الجيش في الموصل خلال العصور الإسلامية
د. سناء عبد الله عزيز الطائي
مركز الدراسات
الإقليمية –جامعة الموصل
المقدمة
لا بد لمن يحاول دراسة تاريخ الجيش العربي الإسلامي
وتطوره ، أن يتعامل مع مبدأين أساسيين في
التنظيم العسكري سارت عليهما الدولة العربية الإسلامية .أولهما مبدأ الأمة المقاتلة
والذي سارت عليه الدولة العربية الإسلامية في فترة صدر الإسلام والعصر
الأموي.وثانيهما مبدأ الجيش المحترف أو الجيش الدائم النظامي ، وهو مبدأ سارت عليه
الدولة العربية الإسلامية في العصر العباسي، ويرى
الأستاذ الدكتور فاروق عمر فوزي(1)
إن لكلا المبدأين محاسنا ومساوئا؛ ويقيناً أن الدولة، في عصر قوتها، قد استفادت من
محاسن هذين المبدأين، وطبقت الدولة العربية الإسلامية في عصرها الأول (مبدأ الأمة
المقاتلة). وفي أواخر العصر الأموي بدأ مبدأ الأمة المقاتلة بالوهن، ولهذا حاول
الخلفاء الأمويون إيجاد بدائل من خلال تشكيل فرق شبه نظامية والاعتماد على
المقاتلة من أهل الشام. وفي عهد الدولة العباسية ارتأت الدولة إيجاد نظام جديد ،
وهو تسجيل المقاتلين حسب مدنهم وقراهم، وكان هذا الإجراء هو النواة الأولى لتشكيل
جيش محترف(Standing Army) ، ينتظم ويتدرب دوماً و يكون على استعداد للدفاع عن
الدولة.
لقد سعت الدولة العربية
الإسلامية، ومنذ البداية، إلى إيجاد قوة عسكرية دائمية تتولى مسؤولية الدفاع عن
ديار الإسلام ، وتؤمن الحماية اللازمة لنشر مبادئ العقيدة الإسلامية ، ولقد كان
العرب هم مادة الإسلام وحملة رايته، لذلك
تحملوا العبء الأكبر في حمل الرسالة الإنسانية والدفاع عنها، وأصبحوا
يشكلون نواة الجيش العربي الإسلامي ، فبعد
هجرة الرسول محمد ( صلى الله عليه وسلم) إلى
المدينة ، وبعد أن انتقلت القبائل العربية إلى الأمصار الجديدة، صاروا
يشكلون مع عرب هذه الأمصار في العراق والشام ومصر، القوة الرئيسية للجيش العربي
الإسلامي وأصبحوا في الوقت نفسه القاعدة الأساسية
للمجتمع العربي الإسلامي الجديد(2).وكانت
الدولة العربية الإسلامية طوال القرنين الأول والثاني وفترة من القرن الثالث
للهجرة، دولة متماسكة الأطراف، مترابطة الأمصار إلا في القليل النادر، إلا انه
وخلال النصف الثاني من القرن الثالث الهجري، التاسع الميلادي ، بدأ الضعف يدب إلى
جسم الخلافة، وبدأت الدولة تتعرض للفتن
والثورات الداخلية. وإدراكا منا لأهمية الجيش سواء لحماية أمن وحدود الدولة ،أو
للقضاء على الفتن الداخلية التي كانت تقوم في بعض الاحيان هنا وهناك وتهدد وحدة
وسلامة الدولة العربية الإسلامية ، انبثقت لدينا فكرة دراسة الجيش الإسلامي في
الموصل خلال العصور الإسلامية لما لهذا الجيش من دور كبير في القضاء على الفتن
الداخلية وترسيخ وحدة الدولة وحماية
الحدود ومواجهة الأعداء والطامعين.
أولا : فتح الموصل:
اكتسبت الموصل أهميتها من عمقها الحضري وثروتها البشرية والاقتصادية فضلا عن موقعها الجغرافي ، فالموصل تقع في
منطقة سهلة خصبة ،وتعد من الناحية التضاريسية والجيولوجية جزءا من منطقة جغرافية
واحدة متشابهة ،تمتد من وادي الفرات غربا حتى دجلة شرقا ،ثم تتصل هذه المنطقة
جنوبا دون فواصل بالسهل الرسوبي المنبسط ،الذي يجري فيه نهر دجلة والفرات حتى
مصبهما في الخليج العربي
وبعد فتح العراق والشام وشمال
إفريقيا من الفرس والبيزنطيين ، دعا الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله عنه ) ، (13
- 23 ه -635-644 م )، إلى إقامة مراكز
عسكرية في أماكن مختلفة من العراق والشام ومصر وفارس ، ففي العراق أمر الخليفة
بتمصير البصرة سنة (14 ه/635 م) ،والكوفة سنة (17 ه / 638 م ). أما بالنسبة للموصل فقد تنبه الخليفة
عمر بن الخطاب (رضي الله عنه )إلى أهمية وخطورة موقعها كقاعدة عسكرية مهمة
للفتوحات الإسلامية ،لذلك أمر عامله عرفجة بن هرثمة البارقي بتمصيرها وإسكانها
العرب .
وبعد انتصار الجيوش العربية التي
كانت تتولى عمليات فتح العراق من تسلط الامبراطورية الساسانية في معركة القادسية
سنة ( 15 ه /636 م) وادخل الرعب الى نفوس البيزنطيين في الموصل والجزيرة ، ويذكر
المؤرخ الكبير الطبري انه عندما سمع الانطاق _ قائد جيش الروم البيزنطيين في
الموصل بتوجه الجيش العربي الإسلامي إلى تكريت بقيادة سعد ابن أبي وقاص ، وجه
قواته إلى تكريت وخندق فيها ليحمي أرضها ، فقام الخليفة عمر بن الخطاب ( رضي الله
عنه ) جيشا بقيادة عبد الله بن المعتم إلى تكريت وجعل على مقدمته ربعي بن الافكل
العنزي ، وعلى الميمنة الحارث بن حسان
الذهلي وعلى الميسرة فرات بن حيان العجلي ، وعلى الخيل عرفجة بن هرثمة ، ويذكر
الطبري المعركة بالتفاصيل الدقيقة لها ، وبعد ان يتحقق النصر للجيش العربي
الإسلامي ، وبالتعاون مع أبناء القبائل العربية التي انضمت لهم ، ويرى الأستاذ
الدكتور هاشم الملاح أن هذا النصر فتح الطريق لتحرير الموصل من التسلط البيزنطي
،وان هدف القيادة واضحا ومرسوما منذ البداية ، فلقد تم رسم خطة ذكية من قبل ابن
الافكل لفتح الموصل ،فقبل وصول قواته الى الموصل ، تم اطلاق اشاعة مفادها ان الروم
انتصروا على المسلمين ، وتم فتح أبواب المدينة ، واذا بالجيوش العربية الإسلامية
تفاجئهم وتدخل المدينة من دون أي مقاومة تذكر ثم تم بعد ذلك تعيين ربعي بن الافكل
على شؤون الحرب في المدينة ، وعهد الى عرفجة بن هرثمة الخراج وتم فتح الموصل بالكامل سنة (16 ه /637 م )، وأصبحت جزء
من الدولة العربية الاسلامية .
وفي سنة (20 ه /640 م) عهد
الخليفة عمر الى عتبة ابن فرقد السلمي ولاية الموصل ، إلا انه في سنة (22 ه/642 م)
قام بعزله وتعيين هرثمة بن عرفجة البارقي ، وامتدت ولايته إلى سنة (34 ه /654
م)،وفي عهد الخليفة عثمان ابن عفان (رضي الله عنه )عين سلامة الحزامي واليا على الموصل ، وفي سنة (36
ه /656 م) تم تعيين الاشتر مالك بن الحارث النخعي واليا على الموصل ، ثم غدت بعد
ذلك مركزا مهما من مراكز أجناد الدولة العربية الإسلامية ، ومركز عسكري مهم في
شمال العراق ، لكي تكون القاعدة الثالثة بعد البصرة والكوفة في تحرير العراق
الجيش في الموصل خلال العهد الأموي :
وفي العهد الأموي ازدادت أهمية
الموصل ، حيث أولى الخلفاء الامويون اهتماما خاصا بها ، وذلك من خلال حرصهم على
تعين ولاة أكفاء ، وإدارتها في الغالب من قبل كبار القادة البارزين في البيت
الأموي ، وكان الوالي يتولى إدارة أمور الصلاة والحرب ، أي انه مسؤول عن إدارة الدولة وقيادة قواتها
في حالة تعرضها إلى تمرد داخلي ، أو خطر خارجي ، وكان يساعد الوالي موظف خاص يعينه
الخليفة وهو صاحب الخراج المسؤول عن الشؤون المالية الخاصة بالأراضي الزراعية .
خضعت الموصل لسلطة معاوية ابن
ابي سفيان في أواخر العهد الراشدي ، وكان عامله عليها هو ابن أم الحكم _ابن أخت
معاوية _ ثم تولى إدارة شؤون الموصل عبد الله ابن الزبير ،وجاء بعده عبد الرحمن
ابن قيس الهمذاني عامل المختار الثقفي سنة (66 ه / 685 م). وفي فترة الاضطراب وعدم
الاستقرار التي صاحبت استيلاء المختار الثقفي ومصعب بن الزبير على العراق وأجزاء
من الجزيرة ، عهدت الموصل إلى كبار القادة والذين ساهموا الى حد كبير في حسم
الأحداث لصالح الدولة ومنهم إبراهيم ابن الاشتر الذي قضى على عبد الله بن زياد
،وفي سنة (67 ه /686 م) تولى المهلب ابن ابي صفرة الموصل والجزيرة وأذربيجان
وأرمينية ،وهذا يدل على مدى أهميتها وخطورتها في حسم القضايا المختلفة
وفي زمن الخليفة عبد الملك ابن
مروان عهد بالموصل الى أخيه محمد ابن مروان فضلا عن ولاية الجزيرة وأرمينيا
وأذربيجان ، واستمرت من سنة 73 -92 ه /692 -710 م ) إلى أن عزله الخليفة الوليد ابن عبد الملك ، وقام
محمد ابن مروان ببناء سور الموصل وإسكان عدد كبير من القبائل العربية فيها خاصة
الازد وربيعة ، ثم عهد الخليفة عبد الملك ابن مروان بولايتها إلى ابنه سعيد الذي
استمر بولايتها طيلة خلافة الوليد ابن عبد الملك وسليمان ابن عبد الملك الى عهد الخليفة عمر ابن عبد العزيز الذي أمر
بتسليم المدينة إلى يحيى ابن يحيى الغساني ، الذي بقي واليا عليها حتى سنة( 101 ه
/720 م )، ثم تولى إدارة الموصل وقيادة جيشها عمر ابن هبيرة الفزاري ، الا انه عزل
عنها وتم تعيين مروان بن محمد ابن مروان بدلا عنه
.
وأولى الخليفة هشام ابن عبد
الملك (105 -125 ه /724 _743 م) الموصل
اهتماما كبيرا بالموصل ، ويعلل سبب ذلك الأستاذ الدكتور عبد الواحد ذنون طه ذلك
بأنه كان يقيم فيها ايام عمه محمد ابن مروان واخيه سعيد ابن عبد الملك ، وقام
الخليفة هشام ابن عبد الملك بتعيين الحر ابن يوسف ابن يحيى ابن الحكم واليا وقائدا
عسكريا سنة (106 ه/724 م )،وبعده تولى الموصل
الوليد ابن تليد . وفي سنة( 126 ه - 743 م)غدت الموصل قاعدة بلاد الجزيرة ،وتولاها مروان ابن
محمد للمرة الثانية ، إلا انه بسبب الاضطرابات داخل البيت الأموي اضطر إلى إلى
العودة إلى دمشق وتولى الخلافة (172 ه/744 م) ،ثم قام بتعيين أمير جديد على الموصل
واعمالها هو قطران ابن اكمه ، ولقد استطاع هذا القائد الوقوف بوجه الحركات
الخارجية في المنطقة ،وبعد مقتله استخلف بعده بشر ابن خزيمة الازدي واستمر ذلك حتى سقوط الدولة الأموية (132 ه- 749 م).
ومن خلال ماتقدم ، يمكن ملاحظة
الاتجاه العام الذي سارت عليه سياسة الخلفاء الأمويين ازاء ولاية الموصل وادارتها
التي عهدت في الغالب إلى قادة عظام
يتحملون مسؤولية الصلاة والحرب ،أي
أن الوالي كان مسؤولا عن ادارة الولاية
وقيادة قواتها في حالة تعرضها إلى تمرد داخلي أوخطر خارجي .
الجيش في الموصل خلال العصر العباسي :
شهدت الموصل حالة من الاضطراب
السياسي وعدم الاستقرار أواخر العهد الأموي ، وشاركت القبائل الموصلية في الصراع
حيث تعصبت للقبائل القيسية على حساب القبائل اليمنية ،ورغم ان الكثير من شيوخ
القبائل وزعمائها في الموصل واطرافها لم يكونوا خوارج في عقيدتهم إلا أنهم انضموا
إلى الحركات الخارجية ، كحركة الضحاك الخيبري (128 ه-746 م) ،وشيبان اليشكري
،وشارك اهل الموصل وشيوخهم مع ابي حمزة الخارجي حين ثار في اليمن وقاتلوا معه في
موقعة قدير سنة (130 ه-747 م).
هذا وقد عين الخلفاء العباسيون
أول وال لهم على الموصل هو محمد ابن صول ، وهو ليس عربيا بل من الموالي وهذا مما
أثار غضب اهل الموصل بسبب سوء ادارته وعلاقته بالناس ،وقام الخليفة ابو العباس
بتعيين أخاه يحيى ابن محمد العباسي كوال للمدينة ، وعين محمد ابن صول قائدا عسكريا
لرابطة الموصل ، وقدم الموصل مع 12 ألف فارس وراجل ، بينهم 4 آلاف من الزنوج. وفي
سنة (136 ه - 753 م )عزم الوالي إسماعيل ابن علي على الاستقرار في الموصل ، وكان
مصلحا وحسن السيرة إلا أن المنصور عزله ،وكان قائد الحامية ابن مشكان فانحاز إلى
الوالي الجديد مالك ابن هيثم الخزاعي ،ووصلت له رسالة من المنصور يقول فيها
"أن كنت سامعا مطيعا فسر إلى مالك ابن الهيثم "
الجيش في الموصل في عهد الإمارة الحمدانية :
لقد واجهت الخلافة العباسية،
تحديات واسعة إلا أنها استطاعت المحافظة على وحدة البلاد التي كانت تابعة لها، ثم
بدأت تدريجياً عوامل الضعف تدب فيها وتحديداً منذ منتصف القرن الثالث للهجرة /
منتصف القرن التاسع للميلاد، بعد تدخل العنصر الأجنبي في أمور الخلافة من أتراك
وبويهيين، حيث شهد عهد الخليفة المعتصم بالله ( 218_227 ه/833_841 م) تطوراً
خطيراً وهو تدخل الأتراك في الحكم، واستمر تدخلهم إلى أن انتهى بتدبير مؤامرة لقتل
الخليفة المتوكل (232-247هـ/ 847-861م) ، ثم أصبح الأتراك بعد ذلك سادة الموقف بلا
منازع، مما أدى إلى إهمال الجيش والجهاد. وبعد تعرض الدولة العربية الإسلامية
لمزيد من الفتن والثورات الداخلية مما حال دون قيام الجيش بحملات صيفية وشتوية،
دفع ذلك البيزنطيون إلى التعرض للحدود
الشمالية للدولة العربية الإسلامية.ولقد تزامن هذا مع ظهور قوة عربية إسلامية فتية
جديدة أخذت على عاتقها كسر شوكة البيزنطيين وتحطيم غرورهم وقوتهم العسكرية، حيث
تمكن الحمدانيون من انتزاع المناطق الشمالية من أيدي البيزنطيين والسيطرة
عليها،وبذلك أصبحت هذه المناطق جزءاً من إمارتهم. فوقع عبء الدفاع عنها على عاتقهم،
ودفعهم الفراغ السياسي إلى البروز والظهور على الساحة السياسية كراهية أورغبة
وينتسب الحمدانيون إلى قبيلة
تغلب العربية ، وهم من أعظم بطون ربيعة بن نزار وهم من نصارى العرب في الجاهلية،وكان موطنهم في الجزيرة وديار
ربيعة، ثم ارتحلوا مع هرقل(610 -640
م ) إلى بلاد الروم، ثم رجعوا إلى بلدهم، وفرض عليهم
الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)(13 - 23 ه/634 -643 م)الجزية فقالوا:"
يا أمير المؤمنين لا تذلنا بين العرب بأسم الجزية،واجعلها صدقة مضاعفة ففعل .
وفي سنة (319هـ- 931م) قلد
الخليفة المقتدر بالله القائد سعيد بن حمدان الموصل وديار ربيعة وما والاها،من اجل
محاربة البيزنطيين ورد تحدياتهم عن حدود الدولة العربية الإسلامية).وبعد سنة من تقليده الإمارة، دخل القائد الحمداني سعيد بن حمدان
بغداد طالباً العون والمساندة والمدد من الخليفة العباسي ضد مؤنس الخادم، الذي قاد
تمرداً ضد الخلافة
وعندما اتفق بجكم التركي، الذي كان يتولى منصب أمرة الأمراء، بالمسير هو والخليفة
الراضي إلى الموصل لمحاربة الحمدانيين وذلك سنة(327هـ- 938م) ، وكرهت العامة – أي
أهالي الموصل – خروج السلطان إلى الموصل لمحبتهم للحسن بن عبد الله –أي الحمدانيين-
وعنايته بانفاذ الدقيق اليهم ولبره بالإشراف ... وما يتصدق على الضعفاء بسر من رأى
وبغداد،ولكفاية أخيه على الناس أمر الثغور والغزو، وعنايتة بغزو الصوائف وغيرها
ومن الجدير بالذكر أن الصاوي يقول أن أهالي الموصل كانوا يعدون جيش الدولة
الحمدانية أشبه بالجيش العربي في صدر الإسلام .
وكان للجيش الحمداني دور مهم وبارز في سنة(
330هـ/941م) وذلك عند تعرضت دار الخلافة للهجوم من قبل البريديين ومحاولة نهبه،
عندئذً استنجدا الخليفة المتقي (329-333هـ/940-944م) بناصر الدولة الحمداني ، الذي
كتب بدوره رسالة إلى سيف الدولة المقيم في نصبين، أن يهب لإنقاذ الخليفة ، فأستجاب
القائد الحمداني سيف الدولة وقاد جيشه صوب بغداد ، وفي طريقهَِ وتحديداً عند تكريت
التقى سيف الدولة بالخليفة المتقي وأبن رائق، وقدم له الأموال والثياب و ساروا
جميعاً إلى الموصل، ثم حصل اتفاق بين الخليفة المتقي وناصر الدولة، وفي السنة نفسها ذاتها ، هم بالمسير إلى
بغداد لطرد البريديين المستقرين فيها ، ولقد ابتهج أهل بغداد بذلك ابتهاجاً
عظيماً، حتى أنهم عملوا لهم مائة قبة دليلاًُ على الترحيب بهم ، وما أن سمع البريديين
بقدوم ناصر الدولة وجيشه، حتى أنهم هربوا
منها باتجاه واسط، وخلع الخليفة المتقي لله على الأمير ناصر الدولة واخية طوقاً
وسواراً من ذهب
وبعد أن سيطر أحمد بن بويه
الديلمي (معز الدولة) على بغداد سنة (334هـ- 945م)،(
قام بسمل عيني – الخليفة المستكفي (333-334هـ /944-946م) – ثم خلعه لاتهامه بالتحالف
مع الحمدانيين،ومراسلتهم واطلاعهم على إسراره فعز عليه ذلك ، فقام بالمسير إلى
الموصل للقضاء على ناصر الدولة، وما أن سمع ناصر الدولة ذلك ، حتى تأهب لمقاومة
هذا الزحف، فخرج على رأس جيشه لملاقاة العدو، فوصل سامراء، وابتدأت المعارك بين
الجيشين الحمداني و البويهي في عكبرا، وفي غضون اشتعال الحرب بين الفريقين في
سامراء وما حولها، واغتناما لفرصة خروج معز الدولة من بغداد ارسل ناصر الدولة أخاه
للسيطرة على بغداد، وحكمت بغداد باسم ناصر الدولة،ثم دخل ناصر الدولة بغداد، وعلى
أثر هذا الخبر سارع معز الدولة بالعودة الى بغداد ، بعد مهاجمته بغداد وتكريت ونهب
أموالها،ثم وقعت معارك بين الفريقين في
بغداد، وكان الجيش الحمداني هو الأكفأ والأجدر،ثم تمكن القائد الحمداني من الانتصار على جند معز الدولة في
معركة بنهر دجلة ولقد حاول البويهيون تدبير مؤامره باغتيال ناصر الدولة الحمداني
أثناء إقامته في منطقة الشماسية غرب بغداد إلا أنهم فشلوا ،ثم ما لبثت أن عادت الحرب بين الحمدانيين
والبويهيين ففي سنة (347هـ/958م)، حيث قام معز الدولة بالخروج من بغداد لمحاربة
ناصر الدولة وأولاده
وفي سنة (353هـ/958م)،حيث
خرج معز الدولة لمحاربة الحمدانيين مرة ثانية، ودارت معارك كبيرة بينهما وعندما
قرر عضد الدولة البويهي احتلال بغداد سنة (367هـ/977م)، قرر القائد الحمداني أبو
تغلب داود بن حمدان التصدي له ومقاومته ، فسار إليه من الموصل على رأس جيش كبير
يبلغ تعداده (000/25) مقاتل. وفي رواية أخرى (000/20) ، والتقى الطرفان في منطقة
بين سامراء وتكريت تدعى قصر الجصن، إلا أن الكفة مالت لصالح عضد الدولة البويهي،و
تمكن من السير إلى الموصل واحتلالها .
الجيش في الموصل في عهد الإمارة
العقيلية (380 _489 ه/990 _1095 م)
ينتسب بنو عقيل إلى إحدى قبائل العرب التي نزحت من الجزيرة العربية إلى العراق والشام والخليج العربي ومصر والمغرب
العربي ، بسبب عدة عوامل أهمها اقتصادية وسياسية ،وأقام العقيليون في بلاد الشام
قبل قيام دولتهم في الموصل ،وعندما ضعفت السياسة المركزية في بغداد في اواخر القرن
الثالث الهجري ، بعد ازدياد نفوذ العنصر الأجنبي ،حاولت القبائل العربية في بلاد
الشام والجزيرة الفراتية على استعادة نفوذها ، فقامت بالاستيلاء على القلاع والمدن
وكونت دويلات شبه مستقلة منها بنو عقيل في الوصل والجزيرة الفراتية للفترة من (380
- 489 ه/990 -1095 م).
بعد ان جبر بنو حمدان على
مغادرة الموصل سنة (367 ه - 977م ) إلى دمشق ، اثر مهاجمة البويهيين لهم ، فانضم العقيليون لهم ، وعندما نشبت الحرب
بين الحمدانيين والبويهيين نزح بنو عقيل الى بلاد الشام واجتمعوا في ارض الجزيرة
والموصل ومنذ ذلك الوقت صار بنو عقيل من رعايا الدولة الحمدانية ، وبعد تداعي
الدولة الحمدانية تطلع العقيليون للسيطرة على الموصل ، واستطاع محمد ابن المسيب
أمير بني عقيل من الاستيلاء على الموصل سنة (380 ه- 989 م)، وحصلوا على اعتراف البويهيين بهم
كولاة للموصل .
ويذكر الاستاذالدكتور خاشع المعاضيدي في بحثه الموسوم
: " الموصل في عهد الادارة العقيلية " ،المنشور في " موسوعة الموصل
الحضارية " ، ان ابو الدرداء محمد ابن المسيب بن رافع بن المقلد الاكبر بن
جعفر بن مهند العقيلي هو مؤسس الدولة العقيلية في الموصل ، وان أول نشاط له عندما
ساعد ابني ناصر الدولة الحمداني ، أبي طاهر وأبي عبدالله الحسين ،ضد باذ الكردي
الذي غزى الموصل ، فاوقع الحمدانيون والعقيليون به الهزيمة في معركة جرت إلى الشرق من دجلة وذلك سنة (379
ه/ 990 م) ، وعندما هاجم ابو علي
الحسن ابن مروان مؤسس الدولة المروانية في
ميافارقين الموصل سنة (380 ه / 991 م
)،وانهزم آخر أمراء بني حمدان وسار ابو الدرداء العقيلي إلى الموصل واستولى عليها
وعلى الأعمال التابعة لها .
وفي سنة (386 ه/ 996 م) توفي ابو الدرداء العقيلي وتولى
أخوه حسام الدولة المقلد الإمارة على الموصل ، وامتاز بحسن السياسة والتدبير، اذ
كان ذا شخصية قوية وشجاعة ،واتسعت الموصل في عهده وازدهرت ، واستخدم الديلم
والاتراك في جيشه ، حتى بلغ تعداد جيشه ثلاثة آلاف من الجنود الذين كان يطلق عليهم الأرزاق ، كما كان للمقلد دور في
حل النزاعات بين الخلافة العباسية في بغداد والعبيدية في مصر بشان السيطرة على
بلاد الشام والحرمين الشريفين والجزيرة الفراتية ، وقتل سنة (391 ه / 1001 م ) في الانبار على يد احد مماليكه
الأتراك ، وتولى الإمارة بعده معتمد الدولة وحكم لمدة خمسين عاما .
الجيش في الموصل في عهد السيطرة السلجوقية (489 - 521 ه- 1095 -1127 م )
وضع السلاجقة سنة (489 ه/1095 م)نهاية لحكم
الأمراء العرب من بني عقيل في الموصل وإقليم الجزيرة وبعض مدن الشام ، وأصبحت
الموصل جزءأ من الدولة السلجوقية تدار مباشرة من قبل أمراء يعينهم السلطان
السلجوقي تترتب عليهم واجبات والتزامات مالية وعسكرية عليهم الالتزام بها ، وهذا
يعني إن الالتزامات العسكرية تلزم الأمير بضرورة إعداد الجيش وإرساله إلى السلطان
كلما دعت الحاجة إلى ذلك ، كما يتوجب عليه الحضور على راس قواته لمحاربة أعداء
السلطان والخارجين على طاعته ، وقد أسهم أمراء الموصل في اخماد الفتن والاضطرابات التي كانت تحدث ، فخلال حكم كربوقا (489 -495
ه- 1095 -1102 م )حين عهد اليه السلطان بركيا روق سنة
(494 ه- 1101 م)بقتال الملك مودود ابن اسماعيل ابن ياقوتي
الذي خرج على طاعته في أذربيجان ، فسار على راس عساكره إلى بلاد فارس وامضى مايزيد
على سنة وهو يحارب اعدء السلطان ووافاه الأجل الى مقر حكمه في الوصل وقام الامير
جاولي سقاوه (500 -502 ه / 1106- 1108
م) بقتال الباطنية في قلعة الموت حتى انه دمر قلاعهم وقتل عددا كبيرا منهم
ثم عاد إلى الموصل بجيشه .
وفي سنة (506 ه / 1102م ) وجه السلطان محمد جيشه لمحاربة
جاولي في الموصل إلا انه غادرها قبل وصول عساكر السلطان ،وفي السنة نفسها واجهت دمشق خطر الغزاة
الصليبين ، الذين صعدوا عملياتهم العسكرية ضدها ، فقام طغتكين حاكم دمشق
بالاستنجاد بالأمير مودود ، الذي أسرع بتلبية النداء ، فعبر بجيشه نهر الفرات
برفقة عدد من أمراء الأطراف ، ودارت معارك كبيرة بين الطرفين انتهت بهزيمة الغزاة
الصليبين هزيمة نكراء .
ثم قام السلطان شرف الدين مودود
في سنة (507 ه -1114 م) بقيادة
عدة حملات ضد قواعد الصليبيين في الرها وبلاد الشام تنفيذا لأوامر السلطان السلجوقي
، وكانت من أهم المعارك وأهمها معركة ( الصنبرة ) جنوب غرب بحيرة طبرية توجه بعدها
إلى دمشق لقضاء الشتاء والاستعداد لاستئناف القتال في فصل الربيع ضمن الحملات العسكرية التي كان يشنها العرب المسلمون .
وفي سنة (508 ه- 1115 م)أقطع السلطان محمد، الموصل وأعمالها إلى الامير اقسنقر البرسقي
وعهد إليه مهمة محاربة الصليبيين ، وقد ساهم جيشه بحسم معارك عديدة ضدهم ،إلا أن السلطان عزله بعد فترة من الزمن اثر
إخفاقه في تحقيق النصر ، ثم تولى الامير جيوش بك قيادة الجيش في الموصل ، وقام
بإعداد حملة تم من خلالها تحرير كفر طاب ، وهي من مدن الثغور .
وبعد وفاة السلطان محمد سنة
(511 ه/ م)، دخلت العلاقات بين امارة
الموصل والسلاجقة مرحلة جديدة ، وانقسم السلاجقة الى سلاجقة الشرق ويمثلهم سنجر
وسلاجقة الغرب وهم ( سلاجقة العراق ) ويمثلهم محمود ، وكان لابد من الاصطدام بين
السلطانين ، فدارت حرب بينهما من سنة (513 ه /
1117 م ) الى ( 515 ه -1121 م
).
وفي عهد السلطان محمود تولى
الموصل وأعمالها البرسقي ، وقد توجه إلى مقر عمله على راس جيش كثيف ، وبعدها قام
بعدة إصلاحات في المدينة لحاجتها للاعمار بعد ان دمرتها الحروب . فضلا عن إهمال الأمراء لها ، وفي سنة (516
ه- 1123 م) رأى السلطان محمود ان
يتفرغ البرسقي للجهاد ضد القوة الصليبية في إقليم الجزيرة وبلاد الشام ، وقد ابلى
جيشه بلاء حسنا والتصدي بقوة لمخططات القوى الصليبية في الشام ، كما ونجح في انقاذ
حلب من السقوط بعد تعرضها للحصار الصليبي سنة (518 ه - 1125 م ) ، وأرغمهم على الانسحاب ودخل
المدينة وتسلم قلعتها ، وأعلن دمجها مع إمارة الموصل .
الجيش في الموصل خلال عهد الادارة
الاتابكية (520 - 660 ه - 1127 -1262 م) ،
بعد انفراط عقد الأسرة السلجوقية الحاكمة بوفاة ملكشاه (485 ه / 1092 م )
ويذكر المرحوم الاستاذ الدكتور عبد المنعم
رشاد ان النزاع بين المطالبين بالعرش ومجئ سلاطين قصر والتطلع إلى توزيع
الاقطاعات أدى الى تجزئة السلطنة وعجل في نهايتها ، وان تعيين الاتابكة
أوصياء على أبناء السلطان ووكلاء على اقطاعياتهم ، فرغب هؤلاء في الحلول محل
الأمراء السلاجقة ، فظهرت نتيجة ذلك العديد من الاتابكيات ومن أهمها واشهرها
اتابكية الموصل وحلب ودمشق وفارس وأذربيجان ، وان اشهرها واطولها عمرا هي اتابكية
الموصل ، حيث يعود تأسيسها إلى عماد الدين زنكي الذي ولاه السلطان السلجوقي محمود
الموصل سنة (521 ه - 1127 م) ، وسلمه ولداه الب ارسلان والخفاجي ليكون اتابكا لهما
.
ولقد كان
لوالي الموصل عماد الدين زنكي دور كبير في الحرب ضد دبيس ابن صدقة المزيدي الذي هاجم بغداد وحاول
استباحتها .
وفي سنة (519 ه /1125 م ) حاول
الخليفة المسترشد التخلص من النفوذ السلجوقي
، ولكن السلطان محمود حاصر بغداد وعاونه زنكي بجلب زوارق كبيرة من الجيش
مما دفع الخليفة إلى الموافقة على الصلح مع السلطان ، وكافأه السلطان محمود زنكي
على خدماته بتعيينه على شحنة العراق ومن ضمنها الموصل سنة (520 ه - 1162 م )
ولقد حاول زنكي توسيع ممتلكاته
،فضلا عن محاربة الصليبيين ، كما قام بإخضاع الإمارات الصغيرة له حتى لا تتعرض
مؤخرة جيشه لخطر الهجوم ، فاستولى على جزيرة ابن عمر وانتزعها من مماليك البرسقي ،
ثم استولى على نصيبين ثم اربل(أربيل ) ، وكذلك استولى على الخابور وسنجار وحران
حتى انه دخل حلب وأعاد ترتيب أمورها عام (522 ه/1128 م )، كما وسع ممتلكاته باتجاه
الشمال وخاصة السيطرة على القلاع الكردية التي كانت تشكل خطرا على إمارته فاستولى
على قلاع الاكراد (الحميدية )، وكذلك قلاع الاكراد (الهكارية )، كما قام بالقضاء
على امارة الرها الصليبية ، وهذا يعد من أهم انجازاته العسكرية .
وفي سنة (533 ه / 1139 م )
استطاعت قوات الموصل بقيادة زنكي من استعادة كفر طاب من الصليبين ، وفي سنة (538 ه -1144 م )قام بمهاجمة عدد من الحصون العائدة لامارة
الرها . وفي سنة (541 ه / 1146 م ) قام
نور الدين زنكي بمحاصرة قلعة جعبر ، إلا أن جماعة من المماليك قاموا بالالتفاف
عليه وقتله في خيمته وهو نائم وهربوا ، وبعد وفاة عماد الدين زنكي انقسمت امارته
بين اولاده وتولى ادارة الموصل سيف الدين غازي ( 541 - 544 /1146 -1149 م ) ، وعلى حلب نور الدين
محمود ( 541 -569 /1146 -1174 م).
وحاول سيف الدين غازي إظهار
قوته وذلك من خلال الاهتمام بجنده ، كان
سخيا كريما معهم كما اهتم بزيهم ، وكانت
النتيجة تعلقهم به . فضلا عن الدور المهم
والبارز الذي لعبه في محاربة الصليبين ، وبعد وفاته اثر مرض عضال جاء بعده أخاه
قطب الدين مودود(544 - 565 ه /1149 -1169 م) ، ووجد نفسه انه أحق من أخيه في حكم
الموصل، ولهذا قام بمهاجمة سنجار
ومحاصرتها محاولة منه للاستيلاء عليها ، وبعد حصار طويل اتفق الطرفان على أن يحتفظ
قطب الدين بسنجار شريطة ان يتنازل لنور
الدين عن حمص والرحبة والرقة ، ثم تفرغ بعد ذلك لمواجهة الصليبين .
وبعد مرض قطب الدين أراد ان
يكون ابنه الاكبر ولكن المدبر لشؤون الدولة فخر الدين كان معاديا لنور الدين ،
واتفق مع زوجة قطب ان يكون الأمر لابنها سيف الدين غازي بعد أبيه فتم الأمر له
(565 _576 ه /1169 _1180 م )، إلا أن أهل الموصل لم يرضوا به لضعفه فكاتبوا نمر
الدين بما حصل وحثوه على التوجه إليهم .
وفي سنة 566 ه / 1170 م ) توجه نور الدين إلى الموصل واستولى عليها ، وسلم
سنجار إلى أخيه عماد الدين ابن أخيه مودود .
وقبل وفاة نور الدين سنة (569 ه
/1173 م) ،استدعى أمراء الموصل والجزيرة، وقدموا بجيوشهم إلى الشام للحفاظ عليها
من الإفرنج ، إلا أن الموت أدركه ،وكان
على راس الجيش سيف الدين غازي على راس جيشه عندما وصله خبر الوفاة ، وبدلا من
التوجه إلى حلب للاستيلاء عليها كما هو متفق عليه ، توجه الى الجزيرة واسترد ما
اخذ من نور الدين ، فاستولى على نصيبين ، وسار إلى حران وحاصرها ثم استولى عليها
وعلى الرها ، ثم عاد إلى الموصل واسترد أملاكه التي سلبه إياها نور الدين .
توفي سيف الدين سنة (576 ه
-1180 م) ، وبسبب سوء العلاقات بينه وبين أخيه قطب الدين صاحب سنجار، وابن عميهما
الملك الصالح ابن نور الدين محمود وكثرة محاربتهم لبعضهم أدى كل ذلك إلى تقدم صلاح
الدين وتدخله بشكل تدريجي في شؤون بلاد الشام الذي استطاع فيما بعد أن يثبت مركزه
ويفرض أرادته على دمشق وحلب .
وفي عهد صلاح الدين كان للموصل
دور بارز في محاربة الصليبين وذلك من خلال إسهام أبنائها في الهجوم على طبرية ،
ثم في معركة حطين سنة (583 ه - 1187 م)
وكان على راس جيش الموصل مسعود الزعفراني ، ومن نتائج معركة حطين هي فتح بيت
المقدس من قبل قوات صلاح الدين ، ولقد كان لجيش الموصل دور كبير وواضح في هذا
الفتح الكبير ،كما وشارك عسكر الموصل في حصار عكا سنة (586 ه/ 1190 م )|، وأرسل عز
الدين جيشا كبيرا بقيادة ابنه علاء الدين خرمشاه مع كمية من النفط الأبيض ومجموعة
من التراس والرماح ، كما وشارك صاحب الموصل بتقوية تحصينات بيت المقدس ، حيث أرسل
خيرة الحجارين عددهم خمسون حجارا شاركوا في أعمال التحصين وقطع الصخور .
وبعد وفاة صلاح الدين الأيوبي
(519 ه/1193 م )حدث نزاع داخل البيت الأيوبي ، مما أدى إلى إهمال محاربة
الصليبيين ،إلا أن الموصل عادت إلى دورها
سنة (601 ه - 1205 م) بعد ان عقد صلح بين صاحب الموصل نور الدين والملك
الاشرف بن العادل ، وشاركت جيوش الموصل
مع الملك العادل في حصار الحصون القريبة من طرابلس . كما أن حاكم عكا نقض عهده مع العادل ،فهاجمه
ولقنه درسا في الحفاظ على العهود .
الجيش في الموصل بعد الغزو المغولي
انحسر بعد ذلك مجال إسهام الموصل في التصدي للصليبين في عهد بدر الدين
لؤلؤ صاحب الموصل والذي انشغل بمشاكله
وخلافاته مع الايوبيين من ناحية ومع بقايا البيت الاتابكي من ناحية أخرى ، مما أدى إلى تدخل المغول في شؤون المنطقة مما
جعل حاكم الموصل ينشغل بالقادم الجديد ، مما أدى إهمال الجهاد ضد الصليبين .
لقد استطاع جنكيز خان ان يؤسس
في فترة قصيرة لاتزيد عن العشرين سنة (
/1027 ه– 1227 م)إمبراطورية شاسعة امتدت من بكين شرقا إلى نهر الفولغا غربا مع مناطق بلاد ماوراء النهر
وافغانستان والقسم الأعظم من بلاد ايران.
وبدأت هجمات المغول على العراق سنة (618 ه/1221 م)في خلافة الناصر لدين
الله ،واستعد الخليفة لملاقاة المغول وأرسل الى الموصل والى اربل يأمر ولاتها
بالاجتماع مع عساكرهم في مدينة داقوقا ، فسار مظفر الدين كوكبوري صاحب اربل من اربل كما سار جيش الموصل ، فضلا
عن عدد كبير من المتطوعين اللذين انظموا اليهم ،وقد استطاعت هذه الجوش على الرغم
من قلتها بالمقارنة مع الجيش المغولي ، الا أنها استطاعت ان تردهم عن التقدم
وسرعان ما تراجعوا ادراجهم الى إيران ثم اذربيجان ،ثم تكررت هجماتهم وخاصة على
الاقسام الشرقية من العراق سنة (628-647 ه/1231-1249 م)،وكان الهدف من هذه الهجمات
هو الوصول الى بغداد ،وفي سنة (651 /1253 م)قاد هولاكو حملة كبيرة ضمت العديد من
الامراء وسار الى بغداد ، منطلقا من منغوليا ،واستغرق سيره عبر بلاد ماوراء النهر
ثلاث سنوات، وحاصر قلاع الاسماعيلية وقضى
عليهم سنة(655 ه/1257 م)وبذلك مهد لاحتلال العراق وحصار بغداد من جميع الجهات ،
وعلى الرغم من محاولات الخليفة للاستنجاد بالقوى الإسلامية الا أن جهوده باءت بالفشل ، وبعد قتال شديد وتحديدا في (28
محرم )وبعد حصار دام أسبوعين بعث الخليفة الى هولاكو طالبا
الامان له ولاهل بغداد ، الا انه لم يجبه ،وفي (4 صفر ) من السنة ذاتها خرج
الخليفة الى هولاكو مستسلما ولقى الناس اسلحتهم ، فقتل المغول عددا كبيرا من الناس،واستبيحت بغداد في (7 صفر
)واخذ المغول بنهب بغداد وحرقها .ثم تقدم هولاكو وسيطر على الحلة والكوفة ،اما
واسط فقام بمحاصرتها لمقاومة أهلها إلا انه دخلها عنوة ، كما قاومت اربل الا انه
قام بهدم اسوارها واصبحت فيما بعد تابعة له
اما الموصل فقد اضطر بدر الدين
لؤلؤ الى الدخول في طاعة المغول ويرى الأستاذ الدكتور عبد المنعم رشاد ، ان بدر
الدين لؤلؤ – حاكم الموصل – اتبع سياسة ميكافيلية تجاه جميع الأطراف محاولا
ارضاءهم لحماية حكمه ،فقد أبدى احترامه للخلافة ، وكذلك أبدى علاقة حميمة مع
الامراء المسلمين كما اهتم بالجيش والفتوة والرماية والحمام الزاجل .وبعد سقوط الموصل وما جاورها في يد المغول
دخلت الموصل في حالة من الفوضى وخاصة في عهود
المغول الايلخانيين والجلائريين والقبائل التركمانية القره قوينلو والاق
قوينلو ومن بعدهم الصفويين واستمر الامر
على هذا المنوال حتى دخول العثمانيين الموصل في سنة 1515 اثر موقعة جالديران بين
العثمانيين والفرس الصفويين ولم يستقر الوضع في الموصل الا بعد ان استكمل
العثمانيين سيطرتهم على العراق كله فدخلت بغداد في سيطرنهم سنة 1543 والبصرة سنة
1546 وتحولت الموصل الى ولاية قائمة بذاتها تضم فضلا عن لواء الموصل لوائي كركوك
والسليمانية .
قائمة المصادر والمراجع :
أ: المصادر
(1)الازدي،أبو زكريا يزيد بن محمد بن اياس بن القاسم (334 ه/945 م)
تاريخ الموصل ،تحقيق :علي حبيبة .القاهرة :دار التحرير للطباعة والنشر 1967
م.
(2)ابن الاثير، عز الدين أبي الحسن علي بن ابي الكرم (630 ه/1232 م)
الكامل في التاريخ ، بيروت :دار صادر للطباعة والنشر ،1965 م.
(3)المسعودي، ابو الحسن علي بن الحسين بن علي (346 ه/957 م)
التنبيه والأشراف،تصحيح ومراجعة :عبد الله إسماعيل الصاوي ،القاهرة: دار
الصاوي ،1938 م.
مروج الذهب ومعادن الجوهر،بيروت:دار الاندلس للطباعة والنشر 1981 م.
(4)القلقشندي، احمد بن علي (820 ه/1417 م)
صبح الاعشى في صناعة الانشا
(5)ابن حوقل ،أبي القاسم النصيبي (3677 ه/977 م)
صورة الارض ،بيروت :دار مكتبة الحياة ،1979 م.
(6)الطبري ، أبو جعفر محمد بن جرير (310 ه/922 م)
تاريخ الرسل والملوك ، تحقيق :محمد ابو الفضل ابراهيم ، القاهرة ، دار
المعارف ،1967 م
ب : المراجع:
ا.د. هاشم الملاح
، الموصل والرسالة الإسلامية ، بحث ضمن موسوعة الموصل الحضارية ، المجلد الثاني ،
جامعة الموصل ،دار الكتب للطباعة والنشر .
ا.د.عبد الواحد
ذنون طه ، الموصل في العهد الاموي ،موسوعة الموصل الحضارية ،المجاد الثاني
ا.د,فاروق عمر
فوزي ، الموصل إبان الحكم العباسي المباشر ، موسوعة الموصل الحضارية ، المجاد
الثاني
د. عبد المنعم
رشاد،الدولة العربية الاسلامية وظهور الدويلات ، موسوعة الموصل الحضارية ،المجلد
الثاني .
ا.د.رشيد عبد
الله الجميلي ، الموصل في عهد الادارة الحمدانية ،موسوعة الموصل الحضارية ، المجلد
الثاني .
د.خاشع المعاضيدي
، الموصل في عهد الإدارة العقيلية ، موسوعة الموصل الحضارية ، المجلد الثاني
حسين علي
الطحطوح،الموصل في تاريخ الطبري، مجلة أبحاث كلية التربية الأساسية ، (الموصل ،
مج1 ، ع2 ، حزيران 2004)
(32)
شبكة المعلومات الدولية ، (شخصيات موصلية).
(33)
زكي صالح ، مقدمة في دراسة العراق المعاصر ، (بغداد ، 1953) ، ص107.
(34)عبد
الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات العراقية ، ج4 ، ط7 ، (بغداد ، 1988) ، ص347 ؛
نزار توفيق سلطان الحسو ، الصراع على السلطة في العراق الملكي ، (بغداد ، 1984) ،
ص346.
(35)
صالح ، المصدر السابق ، ص 107 ؛ الحسو ، المصدر السابق ، ص346.
(36) ستار
نوري العبودي ، عبد العزيز العقيلي حياته ودوره العسكري والسياسي في العراق 1919 ـ
1981 ، ط1 ، (مصر ، 2009) ، ص8 ، ص 9 ، ص 10.
(37)
المصدر نفسه ، ص25 ، ص26.
(38) العبودي ، المصدر السابق ، ص27 ، ص28 ؛ حنا
بطاطو ، العراق : الطبقات الاجتماعية … ، الكتاب الثالث ، الشيوعيون والبعثيون
والضباط الأحرار ، ترجمة : عفيف الرزاز ، ص380 ، ص405.
(39) العبودي ، المصدر السابق ، ص117 ، ص221.
(40)المصدر نفسه ، ص35.
(41) المصدر نفسه ، ص40.
(42) محمد وليد عبد صالح ، محمود شيت خطاب
حياته وآثاره العلمية ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب ، (جامعة الموصل ، 2003) ، ص6
، ص71.
(43)
المصدر نفسه ، ص18 ، ص20.
(44)
المصدر نفسه ، ص21 ، ص25.
(55) المصدر نفسه ، ص21 ، ص25.
(56) المصدر نفسه ، ص30.
(57)
المصدر نفسه ، ص63 ، ص64 ، ص66.
(58) المصدر
نفسه ، ص71.
(59) للتفاصيل ينظر :
المصدر نفسه ، ص231 ـ 268.
(60) فلم وثائقي (من إنتاج قناة الشرقية
الفضائية) ، 4 أجزاء ،
www.you tube . com , wach ?v= kvnzd yhuro
(61) عبد المنعم الغلامي ،
الأنساب والأُسر ، ج 1 ، (بغداد ، 1956) ، ص283.
(62)
جريدة فتى العراق ، العدد (326) في 14 أيار 1937.
(63) معلومة مدونة من لدن الدكتور وائل
النحاس بتاريخ 5 أيلول 2012.
(64) فلم وثائقي (من
إنتاج قناة الشرقية الفضائية) ، المصدر السابق .
(65)
المصدر نفسه.
(66)
صالح ، المصدر السابق ، ص 56 ؛ حسن لطيف الزبيدي ، موسوعة الأحزاب العراقية ،
(بيروت ، 2007) ، ص277.
(67) شبكة
المعلومات الدولية (الانترنيت) ،
www.mosul.net
work .org lin dex .
(68) العبودي
، المصدر السابق ، ص57 ؛ الزبيدي ، المصدر السابق ، ص277.
(69) مقابلة شخصية مع حازم البرهاوي (لواء ركن متقاعد) ، مواليد
الموصل 1933.
(70) الوصي عبد الإله : هو الأمير عبد
الإله بن الملك علي بن الشريف بن حسين (ملك الحجاز) وابن عم الملك غازي (1933 ـ
1934) ، وخال ولده فيصل الثاني الملك الطفل آنذاك ، أصبح وصياً على العرش والحكم
الفعلي للعراق (1939 ـ 19458) . على الرغم
من انهاء وصايته على العرش بعد تتويج فيصل الثاني ملكاً على العراق عام
1953 . للتفاصيل ينظر : عبد الإله الوصي على عرش العراق (1939 ـ 1958) حياته ودوره
السياسي ، ج 1 ، (بغداد ، 1990) .
(71) شبكة المعلومات الدولية (الإنترنيت) على الموقع :
www.mosul net work
(72) المصدر نفسه .
(73) صالح ، المصدر
السابق ، ص31 ؛ شبكة المعلومات الدولية (الإنترنيت) على الموقع :
www.mosul net work
(74) شبكة المعلومات الدولية (الإنترنيت) على الموقع :
www.mosul net work
(75) تولى آمرية هذا
اللواء نخبة من الضباط الموصليين وهم كل من : حازم البرهاوي ، سعد الله الطائي ،
عبد الجواد ذنون ، ميسر الجبري ، سلطان هاشم ، قاسم على ، مروان محمد عبد الله ،
غانم سلطان البصو ، سالم محمد علي قبع . مقابلة شخصية للباحث مع ضابط متقاعد رفض
الإدلاء بأسمه.
[i]
(76) يمامة صالح
العبيدي ، قضاء تلعفر في العهد الملكي 1921 ـ 1958 ، رسالة ماجستير ، كلية الآداب
، (جامعة الموصل ، 2012) ، ص224.
القلاع
والثكنات العسكرية في الموصل
عبد الجبار محمد جرجيس
باحث في تراث الموصل –الموصل
تشير
المصادر التاريخية ان هذه القلع كانت تُنشأ في الثغور والعواصم، وتوضع فيها
الاسلحة والمؤن وكافة المستلزمات العسكرية. وعدد من افراد الجند من اصحاب الخبرة
القتالية، ولمراقبة حركات العدو، وتأمين طرق المواصلات . بعض هذه القلاع قد تكون
كبيرة حسب الحاجة ويكون البعض منها قلاع مرابطة على الطرق الرئيسية للمواصلات مع
المدن ، ومن اهم العوامل التي تكسبها الاهمية الكاملة، بعدها عن المدن والاهالي،
ولايتمكن احد من الوصول اليها بسهولة.
في
هذه القلاع كان يسكن بعض الولاة او الحكام وعدد كبير من الجند او المرابطين
الموالين لوالي، ويتم كافة مستلزمات العيش فيها وتحف بسور عظيم ، وله باب محكم
السيطرة، وابراج مراقبة، ويتم حفر خندق حولها. ويتم الدخول الى هذه القلعة من باب
رئيسي كبير ، فوق الخندق ويتم العبور اليه بواسطة جسر خشبي. ويعمدون الى ايجاد مدخل
للعيون المائية التي تكون في المنطقة لأخذ
الماء منها، كي يأمنوا شر الاعداء. اما اذا كانت القلعة خارج المميزات المومأ
اليها فانها تبنى على ارض عالية وتحف بسور، وكان بعض هذه القلاع في الموصل. ولكل
قلعة مميزاتها الخاصة بها، مثل (قلعة ابو ماريا) وهي قرية صغيرة تبعد عن الموصل (50 كم )، فيها عيون مائية .
وقلعة (تلعفر) التي اتخذها بدر الدينن لؤلؤ ، صاحب الموصل للفترة من (630هـ/1232م-
657هـ/1248م) حصنا منيعا، وجدد سور القلعة واحكم ابراجها وجعل فيها حامية قوية
للدفاع عنها. ولها باب للدخول اليها.
في
عام 1918م بعد الاحتلال الانكليزي للموصل هدموا سور القلعة العظيم وبعض البنايات
التي كانت فيها ، وقاموا ببناء مقر للشرطة
وحامية للقوات البريطانية وبعض الدوائر فضلا عن بناية المحكمة.
وكانت
القلاع داخل المدن تبنى في وسط المدينة ويبنى داخلها دارا للوالي وبجانبه مسجدا للصلاة ثم يتم بناء المنازل
والاسواق حول ذلك ومن هذه القلاع :
القلعة الاشورية : او الحضن الاشوري
فوق (تل قليعات) والذي كان يعرف بـ (الحصن العبوري أو حَصْنا عَبْرايا ) الذي يشرف
على دجلة وكان مرتفعا بحيث يمكن الاشراف على السهول والحقول المحيطة بالموصل،
واتخذها الاشوريون حصنا لهم وهي اول قلعة
او حصن في الموصل للدفاع عن (نينوى ) العاصمة الاشورية عام (1080 ق.م). وفي عام
(612 ق.م) تم تدمير نينوى من قبل الاعداء واعملوا فيها القتل والتخريب فهجرها
اهلها، وعند هدوء الحالة واستتباب الامن عاد من سلم من اهل نينوى الى الحصن الغربي
وينو لهم دوراً وسكنوها. وبعد الفتح الاسلامي عام (16هـ/ 637م) تم اسكان القبائل
التي كانت مع الجيش الفاتح ، واصبحت تدريجيا باسم الموصل.
القلعة الاتابيكية : وهي التي تشرف على شمال ميدان الموصل، فوق منطقة
(عين كبريت)، ولايعرف من أسسها، ويعتقد ان العُقيليون قد أسسوها في القرن الرابع
الهجري وكانت محصنة. في القرن الخامس اصبحت من المعاقل المهمة التي يحميها القوات
المرابطة فيها من الاعداء، حسبما ذكر في حوادث (450هـ/ 1085م) وخاصة النزاع الذي كان
بين (الباسيري) و (ابراهيم بن ينال) حسبما يقول المؤرخ المرحوم الاستاذ سعيد
الديوه جي. والذي قال فيها ابن الاثير : (ولما فارق ابراهيم الموصل، قصدها
الباسيري وقريش بن بدران وحاصراها فملكا البلد في يومه. وبقيت القلعة وفيها
(الخازن) واردم وجماعته من العسكر، فحاصروها اربعة اشهر حتى اكل من فيها دوابه.
فخاطب (ابن موسك) صاحب اربيل قريشا حتى آمنهم، فخرجوا، فهدم الباسيري القلعة وعفى
اثرها).
في
عام (484هـ/1081م) قام شرف الدين العقيلي باعادة سور المدينة وجدد هذه القلعة
وكانت واسعة جدا فهي تمتد من باشطابيا الى دور المملكة )قرى سراي) والى حدود جامع
الامام محسن الحالي. ثم اتخذها عماد الدين الزنكي قاعدة لدولة الاتابكة في الموصل
وفتح من سورها (الباب العمادي) . وزارها الرحالة الاندلسي في عام (579هـ/ 1183م)
ووصفها بقوله : (وفي اعلى المدينة قلعة عظيمة).
عندما
حوصرت الموصل عام (1156هـ/ 1743م) من قبل طهماسب قولي خان الذي عرف فيما بعد بـ
(نادرشاه) وحاول الاستيلاء عليها وكان القائد الموصلي المرحوم حسين باشا الجليلي
الذي قاد القوات المدافعة الى الموصل كونه واليا عليها ضد القوات المهاجمة التي
قدرت باكثر من 275 الف مقاتل سوى الاعوان. ولم يستطع فتحها ، وترك المدينة خائبا يجر اذيال الهزيمة،
وبقيت الموصل لاهلها.
الحصن المغولي : في عام ( 660هـ/
1261م) احتل المغول الموصل ففتكوا في المدينة واياحوها عشرة ايام، وتم تدميرها
واعملوا القتل والنهب فيها وتعاقب بعد المغول التركمان على حكم البلدة وازدادت
الحالة سوءاً وعم الخراب في اغلب احياء المدينة ومات من سكانها العدد الكبير، واتخذ
الحكام لهم حصنا في وسط المدينة في المنطقة التي كانت عليها حمام السراي والتي
اصبح اسمها فيما بعد حمام الحدباء. هذا الحصن كان فوق الارض بنيت عليها الحمام بعد
هدم الحصن ويمتد هذا الحصن الى قرب جامع الكبير، والى قرب محلة باب النبي، والى
باب الجبلين. وكان فيها السراي، الذي فيه رجال الحكم ثم مسجد السراي الذي يعرف
الان بمسجد الست نفيسة، او مسجد شيخ الاصناف السبعة، ثم بنوا جامع الحصن وهو الارض
التي شيد عليها جامع زينب خاتون رحمها الله عام 1953م. في مدخل الشارع المؤدي الى
جامع النوري الكبير، والذي كان يعرف آنذاك بشارع زقاق الحصن. وفي هذه المنطقة كانت
بعض المحلات ، ثم الاسواق والحوانيت، وكان هذا الحصن مقرا للوالي والجيش وعرفت
المحلة التي فيها الحصن بمحلة الجولاق والتي هي محلة الاوس حاليا.
1-
القلعة
الداخلية: (ايج قلعة).
في (921هـ/ 1515م) وقعت الموصل بأيدي العثمانيين ، بعد ان دمرتها الفتن
والصراعات، وتقلصت رقعتها وانحسرت عمارتها . فأصبحت (القلعة القديمة) باشطابيا
بعيدة عن المركز قرب منطقة الميدان الحالية ، وهي ارض بلدية الموصل التي كانت
بالقرب من بداية الجسر الحديدي ، الحالي الى نهاية باب شط القلعة قرب حمام القلعة
المنهدمة ، وكان امام هذه القلعة ساحة عرفت (بساحة الميدان) للجيش لغرض التدريب
والتنظيم ، ثم جعلوا حولها سوراً فيه أبراج وفتحات للمدافع .. وحفروا من جهة
الميدان خندقا ، أحاطها من الشمال إلى الجنوب بالماء من نهر دجلة عند باب (شط
القلعة) ثم يصب الماء قريبا من جامع الاغوات اقام بهذه القلعة والي الموصل ، في
عهد الوالي الحاج (حسين باشا الجليلي) جددت هذه القلعة وأحكمت أبنيتها في حدود سنة
1743م . زارها الرحالة ووصفوها بانها قلعة قديمة بعد ان أهملت ، وهدمت وتم انشاء
بلدية الموصل السابقة على أرضها وحولها سوق الميدان .
وعندما تم بناية السراي العثماني في موقع مركز الشرطة الحالي في باب الطوب
وماجاوره اتخذ بعض الولاة مقرا لهم في هذا السراي في حين قام بعض الولاة الجليليين
بالسكن داخل بيوتهم في منطقة امام عون الدين ، ونقلوا اليهم قسما من دواوين السراي
. وقسما من افراد الجيش لحراستهم ، ولتصريف أمور المدينة .
وفي سنة (1251هـ/1835م) تم
تعيين الوالي التركي (محمد باشا اينجة بيرقدار ) واليا على الموصل ، بعد انتهاء
الحكم المحلي لهذه المدينة وكان هذا الوالي حازما مدبرا .عرف بذهنيته المتوقدة .
ترك القلعة والسراي، وانشأ على نهر دجلة عدة بنايات متصلة بديوان الإدارة وقوة
الجيش ، وهي القشلة المدينة القشلة
العسكرية وما بعدها ارض المحكمة الحالية..
كان للجيش العثماني (101)
فرقة من الفرق الانكشارية . موزعة في المدن التابعة للحكم العثماني ، وكانت الموصل
من هذه المدن . وكان فيها (5) فرق انكشارية . وهي الفرق المرقمة في تسلسلها
(10،58،52،31،27) بعض هذه الفرق كانت تقيم داخل ثكنات السراي ، ومنها في ثكنة باب
سنجار ومنها في قلعة الموصل .
في عام(1848م)، جرت محاولة لتشكيل نواة لجيش محلي في الموصل، قامت الدولة العثمانية انذاك
بتشكيل الفيلق السادس ، وجعلت مقر قيادته في مدينة بغداد .وعلى اثر ذلك أصبحت
الخدمة النظامية إلزامية للمسلمين من رعايا الدولة ومن التبعية العثمانية، وكانت
مدتها من سن العشرين وحتى نهاية سن الاربعين .. وهذه الخدمة كانت:
أولا : الخدمة النظامية :
إجبارية مدتها ست سنوات ، ثم أصبحت 12سنة تعقبها الخدمة المستحقة ، ومدتها ثماني
سنوات وهي مكملة للخدمة الرديفية ..
ثانيا : الخدمة الرديفية
: والتي تعرف بخدمة الإحتياط وكانت مدتها أربع سنوات ثم تم تقليصها بعد ذلك إلى
ثلاث سنوات .
في الموصل كان مقر الفرقة
(34) المشاة . وهي تابعة للفيلق السادس . ويتبعها اللواءان (47و48)
في عام (1913م)
تم إدخال تعديلات على نظام الجيش . أصبحت الموصل في هذه التعديلات مقرا للفيلق
الثاني عشر . وكان هذا الفيلق متكون من الفرقتين الاولى الفرقة (35) والفرقة
الثانية (56) ومقرها كان في كركوك.
كانت الحالة
المعاشية لافراد الجيش غير جيدة .. وراتب العسكري لا يتجاوز ثلاثة قروش وفي بعض
الاحيان لم يتم تسليم العسكريين رواتبهم لمدة سنة.
وفي عام (1835م) شهدت الموصل التجنيد الإلزامي . فثار الأهالي ورفضوا تطبيق
القانون الجديد الذي أصبحت الخدمة الزامية فيه . في ذلك الوقت كان الوالي (محمد
اينجة بيرقدار) وكان من الولاة الجيدين ، فأرسل احد أعوانه وهو (قاسم افندي) ليدعو
الأهالي إلى طاعة القانون . فثاروا عليه
وقتلوه على اثر ذلك جلب الوالي (بير قدار ) عشرين مدفعا وصوبها تجاه الموصل . ثم
أرسل بعض الكتائب النظامية فدخلوا الموصل .. وقاموا بسفك الدماء وقتل الأبرياء .
ونهبوا أسواق المدينة . وكان في ذلك الوقت النظام ينص على دفع المواطن غير المسلم البدل النقدي .
وهذه الثكنات هي
:
1- ثكنة الطوب
خانة : أي مصنع المدافع . وهي
بناية مدرسة صناعة الموصل قرب جامع الخضر الحالي ، الذي كانت فيها (متوسطة المثنى)
في مرحلة الستينات .. استقدم الوالي محمد باشا من (راوندوز) الاسطة رجب ، الذي كان
له الإلمام الكامل في صناعة المدافع الحربية ، فقام بصنع (80) مدفعا للموصل ،
وبمرور الزمن أصبحت هذه الثكنة (دائرة للبرق) أواخر أيام الحكم العثماني ، او ما
عرف ب (تلغدا خانة) . بعد ذلك وصل أول خط للبرق من استطنبور سنة (1277هـ/1860م) .
ثم تحولت البناية الى (اكمكخانة) أي مخبز للجيش .. ثم تحولت مرة اخرى الى مدرسة
(للصنائع) ، ثم الى متوسطة(المثنى) ، بعدها هدمت سنة (1973م) عند مرور شارع
الكورنيش فيها وأصبحت ضمن الشارع .
2- ثكنة المشاة: كانت في موقع المحاكم الحالية ، أنشاها (الوالي محمد باشا اينجة بيرقدار )
سنة 1835م وتأسيس الجيش العراقي الباسل (في 6/ كانون الأول ) سكنت هذه الثكنة من
بعض وحدات المشاة عند تحشدها في الموصل. كما سكنت من قبل أمر المنطقة الشمالية .
ثم قام السلطات البريطانية بعدها احتلالها للموصل سنة (1918م) بأنشاء
(معسكر الغزلاني). وكان الجيش البريطاني فيه حتى سنة (1934م) حيث سلمت السلطات
البريطانية معسكر الغزلاني إلى الجيش العراقي .. بعد ذلك هدمت الثكنة العسكرية ،
وتم إنشاء بناية المحاكم الحالية عليها سنة 1945م وأصبح بعد ذلك (معسكر الغزلاني)
مقرا للجيش العراقي في الموصل . وكان لواء عبد الإله الوصي على عرش العراق سابقا
احد ألوية هذا الجيش .ومن توسع الجيش ، أصبح موقع الموصل ، الرمز القيادي للجيش في
هذه المدينة كما كان لهذا الجيش وطنيا مخلصا لشعبه ووطنه ، حيث رفض في سنة 1956م
استخدام القوة ضد المتظاهرين احتجاجا على حكومة نوري سعيد رئيس وزراء العراق عند
(الاعتداء الفرنسي الإسرائيلي البريطاني) على مصر في زمن القائد المصري المرحوم
جمال عبد الناصر .
وفي سنة (1959م)
أعلن المرحوم عبد الوهاب الشواف ثورة الموصل ضد حكومة المرحوم (عبد الكريم قاسم)
قائد ثورة (14تموز/ 1958م) في العراق التي على أثرها تم إلغاء الحكم الملكي وإعلان
النظام الجمهوري . وكان احد أسباب ثورة الموصل انحراف ثورة عبد الكريم قاسم عن
مسارها الطبيعي , فسيق عدد من ضباط الموصل إلى المحاكم ومن ثم إلى ساحات الإعدام .
طيلة تاريخ الجيش العراقي في (1921م لغاية 9/4/2003م) بقي هذا الجيش وطنيا
ورمزا للشعب واستقلاله ، وكان معسكر الغزلاني الرمز لهذا الجيش الذي تم حله بعد
الاحتلال ، وكانت هذه الخطوة اكبر أخطاء المحتلين ومن طبل لها ممن جاء معهم من
الذين روجوا لحل هذا الجيش . حيث عمت الفوضى وفتحت الحدود العراقية على مصارعها .
ودخل من دخل إلى العراق ، وازدادت عمليات التهريب ، ودخول عناصر مشبوهة من البشر
إلى العراق الحبيب ، مستغلين ضعف الأجهزة الأمنية الحديثة وعدم امتلاك البعض منها
الحس الوطني الأصيل وانجرفت نحو الطائفية والمذهبية ، بعيدة عن آمال الشعب بوحدته
الوطنية وإمعانا في إنهاء هذا الرمز (معسكر الغزلاني) قامت السلطات المحتلة بهدم
بعض أبنيته والسماح للبعض من المواطنين الدخول الى أجنحته للسكن فيه ، كما سارعت محافظة
نينوى وبعض الناطقين بلسانها على ان المحافظة ستقوم ببناء مساكن الأسر الفقيرة في
هذا المعسكر .. هذه الاكذوبة التي لم تر النور . كالعديد من الأكاذيب التي روجت في
حينه والتي تروج حاليا هذه هي حجة الهدم الواهية .. إلا إن الشعب والمواطنين يرون
فيها خطوة لأزاله رمز هذه المدينة ورموزها . بل كان من الأفضل المحافظة على هذا
المعسكر ، ليبقى مركزا للجيش الحالي الذي لا مركز له ثابت في الوقت الحاضر.
3- الثكنة
الحجرية : وتعرف بثكنة
(الخيالة) . كانت للمدفعية ، تم بناؤها في العهد العثماني ، ورممت سنة (1910م)
وسكنتها (كتيبة الخيالة التركية ) (32) قبل الحرب العالمية الأولى آنذاك . كما
سكنتها (كتيبة الرماحة العراقية) بعد تشكيل الجيش العراقي.
كما سكنت فيها
(قيادة مقر المنطقة الشمالية) ، ثم كتيبة الخيالة الثالثة ، وبعدها مفرزة الانضباط
العسكري في الستينيات ، كما تشكل فيها ( الجوق الموسيقي) الأول سنة (1922م).. وفي
سنة (1945-1956م) سكنها فوج الهندسة الثاني ، للفقرة المشار إليها ... وشهدت هذه
الثكنة اثناء ثورة الموصل بعض الإحداث التي جرت انذاك . حيث تم اعتقال بعض السياسيين
من الشيوعيين فيها بداية قيام الثورة ، ثم
بعد فشلها ثم اعتقال القوى القومية والدينية والبعثية والوطنية التي ساهمت بالثورة
أو ساندتها في سنة (1975م) هدمت هذه الثكنة عندما فتح شارع الكورنيش وضمت أراضيها
إلى المستشفى العسكري قرب دار المحافظ .
4- المستشفى
العسكري في الموصل : كانت تقع خلف
الثكنة الحجرية على ساحل نهر دجلة محاذاة دار الضيافة ودار المحافظ ، أصبح مستشفى
للجيش العراقي ولمعالجة أفراد هذا الجيش وأسرهم . قبل نقل مركز الجيش في الموصل إلى معسكر الغزلاني سنة
1934م أشغلت البناية أو بعض منها مركزا لقيادة موقع الموصل العسكري .
ثم عادت لتكون
أهم مستشفى عسكري في المنطقة الشمالية .
في الثمانينيات أغلقت المستشفى بحجة تلوثها ، وبان بنايتها قديمة ونقلت إلى
بناية اتحاد نقابات العمال في نينوى ، في منطقة المنصور حتى 9/4/2003م بعدها تم
احتلال الموصل .. وحولتها السلطات المحتلة إلى مستشفى مدني ، وهكذا ذهبت هذه
المستشفى أحدى رموز الجيش في المدينة .. والا كان في الامكان إبقاء تخصصها لمعالجة
ضباط الجيش وأعوانهم من الجيش الذي حلوه ، تقديراً لهم ولدورهم الوطني في حمايته
وتثمينا لجهودهم في تلك الأوقات وكانت هذه العملية مكملة لهدم معسكر الغزلاني.
5- البارودخانة: موقعها في باب سنجار مقابل إطفاء الساحل الأيمن ، قرب مطبعة جامعة الموصل
. كان فيها عتاد الجيش العثماني وأسلحته ، وبعض ما يحتاجه الجيش من مواد عسكرية
حربية . في الأربعينيات من القرن العشرين الميلادي نقلت هذه الأمور إلى أماكن أخرى
نظرا لخطورتها على المنطقة .. وكان بالقرب من سكة الحديد في راس الجادة خلف ملعب
الإدارة المحلية . مخازن أرضية للعتاد والسلاح.
6- ثكنة زاخو
العسكرية : في العهد التركي
، لم يكن في قضاء زاخو في شمال العراق ثكنة عسكرية .. بعد انتهاء الحكم العثماني
واحتلال الموصل من قبل القوات البريطانية سنة (1918م) . ومن بعد تشكيل الحكومة
الوطنية العراقية سنة 1921م . وتتويج المرحوم الملك فيصل الاول بن علي بن الحسين
ملكا على العراق . قامت القيادة العسكرية في العراق انذاك بإنشاء (معسكر) في زاخو
قرب الحدود العراقية مع تركيا ، وانشات فيه (ثكنة) عسكرية ، لتكون حامية عسكرية
ثابتة ، وكانت قوتها قوة فوج مشاة ، كما تم إنشاء موقعا لمهبط الطائرات فيها .
وكونت هذه الثكنة والقوة بمثابة ثغر من ثغور العراق في حدوده الشمالية .
7- حامية عقرة : كانت عقرة من الاقضية التابعة لمدينة الموصل وكقضاء من أقضية السابقة. حيث
تم انشاءحامية في بداية الأمر في عقرة ، واتخذت مقرا للجيش الذي يقيم في تلك
الحامية .. وفي الستينيات من القرن الماضي . أصبحت هذه الحماية (مقرا لقيادة
الفرقة الرابع) والذي عرفت فيما بعد بقيادة فرقة القعقاع فأصبحت معسكرا دائميا في عقرة سنة 1991م . وكانت
الفرضيات التي يقوم بها الجيش العراقي ، تبدأ من الموصل باتجاه عقرة مشيا على
الأقدام والجنود بكامل لوازمهم الميدانية . حيث يقضون هناك فترة الفرضية .
اخر موقع للفرقة كان في بداية مدخل عقرة .
وفي سنة 1991م ، انسحب لجيش من هذه المنطقة، وأصبحت الان ضمن منطقة إقليم كردستان العراق .
8- القوة الجوية
ومطار الموصل : موقع مطار
الموصل كان في السابق بيد القوات التركية.. وبعد الاحتلال البريطاني سنة 1918م
استخدمته القوة الجوية البريطانية كقاعدة جوية للإنكليز . بعد تشكيل الحكومة
العراقية أول (رف) للطائرات الحربية نوع (جيسي موث) في يوم 22 نيسان 1931م . وقاد
هذا الرف طيارون عراقيون من بريطانيا إلى العراق بهذه الطائرات واوصلوها إلى مطار
معسكر الرشيد آنذاك في منطقة (الهنيدي) .. وكان من بين الطيارين الطيار الموصلي
عبد الرحمن اغوان ، الذي كان في بدايته رياضيا ثم تطوع في القوة الجوية العراقية
وأصبح طيارا.
في يوم 27/ كانون الثاني 1932م . وصل الرف الثاني المتكون من ثلاث طائرات
الى بغداد وبقيادة طيارين عراقيين ، حيث نقلوا هذه الطائرات من مصر الى بغداد .
وفي يوم 20 نيسان
1932م وصلت المجموعة الثالثة من الطائرات العراقية التي اشتراها العراق من طراز
(بس موث) . وتم إنشاء الرف الثالث . وبهذا تم إنشاء السرب الأول للقوة الجوية
الملكية العراقية .وأصبح جاهزا في 20/4/1932م . واتخذ من معسكر الرشيد موقعاً لهذه
القوة.
وسبق
في سنة 1930م توقيع معاهدة الصداقة العراقية البريطانية ، وبموجبها تم تسليم مطار
الموصل إلى قيادة القوة الجوية إضافة إلى استلام المطارات العراقية الأخرى في بقية
المدن ، باستثناء قاعدتي الحبانية والشعيبة حيث بقيتا باشراف الانكليز لادامة خطوط
مواصلاتهم .
في سنة 1937م تم الإيعاز
إلى السرب الاول بان يكون تواجده في مطار الموصل ، وجرى احتفال رسمي تم بموجبه
الدعوة لبعض الضباط والموظفين المدنيين . وخلال حفل التسليم تم إنزال العلم
الانكليزي من سارية المطار . تم رفع العلم العراقي مكانه . وبقي هذا المطار عسكريا
وموقعا من مواقع القوة الجوية العراقية . وبعد الاحتلال الامريكي للعراق في 9
نيسان 2003م أصبح هذا المطار بيد القوات الأمريكية استخدم مطاراً لاغراضها
العسكرية ولنقل المعدات أو احتياجات هذه القوة.
ملاحظة :
ان الصور التوضيحية
من كتاب بحث في تراث الموصل للمؤرخ المرحوم سعيد الديوه جي .
القشلة الملكية
مدخل القشلة العسكرية
خارطة تبين بعض مواقع
القشلات العسكرية
الحصن المغولي
القلعة الداخلية (ايج
قلعة)
القلعة الداخلية (إيج قلعة)
البارود خانة
أصداء الجيش العراقي في الصحافة الموصلية
د.وائل علي احمد النحاس
رئيس قسم الإعلام
كلية الآداب/جامعة الموصل
تمهيد :
تعد الموصل من اوائل المدن العراقية
والعربية التي عرفت الصحافة الحديثة اذ شهدت ولادة باكورة الصحافة الموصلية (موصل)
في الخامس والعشرين من حزيران 1885 وصدور اول مجلة في العراق في الاول من كانون
الاول سنة 1902 وكانت السباقة في التعرف على الصحافة الحزبية (نينوى) في 15 تموز
1909 لسان حال جمعية الاتحاد والترقي فرع الموصل فكانت اول جريدة اهلية وحزبية في
الموصل ، فضلا عن صدور جريدة (النجاح) في 12 تشرين الثاني 1910 لسان حال حزب
الحرية والائتلاف المعارض للاتحاديين . كما كانت الموصل السباقة في مجال الصحافة
الهزلية او الفكاهية اذ صدرت (جكه باز) اي الثرثار في 27 حزيران 1919 كأول جريدة
هزلية .
تشكلت الدولة العراقية في 23 اب 1921
فصدرت صحف وطنية طالبت بالاستقلال من ابرزها جريدة الجزيرة في 24 اذار 1922 وجريدة
(العهد) في 20 كانون الثاني 1925 . وللفترة ما بين (1926 -1958) صدرت (62) جريدة
ومجلة موصلية تعددت انماطها ما بين : سياسية وحزبية وادبية ومهنية ، ومما يلاحظ
على الصحافة طغيان الصحافة السياسية على غيرها من انماط الصحافة . فكان للصحافة
الموصلية مواقفها المعروفة على المستوى الوطني والاقتصادي والاجتماعي . فكانت مرآة
المجتمع الموصلي عكست على صفحاتها همومه واماله وردود افعاله تجاه وطنه. فعملت على
تنمية وتعميق الروح الوطنية والحس الوطني حينما نقلت انجازات ومساهمات الجيش
العراقي بوحداته العاملة في الموصل على صفحاتها حينما نشرت قوانين وتشريعات التطوع
للجيش 1921 وقانون خدمة العلم 1934 . وقوة
الروابط المتينة بين الشعب والجيش حينما ساهم الموصليون بتبرعاتهم في تأسيس القوة
الجوية العراقية رغم قوانين وتشريعات
الصحافة في منع نشر تحركات واخبار الجيش ولكن هذا لا يمنع الصحافة الموصلية
في نقل تفاصيل الاستعراضات الرياضية العسكرية على صفحاتها والتعرف على ابطال
المسابقات الرياضية الفردية من الضباط والجنود فضلا عن التعرف على الافواج
والفصائل الفائزة في المسابقات .
تأسيس الجيش
العراقي :
بعد ثورة العراق (30 حزيران 1920)
تقرر تأسيس حكومة مؤقتة ، فتشكلت الوزارة النقيبية الاولى برئاسة عبد الرحمن
النقيب يوم 25 تشرين الاول عام 1920 فكان الفريق الاول جعفر العسكري (1886-1936)
اول وزير للدفاع، وحينما بدا احرار العراق ورجاله يعودون الى البلاد، وقسم كبير من
الضباط من الذين اشتركوا في الثورة العربية 1916 ، لذا قررت الوزارة تاسيس جيش عراقي
يكون عنوانا للاستقلال، فتم تشكيل الجيش العراقي يوم (6) كانون الثاني 1921 ، اذ
بدات التشكيلات الاساسية لدوائر وزارة الدفاع ، وقد شرع بتعيين وتسجيل الضباط
العراقيين وتنظيم دوائر المقر العام ([i]).
صدر قانون التطوع للجيش العراقي وبوشر في تطبيق
نظام التطوع خلال شهر حزيران 1921 ، بعد
تشكيل لجان التجنيد وعددها (19) لجنة، عدا مقر مدير التجنيد العام ، اذ اجاز قانون
التطوع للجيش العراقي لكل عراقي يتراوح عمره بين (18-40) سنة ان يتطوع للخدمة في
الجيش العراقي ، ومدة الخدمة هي سنتان في صنوف المشاة وثلاث سنوات في غيرها من
الصنوف الراكبة ، فيما حدد القانون رواتب ضباط الصف والجنود . ففي الصنوف الراكبة
يتقاضى النائب (60) روبية والعريف (40) روبية، والجندي (35) روبية ، اما صنوف
المشاة فيتقاضى النائب (50) روبية، والعريف (40) روبية والجندي (30) روبية ولكل
جندي الحق في التعيينات والالبسة المخصصة له ([i]).
وحدد قانون التطوع المكافآت
والامتيازات للمتطوع ، فالجندي الذي يخدم من ثلاثة اشهر الى ستة اشهر ، اذا تمكن
من ان يثبت اقتداره في التعليم والتربية العسكرية وتمارين الرمي . فيكافأ بضم (5)
روبيات على راتبه الشهري وتسمى هذه العلاوة بـ (راتب المهارة) واذا اتم الجندي
الدورة الاولى من الخدمة فيسمح له ان يجدد تطوعه وتسجيله للدورة الثانية، وتدفع له
حينئذ علاوة (5) روبيات على راتبه الشهري ، اما اذا اتم الجندي الدورة الثانية
(التطوع الثاني) من الخدمة . فيكون مرشحا عندها للدخول في صنف الضباط ، فيما رجح
القانون الجندي المتسرح بعد خدمة (12) سنة، الاستخدام على غيره في وظيفة ملكية
(مدنية) براتب مناسب متى وجد هناك وظائف خالية ([i]).
كان تعيين الجندي اليومي بموجب
القانون يتمثل بالخبر (800) غرام واللحم (250) غرام والارز او البرغل (150) غرام
والسمن (20) غرام والملح (20)غرام والصابون (10)غرام والحطب (700) والسكر(10)
والشاي او القهوة (2) غرام فيما يمنح لكل جندي اصناف من الملبوسات في الصيف سترة
تدريب عدد (2) وفي الشتاء سترة صوف عدد (1) ، وزوج جواريب عدد (3) ، وبنطلون عدد
(3) ، وقيمص (3) ، ولباس (2) وزوج احذية (2) ومعطف (1) وعقال (1) وكوفية (1)
وسيدارة (1) وبطانية (2) مزودة (طوربة) (1) ومع ملعقة وصحن وقدح بعروة ([i]).
وجاء في قانون التطوع، ان من اراد
التطوع ان يستحصل على شهادة بحسن اخلاقه يمضيها مختار محلته وان الجنود المطوعين
يعطى لهم من قبل ضابط التجنيد بدل اعاشة، اعتبارا من تاريخ تطوعهم حتى تاريخ
وصولهم الى المقرات، ويعطى لهم ايضا تذاكر سفر مجانية من دوائر تجانيدهم الى
بغداد، وفيما يخص الاجازات الممنوحة للمتطوعين حدد القانون اجازة الجنود الذين
يقيمون في البلدة التي تسكنها عائلاتهم بـ(24) ساعة في الاسبوع فيما منح الجنود
المتزوجين منهم، نفس الاجازة مع اضافة ليلة واحدة في الاسبوع، اما الجنود الذين
يتطلب السفر من ثكناتهم الى بيوتهم اكثر من (24) ساعة، فيمنحون اجازة (20) يوما في
كل ستة اشهر . والجنود الذين تبعد بيوتهم عن ثكناتهم اكثر من (3) ايام، فيمنح كل
منهم اجازة (30) يوما في كل تسعة اشهر ([i]).
كانت حصيلة التطوع في شهر حزيران 1921
(334) جندياً قدموا من تسع لجان : كربلاء والبصرة والخالص والحلة والنجف وبغداد
والهندية وبعقوبة والموصل التي كان رئيس تجنيدها القائد سري ، (والد الشهيد العقيد
رفعت الحاج سري ) ولما كان التطوع خلال شهري تموز واب 1921 جيدا ، لذا تم تشكيل
الفوج الاول في (ثكنة الخيالة) ببغداد في 28 تموز 1921 ، والذي سمي في التاسع من
اذار 1922 بـ (فوج موسى الكاظم ) فكان بذلك نواة الجيش العراقي الباسل ([i]).
الموصليون وتشكيل
القوة الجوية العراقية :
بدات الاستعدادت لتشكيل القوة الجوية
سنة 1927 عندما وافقت بريطانيا على قبول (5) طلاب عراقيين في كلية القوة الجوية
الملكية البريطانية للتدريب على الطيران وتم قبول (20) طالبا عراقيا في مدرسته
الصناعة ببغداد للتدريب الفني والميكانيكي ليكونوا جاهزين للعمل سنة 1931 واستمر
ايفاد الطلاب الى الكلية الجوية الملكية البريطانية للتدريب واتخذ وزير الدفاع
قرارا بتشكيل قوة الدفاع الجوي وفي 22 نيسان 1932 وصل اول رف عراقي وتشكل السرب
الاول للمواصلات ، ثم اصبح سرب تعاون الجيش . ثم شُكّل السرب الثاني للمواصلات في
الاول من حزيران 1933([i])
اهتم العراقيون بالقوة الجوية ،
فكانوا يقدمون التبرعات لشراء الطائرات ، وظهر تنافس الالوية (المحافظات) في هذا
المجال وبلغت تبرعات الشعب العراقي (16,000) دينار لسنة 1933 ، في وقت اهتمت فيه
الحكومات العراقية اهتماما كبيرا بالقوة الجوية لاهميتها([i]) تميزت الموصل بموقفها المشرف من تسليح الجيش
العراقي في صنف القوة الجوية بجمع التبرعات واجراء الفعاليات المساندة لجمع
الاموال ، وتخصيصها لشراء الطائرات ، وخصصت لها طائرة باسمها (طيارة الموصل). لذا
تشكلت في الموصل (لجنة الطيارة) بجمع المبالغ اللازمة لشراء طائرة باسم الموصل
واهدائها للجيش العراقي، وذلك باجراء اليانصيب واقامة الحفلات، حددّ اليانصيب
بمبلغ (3000) دينار يوزع كما يلي : (300) دينار للمصرف واجور البائعين (1) بالمائة
، (300) دينار رسوم البلدية ، (1200) دينار للطيارة ، (1200) دينار جوائز ، اما
الجائزة الاولى فستكون (300) دينار والثانية (100) دينار والثالثة (50) دينار وخمس
جوائز كل منها بـ (20) دينار و (10) جوائز كل منها بـ(10) دنانير و (90) جائزة كل
منها : (50) دينارا و (100) جائزة ، كل
منها بدينار واحد ([i]).
وتقرر اقامة حفلات ساهرة ثلاث مرات في
الشهر في بناية السينما تحت رعاية المتصرف (المحافظ) وليلة عمومية سينمائية وحفلة
نهارية للنساء في كل شهر ، على ان تطبع (5000) بطاقة، (100) بطاقة كل منها بـ(250)
فلسا و (200) بطاقة كل منها بـ (150) فلسا و (2000) بطاقة بقيمة (75) فلسا ، وقد
الفت لجنة فرعية لهذه الغاية من : حسن فؤاد بك مدير الشرطة ، جمال المفتي عضو
المجلس البلدي ، يونس بحري مشاور حقوق البلدية ، وتقرر تنظيم سجلات منتظمة ،
وبطاقات تختم بختم اللجنة ، ويوقع عليها من قبل سكرتير اللجنة تعطى مقابل المبالغ
التي ترد الى اللجنة على ان يجري سحب اليانصيب في الاول من تشرين الثاني 1933 تحت
اشراف البلدية وفي بنايتها([i]) .
بلغت حصة طيارة الموصل من ريع راوية
الاستعباد التي مثلت من قبل المدرسة المتوسطة في الموصل (18) دينارا وحصة جمعية
التربية الاسلامية (6) دنانير اما حصة المدرسة الثانوية فكانت (21) ديناراً ، صرف
قسم كبير منها لدفع الاجور المدرسية عن الطلاب الفقراء ([i]).
وتشكل فرع جمعية الطيران في قضاء زاخو
من الرئيس : القائمقام عبد الحميد الدبوني ، والاعضاء : معاون الشرطة ابراهيم
أدهم، رئيس البلدية حاجي افندي ، حازم بك ، حاجي احمد اغا ، سعدو حنوش ، موشي
كباي، وبلغ مجموع التبرعات في القضاء لشراء طيارة الموصل (151) ديناراً و (731)
فلساً ([i]).
اعلنت الصحافة الموصلية عن وصول
الطائرات العراقية الخمس من لندن الى بغداد بقيادة ضباطها العراقيين ، حيث اقيمت
حفلة استقبال لهم في مقر القوة الجوية الملكية في الهنيدي ببغداد ([i])،
واقيمت حفلة تخرج الدورة الثالثة لطياري القوة الجوية العراقية في 30 نيسان 1935 ،
حيث وزعت الجوائز على الفائزين بعد استعراض جوي بطائراتهم ، فوزعت الجوائز ووضعت
الاشارات على صدورهم دلالة على تخصصهم من قبل رئيس اركان الجيش ، ونال الملازم
كاظم عبادي كاساً فضياً لانه كان أحسن طيار في الدورة . ونال الجندي هادي كاظم
ساعة ذهبية . اما الذين تخرجوا من الدورة فهم : كاظم هادي ، رشاد الياور ،
جهاد شاكر والجنديين موسى حسين وهادي كاظم([i]) .
وزعت مديرية المعارف العامة على كافة
مدراء مناطق المعارف تعميماً طلبت فيه تقديم اقتراحاتهم حول تقديم طيارة الى القوة
الجوية العراقية باسم (المعارف) على ان يجمع ثمنها من تبرعات موظفي المعارف ،
واستلمت مديرية معارف منطقة الموصل التعميم واخذت في دراسته وقدمت مقترحاتها ([i]).
واقام فرع جمعية الطيران في الموصل
مشروع يانصيب بلغ عدد بطاقاته (60) الف بطاقة ، ثمن كل بطاقة (50) فلساً ، تربح
الجائزة الاولى (300) دينارا والثانية : (100) دينار والثانية (50) دينارا و (5)
جوائز تربح كل واحدة منها (20) دينارا و (10) جوائز تربح كل واحدة منها دينارا
وخصص (5%) من الجوائز الرابحة للبائع ، وشرع بتوزيع البطاقات على الاقضية والنواحي
ومركز لواء الموصل ([i]).
كتبت جريدة فتى العراق مقالا بعنوان (
تعزيز القوة الجوية العراقية ، يجب ان يكون هدف العراقيين اجمع . دعوة الاغنياء في
الموصل للمساهمة في المشروع ) اشادت فيه بالشعب العراقي الابي السباق في المساهمة
بكل مشروع حيوي يعود على البلاد بالفائدة المطلوبة ومنه الاهتمام بتعزيز القوة
الجوية الملكية العراقية والتسابق في التبرع للمشروع ، وان ل(اهتمام الحكومة)
العراقية في تعزيز القوة الجوية العراقية ، اثرا بليغا في نفوس الموظفين العسكريين والملكيين وابناء
الشعب عامة . وأكد المقال اهتمام متصرفية اللواء بحث الموظفين على القيام بواجبهم
بالتبرع وكذلك نشاط فرع لجنة الطيارة بدعوتها اشراف ووجهاء مدينة الموصل للحضور في
ديوان المتصرفية في 30 كانون الثاني 1937 للمداولة معهم وحثهم على المساهمة في
المشروع ، واختتم المقال بمناشدة الموصليين بالقول " ... كلنا أمل بان
الموظفين في الموصل والموصليين الاباة اجمع سيقومون بما يحتمه الواجب الوطني
المقدس في التبرع والمساهمة بتعزيز القوة الجوية التي ستضاهي .. القوات الجوية
للامم الاخرى بفضل مساهمة ابناء القطر العراقي الذين برهنوا على حبهم للعمل ومناصرتهم
للمشاريع الوطنية النافعة .. "([i]) .
تحت عنوان (الاهتمام بمشروع القوة
الجوية العراقية ) نشرت الصحافة الموصلية تعميم سكرتارية مجلس الوزراء بشأن مساعدة
مشروع الطيران ، نظرا لما للسلاح الجوي من الاهمية الكبرى في الدفاع عن كيان
البلاد .. جاء فيه دعوة رئيس الوزراء حكمت سليمان (27 اذار 1935 – 29 تشرين الاول
1937) الموظفين للمساهمة باوفر قسط من التبرع ومشاركة الشعب ودعوة الوزارات في
الدولة بحث موظفها للمبادرة الى مناصرة هذا العمل الوطني ، استنادا للتعميم ، عممت
وزارة المعارف صورة منه الى كافة مديري مناطق المعارف في العراق ، اكدت فيه ان
التبرعات اختيارية ، والتبرع يكون باستقطاع ثلث راتب كل موظف في المعارف (المعلمين
والمعلمات ) ويقسم الى (3) اقساط (أي كل منها 1/9 من الراتب اعتبارا من راتب الاول
من اذار 1937 ، وان تؤلف لجنة في كل مدرسة من مدير المدرسة ومعاونه واثنين من
المعلمين وبجمع التبرعات من الطلاب وبمعدل (50) فلسا عن كل طالب ، على ان ترسل
التبرعات مباشرة الى جمعية الطيران، مع اعلام المديرية بالمبالغ المحولة في
المدارس المرتبطة بالمديرية العامة مباشرة، و (20) فلسا عن كل طالب في المدارس
الابتدائية ، و (10) فلوس في كل طالب من المدارس الاولية ، ويذكر ان التبرعات تشمل
البنين والبنات في المدارس الحكومية والاهلية والاجنبية([i]) .
وساهمت المدارس بتبرعات الفعاليات
المدرسية منها مبلغ (6.151) دنانير عن رواية الانانية التي قامت المتوسطة الشرقية
بالموصل بتمثيلها لمشروع الطيران ، والتبرع بثمن الحصان الذي تبرع به الحاج محمد
النجفي وقدره (11) دينار لمشروع الطيران ومبلغ (357,181) دينار حصة جمعية الطيران
من يانصيب (طيارة الموصل) تم تحويل (2000) دينار الى جمعية الطيران العراقية من
تبرعات اهالي مدينة الموصل وتحويل بمبلغ (500) دينار ([i]).
شملت التبرعات النقدية اهالي مدينة
الموصل وضواحيها من الاقضية والنواحي التابعة لها ، ومن المؤسسات الرسمية الحكومية
ومن طلاب وطالبات المدارس([i])
وضمن قوائم بالاسماء والمبالغ المتبرع بها ، استمرت التبرعات من شهر اذار ولغاية
اب 1937 ، اذ حسمت المبالغ من رواتب موظفي البلدية واسالة الماء والكهرباء والكمرك
والصحة فضلا عن موظفي الداخلية والعدلية والمعارف والمالية، والمبالغ بعد حسمها
تكون واردات لجمعية الطيران العراقية في
بغداد اذ تم تحويل مبلغ (3000 ) دينار وهو ما جمع خلال اشهر اذار ونيسان ومايس
1937 ([i]).
ساهمت بالتبرعات الاقضية والنواحي
والقرى التابعة للواء الموصل منها : (241,100) تبرعات قضاء عقرة (152) تبرعات
العشائر السبعة (214,679) تبرعات قضاء سنجار وناحية الشمال (101,465) تبرعات القرى
التابعة لقضاء الشيخان (18,90) تبرعات قرى ناحية تلكيف ، (126) تبرعات عشائر
الهركية ، (180,700) تبرعات ناحية قره قوش ،(42,34) تبرعات اهالي ناحية برواري
بالا في قضاء العمادية (54,338) تبرعات اهالي قرى ناحية قره قوش ،(5,100) تبرعات
القائمة الثانية لاهالي ناحية الشورة، (9,850) تبرعات ناحية احميدات للمرة الثالثة
([i]).
استلم العراق في شباط 1936 ، مطار الموصل من القوات البريطانية، وخصص
للسرب الاول ، وعين الطيار موسى علي آمراً للسرب الاول فيها استمر العراق بشراء
الطائرات بحيث وصلت الى اربعة رفوف جوية بلغ تعداد طائراتها (72) طائرة ([i]).
بلغت التبرعات لمشروع تعزيز السلاح
الجوي العراقي في الموصل نهاية نيسان 1937 (2700) دينار من مديرية معارف منطقة
الموصل عن طريق تبرعات مدارسها . تحويل
مبلغ (241,100) دينار الى فرع جمعية الطيران في الموصل من اهالي قضاء عقرة ومن
الاهالي في ناحية عشائر السبعة ([i]).
الجيش ونظام
الفتوة :
ابدت وزارة المعارف رغبتها ادخال
الدروس العسكرية في منهج الدراسة الثانوية في السابع من ايلول 1932 ، فاعلمت وزارة
الدفاع واقترحت عليها ان تبدأ الدروس في المدرسة المركزية في بغداد اولا ، فعينت
لها (3) من الضباط و (15) من ضباط الصف من صنفي الخيالة والمشاة للقيام بتدريب
الطلبة. ([i])
تشكلت لجنة عسكرية في وزارة المعارف
من مدير المعارف العام الدكتور سامي شوكت والمقدم عبد الرزاق ممثل شعبة الاركان
الحربية في وزارة الدفاع وسكرتير وزارة المعارف ومدير الثانوية المركزية . اجتمت
اللجنة وقررت تدريب طلاب الصف الرابع القديم على الفروسية والرمي والرابع الحديث
على المشاة والرمي . على ان يجرى تدريب المشاة في ساحة القلعة في باب المعظم
وتدريب الرمي في ساحة الرمي للجيش ، وشراء التجهيزات والالبسة للطلبة من وزارة
الدفاع ([i]).بعث
مدير المعارف العام منشورا عاما في الثالث من تشرين الثاني 1933 ، والى جميع مدارس
العراق ، اعرب فيه عن رغبته في ادخال الدروس العسكرية الى جميع مدارس العراق
المتوسطة والثانوية([i])
صدر في العراق نظام الفتوة رقم (50)
لسنة 1935 في 31 تشرين الاول 1935 ، جاء فيه ان غايته تعويد الفتيان على خشونة
العيش وتحمل المشاق وخصال الرجولة ، وتدريبهم على التمارين العسكرية والرماية وما
يتبعها من خصال حب النظام والطاعة ولوزارة المعارف الاستفادة من وحدات الجيش
المراكز التي توجد فيها وان تدخل في منهجها تمارين اسبوعية خلال السنة الدراسية في
التدريب العسكري للصفوف المنتهية من المتوسطات والثانويات ودور المعلمين والصنائع
، وعلى وزارة الدفاع ان تقوم بتعيين المدربين وتقديم الوسائط والعتاد ([i]).
قامت مديرية التربية الرياضية في
وزارة المعارف بتخصيص (93) ساعة لتدريب الفتوة تدريبا رياضيا عسكريا في السنة
الاولى لتطبيق القانون لسنة الدراسية 1935-1936 ، فيما قدمت وزارة الدفاع (20) الف
بندقية كانت الحكومة قد اشترتها من جيكوسلوفاكيا، لغرض استخدامها من قبل الفتوة في
تدريباتهم فضلا عن العتاد والمعدات اللازمة ([i]).
تشكلت هيئة تعليمية في الموصل لتدريب
الطلاب تدريبا عسكريا في المدارس المتوسطة والثانوية والصناعية فقد عين الرئيس
(النقيب) نوري خيري ضابط ركن المنطقة الشمالية لالقاء المحاضرات في الدروس
العسكرية . والملازم خليل من الفوج الخامس لتعليم المشاة والرمي وضابط صف واحد من
المستودع وثلاثة ضباط صف لتعليم المشاة والرمي([i]).
اجتمع في المدرسة الثانوية عبدالله
محي الدين مفتش المعارف ووكيل مدير منطقة المعارف وبهجت، النقيب مدير ثانوية
الموصل، والرئيس نوري خيري ضابط ركن المنطقة وعبد الرزاق اسعد مدير مدرسة صناعة
الموصل ورزق الله اوغسطين مدير المتوسطة . والملازم خليل لتعين منهاج واوقات
التدريب العسكرية في مدارس الموصل . فاتفقوا على اوقات تدريس المعلومات العسكرية
في المدارس باوقات مختلفة فيما خصص يوما الاثنين والخميس من كل اسبوع للتدريب
العسكري من الساعة 3-5 عصرا ([i]).
وجرى توزيع البنادق في 15 شباط 1936
علي اربعة اقسام من مجموع خمسة اقسام من طلاب الصفوف المنتهية للمدارس الثانوية
والمتوسطة والصناعة وتم تخصيص ساحة العرض العسكري للتدريب العسكري اذ يتوجه اليها الطلبة سيرا
على الاقدام وتوزيع عليهم البنادق والنطاقات كل نطاق مربوط بحمالتين مع محفظة لوضع
العتاد داخلها ([i]).
اشادت جريدة فتى العراق بالاقبال على
" التدريب العسكري " بالقول " .. كان الحماس بالغا اشده في الاقبال
على التدريب الذي تجلت فيه الروح الوطنية الحقة ، واصبح كل طالب يشعر بانه جندي
مستعد للقيام بواجب الوطن المقدس حتى ان القسم الاخير (قسم الطلاب الصغار) الذي
ليس في مقدورهم حمل السلاح اخذوا يتوسلون بكل الطرق لاقناع رؤسائهم لتزويدهم
بالاسلحة اسوة باخوانهم الباحثين الذين حملوا السلاح .. فحيا الله هذه الروح
العربية المتغلغلة في نفوس النشء .. " ([i])
وللمحافظة على الاسلحة والتجهيزات
العسكرية عممت مديرية المعارف العامة على مدراء مناطق معارف الالوية (المحافظات)
تعليمات نبهت فيها الطلاب المشتركين بالتدريب العسكري بمسؤوليتهم عن كل تلف او كسر
يطرأ على الاسلحة والتجهيزات التي بحوزتهم، ودفع اثمان الاضرار شأن جنود الجيش،
وللتأكد من سلامتها بصورة مستمرة اكد التعميم ان تسلم الاسلحة بعد فحصها تحت اشراف
ضابط التدريب المخصص، وتسجل ارقامها وعوارضها في دفتر خاص حسب الانموذج المتبع في
وحدات الجيش ومراجعة اقرب موقع عسكري عند حدوث أي خلل او نقص في الاسلحة للوقوف
على مقدار الغرامة وكيفية ازالة الخلل ([i]).
اصدرت مديرية المعارف العامة بشأن
ترفيع طلاب الفتوة الى درجة (فتى اول) واعمالهم المؤكلة اليهم وابرزها واجبات
امراء حضائر وعرفاء فصائل حسب مقدرتهم في التدريب وتفوقهم على رفقائهم في التدريب
حسب تنسيب ضابط التدريب ([i]).
نظر للتقدم الذي احرزه البعض من طلاب الفتوة المشتركين بالتدريب العسكري من
المدارس الثانوية والمتوسطة والصناعة فقد تقرر ترفيع المستحقين منهم الى رتبة (فتى
اول) وله الحق في حمل الشارة المخصصة لهذه الرتبة وهي : وضع علامة على الكتف وهي
عبارة عن سفيفة واحدة عرض (1)سم لونها احمر مع حمل قيطان الصافرة اسود اللون ([i]).
وافق رئيس اركان الجيش على منح (48)
طالبا رتبة (فتى اول) ،(43) منهم من المدرسة الثانوية، و (5) من المدرسة المتوسطة
بعد اختيارهم من قبل الرئيس نوري خيري ضابط ركن منطقة الموصل والرئيس محمد ساجد
وكان من الحائزين على الرتبة من طلبة الثانوية . مظفر مجيد التك ، رفاعي حديد ،
شاكر ابراهيم ، عبد الوهاب حديد ، محمود امين افغان خضر حامد ، خطاب عمر ، زكي علي
الداؤد ، عمر شنشل ، حبيب دانيال ، ابراهيم كشمولة ، محمد عبد الجبار ، خير الدين
عبد اللطيف ، ثائر اكرم العمري ، سيف الدين سعيد ، يونس جاسم ، فخري نوري سليم ،
جاسم محمد ، نوري النقيب ، طارق صالح ، محمد شيخو ، صلاح لدين خليل ، عبد الرزاق
عبد الفتاح ، وجيه النوري ، جميل سليمان ، محمد سلمان ، امجد يوسف الملاح ، ناظم
اسماعيل الخياط ، فاضل طاهر الصابونجي ، راجي عبد القادر ، هاشم عبد القادر ، عبد
القادر طه ، ذنون محمد ، رحو فتوحي ، حمدون داؤد ، فخري الجبوري ، سالم محمد ماجد
، محمود حسن ، حسين عبد الرزاق ، ومن المتوسطة : محمد زكريا ، عزيز حسن كشمولة ،
صديق مرعي ، سالم امين ، رشيد سعيد ([i]).
اقيم الاستعراض العام الاول لطلاب
الفتوة والكشافة على ساحة العرض العسكرية في الثامن من مايس 1936 على ساحة العرض
العسكري بحضور وكيل متصرف لواء الموصل ، صبري سعيد قائمقام قضاء الموصل وكبار
الموظفين والعلماء والاهالي ابتدأ الاستعراض من قبل طلاب الفتوة بقيادة الملازم
جاسم عمارة حيث تقدمت سرية الفتوة حاملة البنادق وعلى رؤوسها الحراب وهي تمشي
بخطوات تابعة متزنة وبنظام الفصائل ، وكان يقود وحدات الفتوة آمروا السرايا وآمرو
الفصائل والحضائر . وكانت تسير بنظام الفصائل وبعدها استعرضت بنظام الكتلة ثم تغير
الوضع واستعرضت بنظام الرباع وبعد ان استعرضت في وسط الساحة تقدمت نحو الوسط بنظام
النسق حيت حيت الجماهير ببنادقها (تحية الامراء) وبعد ان انتهت الفتوة من تأدية
واجب الاستعراض تقدمت كشافة المدارس الابتدائية والاولية باشراف مراقب الرياضة
البدنية الكشافة عبد الرحمن امين واكملت الاستعراض الذي انتهى برفع العلم العراقي([i])
ويذكر ان اعداد الفتوة المشاركة بالاستعراض (200) وعدد طلاب الكشافة يزيد على (3)
الالف ([i]).
قدم وزير المعارف صادق البصام لمديرية
المدارس التي يتدرب طلابها تدريبا عسكريا، شكره للقائمين على التدريب العسكري من
الضباط وللهمة التي بذلوها بحيث كان الاستعراض ناجحا مقدرا جهودهم([i])
ويذكر ان عدد طلاب الفتوة التي دربت في مدارس العراق الثانوية والمتوسطة والصناعة
(1214) فتى خلال السنة الدراسية 1935-1936 ([i]).
اصدرت مديرية التربية البدنية
والتدريب العسكري منهج التدريب لشهر اذار 1937 وقررت اضافة ضابط الى ضابطي
المحاضرات والتدريب لاجراء امتحان الترقية لطلاب الفتوة في التدريب العملي اعتبارا
من اول اذار 1937 على ان تقسم درجات الترقية حسب الترتيب التالي : القيافة (20) درجة ، تعليم المشاة (20) درجة
، الرمي (20) درجة ، النشاط والرشاقة (20) درجة ، الدوام (20) درجة ([i]).
اقيم الاستعراض العسكري للفتوة
الكشافة لمنطقة الموصل يوم الجمعة 30 نيسان 1937 ، الساعة الرابعة عصرا في ساحة الغزلاني بحضور متصرف لواء الموصل
وآمر اللواء السادس العقيد قاسم مقصود بالنيابة عن امر المنطقة بدا الاستعراض
بتفتيش السرايا من قبل العقيد قاسم مقصود على صهر جواده يتقدمه اللواء فهمي سعيد
وضابط ركن المنطقة الرئيس يوسف علي ، بعدها ابتدات سرابا الفتوة تحت قيادة امرها
الرئيس احمد صالح بالاستعراض امام قاعدة الاستعراض ، يتقدم كل سرية ضابط فكان
يتقدم السرية الاولى الملازم عبد المجيد اسماعيل الباجةجي ، والسرية الثانية
الملازم الثاني سعيد محمود والسرية الثالثة الملازم الثاني صديق مصطفى والسرية
الرابعة الملازم الثاني بشير غنام . ثم اعقبها فصائل الكشافة فكان يتقدم كل سرية
كشافة معلمها الخاص عادت السريا وتقدمت برتل السرايا ، وبعدها تقدم الجميع بنظام
الحضائر الى الوسط ، حيث ادت تحية الامراء . وبعد الانتهاء من الاستعراض عادت الى
محلها الاول للاستراحة . تقدمت مديرية منطقة المعارف بشكرها الى المدربين العسكريين
والمنظمين نظرا لنجاح الاستعراض ([i]).
انتهى التدريب العسكري لعام 1937 ،
بعد اجراء تمارين الرمي السنوي التطبيق لطلاب الفتوة ، في شهر ايار 1937 ، وتنظيف
الطلاب لبنادقهم وتزيتها ([i]).
وقد حصل (30) طالبا على درجات تؤهلهم للترفيع الى درجة (فتى اول) والطلاب هم من
الفصيل الاول ، محمود الجليلي ونجيب حبوش وجميل عبدالله وجبرائيل سليم ، ومن
الفصيل الثاني : اكرم فاضل الصيدلي ، طه عبدالله واسماعيل محمد ومجيد رشيد وجميل
سعدالله وحميد صادق وعلي رفيق وعبد الجبار خليل (شنشل) وذنون سعيد ، وسعيد صالح
وعبد العزيز مجيد وادريس توفيق ، الفصيل الثالث : ابراهيم الانصاري ، هاشم ابراهيم
، نجيب عزيز ، محمد عبد الجواد ، انعم رؤوف ، خليل محمد ، شريف محمد ، اهانان
وارتان ، مصطفى عثمان ، وفاضل عباس . ومن الفصيل الرابع : محمد صالح عبد القادر ،
سعيد محمد علي ، حمدون سعيد وكوكب علي (الجميل) ([i]).
واقيمت حفلة الاستعراض العام للفتوة
والكشافة في 28 نيسان 1938 في ساحة البولو في الغزلاني ، بحضور وكيل متصرف لواء
الموصل محمد خالص قائمقام قضاء الموصل وعاصم الجلبي مدير معارف منطقة الموصل وضباط
الجيش وجمهور من الموظفين والصحفيين والاهلين ، ابتدأ الاستعراض العام بسلام
الامراء ثم تقدم امر المدفعية المقدم محمود نديم العمري فاجرى التفتيش على طلاب
الفتوة يرافقه الرئيس ساجد يحيى ضابط ركن المنطقة الشمالية وبعد التفتيش ابتدأ
الاستعراض من قبل طلاب الفتوة بقيادة الملازم الاول جاسم عمارة، تقدمت سرية الفتوة
حاملة البنادق وعلى رؤوسها الحراب وهي تمشي بخطوات ثابتة ونظام الفصائل، ثم بنظام
الكتلة، ثم تغير الوضع الى نظام الرباع وتبعها فصائل الكشافة بعد ان استعرض الجميع
وسط الساحة، تقدموا نحو الوسط بنظام النسق والكشافة بنظام الفصائل ، حيث تم تحية
الجماهير المدعوة وانتهت الحفلة بالسلام الملكي ([i]).
بلغ عدد طلاب الفتوة (270) فتى (110)
منهم من الصفوف المنتهية لمتوسطة ثانوية الموصل و (88) من الصفوف المنتهية
للمتوسطة الغربية و (8) طلاب من مدرسة صناعة الموصل اما عدد الكشافة الذين اشتركوا
في الاستعراض فبلغ عددهم (768) كشافا من كشافة المدارس (الوطن ، القحطانية ،
العراقية ، النجاح ، العدنانية ، الطاهرة ، مارتوما ، باب البيض ، شمعون الصفا ،
الميدان ، الفلاح ، والحمدانية ) ([i]).
نشرت جريدة فتى العراق ، تفاصيل
الاستعراض العام تحت عنوان " حفلة الاستعراض العام للفتوة والكشافة في الموصل
" وكان للجريدة تعليقها ورأيها بالاستعراض مما جاء فيه " .. اوجد
التدريب العسكري الذي ادخل في منهاج الصفوف المنتهية للمدارس الثانوية والمتوسطة
والصناعة في العراق ، روحا عسكرية حقه ، فازداد شوق الناشئة نحو الجندية المقدسة
واخذوا يقبلون على التدريب بتلهف وحماسة فائقة فكنت ترى جموع الفتيان يسير بشوق
زائد الى ساحة العرض العسكري لتتدرب تدريبا عسكريا وتتمرن على استعمال السلاح تحت اشراف الضباط البواسل
الذين يبذلون قصارى الجهد في سبيل تدريب هؤلاء الشباب على حياة الجندية المقدسة
وضروبها . " وتابعت فتى العراق طرح رؤيتها لنظام الفتوة وتطبيقه متمثلا
بالاستعراض العام بالقول : " .. قلوب المتفرجين تطفح بشرا وتعلو وجوههم
امارات الاعجاب والتقدير للروح العسكرية الحقة التي غرسها الضباط البواسل في نفوس
طلاب الفتوة ، تلك الروح التي تبشرنا بمستقبل زاهر يعيد للعراق وللعرب ماضي العز
والسؤدد وكلهم السنة ثناء وشكر على ما شاهدوه في الاستعراض من النظام والانتظام
والروح العسكرية المقدسة التي لمسوا آثارها المتجسمة في نفوس الناشئة .. "
واختتمت الجريدة كلمتها بتقديم شكرها الى آمرية منطقة الموصل والضباط البواسل
الذين قاموا بتدريب طلاب الفتوة وغرسوا في نفوسهم الروح العسكرية المقدسة والى
مديرية معارف المنطقة ومراقب الرياضة البدنية ومعلمي الرياضة والكشافة ([i]).
جرت في شوارع الموصل مسيرة للفتوة ،
يوم الخميس 6 اذار 1941 اشتركت فيها فتوة المدرسة الاعدادية والمتوسطات الشرقية
والغربية والمثنى والاهلية ابتدأت المسيرة من ساحة المستودع ، تحت آمرية الرئيس
عبد القادر الخطيب آمر تدريب الفتوة ومساعده الملازم الاول يونس رفيق وهيئة تدريب
الفتوة وكانت السرايا المسلحة بقيادة الملازم الاول خالد عبد الغفار والسرية
الثانية بقيادة الملازم الاول حسينن احمد الشربتي ، والسرية الثالثة بقيادة
الملازم الثاني عبد القادر محمد فيما كانت سرايا الفتوة غير المسلحة بقيادة مدرسة
الرياضة في المدارس المتوسطة وبعد ان عقبت الفتوة في مسيرها الشوارع الرئيسية في
الموصل ووصلت منتهى شارع نينوى عادت الى محل تجمعها ([i]).
وجرى
الاستعراض العام لفرق الفتوة في يوم الخميس 22 نيسان 1941 على ساحة الغزلاني بحضور
قائمقام قضاء الموصل سالم نامق والعقيد عبد الرزاق حسين آمر المنطقة بدأ الاستعراض
بفتوة المدرسة الاعدادية ببنادقها فالمتوسطة الاهلية ، فالمتوسطة الشرقية ،
فالمتوسطة الغربية فمتوسطة المثنى كانت الفرق تسير بحركات عسكرية منتظمة واجسام
صلبة فتية العود ، وامام كل فرقة مدربها الخاص . بعد انتهاء الاستعراض وزعت الكؤوس
للفائزين فيه ، فحازت المدرسة الاعدادية كاس الفتوة المسلحة وحازت المدرسة الاهلية
كأس الجوالة للمنطقة والمدرسة الشرقية كأس الفتوة للرئيس عبد القادر الخطيب امر
تدريب الفتوة وتسلم مدربو الرياضة في
المدارس الثلاث الكؤوس من امر والمنطقة وعزفت فرقة الموسيقى السلام الملكي علاقة
انتهاء الاستعراض ([i]).
علقت جريدة فتى العراق على الاستعراض
العام للفتوة لسنة 1941 بالقول : " اخذت الخلائق تتدافع بالمناكب رجالاً
ونساءاً ، كباراً وصغاراً لمشاهدة المظهر العسكري الرائع الذي يدل على ما في قلوب
فتيان العراق من حمية قومية وحماسة وطنية منقطعة النظير .. ان هذا الاستعراض كان
دليلا ملموساً على انتشار روح الجندية بين التلاميذ ... فلا يسعنا الا ان نتقدم
بالثناء المستطاب على الهمة التي بذلها الرئيس عبد القادر الخطيب امر تدريب الفتوة
، لما بذل جهود طيبة .. فقد نظم الفتوة على اساس قوي من الطاعة والانسجام والضبط ،
واننا لا نكون مغالين اذا قلنا ان الفتوة في الموصل ترجح على غيرها من فتوة الالوية
نظرا لما ابدته في هذا الاستعراض من تنظيم متفق وحماس ملتهب يبشر العراق بمستقبل
زاهر " وتابعت الجريدة تعليقها بالقول " فتلك الجموع المتراسة من كتائب
الفتيان الجريئة ايقظت في نفوس البلد عواطف الفخر والمباهاة ، وقدمت الى الاجانب
برهانا ساطعا على كفاءة الشعب العراقي واستعداده لممارسة الحرية الكاملة
والاستقلال المنجز .. " ([i]).
الموصليون وقانون
الدفاع الوطني 1934 (خدمة العلم):
صدر قانون الدفاع الوطني رقم (9) لسنة
1934 في 12 حزيران 1935 وتضمن تحديد عمر المكلف بالخدمة في الجيش والبالغ سن (19)
ومدة الخدمة عشرة سنوات موزعة على خدمة العلم ومدتها ماعدا التدريب سنة ونصف سنة
للمشاة وسنتان للصفوف الفنية والراكبة وخدمة الاحتياط الاول ومدتها (4) سنوات
وشهران للمشاة و (3) سنوات ونصف ، وثلاث سنوات وثمانية اشهر الفنيين ، وخدمة
الاحتياط الثاني : ومدتها (4) سنوات لجميع الصفوف وأجاز القانون باعفاء المكلف من
خدمة العلم، بدفع بدل نقدي مقداره (30) دينارا، شريطة ان يخدم مدة التدريب([i]) .
اعتمد الجيش العراقي في اول تشكيلة
على اسلوب التطوع الى ان اعلن قانون خدمة العلم والدفاع الوطني في سنة 1934 واعلنت
الصحافة الموصلية عن اسماء ضباط دوائر التجنيد في اقضية لواء الموصل وهم : المقدم
محمد علي حسن رئيس تجنيد لواء الموصل، الملازم الاول محمد سليم الزهاوي ضابط تجنيد
قضاء الموصل، الرئيس الاول شوكت فائز عبد الوهاب، ضابط تجنيد دهوك ، الرئيس النقيب
مهدي كاظم ضابط تجنيد عقرة . فيما صدرت الارادة الملكية بتطبيقه في 12 حزيران 1935
على ان يطبق اعتبارا من اول اب من نفس السنة .. ([i])
والموصل التي عرفت منذ القدم بالشجاعة والبطولة وحبها للجندية وتمسكها بالروح
العسكرية استقبلت قانون خدمة العلم بكثير من الترحيب والتهليل واجتاحت المدينة
موجة فرح شديد عم جميع اوساطها ففي صباح يوم الاحد 28 تموز 1935 قامت جماهير
الموصل بمظاهرات وهوسات شعبية كبيرة تخللتها عشرات المواكب الشعبية التي تمثل
احياء المدينة بما فيها احياء باب والنبي شيت وباب الجديد وباب البيض والجامع
الكبير اضافة الى مواكب الجمعيات المهنية كجمعيات الخشابين والعلافين والقصابين
والاطراقجية ثم مواكب الطلبة وقد اخترقت تلك المظاهرات شوارع المدينة القى خلالها
الطالب (اكرم فاضل الصيدلي) القصيدة التالية :
من يرفع الاوطان
غير بنيها ويوافيها
العلياء غير ذويها
وينيلها اسنى
المراتب والذرى في همة
قعساء من اهليها
فثبوا شباب العرب
وثبة ضيغم حامي العرين
فكلكم حاميها
نرجو بنهضتكم
ختام شقائنا وهو الذي
بنكوصكم يشقيها
يا حبذا اهل
العراق فانهم اسد
الثرى في الذب عن واديها
ولانتمو خير
الشباب شجاعة فاحيوا
البلاد وناصروا بانيها
فالمجد ليس بقائم
ان لم يكن فيكم ومنكم
دائما جنديها
ليس الشجاع هو
الذي اوطانه سلب الاعادي
ثم لايفديها
هي امنا لا كان
من ابنائها من لا
يواليها ولا يحميها
فافدوا البلاد
بنفسكم ونفيسكم وتفاءلوا
بالخير في غازيها
القى الطالب محي الدين العشائري أمام
المدرسة الثانوية ، كلمة حيا فيها الشجاعة والبطولة المتمثلة باعلان القانون كما
القى امين اغوان مدير نفوس الموصل كلمة امام المتصرفية كما القى في الوقت نفسه
الحاج عبد الرزاق السيد محمود معلم مدرسة الوطن كلمة، اعقبة مدير التجنيد المقدم
محمد علي بكلمة كانت نهاية التجمع الحاشد ، استمرت
المظاهرات الشعبية في اليوم الثاني 29 تموز تتقدمها مواكب الاغوات ورؤساء عشيرتي
طي والبو نجمة على ظهور الخيل فطافت شوارع المدينة وقد القيت خلال التظاهرة كلمات
لكل من المعلم رشاد عبيد البناء وللطلاب امجد يوسف الملاح وعبد الرحمن الجليلي
وحسين زكريا . ([i])
اتخذت سلسلة من الاجراءات لسوق اول
وجبة للتجنيد الالزامي (خدمة العلم) فكانت الخطوة الاولى تسجيل المكلفين بالخدمة
الوطنية من شباب مدينة الموصل فشرعت لجنة بتسجيل المكلفين من ابناء (قضاء الموصل)
فتمكنت خلال الفترة (21 اب – 29 اب 1935 ) من تسجيل القرى التابعة لقضاء الموصل
وعددها (26) منها يارمجة ونينوى وكوكجلي والاربجية واولمش وبعويزة وبيسان .
والبوسيف والرشيدية . كما تم تسجيل قرى نواحي قره قوش (14) قرية، وقرى ناحية
تلكيف، وعددها (9) وقرى ناحية الشوره وعددها (9) وقرى ناحية الموالي وعددها (15)
قرية . ([i])
نتيجة الفحص الابتدائي الذي اجرى على
المكلفين، من قبل لجان التسجيل في الاقضية التابعة للواء الموصل، تبين ان عدد
مكلفي قضاء العمادية بلغ (1663) مكلفا وزاخو (951) مكلفا، ودهوك (499) والشيخان
(700) وسنجار (1000) وتلعفر (723)، فيما كانت الجهود مستمرة لتسجيل اقضية عقرة والزيبار
والموصل وباشراف مديرية تجنيد منطقة الموصل التي استلمت بدورها دفاتر الخدمة
العسكرية وعددها (8000) دفترا لتوزيعها على لجان التسجيل([i]).
وبناء على صدور الارادة الملكية
بالشروع في الفحص النهائي لدعوة المكلفين بخدمة العلم اعتبارا من الاول من تشرين
الثاني 1935 اقيمت صباح الثلاثاء الموافق 30 تشرين الاول 1935 حفلة في ساحة العرض
العسكري لسماع تلاوة الارادة الملكية حضر الحفلة متصرف لواء الموصل وكبار الموظفين
والعسكريين وامراء الوحدات العسكرية والحكام ووجهاء الموصل من العلماء والاشراف
وبحضور حرس الشرف في مدخل الساحة لاداء التحية الرسمية مع موسيقى الجيش . وقد قام
مدير التحريات نيابة عن المتصرف (المحافظ) بتلاوة الارادة الملكية المرقمة (628)
في 21 تشرين الاول 1935 بالشروع بالفحص النهائي لدعوة المكلفين بخدمة العلم
وبتوقيع الملك غازي وكان وقتها ياسين الهاشمي رئيسا للوزراء وجعفر العسكري وزيرا
للدفاع ([i]).
الفت لجنة التجنيد لاجراء الفحص
النهائي على المكلفين بخدمة العلم في الموصل وقد تشكلت من عمر نظمي متصرف لواء
(محافظ) الموصل (رئيسا) والمقدم محمد علي حسين مدير تجنيد منطقة لواء الموصل
(عضوا) وامين افغان مامور نفوس لواء الموصل (عضوا) وعبد القادر زكريا عضو عضو
المجلس الاداري في الموصل (عضوا) عبدالله رفعة العمري عضو المجلس البلدي في الموصل
(عضوا) وعضوية طبيين رسميين وهيئة اختيارية كل محلة من محلات الموصل ([i]).
فيما تم تأليف لجنة تجنيد قضاء الموصل
من : صبري سعيد قائمقام قضاء الموصل (رئيسا) والملازم الاول محمد امين سليم
الزهاوي ضابط تجنيد قضاء الموصل (عضوا) وصادق امين الجويجاتي مامور نفوس قضاء
الموصل (عضوا) ومتي سرسم عضو المجلس الاداري في الموصل (عضوا) وطاهر الصابونجي عضو
المجلس البلدي في الموصل (عضوا) وعضوية طبيبين رسميين ومختار القرية ([i]).
رحب الموصليون بالخدمة الوطنية بشعور
حي فياض وحماس وطني مقرون بالايمان والعمل والاخلاص تجلى باقامة المهرجانات
الشعبية التي اظهر فيها الموصليون شعورهم الحي تجاه خدمة العلم .. فقد خرجت
الجماهير في العاشر من تشرين الثاني 1934 واخذت بالطواف في الشوارع تتقدمها
الاعلام العراقية بالوانها الزاهية وهي ترتل الاناشيد الوطنية والهوسات الشعبية
فبدات مواكب محلات : جامع الكبير ، النبي شيت، امام ابراهيم ، باب الطوب ، راس
الكور ، حمام النقوشة ، جامع جمشيد في السير من الجامع الكبير (النوري) فشارع
نينوى حتى دائرة البلدية، وهناك انضم اليها موكب جمعية الخشابين ثم واصلت السير
نحو شارع الجسر، فشارع غازي (الثورة) وعند منتصف الشارع القى الطالب اكرم فاضل
الصيدلي قصيدة وطنية على الجماهير ، وتابعت المواكب طوافها وعند وصولها بداية شارع
السراي، اتضمت اليها مواكب محلات باب الجديد وباب البيض الفوقاني وبعد الوقوف بضع
دقائق امام دائرة الشرطة (مركز السراي )، واصلت المواكب السير نحو دار المتصرفية
(المحافظة) وهي ترتل الاناشيد الحماسية (انشودة التضحية والاخلاص ) هاتفة بحياة
الامة العربية والجيش العراقي الباسل، فيما اخذ البعض في اطلاق الرصاص في الفضاء
لشدة الافراح التي استولت على قلوب الجماهير، وعند وصول المواكب الى المدرسة
الثانوية (الاعدادية الشرقية حاليا) القى الطالب محيي الدين العشائري خطبة حماسية
اثار فيها شعور الشباب نحو الجندية ([i]).
وتحركت المواكب الى دار المتصرفية حيث
خرج المتصرف (المحافظ) عمر نظمي من ديوانه ووقف امام المتصرفية حيث القى امين
افغان مدير نفوس لواء الموصل خطبة ارتجل بعده عبد الرزاق السيد محمود المعلم في
مدرسة الوطن خطبة اخرى ثم سارت المواكب واجتمعت امام دائرة تجنيد الموصل الثكنة
القديمة حيث القى امين افغان خطبة ثانية تقدم بعدها المقدم محمد علي حسين مدير
تجنيد منطقة الموصل وارتجل كلمة حماسية شكر فيها الجماهير على الشعور الوطني تجاه
خدمة العلم تحركت بعدها المواكب نحو مقر المنطقة الشمالية وهي ترتل الاناشيد
الوطنية التي كان يتخللها زغاريد النساء وهوسات المكلفين وبعد وصول المواكب الى
مقر المنطقة الشمالية تعالت الهتافات بحياة الجيش العراقي الباسل تفرقت بعدها
المواكب عائدة الى محلاتها واقامت محلات العكيدات وباب لكش والخزرج المهرجانات
وطافت بمواكب حاملة الاعلام العراقية فسارت في شوارع نينوى وغازي والسراي ترافقها كوكبة
من الخيالة مع (شيبان الساري) وعند وصولها دار المتصرفية خرج المتصرف فحياها ثم
سارت نحو شارع الدواسة فدور القناصل الاجنبية ومحلة النبي شيت وباب الجديد وباب
البيض فخزرج وهناك تفرقت وعادت الى محلاتها ([i]).
واجتمع شباب قضاء دهوك مع ملحقاته من
القرى من الممكلفين بخدمة العلم صباح يوم
الخميس الرابع من اب 1935 واقاموا مظاهرة حماسية عبرت عن شعورهم الحي وروحهم الفياضة
وعاطفتهم النبيلة نحو وطنهم وكان في مقدمتهم محمد جهاد نجل محمد سعيد قائم مقام
القضاء . وهو اول من سجل اسمه في سجل التجنيد عصرا . وتجمهر اهالي دهوك امام دائرة
البلدية ومعهم الطبل والمزمار رافعين الاعلام العراقية واخذوا يدبكون الدبكة
الكردية وبايديهم الخناجر ابتهاجا بالتجنيد ، ثم طافوا شوارع دهوك ومحلاتها ينشدون
الاهازيج الكردية ثم عادوا واصطفوا في ساحة الالعاب قرب حديقة الموظفين حيث القى
قائم مقام القضاء محمد سعيد كلمة ارتجالية وكان فحواها (الجندية وفوائدها العظيمة
للامة وما يجب على ابناء الوطن من التضحية في سبيل الذود عن حرية البلاد) ([i]).
وخرجت في الموصل صباح الاثنين المصادف
11 تشرين الثاني 1935 تظاهرات شعبية من محلات باب البيض التحتاني والمحموديين والمياسة
تتقدمها (الاغوات ورؤساء عشيرتي طي والبو نجمة ) في الموصل على ظهور الخيل فطافت
شارع نينوى حتى البلدية ثم شارع غازي فشارع السراي وعند وصولها امام دائرة الشرطة
القى المعلم رشاد عبيد البنا خطبة حماسية ثم واصلت السير نحو دائرة المتصرفية ولدى
وصولها امام دائرة المعارف (التربية) القى الطالب امجد يوسف الملاح خطبة وطنية ثم
اعقبه الطالب عبد الرحمن امين الجليلي بكلمة مؤثرة وعند وصول المواكب امام المدرسة
الثانوية القى الطالب حسين زكريا خطبة حماسية ثم سارت المواكب الى دار المتصرفية
حيث خرج المتصرف لتحية الجماهير التي خطب فيها المعلم عبد الرزاق السيد محمود ،
تحركت بعدها المواكب نحو دائرة تجنيد منطقة الموصل حيث القى عليها المقدم محمد علي
حسين خطبة سارت بعدها المواكب الى المنطقة الشمالية ثم عادت الى ساحة العرض
العسكري فشارع الامير زيد فشارع المحاكم وباب الجديد وباب البيض ثم تفرقت بكل هدوء
([i]).
واعتمدت المدرسة العسكرية الملكية (الكلية
العسكرية) بتخريج ضباط اكفاء بدنيا وعلميا على الحاصلين للشهادات الدراسية من
خريجي الاعداديات وعلى تطوع المعلمين وانتقالهم الى السلك العسكري . فنقلت الصحافة
الموصلية اخبار التحاق معظم خريجي ثانوية الموصل للعام الدراسي 1934-1935 للمدرسة
العسكرية الملكية وذلك اعتبارا من 15 ايلول 1935 ([i]).
كما اعلنت الصحافة الموصلية اتباعا عن
قبول والتحاق المعلمين للمدرسة العسكرية الملكية في بغداد بعد موافقة وزارة
المعارف (التربية) ومنها خبر سفر (27) معلما الى بغداد ليصبحوا طلابا في المدرسة
الحربية([i])
مثال خبر التحاق .. جلال احمد المعلم في مدرسة دار النجاح ، وجلال حمود المعلم في
مدرسة الوطن ، وعباس شكري وحازم رؤوف المعلميين في المدرسة القحطانية ورزق الله
سليمان ويونس حسين المعلمين في مدرسة تلعفر الاولى ([i]).
رحبت الصحافة الموصلية بخدمة العلم
متمثلة بجريدة (فتى العراق ) التي تصدر صفحتها الاولى مانشيت بعنوان (الموصليون
يرحبون بالخدمة الوطنية ) فيما اشادت بالمظاهرات الشعبية الحماسية ابتهاجا بيوم
الخدمة الاغر في الموصل واستفزت مشاعر الموصليين، فكتب الشيخ بشير الصقال مقالا
تحت عنوان : ( وما الملك الا الجيش شانا ومظهرا ) قال فيها :" ارايت كيف تحلق
الفتوة في سماء الكرامة ملبية داعي الوطن الى حيث العزة والمجد ؟! ارايت كيف تتجند
الارواح افواجا وكتائب .. كيف تتكتل المشاعر متسابقة الى مطالع الموت تحت لواء
الشرف ؟! ارايت قلوب الشباب كيف تتدافع افواجها وتتابع امواجها الى ساحة الدفاع
الوطني خفافا وثقالا ؟! . أي شعور فياض هذا ؟ واي مظهر حي ذاك الذي تجلت في عليائه
روح التضحية باسمى ضروب البسالة والاقدام ؟! . لله ما اسمى هذه الروح وما اجل هذا
الخلق ، خلق الشباب العراقي المنطوي على الشجاعة والنجدة وعلو الهمة والنشاط
" ([i]).
كما نشر الصقال مقالا اخر تحت عنوان
(من هنا طريق المجد ) قال فيه : "جموع اثر جموع ومواكب تلو المواكب وخلق عديد
تزدحم بهم الفسائح وتموج بهم الرحاب ، واناشيد شعبية يوحيها الشعور الفياض ويبعثها
الايمان الخالص ، يتخللها خطب نارية تتساقط حجراً فتلتهب لها القلوب حماسا وتندفع
العواطف المضطرمة تسجل على صفحات الفضاء سطورا : (الموت او المجد) بعزائم شباب هم
عنوان نهضة هذه الامة وصخور عظمتها الصلدة .." وتابع الصقال مقاله بالقول " انه لمشهد
فخم رائع يتكرر في اليومين 27 و 28 من شهر ربيع الاول 1354هـ يستوقف الانظار
ويجتلب الافكار يوحي الى القلوب الحية بان اليوم الذي تستعيد فيه بلادنا عزها
وتستكمل اسباب نهضتها رافعة الراس موفورة الكرامة قد تلالا فجره ، وتضاحكت انواره
، وها هي الشمس تلك التي تتعالى في سمائها رويدا رويدا فتغمر باشعتها الذهبية هذا
الخلق المتظاهر تلتقط صور هذه المشاهد الفياضة الرائعة لتعرضها على ابناء هذا
الجيل نموذجا حيا للفتوة العربية والاباء العراقي ثم تدخرها ناطقة لتعرضها على
ابناء الاجيال الغابرة عندما يقف بين يديها شاعر منهم يستوهبها العبر ويستلهمها
الاحاديث كشوقي وهو يردد : (قفي يا اخت يوشع خبرينا احاديث القرون الاولينا "
([i]).
بوشر يوم الخميس الاول من اب 1935
باجراء الفحص الابتدائي على المكلفين بخدمة العلم في الموصل فكان اول المسجلين
المكلف (جمال عمر نظمى) نجل المتصرف حينذاك حيث افتتح دفتر تسجيل الموصل باسمه اذ
كانت اول وجبة لاداء الخدمة في الاول من تشرين الثاني 1936 ([i]).
وللحاجة الماسة لخريجي المدارس
العالية والثانوية في الجيش العراقي كضباط احتياط . نشرت جريدة فتى العراق خبرا
تحت عنوان : (طلبة المدراس والخدمة في
الجيش) مما جاء فيه "لاحظت لجنة الشؤون العسكرية في مجلس النواب عند النظر في
لائحة قانون الدفاع الوطني ، ان خريجي المدراس العالية والثانوية لم يدخلوا الجيش
لاداء الخدمة .. كما ورد في المادة السادسة واالعشرين من قانون الدفاع الوطني (9)
لسنة 1934 ، وتبين من الايضاحات التي ادلى بها
ممثلو وزارة الدفاع ، ان الجيش
بحاجة شديدة الى الضباط الاحتياط وعليه فاللجنة اوصت الحكومة بوضع تشريع يمنع
خريجي المدارس العالية والثانوية في وظائف الدولة او استخدامهم في المؤسسات الغير حكومية
، قبل ان يؤدوا الخدمة في الجيش ويتدربوا فيه ليكونوا ضباط احتياط" ([i]) .
مساهمات الموصليين
لدعم الجيش :
توضحت قوة العلاقة والاواصر بين الجيش
والشعب بكل اطيافه وقومياته ، من خلال المساهمات على المستوى الرسمي والشعبي ،
لدعم الجيش في الدفاع عن حياض الوطن وعن فلسطين المغتصبة فقد تشكلت اثناء الحرب
العراقية –البريطانية 1941 (حركة رشيد عالي الكيلاني ) لجان لجمع التبرعات لجمعية
الهلال في المدرسة الغربية ، ومما جاء في جريدة البلاغ الموصلية .. " تدافع
اساتذتها وتلاميذتها بالمناكب يدفعون المال في السخاء حتى ان الكثيرين من التلامذه
تبرعوا بمبالغ جسيمة فمنهم من دفع دينارين ومنهم من دفع دينار ، او نصف دينار وذلك
لعمري تبرع يسطر عداد من فخار ونور .. ولا عاش من يدخر المال في هذا الظرف العصيب
ولا ينقصه سخيا في سبيل الله " ([i]).
كما تشكلت في مدرسة متوسطة المثنى لجنة دائمة من مدير المدرسة ومدرسيها لجميع
التبرعات من الطلاب والمدرسين لاسعاف جرحى الجيش وارسال المبالغ الى جميع الهلال
الاحمر في الموصل وضع صندوق في بناية المدرسة للتبرعات الدائمة وقد تبرع مدرسو
المدرسة بمبالغ متفاوتة من المال وارسلوها دفعة واحدة الى جمعية الهلال الاحمر ،
كما تالفت في كل صف من الصفوف لجنة تجمع التبرعات من التلاميذة وتقدمها الى المدير
. " واذا ما علمنا ان كثيرين من التلامذة من هم فقراء ادركنا مبلغ الحمية
الانسانية الكامنة في نفوسهم والتي دفعتهم الى القيام بهذا الواجب الوطني المقدس "([i]).
وكانت اصداء احداث وتطورات القضية
الفلسطينية (1932-1948) على الصعيد العربي والدولي في الموصل، متميزة من حيث
النشاطات والفعاليات السياسية والاجتماعية، وعلى المستوى الرسمي والشعبي، عبرت عنه
الحركة الوطنية متمثلة بفروع الاحزاب السياسية في الموصل وبالحركة الطلابية
والجمعيات والمهن والاصناف فاتخذت الاصداء وردود الافعال اسلوب عقد الاجتماعات
والمظاهرات وارسال البرقيات الاحتجاجية واعلان الاعتصام والاضراب عن الطعام، اثناء
حرب فلسطين 1948 في بناية اعدادية الموصل (الاعدادية الشرقية حاليا) وللفترة (26
نيسان – 30 نيسان 1948)، وجمع الاموال النقدية والعينية والسلاح والعتاد والتطوع
للقتال الى جانب الفلسطينيين ويذكر ان قسما من التبرعات النقدية والعينية خصصت
للجيش العراقي المحارب في فلسطين فقد تشكلت لجنة تبرعات لموظفي المحاكم والدوائر
العدلية فرع الموصل برئاسة علي مظفر الحافظ عضو محكمة استئناف الموصل وتمكنت من
جمع (315,150 ) دينارا ، تبرعات من حكام الموصل والمحامين وموظفي المحاكم ولجان
تسوية حقوق الاراضي ، خصص المبلغ لافراد الجيش العراقي المحارب في فلسطين
والمتطوعين للقتال وانقاذ فلسطين ، اذ تشكلت لجنة لتسجيلهم من السادة الزعيم
(العميد) المتقاعد محمد علي سعيد رئيسا وابراهيم الجلبي سكرتيرا والمقدم المتقاعد
محمود خاور الرئيس الاول (الرائد) المتقاعد
محمود الجراح والرئيس (النقيب) المتقاعد اسماعيل عباوي (اعضاءا) ([i]).
اقيمت مساء الخميس المصادف
التاسع من تشرين الثاني 1949 ، حفلة
تمثيلية لمنفعة عوائل شهداء الجيش العراقي في فلسطين في سينما الملك غازي بحضور
متصرف لواء الموصل وامر موقع الموصل ، كانت البداية للمشهد الاول من رواية (صلاح
الدين الايوبي والحروب الصليبة ) في صحراء فلسطين بالاذان (الله اكبر) وبعد ان
انتهى الفصل الاول قرأ علي صالح ال شيخ القراء مقام منصوري وبعد الانتهاء من الفصل
الثاني قرأ عبد الكريم رفيق من منتسبي الجيش مقاما باللغة التركية ، وبعد تمثيل
الفصل الثالث أطرب الحاضرين علي صالح بمقام رست اعجب الجميع وبعد اختتام الرواية
غنى عبد الكريم رفيق مقام دشت ابدع فيه ، ثم اعقبه بمقام في اللغة الكردية وبعدها
اعلن عن المباشرة بتمثيل رواية ( اسرائيل في جهنم ) وكانت تمثيلية هزيلة قصيرة
توضح حقيقية الصهيونية ([i]).
اخبار الجيش في
الصحافة الموصلية :
تولت الصحافة الموصلية نشر الارادات
الملكية الخاصة بمنح الرتب العسكرية وبترقية الضباط الى الرتب الاعلى في الجيش
العراقي، اذ صدرت الارادة الملكية بمنح كل من التلاميذ الذين تخرجوا من المدرسة
العسكرية الملكية ، رتبة ملازم ثان، كان وذلك اعتبارا من الرابع من تموز 1937 منهم
: عبد الرحمن محمد عارف ، عبد الوهاب بن عبد الملك (الشواف)([i])
كما صدرت الارداة الملكية بترقية الضباط الى رتب اعلى واعتبارا من 8 ايلول 1937
وهم : ضباط القوة الجوية الملكية ... ضباط الخيالة : المقدم نور الدين محمود الى
رتبة (عقيد) الملازم الاول حسين مصطفى العمري (رئيس) ضباط المدفعية المقدم محمود
حسين الشهواني (عقيد)، الملازم الاول
محمود حسن الدرة (رئيس) ، الملازم الثاني حسن مصطفى (ملازم اول) الملازم الثاني
احمد صالح العبدي (ملازم اول) ضباط المشاة : الرئيس حسيب وفيق الربيعي (رئيس أول –رائد)
، الملازم الثاني عبد الكريم قاسم (ملازم اول) ، الملازم الثاني فؤاد عارف (ملازم
اول) كما تم ترقية ضباط الوحدات الفنية القسم البيطري ، ضباط البيطرة ([i]).
نشرت الصحافة الموصلية خبر سفر الوفد
العسكري العراقي في حفلة دفن كمال اتا تورك الذي توفى 10 تشرين الثاني 1938 وكان
الوفد برئاسة ناجي شوكت وزير العراق المفوض في انقرة وعضوية الدكتور عبد الله
الدملوجي رئيس التشريفات الملكية، وامير اللواء اسماعيل نامق والعقيد صلاح الدين
الصباغ([i]) .
مكافحة الامية في
الجيش :
ساهمت مديرية المعارف في الموصل في
مطلع سنة 1955 بمكافحة الامية بين صفوف الجيش العراقي، فقد عينت الادارة المحلية
عددا من المعلمين لمكافحة الامية في الجيش العراقي ، اذ انتظم الاميون في صفوف بلغ
عددها (24) صفاً ، وتولى مكافحة الامية المعلمين في ثكنات الجيش ، أو تقوم سيارات
عسكرية بنقلهم الى المعسكرات واعادتهم بعد التدريب ([i]).
اقيمت حفلة توزيع الشهادات على
الناجحين من افراد الجيش في حامية عقرة يوم 29 ايار 1955، وبحضور الاهالي
والموظفين والعسكريين ضباطا وجنودا افتتح الحفلة محمد صالح كريم خان مدير مكافحة
الامية بكلمة اشار فيها الى اهمية التعليم بالنسبة الى افراد الشعب الاميين وما
يتركه من الاثار في الجيش ، اعقبه هاشم الحاج حسن معلم المكافحة بكلمة حول فائدة
التعليم بالنسبة للمجتمع ، ثم كلمة علاء الدين عضو المجلس البلدي حول فوائد مدارس
الامية ، بعدها وزعت الجوائز على الناجحين الاوائل من كافة الصفوف وتلتها توزيع
الشهادات على الناجحين ([i]).
النشاط الرياضي
العسكري :
سطرت الصحافة الموصلية على صفحاتها ،
النشاط الرياضي للوحدات العسكرية العاملة في الموصل ، المتمثل باجراء المباريات
الرياضية بين تلك الوحدات وبينها وبين الوحدات والفرق الاهلية والعسكرية في العراق
، فضلا عن السباق السنوي العام لوحدات الجيش في شهر نيسان من كل عام (الحفلات
الربيعية) ومن خلال الفعاليات والسباقات الرياضية يمكن التعرف على اهم الالعاب
الرياضية وعلى ابطالها من الجيش العراقي . لتشجيع الضباط على الفروسية اهدى متصرف
(محافظ) لواء ( محافظة ) الموصل نادي الكرة والصولجان للجيش كاساً واربعة كؤوس
صغار من الفضة لاجراء السباق على هذه الكؤوس بين فرق ضباط منطقة الموصل خلال شهر
نيسان 1941 . ([i]).
وبمناسبة ذكرى تتويج الملك فيصل
الثاني (4 نيسان 1939) اقام الجيش احتفالية رياضية تحت رعاية قائد الفرقة الثانية
امير اللواء الركن اسماعيل صفوت وبحضور آمر موقع الموصل وضباط الوحدات العسكرية
ومتصرف اللواء سعيد القزاز وعلى ساحة المطار في الثاني من نيسان 1950 حيث جرت
السباقات الرياضية بعد استعراض المتسابقين منها : سباق 100 متر ، 200 متر ، 50 متر لاطفال الضباط وضباط
الصف ، الطفر العالي ، الميلان ، رمي الرمح ، الطفر العريض، سباق 400 متر ، الطفر بالزانة ،
رمي القرص ، طفر الموانع ، سباق الدراجات ، رمي الثقل ، سباق البريد ، رمي
البالونات بالرشاشة ، سباق حمل الصفائح ، غرز الاعلام ، سباق العراقيل ، سباق ركوب
البغال حول الكراسي ، طعن الاوتاد بالرمح ، جر الحبل وبعد ان انتهت السباقات
باجمعها واعلنت النتائج تقدم الفائزون امام قائد الفرقة الثانية حيث وزع عليهم
الجوائز ([i]).
وجرى السباق الرياضي العام للفوج الثالث
من لواء عبد الاله في 17 ايار 1950 على ساحة الغزلاني برعاية العقيد الركن عمر
علي، وبحضور امر الفوج المقدم الركن صديق حسن . حيث جرت السباقات الرياضية
المختلفة بموجب منهج خاص ، وقد وصفت الصحافة حفلة الفوج الثالث بانها كانت اية في
التنظيم والروعة والابداع ([i])
جرت مباراة الكرة القدم بين وحدات
المنطقة الشمالية في 26 نيسان 1934
نتائجها فوز
الفوج الثامن([i]) ،
وشاركت الفرق العسكرية الرياضية في النشاطات الرياضية بالموصل من خلال المباريات
الرياضية مع الفرق الاهلية والمدرسية ، كان من نتائجها تمتين الروابط بين المجتمع
الموصلي ووحدات الجيش المرابطة في معسكر الغزلاني ، فقد شارك فريق الشرطة وفريق
الجيش في المباريات الرياضية لمختلف الفرق التي اشتركت على كاس متصرف لواء الموصل
مزاحم ماهر ، ففي يوم 17 كانون الثاني 1955 تبارى فريق الشرطة مع فريق المعارف (أ)
وكانت النتيجة تعادل الفريقين ، وجرت مباراة لكرة القدم بين فريق الجيش مع فريق
المعارف (أ) في 18 كانون الثاني 1955 فاز فيها فريق الجيش باصابة واحدة ضد لا شيء،
وجرت المباراة على ساحة المعارف في قضيب البان وبحضور امر موقع الموصل الزعيم (
العميد) عبد الرزاق حمودي مع عدد من ضباط الموقع ([i]).
وجرى سباق الضاحية لمنتسبي الجيش في
الثاني من شباط 1955 ، اذ بدأ السباق من نقطة تقاطع طريق الموصل حمام العليل
الواقع جنوب قصر الصيرمون (البوسيف) وكان طول الطريق (10) كيلومترات ، وقد وزع
المحكمون على طول الطريق بارشاد ملاحظ التربية البدنية شفيق يحيى ، وقد ضم السباق
حوالي (50) متسابقا من ضباط الصف والجنود ، وكانت نقطة النهاية هي ساحة نادي
الضباط حيث تجمع المتفرجون ، بعد وصول المتسابقين وزع متصرف لواء الموصل وبحضور
آمر موقع الموصل الجوائز النقدية على الفائزين لثلاثة الاوائل حيث فاز العريف حسين
لفتة ، الفوج الثاني لواء عبدالاله بالجائزة الاولى والجندي الاول عمر دينو من
الفوج الاول لواء عبدالاله بالجائزة الثانية والنائب العريف جاسم حلو الفوج الثالث
لواء عبد الاله بالجائزة الثالثة ([i]).
تقرر تشكيل منتخب الموصل لكرة القدم
بدعوة فريق مؤلف من (22) لاعبا او اكثر لاستخلاص فريق يمثل الموصل تمثيلا صادقا
يتولى حيدر يونس مهمة تدريب الفريق والمرشحون هم من الاهالي والموظفين ومن الجيش
ومن ذوي القابليات الرياضية، ولعل من ابرزهم: الملازم عبد القادر زينل ، الملازم
الاول حازم حسن ، الملازم كامل اسماعيل ، راضي الشكرة ، سعيد قادر (المدفعية) ،
محمود يونس ، حازم محمد طاهر ، صديق ياسين ، حكيم احمد ، عبد الرزاق ، عبد الواحد
يوسف غانم ذنون ، عبد المجيد ، كمال اسماعيل ، غانم محمد، صديق رسول ، زهير رؤوف ،
حازم علي ، محسن نايف الملاح ، سخريا بيتو ، شمشون، فريتون ، فاضل احمد العلي ،
محمد صالح عزيز ، محمد طاهر ، عبد الرحمن (اتحاد) عصام مجيد ، زكي التك ، الملازم
نامق ([i]).
وبرعاية قائد الفرقة الثانية امير
اللواء الركن صالح زكي توفيق ، جرت مباراة لكرة القدم على ملعب القوة الجوية بين
فريقي اللواء – المدفعية في 6 شباط 1956 ، وبحضور كبار الضباط منهم الزعيم الركن
عبد الوهاب شاكر امر لواء عبد الاله والعقيد الركن صديق حسن امر المدفعية الفرقة
الثانية والعقيد الركن محمد حمودي والعقيد مكي سعيد وبعض الضباط وبصورة خاصة
الرياضيين منهم : انتهت المباراة بفوز فريق اللواء بثلاث اهداف مقابل هدف واحد
لفريق المدفعية سجل اللاعب راضي الشكرة ساعد الهجوم الايمن لفريق اللواء هدفين
منها والهدف الثالث سجله الملازم حازم حسن قلب هجوم اللواء فيما سجل فريق المدفعية
هدفه على اثر ضربة جزاء ([i]).
ونقلت جريدة فتى العراق في صفحتها
الخاصة (الفتى الرياضية، يحررها فاضل الشكرة ) خبر فوز منتخب الجيش العراقي على
منتخب طهران في المباراة الدولية التي جرت في العاشر من كانون الاول 1956 بكرة
القدم حيث هزم منتخب الجيش العراقي منتخب طهران بـ (5-3 ) اصابات وبذلك يكون منتخب
الجيش العراقي قد فاز برابع مباراته التجريبية وقد سجل من اصابات الفوز عمو بابا ([i]).
وجهت مديرية معارف لواء الموصل الدعوة
الى ممثلي الهيئات والمؤسسات الرياضية في الموصل المدنية والعسكرية منها ، حيث
اجتمع كل من : عبد الجبار حميد صالح وشفيق يحيى الجليلي ممثلين من مديرية المعارف وممثل جمعية المعلمين والرئيس
الاول محمود عزيز ممثلا عن الجناح ، والرئيس الاول كنعان نايف الملاح عن اللواء
وصالح كحكح ممثلا عن شركة نفط عين زالة ، وفاضل الشكرة عن فريق قريش وحيدر يونس عن
منتخب المعارف لكرة القدم، ومحمود يونس وعوني سليم وذنون يونس وغانم اسحق وبهنام
داؤد عن جمعية المعلمين، وراسم ابراهيم عن فريق العزة، والمعاون ياسين صالح عن
مديرية شرطة اللواء وبغياب ممثل نادي الجزيرة الرياضي ، تم مناقشة تردي مستوى
الالعاب الرياضية في الموصل وبصورة خاصة (كرة القدم) ، عما كانت عليه في السابق ،
والتأكيد على ضرورة الاهتمام لرفع مستوى هذه اللعبة، وبعد المناقشات وتبادل الاراء
، تم انتخاب اللجان لادارة العاب لواء الموصل ، وبالشكل التالي :
اللجنة العليا ، برئاسة عقيد الجو خليل شفيق وعضوية شفيق يحيى الجليلي وعبد الجبار محمد
صالح ،ومهمتها الاشراف على اعمال اللجان ادناه :
لجنة كرة القدم : حيدر يونس والرئيس الاول محمود عزيز والرئيس الاول كنعان الملاح ومحمود
يونس والمعاون ياسين صالح وفاضل الشكرة وانتخب الرئيس الاول كنعان نايف الملاح
رئيسا للجنة وفاضل الشكرة سكرتيرا .
لجنة كرة السلة : الرئيس الاول الطيار محمود الحاج عزيز رئيسا وذنون يونس سكرتيرا وعوني سليم
عضواً .
لجنة كرة الطائرة
: الرئيس الاول كنعان
نايف الملاح رئيسا وغانم اسحق سكرتيرا وبهنام داؤد عضواً ([i]).
جرت على ملعب المعارف في باب سنجار
مباراة بكرة القدم بين فريق المدفعية (الفرقة الثانية) وفريق المتجول الاهلي .
وكان حكم المباراة غانم ذنون انتهت المباراة بفوز فريق المدفعية باصابة واحدة ضد
لاشيء وكان ابرز لاعب في فريق التجول عزيز كشمولة كما ابدع طارق فصوله وحامي الهدف
عبد الرحمن هادي . وفي فريق المدفعية كان
ابرز لاعب كريم فندي وفرش (صاحب الهدف الوحيد) ([i]).
ونقلت صحافة الموصل خبر (نصر جديد يحرزه
منتخب الجيش لكرة القدم) اذ جرت مباراة دولية في البصرة في 24 تشرين الثاني 1957
فاز فيها منتخب الجيش العراقي لكرة القدم على منتخب عبادان الذي يعد في مقدمة فرق
ايران بكرة القدم بـ(9-صفر) ([i]).
دعت مديرية معارف لواء الموصل مندوبي
الاندية والمؤسسات الرياضية في الموصل للاجتماع في 21 اذار 1958 لانتخاب اتحاد كرة
القدم بعد استقالة اعضاء كرة القدم في الموصل . وقد اتفق المجتمعون على انتخاب
السادة : عبد الرحمن امين ممثل نادي الموصل الرياضي وخليل محمد السلطان مدير مصلحة
نقل ركاب في الموصل وفاضل احمد ممثل شركة نفط عين زالة فضلا عن ممثل الجيش واخر من
المعارف ، على ان يتم انتخاب الرئيس ونائبه والسكرتير وامين الصندون في اجتماع
للاتحاد في 24 اذار 1958 ([i]).
علقت جريدة فتى العراق على الاجتماع
واقترحت لرئاسة الاتحاد شخصية عسكرية معروفة بالقول : " .. علمنا ان بعض
العاملة في الحقل الرياضي يسعون لدى الزعيم الركن ناظم الطبقجلي امر جحفل لواء عبد
الاله (اللواء الخامس لاحقا ) لقبوله رئاسة الاتحاد الفخرية، نظرا لما هو معروف عن
الطبقجلي من تمتعه بروح رياضية كبيرة ورغبته الاكيدة في تشجيع الحركة الرياضية في
مدينة الموصل بالذات، ونحن نرجو من اعضاء الاتحاد الجديد ان يقروا في اجتماعهم
انتخاب الزعيم الطبقجلي رئيسا فخريا، ليستفيد الاتحاد من جهوده الرياضية لان
انتخابه رئيسا فخربا يعتبر كسبا للحركة الرياضية في الموصل " ([i]).
السباقات
الرياضية العسكرية السنوية (الربيعية) في الموصل :
اعتادت الوحدات العسكرية العاملة في
الموصل ، اجراء استعراضات عسكرية في شهر نيسان من كل عام اطلقت عليها الصحافة
الموصلية (الحفلات الربيعية السنوية) ، بدأت في 1934 ولغاية 1938 ، وتوقفت في
اثناء الحرب العالمية الثانية (1939-1945) اذ كانت تجرى فيها مختلف الفعاليات الرياضية والعسكرية
والترفيهية كان ابطالها من الجنود والضباط .
نشرت جريدة فتى العراق احتفالية الجيش
الرياضية لسنة 1934 تحت عنوان (الفوج الثامن وحفلته الربيعية في معسكر الغزلاني) ،
في يوم الجمعة المعارف 24 نيسان 1934 بحضور متصرف لواء الموصل ومتصرف لواء اربيل
ونائب امر المنطقة الشمالية وامر الفوج الثامن المقدم قاسم مقصودوكبار الضباط
والموظفين والاهالي ، حيث بدات الالعاب الرياضية والمباراة بالرمي ، سباحة ارتداء
الملابس ، الهرولة بالكيس ، التقاط الرسالة ، اخذ الدراهم من الطحين ، الهرولة
(300 ) ياردة ، الهرولة مع بيضة الفم (50) ياردة ، الهرولة للضباط (300) ياردة
الجلوس على الكرسي للجنود (البغالة) ، التقاط التفاحة للضباط (الخيالة) ، رمي
الكرة في السطل للضباط (الخيالة ) ، الركوب على الحمير للضباط ، ركوب دراجة عادية
السير البطيء، سباق الرمي للبندقية بين هدافي السرايا ، سباق الرمي رشاشة اللويس ،
سباق الرمي لرشاشة الفيكرس .. فاز بالمرتبة الاولى الملازم الثاني محسن مكي من
سرية الرشاش في اربع فعاليات رياضية . ([i])
انتهت الالعاب والرمي بالبنادق
والرشاشات ، وانتقل المدعون الى مقر الفوج ، حيث مدت موائد الطعام وبعد انتهاء من
تناول الغداء ، تحدث المحامي محي الدين ابو الخطاب وشكر امر الفوج وضباطه ، ثم
تكلم الرئيس الاول امين وبين واجبات الجندي في ساحات الحرب وواجبه في تضحية نفسه
في سبيل الوطن ، اعقبه المقدم قاسم مقصود امر الفوج الثامن شكر الحاضرين لتلبيتهم
الدعوة ([i]).
نشرت جريدة فتى العراق تحت عنوان (
حفلة الجيش السنوية الربيعية في الموصل) تفاصيل الحفلة الرياضية التي اقيمت على
ساحة معسكر الغزلاني وبحضور امير اللواء حسين فوزي امر المنطقة الشمالية وكبار
الموظفين وقناصل الدول الاجنبية في الموصل والاهالي على اختلاف طبقاتهم ، يوم الجمعة
الموافق 10 نيسان 1936 حيث جرت العاب وحدات المشاة والمتمثلة بمسابقات الركض
لمسافة 100 يارد ، ركض لمسافة 440 يارد ، السير السريع لمسافة 880 يارد ، سباق
البريد لمسافة ميل ، الركض بالاكياس لمسافة 100 يارد ، القفز العالي ، عبور
الموانع ، رمي النقل ، الطفر الطويل ( العريض ) جر الحبل ، الركض بالملعقة لمسافة
50 يارد ، فضلا عن العاب ضرب الوسادة ، ايجاد الدراهم في الطحين ، لبس الملابس ([i]).
وبدأت العاب وسباقات الخيالة بعد
انهاء وحدات المشاة سباقاتها ، حيث جرت العاب : الحصان المدرب وبواقع (15) لاعبا ،
رفع الوتد وبواقع (3) فرق ، الطفر بواقع (15) لاعبا ، صيد ابن اوى (20) لاعبا ،
الجلوس على الكراسي (10) لاعبين القوس الناري (10) لاعبين والكوكبة الرباعية (18)
لاعبا ، بعد الانتهاء من المسابقات التي دامت الى الساعة السادسة مساءا وزعت
الجوائز من قبل امر المنطقة الشمالية على الفائزين ، حيث نال الفوج الثامن اعلى
العلامات مابين الوحدات فنال الكأس ([i]).
واقامت امرية منطقة الموصل في 17
نيسان 1938 ، حفلتها السنوية الربيعية في ساحة الغزلاني ، نشرت وقائعها جريدة فتى
العراق تحت عنوان ( الحفلة الربيعية السنوية للجيش الباسل في الموصل ) . وبحضور
علي جودت الايوبي وزير العراق المفوض في باريس وعبدالله الدملوجي رئيس التشريعات
في البلاط الملكي وحسام الدين جمعة متصرف لواء الموصل وكبار الموظفين وقناصل الدول
الاجنبية في الموصل والاهالي واشتملت المسابقات الرياضية والالعاب : الركض لمسافة (100) يارد للضباط
، الركض لمسافة ميل واحد ، سابق البريد ، جر الحبل ، طعن الكرب ، لعبة البولو على
الحمير ، تدريب الكوكبة والقوس الناري ، فضلا عن العاب سباق البيض : سباق الاطارات
، لبس الملابس ، الجلوس على الكراسي ، التقاط التفاحة بالفم راكبا .. جرت الالعاب باشراف
هيئة من المحكمين من الضباط : الحكم العام ، المقدم عطا محمود امر الفوج الثاني
للواء المشاة السادس ، رئيس المحكمين ، الرئيس الاول عباس حلمي معاون امر الكتيبة
الثالثة ، فضلا عن حكمان للالعاب الخيالة ، حكمان لالعاب المشاة ، المسجل ،
المفتشون ، المقوسون لالعاب الخيالة والمشاة ، المعلن ، موظفو الساحة للخيالة
والمشاة ، امر انضباط الساحة ومعاون امر الانضباط ، بعد الانتهاء من الحفلة وزع
متصرف اللواء الجوائز على الفائزين ([i]).
استمرت الصحافة الموصلية في عقد
الخمسينات نشرها للسباقات الرياضية للفرقة الثانية العاملة في الموصل ، تحت عنوان
: ( السباق الرياضي السنوي لوحدات الجيش تحت رعاية قائد الفرقة الثانية يوم الجمعة
22 اذار 1955 برعاية قائد الفرقة الثانية الزعيم الركن صالح زكي وبحضور رشيد نجيب
متصرف لواء الموصل والمدعون من الموظفين والاهالي ، حيث جرت المسابقات والالعاب
بعد استعراض المتسابقين واجراء اللوح الرياضي مع السلاح ، ركض (100) م ، ركض
(1500) م ، ركض ( 800) م ، ركض (200) م ، ركض الموانع (110 ) م ، ركض (50) م لاطفال الضباط ركض
البريد 400م ، رمي الثقل ، الطفر العريض ، رمي القرص ، القفز بالزانة ، اجتياز
العراقيل (الموانع) ، القفزة الثلاثية ، رمي الرمح ، القفز العالي ، ركز الاعلام
وركض (100) م للضباط القادة .. بعد انتهاء الحفلة وزعت الجوائز على الفائزين ([i]).
وتحت عنوان (موقع الموصل في حفلته
الرياضية السنوية ، برعاية قائد الفرقة الثانية ، ابطال الجيش في استعراضهم
الرياضي) نقلت جريدة فتى العراق تفاصيل الحفلة السنوية على ساحة المعسكر في
الغزلاني برعاية قائد الفرقة الثانية امير اللواء الركن صالح زكي توفيق بحضور
الزعيم الركن عبد الوهاب شاكر ومتصرف لواء الموصل رشيد نجيب ، حيث ابتدأ الحفل
باستعراض المتسابقين امام قائد الفرقة وامر الموقع ، ثم اللوح الرياضي ،
وسباق (100) م ، وسباق رمي
الثقل ، الطفر العريض ، ركض (1500) م ، سباق (400) م ، رمي القرص ، القفز بالزانة
، القفزة الثلاثية ، ركض (800) م ، رمي الرمح ، سباق (100) م بالاكياس ، سباق
(200) م ، ركض (5000) م ، سباق المونع (110)م ، سباحة (400)م موانع .. وبعد انتهاء
منهاج الاحتفال وزع قائد الفرقة الثانية الجوائز على المتسابقين ، حيث حصل الفوج
الثاني ، لواء عبد الاله على لقب الفريق الاول الفائز اذ حصل على (113) نقطة :
فيما كان الفوج الاول لواء عبد الاله الفائز الثاني اذ حصل على (68) نقطة وفاز
الفوج الثالث لواء عبد الاله بالمرتبة الثالثة ([i]).
الخاتمة :
يتوضح من خلال نشاطات وانجازات الجيش
العراقي المتواجد في الموصل منذ نشوء الدولة العراقية ، وصدور قانون التطوع
وتطبيقه سنة 1921 وحتى قيام ثورة 14 تموز 1958 ، وعبر تاريخه في حماية الوطن والدفاع عن حياضه
ومشاركة في البناء الرصين لكيانه ، ان
الجيش العراقي ولد من رحم الامة وفي ضوء ذلك نستنتج :
1. كانت الصحافة الموصلية الوسيلة الاعلامية الوحيدة في نقل نشاطات وانجازات
ومساهمات الجيش العراقي للراي العام والمجتمع الموصلي ، والتعريف بقوانين وتشريعات
التطوع لسنة 1921 وقانون خدمة العلم والدفاع الوطني لسنة 1934 من حيث المكافات
والامتيازات والتي ادت الى التحاق اعداد كبيرة من العراقيين بجميع قومياتهم
واديانهم وطوائفهم ، اجتمعوا في مدرسة الحياة ، تعلموا فيها حب الوطن والدفاع عنه
، والنظام والضبط والرجولة .
2. كانت العلاقة الوطيدة بين الجيش وجموع اهالي الموصل ، القائمة على المحبة
والعطاء والتضحية ، تتعمق من خلال مساهمات الاهالي في بناء الجيش واستكمال قدراته
السكرية ولعل من ابرز تلك المساهمات مشروع بناء القوة الجوية العراقية ، وتبرعات
طلاب المدارس والهيئات التعليمية وموظفي الدوائر الرسمية في الموصل ووجهاء وتجار
الموصل ، فضلا عن مساهمات وتبرعات الاقضية والنواحي والقرى التابعة للواء الموصل .
3. رحب الموصليون بقانون خدمة العلم والدفاع الوطني لسنة 1934 ، وعبروا عن ذلك
بالمظاهرات والهوسات الشعبية ساهمت فيها الاحياء الشعبية من محلات الموصل
والجمعيات المهنية والطلاب عبر المواكب والمسيرات ، دلت على مدى حب الموصليين
للنظام والجندية والروح العسكرية التي لازمت حياتهم .
4.
5.
6. الجيش العراقي وتطور
الحركة الرياضية في الموصل 1958-1980
7. د. رعد احمد امين الطائي
8. قسم التاريخ – كلية الاداب - جامعة الموصل
9. نشاطات لواء الأمير
عبد الإله (1) الرياضية
10.
11.
يعد لواء الأمير عبد الإله
من تشكيلات الجيش العراقي العريقة ، فاللواء هو احد تشكيلات الفرقة الثانية التي
تشكلت بتاريخ الخامس عشر من نيسان من عام 1936(2) ، ومنذ تأسيس هذه الفرقة اتــخذت مــن
كركوك موقعا ً لها ، وكان هذا اللواء الذي سمي بعد ثورة 14 تموز 1958
12.
باللواء الخامس قد اتخذ من الموصل
ومنطقة الغزلاني بالتحديد مقرا ً له منذ ذلك الوقت (3) ، ولقد تميز هذا اللواء في تلك الفترة
بأنه كان يضــم عناصر رياضية من ضــباط
ومراتب ومن
13.
أشهرهم ، كامل إسماعيل (4)
، وسامي مصطفى ، وحازم ألحبه ، والشقيقان كنعان مراد وعدنان مراد . كان أولئك
جميعهم ، ضباطا ً مارسوا الرياضة في
اللواء ، وكانت النشاطات الرياضية تقام على ارض الغزلاني وساحاتها الموجودة هناك
وتأثر منتسبوا اللواء المتواجدين هناك برياضيي الموصل وبالأخص لاعبي كرة القدم
الذين كانوا يقيمون مباريات عديدة في تلك الفترة على تلك الملاعب مما دفع بعض
منتسبي هذا اللواء من الرياضيين إلى الانخراط في اللعب ضمن نخب الشباب الرياضيين
الذين يمارسون نشاطاتهم الرياضية هناك ، وفي الوقت نفسه دفعت تلك النشاطات قادة
ذلك اللواء إلى تشكيل الفرق الرياضية في اللواء والاهتمام بإقامة النشاطات
الرياضية في اللواء(5) .
14.
تميزت فترة الأربعينات
والخمسينات من القرن الماضي ، بإقامة
اللواء للمسابقات والمهرجانات الرياضية ، وكان المشرف الأول على تلك المهرجانات
عبد الحق أمين أغوان (6) وهو
احد ضباط اللواء الخامس ، فضلا عن انخراط فرق اللواء بكرة القدم على وجه الخصوص في
البطولات التي يقيمها اتحاد الموصل على كاس الاتحاد وكذلك كثرة اللقاءات الودية
بين فرق اللواء وباقي فرق الموصل ، وقــد نشطت فرق اللواء الرياضية في فترة منتصف
الخمسينات من
15.
القرن الماضي وما بعد ذلك وبالخصوص فريق كرة القدم ، وكان آمرو هذا اللواء
يتابعون فرق اللواء الرياضية ويحرصون على حضور مبارياتهم مع باقي الفرق (7) .
16.
وكان آمر اللواء في أربعينات
القرن الماضي وحتى بداية 1950 الزعيم
الركن عمر علي من القادة الذين شجعوا الرياضة وحرص على تطويرها في اللواء الخامس
خلال فترة وجوده ، وكان عمر علي مشهورا ًومحبوبا ً لدى أهل الموصل ومنتسبي الجيش
العراقي كافة ومن ضمنهم منتسبي اللواء الخامس نفسه (8) ، وبعد انتقاله إلى الفرقة الأولى في
الديوانية ، تسلم بعده منصب أمر اللواء الخامس الزعيم الركن ناظم الطبقجلي الذي
نهج النهج نفسه الذي كان عليه عمر علي فيما يخص تشجيع الرياضة في اللواء والتعاون
مع الأندية الرياضية في الموصل (9)
، وفي أواخر عام 1958 تسلم المقدم الركن ( عقيد فيما بعد ) عبد الوهاب الشواف منصب
آمر اللواء الخامس بعد أن كان امرأ ًلموقع الموصل العسكري لفترة وجيزة وكان الشواف
قد نقل من بغداد بعد ثورة 1958 مباشرة إلـــى موقع المــوصل بإيعاز من الزعيم
الركن عبد الكريم قاسم (10)،
ومن ثم إلى اللواء الخامس (11)
.
17.
وبعد فشل ثــورة الموصل 1959
ومقتل قائدها تشتت معظم الضباط الأحرار الذين ساندوها (12) وجاء إلى اللواء الخامس العقيد الركن
حسن عبود عام 1959 آمرا ً له ، الا انه لم
يهتم كثيرا بالأمور الرياضية في اللواء كسابقيه ، وكان رجلا ًعسكريا ًحازما
ًمحافظا ًعلى الروح العسكرية في كل تفاصيل حياته ، ألا أن وجود ضابط ركن في اللواء
المقدم كمال القرة غولي ، وكان احد أبطال الساحة والميدان في الكلية العسكرية ،
ساعد على إدامة الروح الرياضية في اللواء الخامس ، فلقد استمرت النشاطات الرياضية
ضمن تشكيلات اللواء وفي مقره في الغزلاني في الموصل حتى مجيء الفرقة الرابعة (قوات
القعقاع ) واتخاذها من الغزلاني مقرا ًلها في الموصل (13) .
18.
19.
دور الفرقة الرابعة في تنشيط
الحركة الرياضية في الموصل
20.
تعد الفرقة الرابعة أو (
قوات القعقاع ) (14) كما سميت
فيما بعد ، من الفرق العريقة في الجيش
العراقي الباسل ، حيث تأسست هذه الفرقة في بداية عام 1940 (15) ، وقد اتخذت من مدينة الحبانية مقرا
ًلها ، وكانت الفرقة الرابعة منذ تأسيسها في العام المذكور تعد فرقة مدرعة وقد
تغيرت إلى فرقة مشاة عند انتقالها في عام 1964 إلى الموصل (16) ، ومنذ انتقالها إلى مدينة الموصل ،
وانضمام اللواء الخامس إلى تشكيلات الفرقة ( أطلق عليه اسم جنين بعد اشتراكه في
معركة جنين ضد العدو الصهيوني في حرب 1948 ) ، أولت هذه الفرقة الألعاب الرياضية
اهتماما ًعاليا ً(17) ، وسنتعرض لمراحل تأسيس العاب الفرقة ،
والنشاطات الرياضية التي قامت بها كما يأتي :
21.
أ- مرحلة التأسيس :
22.
عند انتقال الفرقة الرابعة
إلى موقعها الجديد في مدينة الموصل ، وتغيير صنفها من فرقة مدرعة إلى فرقة مشاة ،
لم يكن فيها العاب ولا ضابط العاب متخصصا بذلك ، وبعد استقرارها في الموصل تقرر
تنسيب ضابط العاب لها لتأسيس الألعاب فيها أسوة بالفرق العسكرية التي سبقتها في
هذه المجال كالفرقة الأولــى والــثانية والثالثة ، تـــــم تنســيب الملازم الأول
طـه حمو
23.
سليمان (18) في 16
شباط 1964 حيث باشر في منصبه في العاب الفرقة الرابعة وكان يحمل خبرة كبيرة في
مجال الألعاب (19) ، فقد عمل
كضابط العاب في موقع الموصل عام 1957 ، ثم انتقل إلى مدرسة التدريب البدني ، وفي
بداية الستينات من القرن الماضي أصبح ضابط العاب في القوة الجوية (20) ، وتمرس الرجل على منصب ضابط الألعاب
من خلال حضوره مؤتمرات الجيش السنوية لضابط الألعاب وحضوره العديد من البطولات
والمسابقات على الصعيد العسكري والمدني ، وقد استفاد طه حمو من علاقاته الواسعة مع
القادة العسكريين والمسؤولين في الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية الأسبق عبد
السلام محمد عارف ( 1963 ـ 1966) في
تسهيل أمر تشــكيل الفرق الرياضية للفرقة الرابعة وإنشاء ملاعب الفرقة في موقعها
بالغزلاني (21)
24.
ومن الأمور التي ساعدت الفرقة الرابعة على
تشكيل فرقها الرياضية ، انضمام اللواء الخامس المشاة التابع للفرقة الثانية إلى
تشكيلات الفرقة الرابعة ، حيث كان لهذا اللواء ـ كما سبق أن قدمنا ـ دورا ًكبيرا ًفي تأسيس الفرق الرياضية ،
الأمر الذي جعل من هذه الفرق نواة ًللفرق الرياضية للفرقة الرابعة ، ولهذا سيتضح
لنا فيما بعد مدى قوة فرق اللواء الخامس الرياضية ومدى نجاحها في بطولات ومهرجانات
تشكيلات الفرقة الرابعة وفي مختلف الألعاب الرياضية التي أقيمت لاحقا ً، وقد اخذ
طه حمو يعمل بجد واجتهاد كبيرين لبناء أساس قوي ومتين لألعاب الفرقة الرابعة ،
مستفيدا ًمن موقعه الذي اتخذه في الغزلاني ، وأول الأمور التي تبنى أصلاحها في
العاب الفرقة هي تطوير ملعب الغزلاني الذي تقام عليه مباريات تشكيلات الفرقة
الرابعة ، فضلا عن استضافة هذا الملعب العديد من المباريات الكروية التي تجمع فرق
المحافظة بفرق تشكيلات الفرقة الرابعة ، واستطاع طه حمو من خلال علاقاته بقادة
الفرقة الرابعة آنذاك وفي طليعتهم قائد الفرقة العــميد الـركن , سعــــيد القطان
، استحصال المــوافقات الأصـــولية لتطوير
25.
الملعب (22) ، فاستعان
بالجهد الهندسي للفرقة في التخطيط لبناء المرافق الخاصة بالملعب من منازع وحمامات
وغرف خاصة بشعب الإدارة مثل قلم الألعاب ومشجب الأسلحة ومخازن عديدة ، فضلا عن
المقصورة الرئيسية التي تشرف على الملعب الواسع لكرة القدم ومضمار الساحة والميدان
، والتي بنيت بشكل دائري وهندسي جميل لجلوس القادة والمسؤولين الذين يحضرون
المهرجانات والمناسبات المختلفة ، وتحت المقصورة قاعة صغيرة تستخدم أثناء
المناسبات لخدمة الصنوف وتنظيم المهرجانات ووضع الإذاعة الداخلية فيها وتستخدم تلك
القاعة من قبل فريق المصارعة للفرقة من تمارينها اليومية ، وعلى جانبي تلك القاعة
بنيت غرفتان واسعتان أحداهما خصصت لضابط الألعاب مكتبا ً ادريا ًً له ، والثانية
خصصت بوصفها استراحة للضيوف واستقبالهم فيها ، أما أهم ما جعل الملعب نموذجا
ًوصالحا ً من الناحية التنظيمية لاستقبال الجمهور هو بناء المدارج الخاصة
بالمتفرجين التي بنيت بشكل هندسي مدروس على جانبي المقصورة الرئيسية وتتسع إلى
أكثر من ( 2000) متفرج (23) .
26.
وقد تشكلت اللجنة المشرفة على
بناء وإنشاء وتنظيم ملعب الفرقة الرابعة بالغزلاني في شهر نيسان 1964 ، وتألفت من
كل من العقيد خليل جاسم رئيسا ًللجنة المشرفة على
إنشاء الملعب ، والمقدم حامد سعيد آمر كتيبة الهندسة في الفرقة التي ساهمت
بشكل فعال بإنشاء ملعب الفرقة ، والملازم الأول طه حمو سليمان ضابط العاب الفرقة (
الجهة المستفيدة ) ، وكما أوضحنا ـ طه حمو هو المتابع لسير العمل بشكل يومي وانجاز
مفردات العمل بكل مفاصله (24 )
، وقد حظي بدعم كل من العميد الركن سعيد القطان والعميد الركن يونس عطار باشي من
خلال اعتلائهما المواقع العليا في قيادة الفرقة الرابعة (25) .
27.
كما نهض طه حمو بالعاب الفرقة
الرابعة ، واستثمر أي جهد يمتلكه لهذا
الغرض ، فقد جند العديد من الجنود والمراتب في أمور ترميم الملعب منها تسوية أرضية
الملعب والاعتناء بها وتنظيفها من الأشواك وزرعها بثيل طبيعي يصلح لإقامة
المباريات عليه حتى أصبح الملعب في تلك الفترة من أصلح الملاعب الرياضية التي تقام
عليها المهرجانات الرياضية والمناسبات المختلفة ، فضلا ًعن ملعب الإدارة المحلية (
ملعب المعارف ) في منطقة قضيب ألبان في باب سنجار (26) .
28.
وبعد أن ضمن صلاحية الملعب ،
وهو من أهم مقومات نجاح الألعاب في الفرقة وضمان أمر إقامة الوحدات التدريبية
للعديد من الفرق الرياضية فيها كفرق كرة القدم والساحة والميدان والكرة الطائرة
وكرة السلة أقيمت لهاتين اللعبتين ساحة أو ملعب جانبي على أرضية الملعب نفسه ، بعد
كل ذلك التفت طه حمو إلى فريق السباحة الذي يعد من الفرق العريقة في العاب الفرقة
، واستطاع أن يستغل مسبح الجوسق الذي كان قد أنشي منذ أربعينات القرن الماضي وبعد
مراجعات عديدة لدوائر الحكومية أصبح المسبح ملكا ًللفرقة الرابعة وتعود الألعاب للفرقة
فيها وبإمرة ضابط الألعاب طه حمو نفسه حيث
قام ببعض الإضافات عليه وترميمه ، علما أن هذا المسبح قد انشأ وفق المواصفات
الدولية للمسابح العالمية الرياضية (27)
وعين أناسا من منتسبي الألعاب لإدارته ليلا ًونهارا ً، فضلا ًعن إقامة المسابقات
الخاصة بالسباحة وكرة الماء فيه وإقامة وحدات التدريب لفرق السباحة فيه (28) .
29.
وكان من الأمور الأخرى التي
قام بها ضابط العاب الفرقة الرابعة عند
استلامه المنصب عام 1964 ، هي البحث عن اللاعبين والرياضيين العسكريين في وحدات
الجيش المختلفة ونقلهم إلى وحدات الفرقة الرابعة للاستفادة من خدماتهم الرياضية ،
كما انه قام بحث العديد من الرياضيين في مدينة الموصل للتطوع في الجيش العراقي
وضمان استخدامهم في العاب الفرقة الرابعة ومنذ عام 1964 لحد عام 1980تم تطـــويع
العــديد مــن رياضي المــوصل فـي الجيش
30.
العراقي بصفة نائب ضابط كاتب لعدم وجود صنف رياضة ، وتم استخدامهم من العاب
الفرقة الرابعة ليكونوا أبطالا لها وللجيش والقطر بشكل عام (29) .
31.
كما استفاد طه حمو من علاقاته
الواسعة مع المجتمع الرياضي في مدينة الموصل وبقادة الحركة الرياضية فيها ، ورؤساء
الأندية في المدينة ًومنها نادي الموصل
ونادي الفتوة والسادة المسؤولين في منطقة معارف الموصل ، في تطوير الألعاب
الرياضية في الفرقة فبدأت الفرق الرياضية
لقوات القعقاع برياضييها تتفاعل مع باقي رياضي المدينة والأندية فيها واستفاد
رياضيو الفرقة الرابعة وخاصة رباعو الأثقال والسلة والطائرة وغيرها من الفرق من
إقامة وحدات التدريب اليومي في قاعات وساحات هذه الأندية الموصلية ، وفي الوقت
ذاته فتح طه حمو أبواب التعاون مع تلك الأندية وقدم لها خدماته وخدمات العاب
الفرقة بكل مفاصلها ، فالتزم الرياضيين الذين ينتمون لهذه الأندية وهم تحت خدمة
العلم في الجيش ، حيث استطاع استخدامهم ونقلهم إلى العاب الفرقة الرابعة ، فضلا
ًعن التعاون مع الجميع في مسالة إقامة المباريات والمناسبات الرياضية على ملعب
ومسبح الفرقة الرابعة (30) .
32.
لم يمض ِ على وجود طه حمو ألا
أشهر معدودة لا تتعدى الشهرين ، ألا وكان قد أكمل نصاب الفرق الرياضية في تشكيلات
الفرقة الرابعة بمساعدة العديد من الضباط والمراتب الرياضيين في تلك التشكيلات وقد
تشكل في هذه الوحدات كراديس خاصة بالمسيرة الاستعراضية في المناسبات والمهرجانات
السنوية التي تعقبها العاب الفرقة ، كما خصص لكل تشكيل أو وحدة من هذه الوحدات لونا
خاصا به يميزه عن غيرة من التشكيلات الأخرى (31) ، وكانت الفرقة الرابعة تتكون من
التشكيلات التالية :
33.
1- اللواء الخامس ( جنين ) .
34.
2- مدفعية الفرقة الرابعة ولونها المخصص لها ازرق غامق .
35.
3- اللواء التاسع والعشرون ( الأمين ) ولونه الأخضر .
36.
4- كتيبة المخابرة الرابعة ولونها الأبيض .
37.
5- موقع الموصل العسكري ولونه المخصص له قهوائي .
38.
6- كتيبة الهندسة العسكرية ولون رايتها الأزرق الفاتح .
39.
7- كتيبة الدبابات الرابعة ( نسر ) ولونها الذي يميزها الأحمر .
40.
8- اللواء الثامن عشر ( العالي ) ولونه الأصفر .
41.
9- اللواء الثالث والعشرون (32)
بلونه البنفسجي .
42.
10- فضلا عن سرية مقر الفرقة الرابعة التي اقتصرت مشاركاتها في السنين
الأولى على بعض المسابقات الرياضية مثل الكرة الطائرة وكرة السلة (33) .
43.
وقد يكون من المناسب الإشارة إلى
الملازم مرعي حسن ـ العميد فيما بعد ـ في هذا المجال فقد كان هذا الرجل يحل
محل طه حمو في فترات غياب الأخير ، حينما كان الأول يعمل بصفه ضابط العاب اللواء
الخامس ولمدة تزيد عن ثمان سنوات ويُعرف عن هذا الرجل روحه الرياضية العالية
وكفاءته الإدارية فهو احد أبطال الجيش العراقي في فعالية القفز العريض لعدة سنوات
، وقد مثل منتخب الجيش العراقي في اللقاء الدولي بين العراق وتركيا في أنقرة ، وهو
أيضا من لاعبي كرة القدم الجيدين وقد عمل فيما بعد ضابطا لألعاب الفرقة الثالثة(34) .
44.
ومن ضباط الألعاب الكفوئين
الذين عملوا في تشكيلات الفرقة الرابعة بين عامي 1964 ـ 1988.
45.
1- الملازم سالم جميل آل بليش ـ اللواء الركن فيما بعد ـ ضابط العاب
اللواء التاسع والعشرين لعدة سنوات .
46.
2- الملازم محمد زكي خليل العلاف ـ الرائد فيما بعد ـ ضابط العاب اللواء
الثامن عشر .
47.
3- الملازم عبد المنعم طلب ـ المقدم فيما بعد ـ ضابط العاب كتيبة الدروع
الرابعة ، وهو من لاعبي الفرقة الرابعة
ونادي الموصل ومنتخب الموصل بكرة القدم .
48.
4- الملازم الأول يونس طه ـ العميد فيما بعد ـ عمل ضابطا لألعاب اللواء
التاسع والعشرين .
49.
5- الملازم طلال محمد ،
لاعب منتخب الموصل بكرة القدم وضابط العاب كتيبة المخابرة الرابعة .
50.
6- الملازم الأول عصام محمود عبد الله ـ اللواء الركن فيما بعد ـ لاعب ساحة
وميدان ن وضابط العاب المدفعية منتصف السبعينات .
51.
7- الملازم هشام العباجي ، ضابط العاب كتيبة المدفعية الرابعة .
52.
8- الملازم حمدون حامد ـ العميد فيما بعد ـ عمل ضابطا لألعاب اللواء الخامس
.
53.
9- الملازم راجح الخطيب ، عمل في مدفعية الفرقة الرابعة عام 1965 .
54.
10- الملازم حميد رشيد شاكر ـ اللواء الطيار فيما بعد ـ ضابط العاب كتيبة
المخابرة الرابعة 1966 ـ 1967 .
55.
11- نائب الضابط طه إبراهيم الجحيشي ، عــمل بــصفة ضــابط العــاب موقع
الموصل لأكثر من 10 سنوات وكالة (35)
.
56.
وفضلا عمن ورد ذكرهم كان هناك
جنوَد ومراتب عديدون في العاب الفرقة الرابعة امتازوا بالكفاءة الإدارية العالية
والنشاط المميز في تنظيم السابقات والفعاليات الرياضية ومن المراتب الذين اعتمدت
عليهم العاب الفرقة الرابعة في الأمور الإدارية نائب الضابط محمد عطا عبد الله
الذي خدم في العاب الفرقة منذ عام 1968 حتى أحيل على التقاعد عام 1997 ، كذلك
النائب الضابط موفق احمد محمد الذي خدم في العاب الفرقة منذ عام 1970 لغاية أحالته
على التقاعد عام 1992 ، وقد كان هذا الرجل يؤتمن على التجهيزات الفرقة الرياضية
منذ أن كان لاعبا ًفي فريق كرة السلة للفرقة الرابعة (36)
57.
ب- مرحلة إقامة النشاطات :
58.
بعد أن أتم طه حمو بناء
وتأسيس المقومات الأساسية لألعاب الفرقة الرابعة من ملاعب ومستلزمات أخرى
كالتجهيزات الرياضية وتأسيس الفرق الرياضية في تشكيلات الفرق الرابعة ، لم يكن
أمامه ألا العمل على اختبار تلك الفرق وزجها في مباريات ودية فيما بينها ومع الفرق
الأخرى الموجودة في الموصل .
59.
ومنذ السنة الأولى 1964 ،
بدأت تشكيلات الفرقة الرابعة بتنظيم المباريات الودية في الألعاب المنتظمة ( القدم
، السلة ، الطائرة ) ، استعدت لإقامة بطولة الفرقة الرابعة على كاس قائد الفرقة ،
وقد بذل طه حمو جهودا ًكبيرة في تلك السنة بمساعدة بعض الضباط والمراتب في وحدات
الفرقة وقد أقيمت تصفيات البطولة في تلك السنة بكرة القدم وكرة السلة والكرة
الطائرة في ملعب الغزلاني ، وقد استعان طه حمو في تحكيم المباريات بحكام الإشراف
الرياضي في مديرية تربية نينوى وحكام
المحافظة ، وكان ذلك خلال أشهر حزيران
وتموز وأيلول من عام 1964 (37)
.
60.
وجرت نهائيات الألعاب المنتظمة
لتشكيلات الفرقة الرابعة في الأسبوع الأخير من شهر تشرين الثاني عام 1964 وعلى
ملعب الفرقة بالغزلاني ، وأسفرت نتائج المباريات الختامية للألعاب المنظمة على
النحو التالي ، ففي المباراة النهائية بكرة القدم التقى فريق كتيبة المخابرة وفريق
اللواء الخامس ( جنين ) ، وفاز في هذه المباراة فريق المخابرة بهدف وحيد ضد لاشي ،
أما في نهائي كرة السلة فقد التقى فريق اللواء الخامس وفريق اللواء الثامن عشر
واستطاع اللواء الخامس الفوز بنتيجة 42 نقطة مقابل 32 ، أما في نهائي كرة الطائرة
التقى فيها فريق مقر الفرقة واللواء الثامن عشر واستطاع فريق سرية مقر الفرقة الفوز
بثلاثة أشواط مقابل شوط واحد ، وقد جرت المباريات برعاية قائد الفرقة الرابعة
العميد الركن سعيد القطان ، وحضور ضباط وأمراء التشكيلات في الفرقة (38).
61.
ومنذ السنة الأولى لتأسيس
الألعاب فيها ، انخرطت الفرق الرياضية للفرقة الرابعة وخاصة فريق كرة القدم في
نشاطات الفرق العسكرية وبطولات فريق الجيش العراقي والقوات المسلحة ، حيث كانت في تلك الفترة خمس
فرق في الجيش العراقي ، وكان أقوى الفرق الرياضية بكرة القدم هو فريق الفرقة
الخامسة الذي يضم خيرة لاعبي العراق في فترة الستينات من القرن العشرين ومنهم
الشهير ( حسن بله ) (39) ،
وفي الوقت نفسه زج طه حمو الفريق الكروي للفرقة الرابعة في منافسات بطــولة كاس
الاتحاد في الموصـل مع فرق البلدية والنسيج والشرطة والقوة
62.
الجوية ونادي الموصل ، واستطاع فريق الرابعة من إحراز مركز الوصيف في أول
بطولة اشترك فيها على مستوى الموصل بعد أن خسر المباراة النهائية مع فريق نادي
الموصل (40) .
63.
وفي العام 1965 استطاع فريق
الفرقة الرابعة في الموصل بكرة القدم
الوصول إلى المراحل النهائية لبطولة الفرق العسكرية للجيش العراقي وكانت أقوى
مبارياته في البطولة ضد الفرقة الخامسة المتخم بنجوم الكرة في العراق ، وجرت
المباراة على ملعب قضيب ألبان في الموصل ، وكانت مواجهة ساخنة ، حيث كان لفريق
الفرقة الخامسة جهود كبيرة ومشجعون له تنبأوا بخسارة ثقيلة لفريق الرابعة ، ألا أن
موقف طه حمو ومدرب الفريق حينذاك الملازم صوران جمال ، جعلا الفريق في حالة استنفار
للقوى مما جعل اللاعبين يظهرون الأفضل للفوز على اقوى الفرق حينذاك بهدف لاعب
الفرقة الرابعة عدنان عزو الشهواني الذي برز بشكل ممتاز مع زميله شليمون صليوة في
المباراة ، وكانت المباراة برعاية متصرف لواء الموصل (41) وقائد الفرقة الرابعة وكبار
المسؤولين في المدينة إلى جانب حضور جماهيري كثيف (42) .
64.
ج ـ بطولات تشكيلات الفرقة
65.
بعد مرور السنة الأولى على
العاب الفرقة الرابعة ونجاح المسابقات الرياضية بين تشكيلاتها في تلك السنة بشكل
استثنائي أراد طه حمو وضع مناهج وتواريخ ومواعيد ثابتة تكون بمثابة خطة عمل سنوية
لألعاب الفرقة الرابعة ، فتم عقد اجتماع موسع لضباط العاب ومراتب المسؤولين عن
الألعاب في الألوية والوحدات التابعة للفرقة الرابعة ، وخلال الاجتماع الذي أقيم
في مقر العاب الفرقة في الغزلاني نوقشت الأمور الخاصة بفرق الألوية الرياضية ،
ووضعت ورقة عمل أصبحت بمثابة الخطة او المنهاج السنوي الذي تم بالفعل العمل
بموجبها منذ تاريخ صدورها (43)
، وبموجب المنهاج السنوي لألعاب الفرقة الرابعة ، الذي تم الاتفاق عليه ، أصبحت مواعيد إقامة السباقات الرياضية كالآتي :
66.
1- بطولة كرة القدم :
67.
كانت البطولة تقام على ملعب
الغزلاني بالموصل سنويا ًبين التشكيلات المختلفة ، وتبدأ التصفيات في بداية الموسم
من كل عام ، وتقام البطولة على طريقة
التسقيط الزوجي ، ويتم عادة الاستعانة بحكام اتحاد الكرة في الموصل وحكام تربية
نينوى من منتسبي الأشراف الرياضي ، وفي هذه المسابقة غالبا ًما تكون من نصيب
اللواء الخامس نظرا ً لما يضمه من عناصر جيدة ، وتستمر البطولة لا شهر كانون
الثاني وشباط وآذار من كل عام (44)
.
68.
2- بطولة كرة السلة (45) :
69.
تبدأ بطولة كرة السلة ،
شأنها شأن كرة القدم ، في الموعد نفسه وتستمر التصفيات لأشهر كانون الثاني وشباط
وآذار ، وغالبا ًما تنحصر منافساتها بين اللواء الخامس واللواء الثامن عشر وموقع
الموصل
70.
3- بطولة كرة الطائرة :
71.
لا تختلف تصفياتها عن بطولات
كرة القدم والسلة من حيث مواعيدها وفرقها ، ألا أن المتميزين فيها كان اللواء
التاسع والعشرون واللواء الخامس .
72.
4- سباق اختراق الضاحية :
73.
تجري سباقاتها في شهر
كانون الثاني بمناسبة أعياد الجيش العراقي في السادس من كانون الثاني ، وتشترك
فيها فرق التشكيلات كافة بمعدل خمسة لاعبين من كل فريق ، وبداية السباق عادة ما
يكــون مـــن نقطة علــى طــريق البو سيف وصولا إلـى ملعب الفرقة الرابعة (46)
74.
ويتنافس على بطولتها عداؤو اللواء الخامس والمدفعية لوجود أبطال الركضة في
هذين التشكيلين أمثال العداء الدولي شبيب داغر وصبار حنتوش (47) وغيرهما .
75.
5- بطولة العاب الساحة والميدان :
76.
وتعد هذه اللعبة من أجمل
فعاليات الرياضة والأكثر أثارة ًنظرا ًلتميز أبطال الفرقة بها وحرض جميع الفرق على
نيل قصب السبق في سباقاتها وتعمل فعاليات الساحة والميدان على تحفيز مقاتلي الجيش
ودفعهم لبذل اكبر جهد لسبيل الفوز ، كما وتبدأ بأداء التمارين في وحدات تدريبه
منتظمة وعلمية خلال فترة الأعداد للبطولات المختلفة (48) ، وتقام نهائيات البطولة ضمن مهرجان
سنوي ضخم تشمل بالإضافة للاركاض فعاليات عديدة عسكرية ورياضية منها الألواح
السويدية ومنها الألواح الخلفية وسباقات الضباط وفعاليات جر الحبل واجتياز العوائق
والنيران وبرك المياه وغيرها وفعاليات قتالية واستعراض الدراجات البخارية كما كان
يقدم خلال فترات الاستراحة فعاليات كوميدية تضيف البهجة والسعادة على الحاضرين ،
وكان يقوم بها عدد من الفنانين المسرحيين
المعروفين في الموصل منهم عسكريون ومنهم مدنيون أمثال حسن فاشل والفنان عبد الواحد
احمد إسماعيل وغيرهم (49) ،
وكان المهرجان السنوي لألعاب الساحة والميدان في الفرقة الرابعة يقام ما بين شهري آذار ونيسان من كل عام ، ويكون
التنافس شديدا ً بين ألوية الخامس والثامن عشر والتاسع والعشرين ، ويكون المهرجان
في كل سنة برعاية قائد الفرقة المشاة الرابعة ، وفي بعض السنين كان المهرجان
برعاية رئيس الجمهورية العراقية كما حدث في عام 1965 عند رعاية المشير الركن عبد
السلام محمد عارف المهرجان السنوي حينذاك (50)
77.
7- بطولة السباحة الاولمبية :
78.
وكانت هذه البطولة هي
الأخرى من الفعاليات المتميزة نظرا ًلوجود أبطال السباحة في العراق والجيش العراقي
في وحدات الفرقة الرابعة كالسياح نزار إسماعيل والسباح وعبد الله السماك والسباح
طه أيوب (51) ، وكانت البطولة تقام في شهري تموز وآب من كل عام على مسبح الفرقة في
الجوسق بالموصل ، كما تقام بطولة كرة الماء في الموعد والمسبح نفسهما ، وهاتان
الفعاليتان يتنافس على بطولتها فرق ألوية الخامس والثامن عشر والتاسع والعشرين
(52).
79.
8- بطولة كرة اليد :
80.
دخلت هذه الفعالية ضمن
بطولات الجيش في بداية السبعينات من القرن الماضي ، وكانت تقام التصفيات الفرق في
ملعب الغزلاني وصولا ًللمباراة النهائية التي عادة ًما تقام في أحدى القاعات في
الموصل وبالذات قاعة نادي الموصل في وادي حجر ، ويتنافس على بطولتها فرق موقع
الموصل واللواء الثامن عشر واللواء الخامس (53) .
81.
9- الألعاب الأخرى :
82.
مثل رفع الإثقال
والمصارعة والملاكمة والجمناستك والهوكي ، واقتصرت الألعاب هذه على بطولة الجيش
والتي تقيمها مديرية العاب الجيش في بغداد سنويا ً، وكانت الفرقة الرابعة تمتلك
فرقا ًجيدة على مستوى الجيش بهذه الفعاليات ، وفي بداية السبعينات ألغيت فعالية
الهوكي من الجيش كما أدخلت فعاليات التنس الأرضي والمنضدة إلى منهاج العاب الجيش (54) .
83.
10- بطولات التجهيزات السفرية :
84.
فضلا ًعن الفعاليات
والألعاب التي ذكرناها آنفا ، كانت هناك فعاليات رياضية أخرى تميزت بها أيضا العاب
الفرقة الرابعة ، وقد سميت بـ ( سباقات التجهيزات السفرية ) ، كانت هذه البطولات
تقام بمعزل عن العاب الساحة والميدان ويتم الاستعداد لها بصورة منفردة حيث يقام
سباق تشكيلات الفرقة الرابعة بســـــباق التجهيزات العســـكرية ، وهـــــذه
التجهيزات تشتمل البندقية ( الكلاشنكوف ) والحقيبة السفرية في الظهر والمتسابق
مرتديا ًملابسه العسكرية مع حذاء العرضات العسكري ، وتقسم مسافات السباق إلى ثلاث
أقسام : 5 كم
للمتسابقين الذين يمثلون الفرقة في بطولة الجيش السنوية ، 3 كم و 1 كم للضباط والمراتب مع
ملاحظات العمر والرتبة ، وفي الوقت نفسه كانت تجري سباقات ركضه الضاحية بالملابس
الرياضية لتشكيلات الفرقة الرابعة لاختيار منتخب الفرقة بالضاحية لبطولة الجيش
بهذه ألركضه لمسافة 12 كم
وكذلك ركضه الماراثون التي مسافتها 42,195 كم (55) .
85.
وكانت تجري هذه البطولات
الخاصة بهذه الفعاليات المذكورة على طريق حمام العليل وتكون نقطة الانطلاق من قرية
( البوسيف ) حتى ملعب الفرقة ، ويرافق المتسابقون سيارة إسعاف مع طبيب عسكري مع
دراجات بخارية وحكام السابق لمراقبة المتسابقون ومعلق رياضي يعلق على السباق ويعرف
الحاضرين من الجمهور عن وصول المتسابقين ، وغالبا ًما كان يلعب هذا الدور المعلق
المعرف في ذلك الوقت الرائد سالم قاسم ، وهو متخصص في مجال اللغة العربية ولغة
الإذاعة (56) .
86.
ء - المهرجانات الرياضية السنوية :
87.
لقد كان للمهرجانات الرياضية
السنوية بالعاب السباحة والميدان التي تقيمها قوات الفرقة الرابعة صدى واسع ًعلى صــعيد الــشارع الرياضي الموصلي ، فلا
يختلف اثنان على أن هذه
88.
المهرجانات الرياضية من أجمل المناسبات الرياضية التي يستمتع بها أهل
الموصل أفرادا وعوائل (57) ،
فترى أبناء الموصل وعائلاتها تنتظر بفارغ الصبر موعد إقامة المهرجان
الرياضي السنــوي لقـــوات القعــقاع ، وكان العامـــة في الموصل يطــلقون علــــى
هــــذا المـــــهرجان ( مهرجان الجيش ) ،
فمنذ العام 1964 وقبل إقامة المهرجان السنوي لألعاب الساحة والميدان ـ الذي
غالبا ًما يقام في شهر آذار أو نيسان ـ تعمل كوادر العاب الفرقة الرابعة على
التهيؤ وكانت الاستعدادات تجري على قدم وساق للتحضير للمهرجان السنوي ، وعلى اثر
ذلك يقوم ضابط العاب الفرقة الرابعة طه حمو سليمان بأخذ الموافقات من قيادة الفرقة
من خلال مطالعات ومخاطبات رسمية لاستقدام عدد من الجنود والمراتب وأصــحاب المهن
التي تحتاجها الاستعدادات من وحدات الفرقة وكالتالي :
89.
أ- مجموعة من النجارين بما لا يقل عن عشرة مع مستلزماتهم وعددهم منذ شهر
كانون الثاني أو بداية شباط (58 )
.
90.
ب- مجموعة من الخياطين مع مكائن الخياطة يقومون بخياطة الإعلام العراقية
والأعلام الخاصة بالفرق المشاركة وحسب ألوانها المخصصة لها ، كذلك عمل اللافتات
وكل ما يتعلق بمهنة الخياطة .
91.
جـ ـ الصباغون : ويكون عددهم ملائما ًلمساحة الملعب بكل مرافقة ويقوم هؤلاء
بصبغ الملعب والقاعات الداخلية المخصصة لمنام المراتب الذين من خارج المحافظة
ليبدو الملعب جميلا بألوانه الزاهية .
92.
ء ـ مجموعة من الجنود لا تقل عن خمسة عشر جنديا ً من فصيل الأشغال لغرض
تقديم خدماتهم للملعب من تنظيف وترميم وغيره .
93.
هـ ـ كتيبة هندسة الميدان الرابعة لنصب المدرجات لجلوس التشكيلات المشاركة
في السباق وعادة تكون في الجهة الشمالية للملعب .
94.
و ـ منذ عام 1964
95.
1- المهرجان الرياضي السنوي الأول آذار 1965 :
96.
أقيم هذا المهرجان على ملعب
الفرقة الرابعة بالغزلاني في مدينة الموصل يوم الجمعة الموافق السادس والعشرون من
شهر آذار 1965 ، في تمام الساعة الثالثة عصرا ً، وكان هذا المهرجان برعاية رئيس
الجمهورية العراقية والقائد العام للقوات المسلحة المشير الركن عبد السلام محمد
عارف (59) ( 1963 ـ 1966 ) ،
وبحضور العميد الركن سعيد القطان قائد الفرقة المشاة الرابعة وضباط الأركان
وعسكريين من مختلف صنوف الجيش العراقي ، فضلا عن حضور متصرف لواء الموصل ومدراء
الدوائر الحكومية في الموصل ، إلى جانب عدد كبير من
97.
جماهير الموصل لذلك كانت مدرجات الملعب تمتلى بهم ، وقامت اللجان العديدة التي كانت قد تشكلت
للقيام بدورها في المهرجان ، وقد قامت تلك اللجان بادوار طيبة منها اللجنة
الإعلامية التي أخذت على عاتقها الدعوة لحضور المهرجان من خلال توزيع الملصقات في
أنحاء متفرقة من الموصل ، فضلا عن توزيع بطاقات الدعوة بحضور المهرجان لمدراء
الدوائر والمؤسسات في الموصل ، وقد ضمت اللجنة الإعلامية : الملازم الأول ساطع
شريف الحاتم رئيسا وعضوية كل من الملازم الأول سالم قاسم والإمام عز الدين قاسم (60)
، وأما لجنة العاب الفرقة فقد ضمت: الملازم الأول طه حمو سليمان رئيسا ًوعضوية
ضباط العاب التشكيلات كافة ، وكانت هذه اللجنة مسؤوله عن كل مفردات المهرجان ولها
صـــلاحيات واســــعة بهذا الشأن (61)
، وضمت اللجنة الاستشارية الفنية كل من : عبد الجبار المصري والمقدم حميد
البدري والملازم الأول طه حمو ، أما هيئة التشريفات فتكونت من : العقيد سعيد حسين
والمقدم حامد سعيد والمقدم غانم حنون والرائد احمد سليمان والرائد صديق إسماعيل
والرائد الركن عبد القادر زينل والرائد الركن صبحي احمد والرائد الركن عبد الجبار
الصافي (62) .
98.
أسفرت النتائج الفرقية في هذا
المهرجان كالآتي : فاز اللواء الخامس بالمركز الأول وكتيبة الهندسة بالمركز الثاني
ومدفعية الفرقة ثالثا ً، ومقر الفرقة رابعا ً، واللواء التاسع والعشرون خامسا ً،
وكتيبة المخابرة الرابعة سادسا ًواللواء الثامن عشر سابعا ً(63) .
99.
2- المهرجان الرياضي السنوي
الثاني آذار 1966
100. أقيم هذا
المهرجان في الخامس والعشرين من شهر آذار
عام 1966 وعلى ارض ملعب الغزلاني في تمام الساعة الثانية والنصف من يوم الجمعة ،
وقد كرر المشير الركن عبد السلام محمد عارف رعايته لهذا المهرجان للسنة الثانية
على التوالي ، وكان العميد الركن يونس عطار باشي قائد الفرقة الرابعة على رأس
الحضور ، وكالعادة كانت اللجان التي تشكلت لغرض أنجاح المهرجان زاخرة بأسماء
القادة والإداريين الأكفاء ، أما التشكيلات التي اشتركت في السباقات فكانت نفسها
بالإضافة إلى موقع الموصل الذي اشترك لأول مرة بفريق موحد خاص به بعد أن كان يشترك
ضمن فريق مقر الفرقة ، وقد حفل هذا المهرجان بفعاليات عديدة أدخلت على فقرات
المهرجان فضلا عن فقرات المهرجان الأساسية
101. وقد ظهرت
في هذا المهرجان أسماءٌ جديدة لأبطال جدد منهم من سجل أرقاما قياسية جديدة للفرقة
وأصبحوا أبطال الفرقة بفعالياتهم وقد احتفظ اللواء المشاة الخامس ببطولة العاب
الساحة والميدان للمرة الثانية على التوالي .
102.
3- المهرجان الرياضي السنوي الثالث نيسان 1967:
103. أقيم هذا
المهرجان في عصر يوم السبت المصادف 22 / نيسان 1967 وفي تمام الساعة الثانية
والنصف وعلى ملعب الفرقة الرابعة ، وكان برعاية الفريق عبد الرحمن محمد عارف رئيس
الجمهورية العراقية والقائد العام للقوات المسلحة ( 1966 ـ 1968 ) ، وقد تشابهت صور هذا المهرجان وجمالها
وحسن تنظيمها مع صور وفقرات المهرجانيين السابقين ( الأول 1965 والثاني 1966 ) ،
ألا أن فقرات جديدة قد أضيفت على منهاج المهرجان ، كما أن قائد الفرقة الرابعة
الجديد يحضر هذا المهرجان بهذه الصفة لأول مرة ، فقد تسلم اللواء الركن عبد الجبار
شنشل قيادة الفرقة المشاة الرابعة نهاية 1966 ،
104. وقد برزت
في هذا المهرجان أسماءٌ جديدة أخرى أصبح لها فيما بعد شأن في منتخبات الفرقة
الــرابعة بالـــساحة والميدان وحصلت على نتائج جيدة في بطولات الجيش العراقي فيما
بعد ، من هذه الأسماء جندي مكلف شبيب داغر
من مدفعية الفرقة وجندي مطوع صبار حنتوش من اللواء التاسع والعشرين في ركض 800 متر ورأس عرفاء سلمان
صالح من مدفعية الفرقة بالقفز بالعصا ، وجندي مكلف عبد زويد من كتيبة الهندسة بركض
5000 متر
ونائب العريف دوهان حسين من اللواء المشاة الخامس برمي الرمح (64).
105. وقد استطاعت مدفعية الفرقة الرابعة أن تحصل على المرتبة
الأولى في هذا المهرجان تاركة المركز الثاني لفريق اللواء الخامس ( بطل العام
الماضي ) ، وجاء موقع الموصل ثالثا ًوكتيبة المخابرة رابعا ًوكتيبة الهندسة خامسا
ً، ولواء المشاة التاسع والعشرين سادسا ًواللواء الثاني عشر سابعا ًوتراجع فريق
مقر الفرقة إلى المركز الثامن وجاء اللواء الثالث والعشرون بالمركز التاسع والأخير
(65) .
106.
4- المهرجان الرياضي السنوي الرابع عام 1970 :
107. أما
المهرجان الرياضي الذي أقامته الفرقة الرابعة عام 1970 ، فقد كان برعاية وزير
الدفاع الفريق حماد شهاب وحضور قائد الفرقة الرابعة العقيد الركن عبد الجبار عبد
الرحيم الاسدي وقادة أركان الفرقة وقادة التشكيلات المشاركة ومدراء الدوائر
الرسمية في الموصل وجمع غفير جدا ًمن أهالي الموصل ، وكانت ذات التشكيلات نفسها
التي شاركت في المهرجانات السابقة يضاف إليها الضيف الجديد هو فريق دروع الفرقة
الرابعة الذي اشترك لأول مرة في هذا المهرجان (66) .
108. ومن الأسماء
الجديدة التي برزت في هذا المهرجان ، حربي عويد من موقع الموصل في ركض 110م موانع
، ونصر سلطان من مدفعية الفرقة في ركض 100م والقفز العالي ، وشبيب داغر من مدفعية
الفرقة في ركض 1500 متر
و 5000 متر
وكذلك عبد حاج منيف بنفس الركضه وهو من اللواء الخامس ، أما في رمي الثقل فقد برز
شكر محمود من اللواء التاسع والعشرين ، وصباح حامد من فريق دروع الفرقة في الطفر
العريض والقفز بالعصا وحميد عبو من اللواء الخامس بالطفر العريض وصبار حنتوش بركض 800 متر وهو من مدفعية
الفرقة أما في ركضة 100 متر
للضباط فقد برز الملازم من اللواء التاسع والعشرين سالم آل بليش وكذلك الملازم
الأول (حمدون حامد) من اللواء الخامس (عبد الرزاق عطشان )من مخابرة الفرقة في ركضة
200 متر
و(ثكب طابور) من المدفعية في ركض 1500 متر (67)
، وقد امتاز هذا المهرجان بحسن التنظيم
والإخراج ، وذلك بفضل الجهود الكبيرة التي بذلها النقيب طه حمو ضابط الألعاب
والملازم الأول احمد ضياء عبود معاون ضابط الألعاب (68) .
109.
5- المهرجان الرياضي السنوي الخامس عام 1972 :
110. أقيم هذا
المهرجان في يوم الخميس المصادف 3 آذار 1972 وفي تمام الساعة الثانية والنصف على
ملعب الفرقة الرابعة بالغزلاني بالموصل ، وكان المهرجان برعاية رئيس أركان الجيش
العراقي الفريق الركن عبد الجبار شنشل ، وحضور العميد الركن طالب محمد كاظم قائد
الفرقة الرابعة وعدد من قادة الألوية ومدراء الدوائر الحكومية بالموصل ، وشاركت
كالعـــادة جــميع تشكيلات الفرقة الرابعة في المهرجان وقد أعدت فرقها أعدادا
ًجيدا ًقبل المهرجان (69) .
111. ومن أسماء
الأبطال التي برزت في المهرجان : عبد الله منور من مدفعية الفرقة في ركض 100 م وبكدش حسن من تشكيل الأمين في ركض 1500 متر ومحمد زينو من
تشكيل عقبة .
112. الطفر العريض والوثبة الثلاثية ، أما سلطان هاشم ، فقد كرر فوزه بركضه 100 م للضباط في هذا المهرجان
وهو بطل الفرقة الرابعة بهذه الفعالية من عام 1971 كما برز من جديد بطل الفرقة
بالقفز بالعصا صباح حامد الحاج سعيد من دروع الفرقة ، أما فعالية القرص فقد برز
الرامي جبار لوز من تشكيل الأمين (70)
.
113.
6- المهرجان الرياضي السنوي السادس 1975:
114. أقيم هذا
المهرجان في ملعب الفرقة الرابعة بالغزلاني في الموصل ، في يوم الجمعة المصادف
18 نيسان 1975 برعاية رئيس الأركان العامة
للقوات المسلحة عبد الجبار شنشل واشتركت
فرق تشكيلات الفرقة الرابعة وهي : ( جنين ، المدفعية ، الأمين ، المخابرة ، الهندسة
، عقبة ، نسر والكرامة ) ،
115.
رابعاً : قوات القعقاع ومشاركتها
في بطولات الجيش العراقي
116.
بالألعاب المختلفة
:
117. أقيمت بطولات الجيش العراقي بالألعاب المختلفة ، ولا
ينكر بان هذه البطولات تعد المحك الحقيقي لأبطال العراق بكل الفعاليات الرياضة ،
ولقد كان للفرقة الرابعة ( قوات القعقاع ) ثقل كبيرٌ في هذه البطولات ونتائج متميزة
في عدة العاب منها :
118.
أ- السباحة : ( الاولمبية والطويلة )
119.
ب- الساحة والميدان (71)
:
120.
جـ ـ الألعاب المنظمة ( كرة القدم
’ كرة السلة ’ الكرة الطائرة )
121. د- رفع الاثقال
ه- فرق و- فرق الملاكمة س- فرق الهوكي
ح- كرة اليد (دخلت مناهج العاب
الجيش بعد عام 1970 ) ط- كرة الطائرة (
دجلت بعد عام 1970 ) ي-الدراجات
الهوائية ك- التنس الارضي ل- الجمناستك
122.
واستطاعت الفرقة الرابعة الحصول على أفضل النتـــائج وقمتها في هذه
الالعاب، وهي ( كاس النشاط الرياضي ) (72)
للسنوات : ( 1970 ، 1971 ، 1972 ، 1973 ، 1974 ، 1975 ، 1976 ، 1977 ، 1978 ، 1979
) وهذه النتائج لم يحصل عليها أي من فرق العاب الجيش على مدى تاريخ بطولة الجيش
بأنواعها (73) .
123.
124.
125.
126.
127. الهوامش
128.
129.
(1) نسبة إلى
الوصي على عرش الملك فيصل الثاني وهو الأمير عبد الإله خال الملك ، اصبح
وصيا على العرش عام 1933 ولغاية 1953 ، عبد الرزاق الحسني ، تاريخ الوزارات
العراقية ، الجزء الخامس ، مطابع دار الشؤون الثقافية العامة ، ( بغداد 1985 ) ، ص
122 .
130.
(2) منذر هاشم الخطيب ،
المصدر السابق ، ص 188 ؛ كذلك ، جمال الغيطاني ، المصدر السابق ، ص 133 .
131.
(3) هاشم عبد الرزاق
صالح الطائي ، ثورة الموصل القومية 1959 ، دراسة تاريخية ، رسالة ماجستير غير
منشورة ، جامعة الموصل ، كلية الآداب ، حزيران 1999 ، ص 62 .
- (4) من مواليد
الموصل محلة باب الجديد 1933 ، درس في مدارس الموصل حتى تخرج من الإعدادية
المركزية عام 1951 ـ 1952 ، التحق بالكلية العسكرية وكان من المتفوقين
الأوائل أرسل في دورة إلى انكلترا ، كلية سانت هيرتس santheirts ، ومعه من الموصلين حازم حسن ونافع داود
ومحمود قاسم ، عاد منها عام 1957 ، من مؤسسي تنظيم الضباط الأحرار ، كان
مسؤولا عن الثكنة الحجرية العسكرية في الموصل ، ساند
133.
ثورة الشواف 1959 ، وبعد فشلها
دخل السجن حكم عليه بالإعدام وخفف إلى مدى الحياة ، قضى منها سنتين وأطلق سراحه
ليعود إلى الجيش بعد ثورة 1963 ، تم إرساله في دوره إلى أمريكا خاصة بقوات
الكومندوز ، وبعد عودته منها أسس قوات الصاعقة مبتدئا بالفوج الأول منها وتمت
تسميتها فيما بعد بالقوات الخــاصة ، عيــن
ملحقا عسكريا للعراق في باريس 1969 وفي عام 1970 توفي على اثر نوبة قلبية
في الملحقيه العسكرية العراقية في باريس
موقع عمله وهو حين ذاك برتبة عقيد ركن ، كامل إسماعيل ، أوراق خاصة ، غير منشورة ،
بحوزة نجلة الدكتور شعلان كامل . .
134.
(5) مقابلة شخصية
للباحث مع العميد المتقاعد طه حمو سليمان بتاريخ 15 / 9 / 2009 .
135.
(6) وهو رياضي معروف في
الموصل وشقيق للشخصية الرياضية المعروفة عبد الرحمن أمين أغوان مراقب الرياضة
المدرسية حينذاك ، رعد احمد أمين " نشأة الأندية الرياضية "... ، المصدر
السابق .
136.
(7) مقابلة شخصية
للباحث مع العميد المتقاعد عبد الإله محمد حسن بتاريخ 16 / 3 / 2009 .
- (8) نفس المصدر السابق
.
138.
(9)
Slagglet , Marion Faruk ,
lraq since 1958 from
rrvolution to Dictatorship , ( London – 1987 ) .
139.
(10) Dan , Orel,
lraq , under Qassmi
– Apolitical History , 1958 – 1963Ph . D ,university of London , ( London
– 1971 ) ..
140.
(11) Binyamin
shwedren , the
bower strunge in lraq sosil
for meddle Estern . affaers bress , ( newuork – 1960 )
141.
؛
انظر : جعفر عباس حميدي ، " شهود الدقائق الأخيرة ، عبد الوهاب الشواف قتل أم
انتحر "، مجلة آفاق عربية العدد ( 1 ـ 2 ) ، كانون الثاني ، شباط 1995 .
142.
(12) Al – Aqidi , lbrahem
Mohamed , The lraqi Army and political 1941 – 1963 . Ph . D , University of
Exeter , 1989 .
- (13) مقابلة شخصية للباحث مع العميد المتقاعد عبد الإله محمد حسن
بتاريخ 16 / 3 / 2009 .
144.
(14) تم إطلاق تسمية
القعقاع على الفرقة الرابعة عام 1968 حسب كتاب وزارة الدفاع المعمم إلى الفرق
العسكرية كافة بإطلاق تسميات معنوية على هذه الفرق ، وزارة الدفاع العراقية ،
الكتاب المرقم 2 / 86 س / في 23 أيلول
1968 .
145.
(15)
منذر هاشم الخطيب ، المصدر السابق ، ص 188 .
146.
(16)
مقابلة شخصية للباحث مع العـــميد
المتقاعد ضابط العاب الفرقة الرابعة من 1964 لغاية 1980 ( طه حمو سليمان ) بتاريخ
26 / 8 / 2009 ؛ تاريخ القوات المسلحة العراقية ، المصدر السابق ، ص 48 .
- (17) عندما انتقلت الفرقة
الرابعة إلى الموصل من الحبانية ، انتقلت بدلا ًعنها إلى الحبانية الفرقة
الثانية التي كان مقرها كركوك وبتشكيلاتها من الألوية التي كان احدها فـــي
مديــــنة اربيل في راوندوز واللــواء الأخـــر فـــي السليمانية، أما اللواء المشاة الخامس فقد
بقي في موقعه في الموصل وأصـــبح ضـــمن تشكيلات الفـرقة الرابعة ( قوات القعقاع ) ، موفق احمد محمد ،
أوراق خاصة ، قوات القعقاع في الموصل مخطوط بحوزة كاتبة في الموصل .
148.
(18) من مواليد الموصل 1932 ، حصل على شهادة الابتدائية
من المدرسة العراقية بالموصل ، تم متوسطة الشرقية فالإعدادية المركزية ، تخرج من
الكلية العسكرية عام 1956 ، وأصبح ضابطا ًفي العاب موقع الموصل عام 1957 ، ثم
انتقل إلى مدرسة التدريب البدني فأصبح ضابطا ًفي العاب القوة الجوية في بداية
الستينات ، عام 1964 تنسب إلى العاب الفرقة الرابعة ليكون أول ضابط العاب لها
ويبقى في منصبه حتى إحالته على التقاعد في 26 / 8 / 1980 ، رسالة خطية للباحث من
العميد المتقاعد طه حمو سليمان ، بتاريخ 22 / 8 / 2009
149.
(19) مقالبه شخصية
للباحث مع العميد المتقاعد عبد الإله محمد حسن بتاريخ 26 / 3 / 2009 .
150.
(20) أياد محمد عبد
الله ، رواد الرياضة الموصلية ، طه حمو في ذمة
الخلود ، جريدة
فتى العراق ، العدد ( 281 ) ، السنة الخامسة ، 6 ، كانون الثاني 2010 .
- (21) مقابلة شخصية للباحث مع النائب الضابط متقاعد موفق احمد
محمد بتاريخ 25 / 1 / 2010 .
152.
(22) مقابلة شخصية للباحث مع العميد المتقاعد عبد الإله
محمد حسن بتاريخ 16 / 3 / 2009 .يقول عبد الإله محمد حسن : " أن طه حمو كان
مترددا ًبقبول منصب ضابط العاب للفرقة الرابعة عندما عرض عليه الأمر ، وبعد أن
أشرت عليه بان العاب هذه الفرقة لابد ان
يقودها ضابط موصلي يتمتع بعلاقاته الواسعة مع الجميع وبالذات مع أهل الموصل
وقادتها الرياضيين في الأندية والاتحادات وهذا ما تمتع به أنت يا حمو فاقتنع
بكلامي وكان لي دور في تثبيت الأمر بحكم علاقاتي مع أصحاب القرار في بغداد ،
وبالفعل كان حمو رحمه الله خير من يمسك بهذا المنصب ليرتقي بالعاب الفرقة والموصل
بشكل عام " .
153.
(23) مقابلة شخصية
للباحث مع العميد المتقاعد طه حمو سليمان بمناسبة افتتاح دار الضيافة للرياضيين في
الموصل بتاريخ 15 / أيلول 2009 .
154.
(24) وزارة الدفاع ، مــن وثائق قيــادة الفرقة
الرابعة ، قرار تشكيل اللجنة المشرفة على إنشاء ملعب الفرقة المرقم 211 س في 22
نيسان 1964
- (25) مقابلة شخصية للباحث مع طه حمو سليمان
بتاريخ 16 / 8 / 2009 .
156.
(26) مقابلة شخصية للباحث مع النائب الضابط العاب الفرقة
الرابعة محمد عطا عبد الله للفترة من
1966 لغاية 1997 إحالته على التقاعد ، ويعمل حاليا ًفي وحدة الحرس الجامعي في
جامعة الموصل بعقد ، المقابلة بتاريخ 2 شباط 2010 .
157.
(27) Alexander Gabrilsan , Swimming pools , ( U . S .
A . – 1987 ) .
- (28) مقابلة
شخصية للباحث مع العقيد المهندس المتقاعد مظفر حمودات المسؤول عن العمل في
مسبح الفرقة الرابعة موضوع البحث في ستينات القرن العشرين الغاية بتاريخ 15 /
2 / 2010 .
159.
(29) أكد للباحث العديد من الرياضيين الذين تمت مقابلتهم
، والذين خدموا في العاب الفرقة الرابعة ـ أكدوا أن للمرحوم طه حمو الفضل في نقلهم
من وحدات بعيدة عن الموصل إلى وحدات الفرقة الرابعة ليتم استخدامهم في العاب قوات
القعقاع ( الرابعة ) ، ومنهم من أكد بأنه لم يكن له عمل أو وظيفة ويفضل المرحوم طه
حمو تم تطويعه للجيش وقضاء مدة خدمته العسكرية في العاب الفرقة الرابعة حتى إحالته
على التقاعد منها ، طه حمو أوراق خاصة ، قائمة بأسماء عدد من الرياضي الذين تم
تطويعهم في الجيش واستخدامهم في الفرقة الرابعة ، مخطوطة بحوزة نائب ضابط موفق
احمد محمد .
160.
(30)
مقابلة شخصية للباحث مع صبحي حميد عضو الهيئة الإدارية لنادي الفتوة منذ سبعينات
القرن العشرين ولحد ألان ، بتاريخ 25 / 1 / 2010 .
- (31) مقابله شخصية للباحث مع طه حمو بتاريخ 26 / 8 / 2009 .
162.
(32) انتقل هذا اللواء خارج تشكيلات
الفرقة الرابعة في بداية السبعينات إلى الفرقة الأولى ، مقابلة للباحث مع موفق
احمد محمد بتاريخ 13 / 3 / 2009 .
163.
(33)
وزارة الدفاع ، وثائق العاب الفرقة
الرابعة ، كتاب العاب الفرقة
الرابعة المرقم 216 س والمؤرخ في 13 آذار 1964 ، تقرير وصايا المؤتمر الأول لضباط
ومراتب العاب الفرقة الرابعة .
- (34) موفق احمد محمد ، أوراق خاصة ، " معاونو ضابط العاب
الفرقة الرابعة " ، مخطوط غير منشور بحوزة كاتبه في الموصل .
165.
(35) طه حــمو سلــيمان ، أوراق خاصة ،
غير منشورة ، سجل المعلومات الشخصية لضابط العاب الفرقة الرابعة ، 1964 ـ 1988 ، بحوزة عائلته بالموصل .
- (36) مقابلة شخصية للباحث مع نواب الضباط محمد عطا عبد الله
وموفق احمد محمد بتاريخ 21 / 2 / 2010 .
167.
(37) مقابلة شخصية للباحث مع الأستاذ
إبراهيم صالح ( احد الحكام المحافظة بكرة الطائرة آنذاك ) مدرب الكرة الطائرة
لمنتخبات الموصل والجامعة ، واحد الحكام المشاركين في تحكيم مباريات الفرقة
الرابعة عام 1964 بتاريخ 22 / 3 / 2010
- (38) جريدة الملعب ، العدد ( 95 ) السنة الثانية ، تشرين
الثاني 1964 .
169.
(39) مجلة الرياضة العسكرية ، العدد
الأول ، السنة الأولى 1973 ، " الحركة الرياضية في وحدات قواتنا المسلحة ، ص
11
170.
(40)
مقالبه شخصية للباحث مع احمد سامي الجلبي بتاريخ 12 / 5 / 2008 .
171.
(41)
متصرف لواء الموصل آنذاك سعيد الشيخ احمد تسلم المنصب بتاريخ 15 / 10 / 1965 لغاية
1 / 8 / 1967 ، عبد الجبار محمد جرجيس ، دليل الموصل ... ؛ المصدر السابق ، ص 152
.
- (42) المحرر ، " سطور من الزمن الجميل ، اللاعب السابق
عدنان عزو الشهواني يروي حكايته مع كرة زمان " ، جريدة المسار ، العدد (
70 ) ، السنة الثانية ، الخميس 9 تشرين الثاني ، 2006 .
173.
(43) مقابلة شخصية مع طه حمو بتاريخ 15
/ أيلول 2009 .
174.
(44)
مقابلة شخصية للباحث مع نائب الضابط ( متقاعد ) موفق احمد محمد بتاريخ 21 / 2 /
2010 .
175.
(45)
لقد شارك أكثر من لاعب من العاب الفرقة الرابعة بكرة السلة في بطولات عالمية
مختلفة وفي مقدمتهم اللاعب الدولي محمد عربو ، انظر :
176.
Syllabus ,
Basketball Championship XV , C . I . Z . M , Army Press , ( lraq – 1967) .
177.
(46) وزارة الدفاع ، العاب الفرقة
الرابعة ، كراس المنهاج السنوي لألعاب
الفرقة الرابعة ( قوات القعقاع ) ، لسنة 1971 ، بحوزة موفق احمد .
178.
(47)
مــن أبطــال القطــر والعـــرب واســـيا والعالم العسكري ، جريدة الرياضي ، العدد
( 316) في 22 حزيران 1983 .
179.
(48)
انظر حول ذلك :
180.
Frid Wilt and
Key Boson , Motivation and Coaching psychology , fatness press ( ptinted in U.
S . A . – 1971 ) .
- (49) مقابلة شخصية للباحث مع الفنان عبد الواحد إسماعيل
بتاريخ 1 / 5 /2008 .
182.
(50) وزارة الدفاع ، العاب الفرقة
الرابعة ، كراس منهاج المهرجان الرياضي السنوي لألعاب الساحة
والميدان للفرقة الرابعة لعام 1965، بحوزة موفق احمد في الموصل .
183.
(51) طه قاسم خليل أيوب المعروف بـ ( طه أيوب ) ، من
مواليد الموصل 1947 ، سباح ولاعب كرة سلة وجمناستك ، وهو من أبطال الجيش والفرقة الرابعة لهذه
الألعاب ، أياد محمد عبد الله ، " رواد رياضة الموصلية ، طه أيوب اللاعب
المثالي " ، جريدة فتى العراق ، العدد ( 263 ) ، 23 تموز 2007 .
184.
(52) مقابلة شخصية للباحث مع العميد المتقاعد المرحوم
طه حمو بتاريخ 15 / أيلول / 2009 .
- (53) مقابلة شخصية للباحث مع النائب ضابط متقاعد محمد عطا عبد
الله بتاريخ 29 / 1 / 2010 .
186.
(54) مجلة الرياضة العسكرية ، العدد
(1) السنة الأولى ، 1973 ، ص 29 .
- (55) أقيم أول سباق بركضه المارثون على بطولة الجيش العراقي
عام 1975 حين أقامتها مديرية العاب الجيش ، واشتركت فيها فرق الجيش العراقي
كافة حينذاك والقوة الجوية والقوة البحرية وفريق الكلية العسكرية ، وكان اول
بطل لهذه الفعالية هو عداء الفرقة الرابعة بكدش حسن الذي نال شهرة واسعة
بنتائجه في بطولات الفرقة الرابعة والجيش العراقي فيما بعد ، وزارة الدفاع ،
العاب الفرقة الرابعة ، كراس بطولتي الضاحية والصاعقة بكرة السلة للجيش للعام
1971 ـ 1972 ، الموصل 1972 ، ص 22 .
188.
(56) طه حمو سليمان ، أوراق خاصة ،
ملاحظات حول سباق التجهيزات العسكرية وركضه الضاحية للألعاب الفرقة الرابعة ، شباط
1972 ، نسخة منها بحوزة عائلته بالموصل .
189.
(57)
لقد أكدت العديد من العوائل الموصلية التي قابلها الباحث ـ بان تلك المهرجانات
كانت أشبة ما تكون بأيام العيد الوطني لمدينة الموصل فكانت تلك العوائل تعد العدة
قبل المهرجان بأيام حرصا ًمنها على حضور المهرجان وتشجيع الجيش من منتسبي قوات
القعقاع في السباقات الخاصة بالعــاب الساحة والميدان ، مقابلة شخصية مع جمال عبد الغني
البكري ( محام ) بتاريخ 7 آذار 2009 .
- (58) طه حمو سليمان ، أوراق خاصة ، نماذج من مطالعات ضابط
الألعاب للسيد قائد الفرقة الرابعة لاستخدام عدد من الجنود والمراتب من ذوي
المهن ، تواريخ مختلفة ، بحوزة نائب ضابط متقاعد ، موفق احمد محمد .
191.
(59) وزارة الدفاع ، كراس منهاج
المهرجان الرياضي السنوي لعام 1965 لألعاب الفرقة الرابعة ، بحوزة نائب ضابط متقاعد ، موفق احمد محمد .
- (60) وزارة الدفاع ،
العاب الفرقة المشاة الرابعة ، الأمر بالرقم 8 / س / 26 والمؤرخ في 13
/ شباط 1965 .
193.
(61) وزارة الدفاع ، العاب الفرقة
المشاة الرابعة ، الأمر المرقم 1 / س / 26 والمؤرخ في 2 / شباط 1965 .
194.
(62)
وزارة الدفاع ، قيادة الفرقة المشاة الرابعة ، الأمر المرقم 83 / س / 214 والمؤرخ
في 26 / شباط 1965 .
- (63) طه حمو سليمان ، أوراق خاصة ، نتائج المهرجان الرياضي
الأول لألعاب الفرقة الرابعة لعام 1965 ، مخطوطة غير منشورة بحوزة عائلته
بالموصل
196.
(64) طه حمو سليمان ، أوراق خاصة ،
مخطوطة ، أسماء منتخب الفرقة الرابعة بالساحة والميدان المشارك في بطولة الجيش لعام 1967 بحوزة عائلته بالموصل .
- (65) وزارة الدفاع ، منهاج المهرجان الرياضي الثالث ، المصدر
السابق ، ص 44
198.
(66)
وزارة الدفاع ، كراس المنهاج
الرياضي السنوي لألعاب الــــفرقة الرابـــعة لــعام 1970 ، مطبعـة الهدف ( الموصل
ـ 1970 ) ، ص 11 ، بحوزة النائب ضابط موفق احمد محمد.
199.
(67)
طه حـمو سليمان ، أوراق خاصــة ، قائمــة بأســـماء الرياضيين المكرمين من قبل
قائد الفرقة ، مرفقة بالكتاب 22 / س 3112 في 15 / 5 / 1970
- (68) جريدة الجمهور الرياضي ، العدد ( 422 ) ،
والثلاثاء ، 6 أيار 1970 .
201.
(69) وزارة الدفاع ، كراس منهاج مهرجان الــــفرقة الرابعة الرياضي
السنوي لـــعام 1972 ، مــطبعة الهــدف ( الموصل ـ 1972 ) ، ص 11 بحوزة النائب
ضابط موفق احمد محمد .
202.
(70) مقابلة شخصية للباحث مع موفق احمد ( متقاعد ) بتاريخ 21 / 2 /
2010 .
- (71) منذ عام 1966 وحتى العام 1987 لم تحصل الفرقة الرابعة
بالساحة والميدان في بطولة الجيش ألا على المركزين الأول والثاني ، رسالة
خطية للباحث من العميد المتقاعد محمد جاسم عربو بتاريخ 13 شباط 2009 .
204.
(72) كاس النشاط الرياضي : هو حصيلة
لمجموع ما تحصل عليه الفرقة من علامات لكل فعالية تشترك فيها في بطولة الجيش
السنوية ، ويحصل عليها الفريق الذي يجمع أعلى النقاط أو العلامات في هذه الفعاليات
خلال سنوات اشتراكها مقابلة شخصية للباحث مع العميد المتقاعد محمد جاسم عربو
بتاريخ 13 شباط 2009 .
- (73) مجلة الرياضة
العسكرية ، العدد الأول ، السنة الأولى ، 1973 .
*كلمة شكر وتقدير
للاستاذ عبد الوهاب حساوي لتصويبه الكتاب من الناحية اللغوية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق