الأحد، 18 أكتوبر 2020

مدينة بحزاني ............مدينة العيون والزيتون ا.د.ابراهيم خليل العلاف










                       البابا شيخ ختو حجي اسماعيل المرجع الديني الاعلى والاب الروحي لعموم الايزيديين في العالم رحمه الله 
                                                                     باب في بيت ببحزاني



                                                       السيد حسن خلو سفورا مواليد سنة 1920

                                              عملية غزل وحياكة الجاجيم  (البلانكيت )والميزي المحلية 
                                                                      فتاة يزيدية من بحزاني




                                                                  كنيسة مار كوركيس في بحزاني

                                                   مراسيم - السما - في طوافة الشيخ ابو بكر في بحزاني 
                                                                       معابد للايزيدية 
                                                                      معاصر الزيتون
                                                                  ملاك متوسطة بحزاني 
                                                                                نسوة يزيديات 


 

مدينة بحزاني ............مدينة العيون والزيتون

ا.د.ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس – جامعة الموصل

وعندما تُذكر بعشيقة مدينة الزيتون والعطاء تُذكر بحزاني .. ولايمكن أن نذكر بحزاني بدون أن نذكر شقيقتها بحزاني وبحزاني مدينة عريقة لها تاريخ وتاريخ ثر يعود الى العصر الاشوري وبحزاني تبعد عن بعشيقة بضعة كيلومترات ومعنى بحزاني بالسريانية بيت الحزانى ܒܝܬ ܚܙܢܐ)  واصل الكلمة (بيزانيثا)  اي بيت الحزن ، ويقال بيت الكنز .وهناك من يقول ان تسمية بحزاني من بهزان ومعنى كلمة بهزان (مدينة المعرفة) .

ورد ذكر بحزاني في  في كتاب معجم البلدان لياقوت الحموي كما ورد ذكرها في كتاب المؤرخ الموصلي الكبير محمد امين بن خير الله الخطيب العمري  من مؤرخي القرن 19 الميلادي الموسوم ( منهل الاولياء ومشرب الاصفياء من سادات الموصل الحدباء ) الذي حققه ونشره الاستاذ سعيد الديوه جي 1967 ورد ذكرها مقرونا بمدينة بعشيقة ومما جاء فيه ان الى جانب بعشيقة باحزاني أو باحزانا وقال انها " قرية اخرى كانت ايضا كبيرة ذات اسواق وبساتين متصلة" "والغالب على اهلها اليزيدية والمسيحيون ".

وقد اشار الباحث والمؤرخ الكبير المرحوم الاستاذ كوركيس عواد  في مقال له في مجلة ( سومر )  ان اسم بحزاني وهو من اللغة السريانية يعني (بيث حزياني ) ومعناه (محل الرؤية والمشهد )

تحدث الاستاذ جمال بابان في بضعة اسطر عن (بحزاني) في كتابه ( أصول أسماء المدن والمواقع العراقية ) فقال ان بحزاني قرية عامرة تابعة لناحية بعشيقة وتقع على بعد (24) كيلومترا شرقي مدينة الموصل وهي تقوم  في كف جبل بعشيقة وهي مقر مهم لرؤساء الديانة اليزيدية ولهم فيها مراقد ومزارات مختلفة ابرزها :  عبد رش – الشيخ حسن- الشيخ عبد العزيز – الشيخ شمس وغيرها .

وللمسيحيين وهم من السريان الارثودكس كنيسة هي كنيسة مار جرجيس أو مار كوركيس ومار تعني القديس .

وعلى العموم فان بلدة بحزاني بلدة جميلة تعج بأشجار الزيتون ولها طبيعة تشبه طبيعة ارض فلسطين وفيها بساتين وزروع تكثر فيها اشجار الزيتون لذلك تشتهر بصناعة الصابون والصابون الذي يصنع فيها يكون من زيت الزيتون .

الجبل الذي تقع عليه مدينة بحزاني يرتفع قرابة 2000 قدم عن مستوى سطح البحر .. وسكان بحزاني خليط من اليزيدية  والعرب  والكورد والشبك والمسيحيين  وثمة احصائية قديمة تعود الى سنة 1987 تشير الى ان عدد نفوس بحزاني يصل الى قرابة (7178 ) نسمة  وفي احصاء سنة 1997 التخميني بلغ عدد نفوسها (10103 ) نسمة والجميل في بحزاني ان بساتين الزيتون فيها الكثيفة تطل على سهل نينوى الفسيح الذي يمتد الى ضفاف نهر دجلة الخالد .

