .وقد اضطر الى اعتزال العمل السياسي سنة 1953 مع انه سبق ان شغل منصب وزير الاقتصاد في وزارة السيد علي جودت الايوبي 1949-1950 .
بعد قيام ثورة 14 تموز سنة 1958 كان الاستاذ عبد الرزاق الظاهر يتمتع باحترام وتقدير رجالات الثورة وقد تمنى عليه الدكتور عبد الجبار الجومرد وزير الخاجية بعد الثورة تعيينه سفيرا للعراق في احدى الدول الا انه اغتذر وفضل البقاء بعيدا .
له فضلا عن مذكراته وكتابيه الذين ذكرتهم آنفا كتاب جميل اعتز به وتوجد لدي نسخة منه وهو بعنوان ( صور من العراق) أصدره سنة 1946 وهو من اجمل الكتب التي شرحت العراق اجتماعيا واقتصاديا بمشرط طبيب متخصص نطاسي يعرف ماذا كان يدور في المجتمع وما تعتمل في اعماقه من تيارات فكرية وسياسية ومن اجل هذا اقول ان الاستاذ عبد الرزاق الظاهر فكرا وسيرة وتجاربا في الحياة يصلح ان يكون موضوعا لرسالة ماجستير ان لم تكن قد كتبت عنه حتى اليوم .
توفي الاستاذ عبد الرزاق الظاهر في 10 كانون الثاني 2003 وفقدنا بوفاته واحدا من الاعلام الرواد الذين كتبوا عن مجتمعهم ودافعوا عنه وعملوا من اجله . رحمه الله وجزاه خيرا على ماقدم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق