( بُشْراكِ مَكَّةَ )
شعر : د. حسين يوسف الزويد
بُشْــــراكِ مَكَّةَ إنَّهُ الميــلادُ
و على أديمِكِ فَجْرُهُ الوقّادُ
فَجْرٌ بِهِ بُــشْرى الخلائقِ كُلِّها
مِنْ عرشِ باريها بدا الميعادُ
فَجْرٌ بِـهِ مُسْتَبْشِرٌ جبريلُ و ال
مَـــلأُ الملائِكُ هُتَّفٌ نُشّادُ
و تـهاوَتِ الأوثانُ فــي دَرَكاتِها
فلغيرِ رَبِّـكَ لا تَـرَى سُجَّادُ
و تهالكَتْ نارُ المجوسِ و قد أتى
ميلادُ احمدَ ما بنوا أو شادوا
مِنْ عُصْبَةٍ هي مِنْ خيارِ أُصولِها
و هوَ الخيارُ مِنَ الخيارِ يُزادُ
أكـْــرِمْ بِــهِ نَسَبَاً فَنِعْمَ المُرّتقى
مِنْ آلِ عدنانٍ أتى الاجدادُ
و اتى (بحيرا) شاهداً فيما رأى:
شـجرٌ و أحجارٌ لَـهُ سُجَّادُ
قد جِئْتَ بالتوحيدِ مِنْ ربِّ الهدى
و على يديكَ تعالَتْ الأجنادُ
ربُّ البـريـةِ يَـصْطفيكَ مـحـبـةً
و العروةُ الوثقى لِمَنْ يَنْقادُ
لِتَشُقَّ ديجورَ الظلامِ و تنجلـي
شـمـسٌ لـِ (طـه)نـورُها وَقّادُ
فَـصـدَعَـتَ بالحـقِّ المبينِ مُنادياً
أنْ لا إلـــه لَهُ الـــورى عُبّادُ
إلّا الـمـهـيـمـنُ فاطـرُ الأرضَ الـذي
رفعَ السـماءَ، و مـا لَهُنَّ عِمادُ
أسرى بِكَ الرحمنُ في غَسَقِ الدُّجى
و المسجدُ الأقصى هو الميعادُ
و عَرجْتَ مُرْتفعاً إلى السبْعِ العُلى
شـاءَ الإلهُ فـجـاءَكَ الإمــدادُ
و بِسِدْرَةٍ للـمـنـتـهـى كـانَ اللٓقـا
بِأقَلِّ مِنْ قوسين لا يزدادُ
ضـاقَتْ بِهِ ذرعاً قُرَيْشُ لِجَهْلِها
و تكابَرَتْ ينتابُها الإجحاذُ
لكنَّهُ الإيمانُ و النصرُ الذي
جعل الأكابِرَ تَنْحني و تُقَادُ
هُوَ وَعْدُ رَبِّكَ للرسولِ بِأنْ يَرَى
فتحاً مـبيناً هٓا هُوَ الميعادُ
نصرً بِهِ صَدَقَ الإلهُ وعودَهُ
و أعَزَّ جُنْدَاً فالإلهُ جَـــوادُ
هِيَ دعوةٌ للسلْمِ كُنْتَ لواءَها
بِدِخولِ مَكَّةَ أُكْرِمَ الأســيادُ
يا سَيِّدَ الثَّقَلَيْنِ يا نورَ الهدى
أنْتَ المُشَفَّعُ يــــــومَها مِجْوادُ
يا سيدي يا خيرَ مَنْ وَطْىءَ الَّثرى
نفسي فِداكَ و مُهْجَتي الأولادُ
أنْتَ المُخَلِّصُ و النجاة لِمُذْنِبٍ
كِلْتَيْ يَدَيهِ تُطَوِّقُ الأصــــفادُ
مولايَ أدعو بالصلاةِ على الذي
جـــاءَ (المدينةَ) هاديـاً يَرْتادُ
خُتٌمَتْ بــدعوتِهِ النبــوءةُ كلُّها
و المنهَجُ الإســلامُ فَهْوَ سَدَادُ
و أُتِمَّتِ النعماءُ و اكْتَمَلَ الهدى
و علـى النبيِّ صـــــلاتُنا تَزْدادُ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق