الاثنين، 7 سبتمبر 2020

الحضر .............................مدينة العرب







                                                             عشائر من الحديدين في الحضر 1911
                                                   الشيخ تركي هيكل الاحمد من وجهاء الحضر رحمه الله 






الحضر ...مدينة العرب

ا.د. ابراهيم خليل العلاف

استاذ التاريخ الحديث المتمرس –جامعة الموصل

عندما نتحدث عن حضارات العراق العديدة ، ومنها حضارة  السومريين ، والاكديين ، والبابليين ،والكلدانيين ، والاشوريين نتحدث عن الحضر كواحدة من ابرز الحضارات العربية التي قامت وازدهرت في مدينة  الحضر التي تبعد عن مدينة الموصل قرابة 110   كيلومترا ، واثارها وبالرغم من التخريب  والتدمير الذي تعرضت له  يوم 8 اذار سنة 2015 خلال سيطرة داعش على الموصل بين سنتي 2014-2017   ،  لاتزال شاخصة تتحدث عن عظمة هذه الحضارة التي قامت في الصحراء والتي لم يكن الباحث الدكتور ماجد عبد الله الشمس مخطئا عندما سماها (مدينة الشمس)  والف كتابا عنها .

ومدينة الحضر ، تميزت بمكانة تاريخية ودينية بارزة في تاريخ المعتقدات الدينية ، حيث عدت كما  يقول الاستاذ الدكتور واثق الصالحي بودقة انصهار للعديد من الديانات العراقية القديمة . فضلا عن التأثيرات الهلنستية ، وبعدها ديانة ومعتقدات القبائل العربية التي استوطنت منطقة الجزيرة ، واتخذت من مدينة الحضر مركزا مهما لها وقد ورد ذكر الحضر في الكتابات الآرامية بإسم (عربايا  ) أي بلاد العرب .

والحضر ايضا كانت موضوعا لاطروحة دكتوراه في جامعة لندن قدمها الاخ الاستاذ الدكتور جابر خليل ابراهيم والحضر ايضا . كما ينبغي ان نقول  انها كانت واحدة من المناطق الاثرية التي لم يسمح العراقيون بأن ينقب فيها غيرهم والحضر قامت فيها دولة وحضارة في مطلع القرن الثاني قبل الميلاد والحضر اليوم قضاء تابع  لمحافظة نينوى واطلالها تقع على بعد كيلومترين من شمال غرب مدينة الحضر الحالية ، وفي الحضر تماثيل ومعابد وقصور وبنايات شاخصة وفي الحضر ايضا كتابات ونصوص  وزخارف كلها تؤكد عظمة هذه الحضارة العربية في وقت قريب من ظهور الاسلام .

ومما يتوفر لدي من مصادر ، استطيع القول ان دائرة الاثار والتراث العراقية ، عملت في الحضر منذ سنة 1951 ، وإمتد العمل التنقيبي والآثاري لسنوات طويلة . كما ان كثيرا من بقايا حضارة الحضر شهدت ترميمات وعمليات صيانة دقيقة ومهمة كشفت عن كثير من مكنوناتها ومنها مثلا نصوص وكتابات تحتوي على مواد قانونية كانت شائعة في مملكة الحضر تحذر من السرقة وتفرض عقوبة قاسية على كل من يحاول التلاعب بمقدرات هذه المملكة ، ويعمل على تشويه معالمها الرئيسة .

لقد شهدت مملكة الحضر ازدهارا كبيرا خلال القرن الاول قبل الميلاد وامتد هذا الازدهار والنمو الى منتصف القرن الثالث الميلادي . ويقينا ان الحضر بسبب كونها قاعدة للقبائل العربية الاصيلة التي سكنتها ، وبسبب مكانتها الدينية وكثرة معابدها ووقوعها على مفترق طرق المواصلات التجارية العالمية جعل منها مركزا حضاريا بارزا من مراكز الحضارة في الشرق القديم ومن المعروف ان الطرق التي كانت تمر بالحضر كانت تسير مع مجرى نهري دجلة والفرات ، وكانت الحضر نقطة اتصال بين البحر المتوسط ومناطق  الجزيرة العربية والهند بمعنى انها صلة الوصل بين الشرق والغرب في العالم القديم ،وكانت القبائل العربية التي تستقر على جنبات هذا الطريق هي من توفر الحماية للقوافل التجارية .

كما ان الحضر ازدهرت ابان الحروب التي شهدها العالم القديم بين الاخمينيين والسلوقيين ، وبين الفرس والروم ، وبين الساسانيين والعرب .

ولسنا الان معنيين بالدخول في تفاصيل تلك الحروب والصراعات السياسية التي كانت قائمة انذاك وادت الى سقوط الحضر بيد الملك الساساني سابور فذلك  مما يحتاج الى وقت طويل وصفحات كثيرة  ، الا اننا يجب ان نقول مملكة الحضر توفرت لها عوامل مهمة لكي تنهض وهي في هذا تشبه شقيقاتها المدن والممالك التي ظهرت قبيل الاسلام ومنها مملكة تدمر في سوريا ، ومملكة البتراء في الاردن . ومن تلك العوامل وقوعها على طرف البادية بين اعظم دولتين  اقتسمتا العالم القديم منذ القرون الاولى للميلاد وهما الدولة الرومانية والدولة البارثية .

كتب الدكتور سالم احمد محل عن مملكة الحضر في ( موسوعة الموصل الحضارية  ) ، وقال ان الحضر كانت تتمتع بحدود طبيعية ساعدت في نموها وازدهارها ؛ فمن الشرق كان يحدها نهر دجلة ومن الغرب نهر الفرات ، ومن الشمال جبل سنجار ، ومن الجنوب المدائن لكن نفوذها امتد ليصل الى الخابور ونصيبين التي تقع اليوم في تركيا .

كانت الحضر ايام حكم الاشوريين قرية صغيرة لكن هذه القرية ،  صارت مركزا لتجمع القبائل العربية التي كانت تبحث عن الماء والكلأ وهو ما توفر في الحضر وبدأت هذه القبائل تستقر واقامت لها معابد خاصة وكانت تلك القبائل تعبد الشمس لذلك اقامت لها معبدا سمي (هيكلا ربا ) او (بيت إلها ) اي بيت الرب او بيت الاله . وكانت القبائل تحج اليه ، وتقدم النذور وقد اتخذ هذا البيت شكل مستطيل كبير ضم العديد من المعابد المنفصلة والمتناثرة والتي خصصت لعبادة آلهة مختلفة .وكان في مدينة الحضر ايضا معابد خصصت لعبادة الهة بابلية واشورية قديمة ، وكان مما يميز هذه المعابد انها كانت فخمة ورائعة وكان من اهم الهة الحضر الاله ( شمش)  اي اله الشمس وقد ُصور في هيئة رجل يظهر على جبينه قرنان وخلف رأسه الهالة المشعة التي هي رمزه ، وقد نقشت صورته على المسكوكات الحضرية .وثمة عبارة تقول ( حطرا دي شمش ) أي ان مدينة الحضر بأجمعها قد كرست لعبادته ،ووصفته بالاله العظيم وخالق الكائنات وسيد الارض واله العدل . ومن المناسب القول ان الحضريين  كانوا قد خصصوا للالهة الام (مرتن ) أي ( سيدتنا  ) معبدا خاصا ضخما يقع داخل المعبد الكبير ، وهي نفسها ( اللات ) ، عند اهل الحجاز .و ( مرتن )  هي إلهة العدل ، وللحضريين  الهة اخرى منها اله الحظ ( جدا او جندا )  والاله ( نابو ) اله الحكمة وخص الحضريون النسر بالعبادة ونعتوه ب( سيدنا النسر ) ، وكل معابد الحضر من حجر الحلان المهندم الموصلي وقد زينت بانواع من الزخارف والزينات المعمارية ، وتميزت واجهاتها بالاعمدة المندمجة وبالاقواس المزخرفة  بأشكال آدمية تمثل الهتها وملوكها ونبلاءها فضلا عن عناصر حيوانية كالخيول والمعابد فيها أواوين واسعة ابتكرها المعمار الحضري العربي وشاع استعمالها منذ هذه الفترة ، وكان في المعابد صندوق للزكاة والصدقات ، وكانت المعابد تدار من قبل  ( اوكلاريا )  أي الكاهن الاعظم وورد لقب  ( رب –بيتا ) اي السادن او رب المعبد و( كمرا ) الكاهن و( كمرتا)  اي الكاهنة وهناك مقابر ومدافن بنيت من الحجر ، وبأشكال متعددة  ؛ فهناك مدفن لقبيلتي ( تيمو ) ، و ( بلقب  ) يتألف من طابقين ، وهناك أقبية تضاء عن طريق نوافذ ضيقة ترتفع عاليا في الجدران ، ومداخلها سدت بأبواب حجرية ثقيلة تدور على ( صنارات ) حُفرت في العتبات السفلية للمداخل .

وسرعان ما ازداد تدفق القبائل العربية  نحو المنطقة لاسيما بعد غزو الاسكندر للعراق بين 331-321 قبل الكميلاد ولما قامت الدولة البارثية في العراق بعد سنة 126 قبل الميلاد اصبحت الحضر تتمتع  بالاستقلال واستفاد البارثيون من هذا الاستقلال واتخذوا من الحضر دولة حاجزة ومنطقة لحماية قوافلهم التجارية التي كانت تتجه نحو الشام .

ويشير المؤرخون الى ان ما كانت تجنيه الحضر من الاموال بسبب مرور القوافل ضمن ديرتها ساعدها على النهوض ، واقامة المعالم الحضارية ومنها المعابد المشيدة من الحجر والمزينة بالزخارف ، وقد نحت الفنانون  من ابناء الحضر تماثيل  دلت على عبقريتهم  وتمكنهم ، وكانت هذه التماثيل شاخصة تدل على عظمة الحضريين ودورهم التاريخي .

ويرى الاثاري الكبير الاستاذ فؤاد سفر ان توسع مدينة الحضر،  وازدياد اهميتها يرجع الى عاملين اولهما ديني والاخر عسكري.  ومما يؤيد قوله كثرة المعابد في الحضر ، ومناعة اسوارها ، واستحكاماتها الدفاعية .

حكم الحضر ملوك كثيرون منهم   ( لكش )  الذي كان معروفا ب(ملك العرب ) .كما حكمها ( سنطرق)  حوالي سنة 164 ميلادية وهو من شيد المعبد المربع وضرب نقودا حملت إسمه كما حكمها (عبد سميا ) وهو الذي قاد الدفاع عن الحضر بوجه الامبراطور الروماني ( سفيروس)  الذي هاجم الحضر وحاول اقتحامها سنة 197 ميلادية لكنه وبسبب الدفاع المستميت اضطر الى الانسحاب .

ومن ملوك الحضر سنطرق الثاني وهو من مد نفوذ الحضر الى الخابور عبر نهر الفرات وكان يلقب ب ( الملك المظفر ملك البلاد العربية)  .

الذي أريد أن أقوله وأنا اتحدث عن ( مدينة الحضر مدينة الشمس) ،  ان هذه المملكة العربية شهدت تحديا جديدا بعد قيام الدولة الساسانية سنة 224 ميلادية . وقد حاول الساسانيون القضاء على مملكة الحضر اكثر من مرة لكنهم فشلوا واخيرا ولعوامل تتعلق بعدم التكافؤ من النواحي العسكرية والادارية والتنظيمية ، تمكن الساسانيون بقيادة الملك سابور من اقتحامها  في الاول من نيسان سنة 241 ميلادية بعد حصار دام سنة وكان ملكها عندئذ ( الضيزن او سنطرق الثاني ) .  ومن الطريف القول ان المصادر العربية ومنها ما كتبه الطبري وابن الاثير تشير الى ان من اسباب دخول الساسانيين الحضر ، هو خيانة ابنة ملك الحضر سنطرق واسمها ( النضيرة)  والتي لها تمثال في الحضر ترون صورته الى جانب هذا الكلام ، لكن اختلاف المؤرخين العرب في سرد تفاصيل القصة يثبت عدم صحتها بدليل اننا لم نعثر على ذكر لها في كتابات الحضر المتداولة .

ان مما دعا المؤرخون العرب الى ذكر قصة الخيانة ، معرفتهم بمناعة اسوار الحضر واستحالة سقوطها لكن الامر وقع وسقطت الحضر وكان لسقوط الحضر وقع مؤلم على العرب حتى ان عددا  من الشعراء ومنهم  عدي بن زيد العبادي المعاصر للنعمان بن المنذر ،  وعمرو القضاعي وكان مع الضيزن حيث ان اكثر عرب الحضر كان من قضاعة ، وميمون بن قيس  وابو داؤد الايادي هالهم ما حدث ، فكتبوا قصائد ترثي الحضر  وتشير الى حجم مأساة سقوطها .و اسمعكم ابياتا من قصيدة الشاعر عدي بن زيد العبادي الذي قال :

واخو الحضر اذ بناه واذ

دجلة  تُجبى اليه والخابورُ

شاده مرمرا وجلله كلسا

فللطير في  ذراه    وكورُ

لم يُهبُهُ رِيبُ المنونِ فباد َ

المُلك عنه فبابُه  مهجورُ

الذي أريد أن أقوله وانا اختم حديثي عن الحضر ان انشغال المؤرخين العرب وغير العرب بأسباب سقوط الحضر لها ما يبررها ، لكن الدول والممالك تقوم في التاريخ لعوامل وظروف محددة ، وتنهار وتسقط لعوامل وظروف محددة ولعل الصراعات الدولية والاقليمية ، وظهور تحولات في المنطقة خلقت ظروفا جديدة ، وشكلت خرائط جديدة وهكذا هو التاريخ في حوادثه دوما .

ولكن مما ينبغي علينا تذكره ، والحديث عنه ان دولة الحضر أو مملكة الحضر دللت على حقيقة تاريخية مهمة وهي ان العرب ولما يمضِ  الكثير من السنوات على سقوط الحضر حتى تمكنوا بعد ظهور الاسلام في القرن السابع الميلادي من تأسيس دولتهم العظيمة  وحضارتهم  الزاهرة  التي ازدهرت في  مدنها وعواصمها العديدة ومنها المدينة المنورة والكوفة ودمشق وبغداد  والموصل والقاهرة وفاس واشبيلة وغرناطة .

الحضر  في تشكيلات العراق الادارية  يعد من اقدم الاقضية  في أسس سنة 1946  . وسبب استحداث القضاء   في العهد الملكي  كان    لموقعه الاستراتيجي  في الجزيرة للسيطرة على الحدود بين العراق وسوريا  وبادية الجزيرة
فضلا عن قربه  من مدينة الحضر الاثرية . وبعد قيام ثورة 14 تموز 1958 وسقوط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق كان واحدا من اقضية لواء الموصل العشرة وكانت تتبع قضاء الحضر ناحيتي البعاج وتل عبطة وكان مجموع قرى قضاء الحضر حسب ما جاء في ( دليل الجمهورية العراقية لسنة 1960 )  ( 343 ) قرية من مجموع (2496) قرية ضمتها اقضية ونواحي( لواء الموصل ) . 

واليوم وعند كتابة هذه السطور 7-9-2020 فان  قضاء  الحضر يتبع محافظة نينوى .مساحته (  9738كيلومتر مربع )  . ويقع جنوب مدينة الموصل ويبعد عنها بحوالي (110) كيلو متر الى الجنوب الغربي منها و ترتبط بقضاء الحضر  ناحية تل عبطة يحده من الشمال مدينة الموصل ومن الغرب الجمهورية العربية السورية ومن الشرق محافظة صلاح الدين ومن الجنوب محافظة الانبار ومركز قضاء الحضر مدينة الحضر ومن قرى الحضر قرية تل هيلام وقرية تل رجم الكبير وقرية المسلطن وقرية دبيسة وقرية العلواني وقرية خنيفس وقرية صلال وقرية اعليبة وقرية السعدان وقرية أم كزيز وقرية عين صديد وقرية الجاجانية وقرية جاف الخيل وقرية هراج وقرية السعدية وقرية أم الشتات وقرية غانم عواد.

وفي حزيران سنة 2014 سيطرت عناصر داعش على قضاء الحضر وفي يوم 8 من اذار سنة 2015 قامت هذه العناصر بتدمير وتجريف كثيرا من المباني الاثرية في المدينة وتعد هذه جريمة بحق الاثار والتراث في العراق .

سكان قضاء الحضر حسب تقديرات سنة 2014 يصل الى (
21,801
    نسمة وقد نشرت محافظة نينوى سنة 2010 منشورا جاء فيه ان عدد سكان الحضر (68211 نسمة ( وان الحالة المادية فيه متوسطة والزراعة جيدة والاستثمار واعد . ان معظم سكان قضاء الحضر هم من  أبناء قبيلة العبيد عشيرة البو حمد  .

بعد تحرير قضاء الحضر من عناصر داعش وعودة عدد كبير من ابنائه الى مناطقهم شهد قضاء الحضر حملة لتأهيل عدد من المباني الحكومية من قبل برنامج الامم المتحدة UNDP  بالشراكة مع الحكومية العراقية وبتمويل من الحكومة الهولندية ومن هذه المباني بناية قطاع الرعاية الصحية الاولية  والمجلس البلدي ومحكمة البداءة .كما تم الاهتمام بجسر الحضر وتبليط بعض الطرق وتأهيل عدد من المدارس .وافتتاح محطة التعبئة .

ان من الامور التي لابد من ذكرها هي ان قضاء الحضر بسبب موقعه الاستراتيجي ومكانته الاثارية والحضارية  بحاجة الى ان توجه له الحكومتان المركزية والمحلية الاهتمام الكبير وان تسعى من اجل تطويره ولازلت اذكر كيف انه كان مكانا لاحتفالات ومهرجانات ومناسبات وطنية منها مهرجان الحضر قبل سنة 2003 وكانت تلك المهرجانات محط  توجه وفود ثقافية وفنية وسياحية من داخل العراق وخارجه  اليه وكان هناك فندق فخم في مدينة الحضر لهذا لابد من أن تبنى فيه مجمعات سكنية وخاصة ضمن حدوده الادارية واعادة توصيل خدمات الماء والكهرباء الى كل قراه الكثيرة والاهتمام بمفرق الحضر وتزويده بالخدمات وتبليط الطرق التي تربط بما يجاوره من الاقضية ومن ذلك قضاء راوة في محافظة الانبار وناحية تل عبطة والاهتمام بمدينة الحضر نفسها  وتوسيعها وتشجيع بناء المساكن والمجمعات وتعزيز الخدمات فيها وخاصة التعليمية والصحية والرياضية والثقافية والترفيهية .   

 

 

 

 

 

 


 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق