السبت، 12 سبتمبر 2020

جريدة الزوراء تعيد نشر الحوار المثير مع الشاعر والناقد الدكتور عبد الكريم راضي جعفر (توفي 27آب 2020) والذي اجرته معه عام 2018

 

جريدة الزوراء تعيد نشر الحوار المثير مع الشاعر والناقد الدكتور عبد الكريم راضي جعفر (توفي 27آب 2020)  والذي اجرته معه عام 2018

 

شاعرٌ ينسج شعره من خيوط الحرير الناعم ويخلق صورته الشعرية من شعاع الشمس، وناقد يعرف مكامن المضمر والمعلن في النصوص ، ويضع اصبعه على مكامن الضعف والقوة فيمنحك الدهشة في التشخيص ، وأستاذ فاضل دخل الى قلوب الجميع بلا اشارة مرور .
حاولت أن أنير يراعي بما قدمه أستاذنا الكبير الا ان الامانة الصحفية وقفت أمامي عندما كتب عنه الاستاذ الدكتور ابراهيم خليل العلاف / أستاذ التاريخ الحديث في جامعة الموصل :
في المشهد الثقافي العراقي المعاصر ، ومنذ نصف قرن .كان له حضور فاعل ، وكان له تلاميذ . شاعر ، وأديب ، وناقد ، واكاديمي عراقي من البصرة الفيحاء ، يحمل شهادة الدكتوراه في الادب والنقد الحديثين .. وله أعمال شعرية كثيرة .. ربى اجيالا ، واجيالا من الطلبة في الدراسات الاولية والعليا.
اسهم في فعاليات ونشاطات وندوات ومؤتمرات عديدة داخل العراق وخارجه ؛ فلقد اشترك في مهرجانات المربد الشعرية والنقدية كافة ، وفي المؤتمر النقدي السادس لجامعة اليرموك – اربد – المملكة الاردنية الهاشمية، 1996 ، وفي المؤتمر النقدي السادس لجامعة جرش – الاردن، 1996، والمؤتمر النقدي الرابع ايضا، 2000 .
وفي المؤتمر العلمي الذي أقامه المجمع العلمي العراقي. وفي المؤتمرات العلمية كافة التي اقامتها الجامعة المستنصرية – كلية التربية. وفي المؤتمر العلمي الحادي عشر، والثالث عشر، اللذين أقامتهما الكلية الإسلامية الجامعة بالنجف الاشرف وفي اماكن اخرى وضمن مسيرته العلمية والثقافية.
صدر له عدد من المجاميع الشعرية هي :
* الدفء البارد، مطبعة حداد، البصرة، 1970 .
* عن الفارس والصيف الآخر، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1977 .
* سيدي أيها البحر، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1980 .
* ارتفاعات الشفق الجنوبي، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1988.
* عشب الأفول، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2000 .
* زهرة البرتقال، بغداد، دار الفراهيدي للنشر، 2013 وطبعت ثانية من قبل مؤسسة ثائر العصامي 2016
* أصوات، قصائد من البصرة، مشترك، مطبعة حداد، البصرة، 1971.
* قصائد مختارة من شعراء الطليعة العربية، وزارة الثقافة والاعلام، بغداد، 1977.
* المرفأ الشعري، مشترك، مطبعة حداد، البصرة، 1978 .
* لغة النار الأزلية، مشترك، وزارة الثقافة والإعلام، بغداد، 1973 .
* .خطاب الامير بدر بن شاكر، المركز الثقافي للطباعة والنشر، 2016
*.ايها الناس: للندى معصرة، مؤسسة ثائر العصامي ، 2017
* يقول المغني، دار الفرات للطباعة والنشر / 2017
ومن مؤلفاته في الادب والنقد:
* شعر عبد القادر رشيد الناصريّ، دراسة تحليلية فنية، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1987 .
* في حركة الشعر العراقي الحديث، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1988 .
* ديوان الناصريّ، عبد القادر رشيد، الجزء الثالث، جمع وتحقيق ودراسة، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1992 .
* رماد الشعر، دراسة في البنية الموضوعية والفنية للشعر الوجداني الحديث في العراق، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 1998 .
* نظرية الشعر عند نازك الملائكة، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2000.
* مفهوم الشعر عند السياب، دار الشؤون الثقافية العامة، بغداد، 2009.
* الشمعة والمصباح، أبحاث ودراسات في الادب والنقد، دار الشؤون الثقافية، بغداد، 2012 .
* رماد الشعر، دراسة في البنية الموضوعية والفنية للشعر الوجداني الحديث في العراق، ط2، دار عدنان للطباعة والنشر، بغداد، بغداد، 2014.
*خطاب الملوك: مقولات الشعراء العراقيين بالتجاوز ومغادرة المألوف.
امتازت نصوصُه الشعرية بعلاقتها المتجذّرة مع الأرض، وبذلك استطاع نقل هذه العلاقة إلى حيّز التفرّد، فامتازت نصوصُه ببصمته الخاصة، إذ عُدَّ من الأجيال الشعرية التي «تشكّلُ حيوية نهر الشعر في العراق… إنها تموجات متتالية تنبثق من بعضها البعض؛ لتمهدَ الطريق لاندفاع النهر وجيشانه الحميم».
كتب القصيدة العمودية، والشعر الحرّ، وقصيدة النثر، فأسهم بذلك في تطور الشعر العراقي المعاصر، ولفت انظار النقاد في العراق والوطن العربي. فكتب عن شعريته كثيرون منهم فاروق شوشة، ومحسن الخياط وعبد الجبار داود البصري . وتعدُّ نصوصه الشعرية مثارًا للنقد.
ضيفنا الاستاذ الدكتور ، الاول تسلسلا في قوائم الملاكات العلمية ، ومرشح لقانون رعاية العلماء ، وضمّه معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين مج ، 6 ، وضمّه كتاب أعلام العراق في القرن العشرين ، لحميد المطبعي ، ج 3 ، وكتب عنه ، حتى الآن أربع رسائل جامعية نوقشت في الجامعات العراقية ، وجامعة طنطا في جمهورية مصر العربية .
ثقافة الزوراء دخلت بيدر الشاعر والناقد الاستاذ الدكتور عبد الكريم راضي جعفر، وخرجت منه بهذا العطاء :
* كيف يتجلى دور النقد في النهوض بالأدب؟
يقوم النقد على اسس ثلاثة : المتلقي ، والأثر الادبي – وأنا اتحدث عن النصوص الأدبية ، والناصّ : أقصد منشئ النص .
ومن دون تلك الاطراف الاساسية لا يمكن ان يكون النص الأدبي بخير.
ان تشابك الاسس تلك ، تشابكا سلميا يقوم على اساس الموضوعية ، والابتعاد عن الهوى ، والانحيازات ، لقادر على الفعل البهيّ ، في النصوص ، وتقريبها للمتلقي ، وفكّ شفرات النص ، وبذلك يكون دورا مهما في ارساء دعائم الأدب، والنهوض به.
* يعتقد بعضهم ان النظريات الشائكة مثل التفكيكية والبنيوية والسريالية وغيرها لا تصلح الا للتداول في الورش النقدية الخاصة بالنقاد، فماذا تقول؟
ومنْ قال ان بعضهم، يتداولها في ( ورشهم ) النقدية ، انها فلسفات أجنبية غريبة ، لا تخدم الا أهلها، اما نحن فلا يمكن أن نكون أهلها ، لان النص العربي له خصوصيته لا تقبل القوالب الجاهزة التي يستوردها بعضهم .
مناهج وفلسفات، تموت هناك، فيحيها بعضم لإخفاء عورات النقد والناقد… والاّ فمن هو الناقد التفكيكي والبنيوي والاسلوبي في الوطن العربي ؟
* هل هناك أزمة تواجه النقد العراقي؟
أزمة حقيقية عميقة ، علّتها تكمن في ابتعاد بعضهم عن النص الادبي ، والاكتفاء باجترار نظري مستلّ من ترجمات مغاربية ، تشرق وتغرّب في التنظير، فليس سوى جعجعة الفاظ من دون طحن، ولا نكاد نقبض على شيء ذي فائدة في هذا النظري الذي يصلح أن يكون لكل زمان ومكان… ولا خصوصية.
اذن الأزمة تكمن في ( اللاخصوصية) التي خربت النفوس والنصوص ، فبدت الاهواء مستلّة من غرباء على النقد والأدب .
* بعضهم يرى ان المشهد النقدي العراقي لا يزال في طور التأسيس، فماذا تقول ؟
وليس ثمة تأسيس ، ما دام المدعون يتصدرون المشهد الثقافي والأدبي .. هل رأيت ناقدا ، يغلط في النحو ، ولا يعرف العروض ، ولا يحسن الأملاء ، ولا علامات الترقيم ، ولا هندسة الصفحة الكتابية .
النقاد الحقيقيون ، غير قادرين على التأسيس ، بسبب الهجمة التي يتزعمها الطارئون على النقد، وهؤلاء لهم القدح المعلّى هذه الايام ، وقادرون على ازاحة الراجحين من النقاد، لتزعمهم المشهد الثقافي، وإركان الموهـوبين في زاوية ضيّقـة.
من اين يأتي التأسيس، وقد شاخت عيون النقاد الحقيقيين؟ ومن اين يأتي التأسيس و (هرطقات) النقد المترجم ترجمة سيئة هي السائدة الآن؟
لن يكون هناك تأسيس من دون مأسسة حقيقية ، ترعى النقاد الحقيقيين ، والأدب الحقيقي الذي يتعثر في الطريق الشاقة الطويلة.
* ما نلاحظه غياب النقد الموضوعي العلمي وشيوع ظاهرة النقد التي تحكمه العلاقات والصداقات والمصالح، كيف تفسر لنا أسباب هذه الظاهرة؟
وهذا هو شائع الآن: لا نقد يتسم بالموضوعية – استثني النادر جدا… انه يقوم على (التطبيل)، للنصوص التي تعجّ بالأخطاء اللغوية ن والعروضية و … و… ، لان مَنْ يسمون انفسهم نقاداً يقعون في دائرة الأخطاء تلك .
من هنا، يكون النقد منحازاً بسبب الميول والاتجاهات والصداقات… سهّل من هذا الأمر، وسائل الاتصال الاجتماعي التي تداهن وتمجّد ، وترفع من دون اسس موضوعية .
* الدراسات النقدية الغارقة في المصطلحات والرسوم ، كيف تنظر اليها بعدما تحولت الى ألغاز وطلاسم بات من الصعب فك شفرتها لدى المتلقي ؟
تلك (خزعبلات)، تشير الى فراغ بعضهم – اقصد ممّن يسمّون انفسهم نقادا -: خرائط، واسهم، ورسوم ما أنزل الله بها من سلطان .. تصنع التعقيد، وتهين المتلقي ، وتدوس على النصوص بأرجلِ متّسخة ، لتشكل ( طلاسم ) غريبة ، ليس ذلك فحسب ، بل ان بعض المغاربة ، حاول ان يضحك على ( الذقون ) ، حين حاول ان يخلق ( ترسيمات ) ساذجة يعرفها اطفالنا ، حين حللّ نصّا شعرياً يتحدث عن فضائل الامام علي عليه السلام، فرسم القاتل: ابن ملجم، والمقتول: الامام: وتلك لعبة ساذجة مستهترة .
* المعيار الاساس ليس النظرية بل التطبيق، الا ان بعضهم يحاول سحب النصوص الى ميادين النظريات ، ما تعليقك على هذه الظاهرة؟
النقد في الاساس تحليل ، وهو نثر وصفي ، يعني ( كلام على كلام ) .. والناقد الحقيقي ، ليس مَنْ يهتم بالتنظر ويكتفي به .. وانما الناقد الحقيقي بالتطبيق .. كيف يحلّل النص ويعلن المستور ، ويكشف عنه .. ويفلّ شفراته .
الذي يكتفي بالتنظير ، يسمى ( معلم نقد ) ، وليس ناقداً .. هذا اذا كان هذا المعلم صاحب قدرة وخبرة نظرية متراكمة .. ولكنه يظل ( معلم نقد ) ، وليس ناقداً .
* ما دلالة الحداثة في الشعر وفق المقياس النقدي الذي تراه؟
ان تكون صادقاً مع وجدانك ، تلك هي حداثة ما بعدها حداثة ، او ان تكون متناصاً ومتعالقاً مع نصوص متوازنة… تلك هي حداثة. يقول رولان بارت : (اليوم ينبثق من الامس)… اما ان نقطع كل حبال الوصل من الاجيال ، فتلك فوضى ليست خلاقة ، ولا تستطيع ان تكوّن قصيدة تهزّ الوجدان العربي ، وليس ( الغربيّ ) .. اما أن لا نحيل الفوضى الى نظام .. فتلك دائرة الضياع والهَوَس .
* الكثير عيونهم مفتوحة على الجوائز في عصرنا الحالي، كيف تنظر الى الجائزة اذا ما أتتك على طبق من ذهب؟
الجوائز همّ المستعجلين الذين لا يصعدون السُلَّم من بدايته .. سرعان ما يتزحلقون الجائزة الكبرى ان تكون صادقا مع نفسك ومع الآخرين… لا ان تكتب ارضاءً للجنة تفحص نتاجك… دعهم يفحصون نتاجك، وشخصيتك من دون مسابقة .. تلك هي الجائزة .

*http://alzawraapaper.com/

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق