الجمعيات والنوادي الثقافية والاجتماعية في العراق الملكي 1921-1958
ا.د.ابراهيم خليل العلاف
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
سأتحدث عن موضوع مهم وهو " الجمعيات والنوادي
الثقافية في العراق منذ البواكير الاولى لتأسيس الدولة العراقية الحديثة" ..
هذه النوادي والجمعيات التي تدخل الان ضمن مايسمى بألادبيات المعاصرة
"المنظمات غير الحكومية " فالنوادي والجمعيات والمنظمات والتجمعات
والتكتلات الثقافية والفنية في العراق منذ سنة 1921 كانت أهلية لاعلاقة للحكومة
بها وكانت تطوعية لايبتغي اعضاؤها الربح وكانت تقدم خدمات لمن يستحقها من الناس
وكل ماكانت تهدف اليه ان تكون مكملة لمستلزمات الدولة المدنية العصرية التي حظي
بها العراقيون بعد ثورتهم كتبتُ عن النوادي والجمعيات الثقافية منذ
الثمانينات وفي موسوعة "حضارة العراق " المؤلفة من 13 مجلدا كما تابعت
الاهتمام بها في كتابي الذي اصدرته مؤخرا بعنوان "تاريخ العراق الثقافي
" ..وان مما نفخر به حقا ان العراق شهد بعد تأسيس دولته ظهور عدد كبير من
الجمعيات والنوادي الثقافية وهي غير الاحزاب والجمعيات السياسية . ويقينا ان من
يتابع نشاطات تلك الجمعيات والنوادي الثقافية يجد انها كانت متنوعة وذات ابعاد
فكرية وثقافية واجتماعية لامست الى حد كبير خيارات الناس وطموحاتهم في العمل
الجمعي وهو ما نفتقده للاسف الشديد في ايامنا هذه . ومن حسن الحظ ان موضوع
الجمعيات والنوادي الثقافية والاجتماعية بات اليوم موضوعا لبعض رسائل الماجستير
والدكتوراه وهذا ما الاحظه من خلال اتصال الباحثين بي واستشاراتهم وفي مختلف
الجامعات العراقية وخاصة في حقل الدراسات التاريخية العليا .
الكبرى في سنة 1920 .
وحتى نفهم الظروف التي نشأت فيها الجمعيات والنوادي
الثقافية والاجتماعية في العراق لابد من ان نشير الى ان المتغيرات الجديدة التي
شهدتها الحياة الاجتماعية في العراق نتذ نهاية العهد العثماني وبدء عهد الدولة
العراقية الى ظهور تنظيمات اجتماعية اكثر تمثيلا لظروف المرحلة التالية وحاجاتها
فتشكلت عقب ارساء اولى اسس النظام الجديد مجموعة من النقابات والنوادي والجمعيات
ذات الطابع الثقافي والاجتماعي كان من ابرزها نقابة للمحامين ذات فرعين احدهما في
الموصل والاخر في البصرة كما تشكلت في بغداد وبعض المدن العراقية ومنها الموصل
نواد اجتماعية للمعلمين .
وتشير الوثائق التاريخية المتداولة الى انه في سنة 1921
تشكلت "الجمعية الطبية العراقية " واصبح كذلك للصيادلة جمعية مماثلة
.وقد بادرت مجموعة من السيدات الى تأسيس مجموعة من السيدات الى تأسيس اول ناد
للعراقيات بأسم "نادي النعضة النسائية "افتتح سنة 1923 وفي سنة 1924
تأسست اول جمعية رياضية بأسم "جمعية اتحاد كرة القدم " .
ومن الامور التي ينبغي ان نذكر بها ان نهاية العشرينات
من القرن الماضي شهدت تأسيس عدد من الجمعيات الحرفية .ففي سنة 1928 تقدم بعض
العمال بطلب الى وزارة الداخلية للسماح لهم بتأسيس جمعية بأسم " جمعية العمال
" وتبعهم بعد ذلك مباشرة الحلاقون الذين اسسوا في شباط سنة 1929 جمعية بأسم
"جمعية تعاون الحلاقين " ..وفي الاول من تموز سنة 1929 تأسست جمعية
اصحاب الصنائع التي صار لها دور مهم في حياة العمال العراقيين حيث ضمت لجانا لعمال
السكك وعمال النسيج وعمال النجارة ومن الملفت للنظر انه كان لجمعية اصحاب الصنائع
دور في احداث الحركة الوطنية وكثيرا ما كانت الجمعية تنظم المحاضرات لمنتسبيها
وكانت المحاضرات تعالج مواضيع ثقافية ومهنية كما اهتمت الجمعية بمحو الامية بين
العمال وفتحت دورات وصفوف مسائية وقدمت المساعدات لاعضائها واتفقت مع عدد من
الاطباء لمعالجة منتسبيها مجانا كما تعاقدت مع عدد من المحامين لتعقيب دعاوى
الفقراء من العمال بدون مقابل .
اصدرت جمعية اصحاب الصنائع مجلة نصف شهرية بأسم
"الصنائع " في اوائل خريف سنة 1931 حفلت بالكثير من الموضوعات المهنية
والاجتماعية والثقافية .
تطور واقع الحركة العمالية في العراق خلال الثلاثينات من
خلال اتحاد نقابة عمال العراق الذي تأسس في ايار سنة 1933 وضم الاتحاد اصناف
البزازين والخياطين والكوازين والحلاقين والقصابين وعمال الاحذية وسواق السيارات
وواصل الاتحاد مسيرة جمعية اصحاب الصنائع ولكن السلطة الملكية ضاقت ذرعا بنشاطاته
فأقدمت على منعه من العمل في كانون الثاني 1934 .وفي الخمسينات تمكنت الحركة
العمالية العراقية من انشاء مجلس مركزي لها ومكتب دائم للنقابات واندمج كل هذا
بالحركة الوطنية وبجبهة الاتحاد الوطني التي تعاونت في سنة 1957 مع الضباط الاحرار
فكانت ثورة 14 تموز 1958 التي اسقطت النظام الملكي واسست جمهورية العراق .
اذا قمنا بجرد الوثائق المتداولة عن حياة العراق للفترة
من الحرب العالمية الاولى 1914 وحتى 1920 اي الى ثورة 1920 نجد ان العراقيين ومنذ
اواخر العهد العثماني نظموا انفسهم في جمعيات ونواد ثقافية واجتماعية اتخذ بعضها
بعدا سياسيا مناهضا للعثمانيين اولا ثم للمستعمرين الانكليز الذين احتلوا البصرة
سنة 1914 ويغداد سنة 1917 والموصل سنة 1918 ومن الجمعيات التي شكلها العراقيون
جمعية العلم في الموصل التي تأسست سنة 1914 وكان لها نشاط بين الاهالي وخاصة
تلاميذ المدارس ومن مؤسسها ثابت عبد النور ومحمد رؤوف الغلامي ورؤوف الشهواني وعبد
المجيد شوقي البكري ومكي الشربتي .وكانت الجمعية تؤكد على اهمية ان يعود للعرب
كيانهم السياسي .كما تأسس ناد في الموصل سنة 1916 هو النادي الادبي من مؤسسيه سعيد
الحاج ثابت وابراهيم عطار باشي ومحمد شريف العمري ومحمد رؤوف الغلامي وكثيرا ما
نظم محاضرات واماسي شعرية تذكر بماضي العرب المشرق .
وفي النجف تأسست جمعية النهضة الاسلامية سنة 1918 ومن
ابرز اعضائها الشيخ محمد جواد الجزائري والشيخ عباس الخليلي والسيد محمد علي بحر
العلوم ومهدت الجمعية بنشاطاتها لثورة النجف الاشرف ضد المحتلين الانكليز سنة 1918
.
وكان في بغداد جمعية حرس الاستقلال والت دعت لاستقلال
العراق التام وكان من اشهر قادتها السيد محمد الصدر ويوسف السويدي وجعفر ابو التمن
وناجي شوكت وعلي البازركان .وكان الى جانب جمعية حرس الاستقلال جمعية الشبيبة ومن
اعضائها سعد صالح وصادق حبة وحعفر حمندي .
وفي تأسس الناد العلمي سنة 1919 ومن مؤسسيه حمدي
جليميران وعلي الجميل والدكتور عارف معروف وفاروق الدملوجي وشريف الصابونجي ومكي
الشربتي واخرون واصدر النادي مجلة النادي العلمي في 15 كانون الثاني 1919 .وكان
برنامجه يتضمن اهدافا منها انه تأسس لكي يكون ملجأ للوطنيين ولرواد العلم والادب
وواسطة لاثارة الشعور المعادي للسلطات البريطانية المحتلة .
وفي بغداد تأسس نادي الاصلاح سنة 1920 ومن مؤسسيه احمد
الظاهر ومحمد باقر الشبيبي وعبد الحسين الازري ومحمد صادق البصام واحمد زكي الخياط
وكان يدعو الى نشر العلوم وتعليم الاداب وبث المبادئ العربية الاسلامية ومعاضدة
المدارس الوطنية واصدر النادي مجلة بعنوان :" الاصلاح " .
نأتي الى المرحلة الثانية من تاريخ العراق الحديث وهي
الفترة الواقعة بين سنة 1921 و1932 اي الفترة التي تعرف بفترة الانتداب وخلال هذه
الفترة اتسعت دائرة الاهتمام بالثقافة ونشر الوعي بين المواطنين لذلك انضوى
تحت لواء تلك الجمعيات عدد كبير من المعلمين والمحامين وطلبة المدارس ومن الجمعيات
هذه جمعية "اخوان الادب " وقد تأسست في بغداد في تشرين الثاني 1921 وكان
من اهدافها نشر الادب العصري والثقافة العربية بين المواطنين وكان من اعضاءها
الشاعر جميل صدقي الزهاوي والصحفي ابراهيم حلمي العمر والمربي ساطع الحصري والشاعر
جميل صدقي الزهاوي والدكتور الطبيب امين معلوف .
واسس عدد من الشباب المثف في بغداد في تشرين الثاني سنة
1921 "المعهد العلمي " غايته كما جاء في برنامجه بث العلوم ونشر الاداب
في العراق ومحو الامية ومن مؤسسيه ابراهيم الواعظ وحمدي الباجه جي وحسين فوزي
ونوري فتاح وتوفيق السويدي .
وكان في بغداد جمعية الميتم الاسلامي تشكلت سنة 1921 من
مؤسسها سليمان فيضي وعبد الحميد بابان وعبد الرزاق منير واهتمت الجمعية بتعليم
وتهذيب ورعاية الايتام .
اما جمعية الكشافة العراقية فقد تشكلت في بغداد ومن
مؤسسيها ابراهيم الراوي وعبد الجبار الخياط وكريكور اسكندريان وقد اهتم بها المربي
والمفكر الكبير ساطع الحصري بها وكان مديرا للمعارف العام وكان لها دور في تطوير
الحركة الكشفية العراقية وتوسيع دائرتها .
واسس عدد من البغداديين منتدى التهذيب سنة 1922 ومن
هؤلاء يعقوب مراد الشيخ وليون لورنس وروفائيل بابو اسحاق وعبد الجبار الخياط ومن
اهدافه تعميم التهذيب ونشر المبادئ القويمة وتنظيم المحاضرات وممارسة الرياضة .
اما نادي النهضة النسوية الذي تأسس في بغداد في 24 تشرين
الثاني 1923 فكان قوة دفع للحركة النسوية العراقية المعاصرة ومن ابرز مؤسساته
اسماء الزهاوي وحسيبة جعفر ونعيمة سلطان حمودة وبولينا حسون ونعيمة السعيد وكان
النادي يستهدف ارشاد النساء والفتيات الى الشعور بهويتهن الحقيقية ومعرفة مركزهن
السامي والاندفاع نحو التنور والتهذيب واعطاء الدروس في تربية الاطفال وزيادة المدارس
.وكان للنادي نشاط خارج العراق من حيث اسهامه في مؤتمرات الاتحاد النسائي العربي
سواء في بيروت او القاهرة .
وكانت هناك جمعية المعارف الكردية تأسست في السليمانية
"كومه لي زانستي كوردستان " سنة 1926 وقد قامت بنشاطات ثقافية وفتح صفوف
للاميين .
وفي الموصل تأسست سنة 1927 لجنة الرائد العربي ومن مؤسسي
هذه اللجنة الاستاذ درويش المقدادي وهو فلسطيني كان يعمل مدرسا
للتاريخ في متوسطة نينوى للبنين وقد نشطت في ميدان الثقافة واجراء المباريات
الخطابية بين الطلبة لذلك التف حولها عدد من المدرسين والطلبة الموصليين .
ومن الجمعيات التي استهدفت العناية بأحوال الطفل العراقي
ججمعية حماية الاطفال التي تأسست سنة 1928 واسسها عدد من البغداديين منهم الحاج
ياسين الخضيري وابراهيم الشابندر وسامي شوكت وابراهيم عاكف الالوسي ؟اما جمعية
الشبان المسلمين فهي من الجمعيات الدينية الثقافية اسست في بغداد في اوائل سنة
1929 وفتحت لها فروع في مدت عراقية عديدة ومن مؤسسيها ممد بهجت الاثري وعبد الكريم
الشيخلي وموسى الالوسي وكان لها مجلة تنطق بأسمها هي مجلة العالم الاسلامي .
في بغداد تأسست جمعية الشباب الكردية سنة 1930 وكان من
مؤسسيها فاضل الطالباني وشاكر فتاح وكوران وحاجي قادر وانحصر نشاطها في خدمة
التراث الكردي .
اما جمعية الهداية الاسلامية فتأسست في كانون الثاني سنة
1930 في بغداد وقامت بفتح فرع لها في الموصل ومن مؤسسي هذه الجمعية ابراهيم الراوي
وكمال الدين الطائي وكان من اهدافها نشر حقائق الاسلام بأسلوب يلائم روح العصر .
ومن الطريف ان نشير الى جمعية تشكلت سنة 1931 بأسم
" جمعية تشجيع المنتجات الوطنية " اسسها عدد من الشباب المتنورين لبث
الدعاية للمنتجات الوطنية وترويجها وكان لها مجلة بأسم "الاقتصاد " وكان
معتمد الجمعية هو مهدي حيدر وهو موظف في وزارة المالية معتمدا للجمعية .
نقف الان عند جمعية ظهرت ببغداد سنة 1930 هي جمعية
الثقافة العربية وكان من ابرز اعضاءها الدكتور داؤود الجلبي والدكتور متي عقراوي
وابراهيم الشابندر ويوسف زينل وكان من اهدافها ترقية الثقافة العربية وفقا
لمقتضيات العصر .
خلال المرحلة من 1921 -1932 التي اصبح العراق فيها عضوا
في عصبة الامم في 3تشرين الاول 1932 تشكلت جمعيات عكست الاتجاهات الفكرية التي لم
تكن سوى امتداد لاتجاهات حركة النهضة العربية ولعل من أبرز الاتجاهات الاتجاه
القومي والاتجاه الديني والاتجاه الاشتراكي والاتجاه الليبرالي الديموقراطي ومن
هذه الجمعيات نادي بغداد الذي شكله عدد من شباب جماعة الاهالي واصدروا جريدة في 2
كانون الثاني 1932 هي جريدة الاهالي ومن مؤسسي نادي بغداد محمد حديد وهاشم جواد
وعبد الفتاح ابراهيم وعوني الخالدي وصبيح الوهبي وكان يزاول نشاطاته الثقافية في
مقره بمنطقة البتاوين ببغداد .
وفي النجف تأسست جمعية الرابطة العلمية الادبية سنة 1933
وغايتها بث الروح العربي والمبدأ القومي بكل شيء .
وقد يكون من المناسب الاشارة الى جمعية مشروع الفلس التي
تأسست في 29 ايلول سنة 1933 وكانت غايتها تقديم خدمات اقتصادية في البلاد وذلك بجمع
ما يتيسر جمعه من المبالغ الصغيرة لانشاء معامل وطنية ومن مؤسسيها ناجي شوكت وعلي
حيدر سليمان ومحمد بهجت الاثري وحسين الكيلاني وقد عملت الجمعية على تشجيع انشاء
معمل للسيدارة الفيصلية التي ارادها الملك فيصل الاول مؤسس كيان العراق الحديث
رمزا للعراقيين .
ان مما يجب ان يدعونا الى الفخر –كعراقيين – ان العراق
وهو يغذ السير نحو القرن العشرين شهد ظهور جمعيات ثقافية واجتماعية على درجة
كبيرة من التنظيم والوعي والادراك السياسي والفكري ولعل من اهم تلك التنظيمات
جمعية انتمى اليها عدد كبير من المثقفين ومن تيارات فكرية مختلفة تلك هي جمعية
الجوال التي دأبت على عقد المؤتمرات منذ تأسيسها في صيف سنة 1934 نوقشت فيها
نشاطات الجمعية في مجال العمل الوطني والقومي وقد كان من اعضاء الجمعية درويش
المقدادي وعبد المجيد عباس ومحمد ناصر ومزاحم الشابندر وسليم النعيمي وناجي معروف
وجابر عمر وسليمان قدوري الناصري وعباس محمد القدسي وعبد الستار القره غولي وكانت
جمعية الجوال جمعية عربية قومية تدعو الى الوحدة العربية .
وكان الى جانب هذه الجمعية ناد هو نادي القلم تأسس اواخر
سنة 1934 من بعض الشخصيات الثقافية كالشاعر الزهاوي والدكتور محمد فاضل الجمالي
وباقر الشبيبي وعباس العزاوي وعبد المسيح وزير ولايمكن ان ننسى مجهودات نادي
المثنى بن حارثة الشيباني في بغداد ونادي المهلب بن أبي صفرة في البصرة ونادي
الجزيرة في الموصل وهذه النوادي ثقافية اتجهت للنشاط القومي السياسي وكان لنادي
المثنى مجلة اسبوعية بأسمه وكذلك نادي الجزيرة .
ولايمكن ان نتجاهل دور جمعية النسء العراقي التي ظهرت
سنة 1935 وكان من اهدافها رفع المستوى الثقافيقد بين الشباب ومن مؤسسيها عبد
الغني الدلي وعبد الرحمن عمر وابراهيم احمد .
وكانت النجف الاشرف قد شهدت تأسيس منتدى النشر في العاشر
من كانون الثاني سنة 1935 بهدف تعميم الثقافة بواسطة النشر والتأليف ومن مؤسسيه
الشيخ محمد رضا المظفر والشيخ جواد قسام والسيد هادي فياض .
وتأسست في بغداد جمعيات اخرى خلال الثلاثينات منها جمعية
بيوت الامة وجمعية الناشئة الاسلامية ونقابة هواة التمثيل وجمعية الدفاع عن فلسطين
وجمعية مكافحة العلل الاجتماعية وجمعية الرابطة الادبية .
الا ان جمعية الرابطة الثقافية التي نأسست في بغداد سنة
1943 كانت حقا من ابرز الجمعيات الثقافية ومؤسسها الحقيقي هو الاستاذ عبد الفتاح
ابراهيم والتف حوله عدد كبير من المثقفين وحملة الشهادات العليا بعضهم من خريجي
الجامعات الاميركية ومن ابرزمن وقف معه محي الدين يوسف وخدوري خدوري وعبد الجبار
الجلبي وجمال نظمي وحازم نامق وقد كتب عنها استاذنا الدكتور فاضل حسين بحثا موسعا
وكانت لها نشاطات واسعة واصدرت مجلة بأسم الرابطة .
وعلى صعيد التنظيمات الثقافية والاجتماعية النسوية كان
لدينا "الاتحاد النسائي العراقي "الذي تأسس سنة 1945 ببغداد استجابة
للمقررات التي اتخذها مؤتمر الاتحاد النسائي العربي الاول الذي دعت اليه السيدة
هدى شعراوي وانعقد في القاهرة سنة 1944 كمحاولة لتنسيق جهود المرأة العربية والعمل
على انتزاع حقوقها المدنية والسياسية وكانت الجمعية برئاسة السيدة اسيا توفيق وهبي
وعضوية السيدات بتول عبد الالهحافظ وحسيبة امين مخلص وعزة الاسترابادي وعائشة
خوندة وظفيرة جعفر وعفيفة البستاني ومرضية الباجه جي وفتوح الدبوني .وقد وجه
الاتحاد اهتمامه في النواحي الثقافية الى رفع مستوى المرأة العلمي والادبي والفني
وذلك بأقامة ماسم ثقافية شارك فيها عدد من المثقفين والمفكرين والاساتذة .وكان
للاتحاد مجلة خاصة به .
ان مما يؤسف له ان وزارة نوري السعيد الثانية عشرة والتي
حكمت بين 2 اب سنة 1954 و17 كانون الاول 1955 وفي اطار سياستها القمعية وتكميمها
للافواه وملاحقتها للمعارضين الوطنيين اصدرت سلسلة من المراسيم الرجعية منها
المرسوم رقم 19 لسنة 1954 وبموجبه الغت كافة الجمعيات والنوادي الثقافية
والاجتماعية بدعوى انها تجاهر بمبادئ وافكار هدامة وانها تحرض الشعب على
الفوضى وبلغ عدد ما اغلق من الجمعيات 468 مابين جمعية وناد في كافة انحاء
العراق منها 246 جمعية ونادي في بغداد و53 في البصرة و47 في الموصل و12 في العمارة
و15 في كل من كركوك والحلة وكربلاء والنجف والديوانية .
ويقينا فأن الشعب العراقي عارض تلك المراسيم وكان ذلك
مدعاة للعمل المشترك بين القوى الوطنية وجبهة الاتحاد الوطني التي تشكلت سنة 1957
وتعاونت مع تنظيم الضباط الاحرار في اسقاط النظام الملكي وتأسيس جمهورية العراق في
14 تموز سنة 1958 فبدأت عندئذ مرحلة جديدة من تاريخ العراق الحديث وتاريخ الحركة
الثقافية فيه والتي ازدهرت بعد الثورة ازدهارا كبيرا واتسع النشاط الثقافي
والاجتماعي وتشكلت نواد وجمعيات وتكتلات ثقافية كان لها دورها الفاعل في تيقظ
الافكار وتوسيع قاعدة المثقفين العراقيين .وقد لايتسع المجال في هذه الحلقة للحديث
عن النوادي والجمعيات الثقافية في العهد الجمهوري وقد نكرس حلقة اخرى لمتابعتها ان
شاء الله .
*مادة برنامجي "شذرات "الذي أقدمه من على قناة
الغربية "الفضائية " .2014
سيدي العزيز
ردحذفاشكرك كثيرا للمعلومات القيمة التي تضمنها مقالك الكريم ..و لكن لم تورد جمعية البصرة الثقافية الاهلية التي تاسست في 1957و كان من برز مؤسسيها وزير الداخلية انذاك سامي فتاح ...
تحياتي