وتشير المصادر المتداولة ان هذه المدينة التاريخية شهدت احداثا مهمة من قبيل ان مار توما الرسول وهو احد تلاميذ المسيح عيسى عليه السلام ارسل المبشر (أدي) الى بحزاني والمناطق المجاورة لها ليبشر بالمسيحية  أهلها في العصور المسيحية الاولى وكان ( أدي) قد تابع سيره باتجاه  مدينة اربيل والشيء الجميل ان في بحزاني اليوم صوامع للنساك والمتعبدين وهذه الصوامع تذكرنا بقدم وتاريخية المسيحية في هذه المنطقة .

وبحزاني واجهت الغزاة المغول كما واجهتهم مدن الموصل وقراها وقصباتها سنة 1260 ميلادية أي في القرن الثالث عشر الميلادي وعانت ما عانت من تخريبهم لذلك عم الدمار والتخريب في هذه المدينة وسالت الكثير من الدماء .  

شهدت بحزاني في السنوات الاخيرة نوعا من الاهتمام من احد ابناء المنطقة الاثرياء وهو الاستاذ سركيس آغا جان الذي قدم لها الكثير من الخدمات من قبيل ترميم كنيسة ما ر جرجيس وانشاء قاعة للمناسبات وتخصيص ارض لدفن الموتى  وتخصيص سيارة لنقل الموتى وشراء دار لاوقاف الكنيسة وادخال شبكة المعلومات العالمية الانترنت الى المدينة وتبليط شارع مزرعة الكنيسة وشراء عدد من المولدات وشراء سيارات لنقل الطلبة وتجهيز فرقة الكشافة فيها بالالات الموسيقية وغير ذلك وبارك الله به وبجهوده الطيبة التي انعكست تأثيراتها ايجابيا على المنطقة .

وبحزاني حقا مدينة التعايش والسلام والمحبة وفيها عدد من الشخصيات الدينية والاجتماعية التي تعمل من اجل ترسيخ هذا المبدأ ومن هؤلاء نذكر  القول بهزاد سليمان سفو رئيس القوالين عضو المجلس الروحاني الايزيدي والسيد خدر سليمان حمو مدير ادارة ( المجلس الاجتماعي ) في بحزاني والسيد حامد حسن مختار بلدة بحزاني والسيد رعد طارق الياس مسؤول مركز لالش الثقافي والاجتماعي فرع بحزاني، والسيد حسن جمعة وغيرهم .

ومما يذكر ان التنوع في بحزاني كما التنوع في بعشيقة وفي كل مدن محافظة نينوى عامل قوة للمجتمع العراقي ومن هنا نؤكد أهمية وضرورة الحفاظ على هذا التنوع الديني والقومي  والثقافي والتعايش المشترك والوئام والسلام ليسهل الجميع في عملية النهوض واعادة الاعمار والبناء .

في بحزاني عيون ماء منها عين ماء بحزاني يقول الاستاذ ممتاز حسين سليمان خلو في كتابه عن بعشيقة انها تقع في سفح الجبل المطل على بلدة بحزاني القديمة وكانت مصدر السكان الرئيسي للمياه وتدفقها قليل في الوقت الحاضر بسبب حفر بئر ارتوازي بالقرب منها والى جانبها عين ماء كاني زركي أي العين الصفراء ويستعمل ماؤها لغسل الجسم وخاصة الاطفال المصابين باليرقان أي اصفرار العينين او الجسم .وهناك عين ماء الشيخ ابو بكر وتقع في سفح الجبل الى الغرب من بحزاني بمسافة كيلومتر وسميت كذلك لوجود مزار الشيخ ابو بكر وهو من الاولياء الصالحين عند الايزيدية وكانت مياهها تسقي اكثر من (3000) شجرة زيتون فضلا عن بساتين البصل والقطن والخضراوات وللاسف توقف تدفقها بسبب حفر بئر ارتوازي سنة 1983 بجوارها .

وفي بحزاني تزدهر صناعة الطحينية أي الراشي وتوجد عوائل تتولى صناعة الراشي وتتراوح كمية الانتاج للطن الواحد من السمسم بين ( 700-750) كيلوغرام من الراشي ..كما تزدهر صناعة الصابون وصناعة البرغل والجبن والعرق ومخلالات الزيتون والطرشي

في مدينة بحزاني اسواق قديمة وجديدة عامرة وطرز بناء دورها تشبه طرز بناء دور الموصل ففيها ازقة ضيقة وفيها قناطر جميلة واهلها لايزالون يصنعون ملابسهم التقليدية بأيديهم بواسطة ( الجومة )كما يشير الى ذلك الصديق الاستاذ ممتاز حسين سليمان خلو في كتابه (بعشيقة بلدة الزيتون والعطاء)وتعتبر الجومة اله الحياكة ونسج الاقمشة التقليدية وكانوا يعتمدون على المواد الاولية المحلية من الصوف والقطن والشعر ويسمون القماش المحلي (الخامي) ويدل نوع وشكل ملابس ابناء وبنات بحزاني على مقدار الرقي والتقدم الاقتصادي والاجتماعي والفني والازياء تتطور مع تطور الحياة بمختلف اشكالها ومن حسن الحظ ان ما يميز السكان في بحزاني وبعشيقة بأديانهم الثلاثة الايزيدية والمسيحية والاسلامية ان الكثير منهم لايزالون يرتدون الملابس التقليدية سواء الرجال او النساء وحتى الاطفال ولايمكن للزائر التمييز بين المواطنين من الاديان الثلاثة بسبب الملابس .

اما رجال الدين من الايزيدية فيرتدون الملابس البيضاء وخاصة اثناء المراسيم الدينية للدلالة على النظافة التي يؤكدون عليها كثيرا

وقعت بحزاني كما بقية اجزاء محافظة نينوى تحت سيطرة عناصر داعش وعانت بين سنتي 2014- 2017 الكثير من الدمار والتخريب والنزوح لكن الجيش والقوات الامنية  العراقية المسلحة حررتها وهي من خلال اهلها استطاعت ان تعيد بناء الكثير من المرافق المهمة ومنها المعابد الايزيدية بكل همة ونشاط وحيوية .

في بحزاني مدارس ابتدائية ومتوسطة واعدادية ومن الطريف ان اشير الى ان اعدادية بحزاني  احرزت في الامتحانات العامة للسنة 2019 الفرع الاحيائي على المركز ال(19) من بين (100 ) مدرسة الافضل في محافظة نينوى . ومن المناسب القول ان اعدادية بحزاني للبنين افتتحت في الثاني عشر من شهر كانون الاول سنة 2012 .

تاريخ التعليم في بحزاني قديم ويشير الدكتور علي نجم عيسى في كتابه (مدارس الموصل ) ان الحكومة العثمانية ابان سيطرة العثمانيين على ولاية الموصل 1516-1918 اهتمت ببعشيقة وبحزاني من مدن الايزيدية القديمة  وافتتحت سلطات معارف (تربية ) الموصل فيها مدرسة ابتدائية سنة 1912 باسم  (بحزاني صبيان مكتبي)   أي (مدرسة بحزاني للبنين ) وخصص لهذه المدرسة مبلغ مقداره (2000) قرش سنويا لكنها اغلقت بعد سنة من فتحها ثم اعيد افتتاحها وكان عدد تلاميذها في السنة الدراسية 1915-1916 (23) تلميذا .

وفي سنة 1923 وبعد تشكيل الدولة العراقية الحديثة شيدت الحكومة فيها مدرسة تحمل اسم (مدرسة بحزاني الابتدائية للبنين) وكان موقعها في بناية كنيسة مار جرجيس او كوركيس في بحزاني ومن ثم انتقلت الى بناية اخرى سنة 1937  وفي سنة 1957 شيدت لها بناية جديدة مستقلة .وقد خرجت هذه المدرسة الكثير من الكفاءات العلمية وكان اول مدرائها  عندما كانت تداوم في الكنيسة  الاستاذ داؤد توما وكان شماسا(1923-1925 )  . ومن مدراءها  الاستاذ زكريا شابا (1925-1930) والاستاذ سليم بخايا (1930-1938 ) والاستاذ حسين ابراهيم حيدر ( 1950-1963 و1966-1969 ) والاستاذ حسن خضر رشو ( 1969-1975 ) والاستاذ سليمان كمو عبو (1993-2006 وبعده الاستاذ لقمان حسن خلو . ومن معلمي هذه المدرسة الاستاذ متي رحومي نعمان (مواليد 1908) والاستاذ متي عبودي حيالي ( مواليد 1912) .

طبعا في بحزاني عدة مدارس منها  متوسطة بحزاني للبنين وفتحت سنة 1991 واول من تولى ادارتها الاستاذ خيري جروت درويش  وكان معاونه الاستاذ ممتاز حسين سليمان خلو . ومن مدراءها كذلك الاستاذ جمعة خدر سليمان وتولى الادارة سنة 1997 ولسنوات بعدها .وفي سنة 2009 شطرت المدرسة الى متوسطة واعدادية بفرعيها الادبي والعلمي وتولى ادارة المتوسطة الاستاذ هفال حجي جمو وهناك   مدرسة بحزاني الابتدائية الاولى للبنات ومدرسة بحزاني الثانية الابتدائية للبنات وثانوية بحزاني للبنات واول مديرة لها الست سناء ابراهيم طاهر المدرسة الدينية للايزيدية . كما ان هناك مدرسة بحزاني الكردية النموذجية التي افتتحت سنة 2006 واول مدير لها هو الاستاذ خيري رشيد وقد افتتحت سنة 1996.كما ان فيها مرافق  خدمية لاتسد احتياجات السكان  اليومية فالبلدة بحاجة الى مستشفى ومراكز صحية متخصصة لانها تعاني من تدني في واقعها الصحي في ظل مستوصف لاتتوفر فيه الكثير من الخدمات خاصة في ظل انتشار فايروس كوفيد 19 الان .

وبحزاني انجبت الكثيرين ممن أسهوا في بناء العراق كما برز فيها اطباء ومدرسين واداريين وقادة عسكريين ومحامين وشعراء وادباء وفنانين  يشار اليهم بالبنان .

ومن رموز بحزاني المعلم والمربي الخوري موسى متي الشماني من مواليد بحزاني سنة 1923 وله مؤلفات دينية مسيحية والمعلم والمربي الشيخ حسين الشيخ ابراهيم حيدر من مواليد بحزاني سنة 1914 والمعلم والمربي حسن خضر رشومن مواليد بحزاني 1919 والمعلم والمربي الشماس غانم عبد الاحد الشماني من مواليد بحزاني 1928 والمعلم والقاص الاستاذ جمعة حجي كنجي من مواليد بحزاني 1933والقائمقام حاجي مادو حاجي من مواليد بحزاني 1938 عمل قائمقاما لقضاء الشيخان توفي في حادث سيارة رحمه الله يوم 26 حزيران 1970 وهناك الفنانة التشكيلية نازدار علي خدر علي من مواليد بحزاني سنة 1984ولها معارض شخصية عديدة .

وهنا لابد ان اذكر ان من ابنائها من يعزف على الناي منهم الفنان كرم خيري عيسى ويرافقه في العزف على الايقاع فرح سليم ولهما تسجيلات على اليوتيوب .  

الاخ المربي والكاتب الاستاذ سلو عبدال تحدث لي عن بحزاني فقال :"بحزاني بلدة قريبة من بعشيقة قديما سكانها أغلبهم يزيدية ثم المسيحية وعائلة واحدة فقط مسلمه (( تدعى بيت داود خجو)) متعايشين منذ القدم سوية ولاتفرق بينهم الا بالياشمغ الايزيدي لون اليشماغ احمر والمسيحي ازرق وهكذا بعشيقه أما النساء الثلاث طوائف موحد تسكن بحزاني عشائر هم البركعية والحراقية والقوانين ماموسية وهكاريه والباقي تتكون من عوائل بيت فلان وفلان اذكر قصه سمعتها يقال بساتين الزيتون يبست سنة الثلج الاحمر اجتمع القس مع العم حسين رئيس البركعية والوجهاء ماذا يعملون للحفاظ على الشتلات الجديدة من الأغنام والابقار اتفقوا أن يعيننا حارسين وابلغوا القرية أن أي حيوان يروه يذبح ويوزع لحمه على الفقراء ؛ ففي أحد الأيام شاهدوا بقره فاخذوها إلى مجلس القرية بيت عما حسين إذا بالبشرى تدخل الدار فعرفوا أنها العم حسين أرادوا الحراس تجاهل الموضوع لخاطر عم حسين فناداهم تعالوا اخرجوا البقرة من السرداب وخذوها الى القصاب ووزعوا لحمها للأيتام والفقراء إذا مايطبق القرار على الكبير لايطبق على الفقير وهكذا بدأت الشتلات تكبر وعادت خلال ثلاث سنوات الى اربعة ورجعت افضل من السابق" .


سلو عبدال
مرسَل
منذ ١٩ دقيوهناك قصص عن بعشيقه سارسلها لتتعرف على طيبة بعشيقه وبحزاني سارسلها لك والعام سويت محاضره للبيت الثقافي بخصوص هكذا شخصيات

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

صورة فوتوغرافية رائعة للفنان الفوتوغرافي الاخ والصديق الفنان الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة 2013

                                         صورة فوتوغرافية رائعة للفنان الفوتوغرافي الاخ والصديق الفنان الاستاذ هيثم فتح الله عزيزة 2013 وتصبح...