الخميس، 8 يونيو 2017

مكانة المعلم الآن ...........بقلم : ابراهيم العلاف


مكانة المعلم الآن 
ابراهيم العلاف
 كتب الأخ الدكتور باسم محمد حبيب مقالا عن (مكانة المعلم في التاريخ القديم ) ونشرتُ مقالا عن ( المعلم في التاريخ الاسلامي ) .. والان اريد انا ان اكتب عن ( مكانة المعلم عندنا اليوم ) ؛ فأقول إن المعلم في العراق منذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة سنة 1921 وحتى 1990-1991 عندما فرض الحصار على العراق بعد اجتياحه الكويت في آب -أغسطس سنة 1990 كانت ممتازة .
 و اتحدث انا عن نفسي وأنا معلم وافتخر بكوني معلما اقول دخلت الابتدائية في الخمسينات وحصلت على الدكتوراه في السبعينات كان المعلم والمدرس والأستاذ يتمتعون بمكانة ممتازة في مجتمعنا العراق؛ فالمعلم هو الذي يلبس افضل الملابس والمعلم هو الذي يأكل أفضل المأكولات والمعلم من يستطيع أن يبني له بيتا جميلا ..والمعلم هو من يستطيع أن يقتني سيارة ومن يستطيع ان يسافر خارج العراق وكانت كلمته مسموعة .... يؤشر الناس على بيته ويقولون بيت الاستاذ او بيت المدرس أو بيت الافندي .
المصيبة جاءت بعد غزو الكويت وفرض الحصار وأصبح راتب المعلم 3000 دينار  في الشهر وكان سعر طبقة البيض 6000 دينار وحتى المتقاعد كان راتبه كل شهرين 24 الف دينار واعرف معلمين لم يعودوا يذهبون إلى المصرف لاستلام الراتب التقاعدي لان كلفة اجرة التكسي والانتظار لاتساعد ولا تشجع المعلم واخذ كثير من المعلمين يفتح له بسطة في الشارع او يبيع اللبلبي امام المدرسة وأخذت المعلمة تبيع النستلة داخل المدرسة فانهارت قيمة المعلم وسقطت هيبة المعلم والمدرس وحتى استاذ الجامعة في أعين التلاميذ والطلبة .
 وعندما أثيرت قضية وضع المعلم امام اعلى مسؤول في الدولة قال ليعمل المعلم في نقل الطابوق وفي البناء وكنت اعرف معلمين ومدرسين يشتغلون ( عماله ) ويتنافسون مع عمال ( المسطر ) وكنت أرى مدير مدرسة يتجول وبين يديه (أمواس الحلاقة ) وينادي (امواس امواس ) وخجل مرة مني فتواريت عنه وابتعدت حتى لايراني او هكذا تصورت في حينه .
 زال الفرق بين المعلم والطالب أصبح الطالب يرشي المعلم والمدرس واعرف مدراء ومديرات مدارس يطلبون من تلاميذهم وتلميذاتهم ان يعطوهم نقودا ويجلبوا لهم هدايا .في الجامعة اصبح الطالب العربي يغدق على أستاذه حتى يسهل طريقة حصوله على الماجستير والدكتوراه وكنت أراهم في المطاعم في ضيافة تلاميذهم وطلبتهم والله يشهد على ما اقول . 
 قد يقول قائل وانت ماذا كنت تفعل لتعيش اقول انا كنت اكتب في عدة صحف ومجلات واضاعف دخلي حتى استطيع ان البي متطلبا معيشتي ومعيشة اولادي وبناتي .
الذي اريده ان اقوله ان مكانة المعلم اعتزت وجاء الاحتلال الامريكي 20033 وتضاعف دخل المعلم والمدرس والأستاذ اكثر من مرة ولكن الانهيار ظل مستمرا والنفوس المريضة التي تعلمت على الرشوة والفساد بقيت لان منظومة القيم كلها تزعزعت ولم يعد الامر معيبا وزاد تسلط الاحزاب وأصبحت الرشوة والغش أمراضا مستعصية في المجتمع تصوروا أساتذة في جامعة أهلية ذهبوا ليناقشوا أطروحة دكتوراه لمسؤول في داره ومعاهد وكليات تمنح الشهادات اليوم بدون رصيد .
المهم لابد من يقظة ولابد من خطة ولابد من وقفة : الدولة - البيت - المؤسسات المدنية -  الإعلام- المنابر - المثقفين لابد ان نقف لندل على المصيبة ونتعاون حتى نوقف التسيب ، وعدم احترام المعلم ونمنع شراء الذمم ونفضح المرتشين .
 نهضة كبيرة وفي كل المجالات نحن ننتظرها ومطلوب من الدولة الحزم والشدة حتى توقف التداعي والانهيار والله من وراء القصد وأعتقد أننا قادرون على أن نفعل شيئا ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة

  عبد الستار ناصر وطقوس الكتابة -ابراهيم العلاف ولا اكتمكم سرا ، في أنني احب القاص والروائي العراقي الراحل عبدالستار ناصر 1947-2013 ، واقرأ ...