الاثنين، 8 فبراير 2010

الإبعاد السياسية والمستقبلية لحركة تقدم المرأة العربية





الإبعاد السياسية والمستقبلية لحركة تقدم المرأة العربية
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية _جامعة الموصل
في العام 1999 انعقد في القاهرة، مؤتمر مهم تحت شعار (مائة عام على تحرير المرأة العربية) وقد أسهمت في هذا المؤتمر شخصيات نسائية عربية وعراقية معروفة بعطائها الثقافي المتميز..ويجئ هذا المؤتمر إحياء لذكرى مرور (100) عام على صدور كتاب (تحرير المرأة) للمفكر العربي قاسم أمين (1865-1908) وقاسم أمين ينتمي إلى أسرة كردية عراقية من مدينة السليمانية. هاجر أبوه إلى مصر وعمل ضابطاً في الجيش المصري. وقد بعثت الحكومة ابنه (قاسم) إلى فرنسا لدراسة القانون. وعاد إلى مصر سنة 1885 ليعمل قاضيا في محكمة الاستئناف حتى توفى في 21 من نيسان 1908. وعمره لم يتجاوز الثالثة والأربعين.
اطلع قاسم أمين في إثناء إقامته في فرنسا على اتجاهات الفكر الأوربي. ثم درس الشريعة الإسلامية واستخلص منها إن للإسلام موقفا متميزا من المرأة. لهذا وجد أن ميدان الإصلاح الاجتماعي ودور المرأة فيه لم يجد مايستحقه من اهتمام رواد النهضة العربية فبدأ يكتب سلسلة مقالات نشرت في جريدة المؤيد بعنوان: (أسباب ونتائج وأخلاق ومواعظ) وعندما تعمق قاسم أمين في جذور المشكلة الاجتماعية وجدها ترتد إلى عاملين: أولهما سوء معاملة الحكومات السابقة فإنها بغدرها وظلمها أفقدتنا ملكة الإقدام على العمل، ثم بعد ذلك سوء التعليم ويرى قاسم أمين أن التربية الحديثة تقوم على أسس هي: الأساس الديني، وتنمية المشاعر الوطنية، ومراقبة الوازع النفسي أو تنمية الضمير. ثم يقتنع قاسم أمين بدور المرأة في تحقيق الانقلاب الاجتماعي المنشود حتى ارتبط اسمه بعد ذلك بإصلاح المرأة وتحريرها.
ألف قاسم أمين سنة 1899 كتابين : الأول بعنوان (تحرير المرأة). والثاني بعنوان (المرأة الجديدة). وقد أدرك ما يعتري مشروعه من العقبات وما سيلقاه من مقاومة تيار الرأي العام المحافظ ولذلك كتب في الصفحات الأولى من كتاب (تحرير المرأة) يقول: "سيقول قوم أن ماانشره اليوم بدعة، فأقول نعم أتيت ببدعة، ولكنها ليست في الإسلام، بل في العادات والتقاليد السائدة ، ويرى أن هناك تلازما بين انحطاط المرأة وانحطاط الأمة،ويسأل عن أسباب تخلف المرأة وجهلها ويجيب انه ليس للدين دخل في ذلك ، لان الإسلام أكد حرية المرأة وأعد لها كفاءة شرعية يوم كانت حضيض الانحطاط عند الأمم الأوربية. وفي الكتاب الثاني (المرأة الجديدة) تكلم عن موضوعات جريئة من قبيل،المرأة لعائلتها ، والمرأة والحجاب وبعد أن كان يطلب للمرأة تعليما محدودا أصبح يطلب لها ثقافة أوسع في كل مراحل التعليم، وبعد أن كان يتحفظ في حديثه عن عمل المرأة عند الضرورة حاول أن يلفت نظر المرأة إلى الوظائف التي يمكن إذا ماتعلمتها أن تحسنها ومنها: التدريس ، والطب، والتجارة، والأدب.
أثارت كتابات قاسم أمين، ضجة كبيرة ليس في مصر وحدها بل في أقطار أخرى من الوطن العربي، ففي مصر اتهمه بعضهم بالمروق من الدين وبتحريض النساء على شق عصا الطاعة.. لكن قاسم أمين لم يعدم من بعض المجددين الذين لاقوا دعوته بالاعجاب ولعل من ابرز هؤلاء (إبراهيم رمزي) الذي اصدر مجلة في القاهرة سماها (المرأة) كرسها للدفاع عن حرية المرأة .
وفي العراق كان الشاعر جميل صدقي الزهاوي ، من اشد أنصار دعوة قاسم أمين.. ومها يكن من أمر، فان بذور دعوة قاسم أمين سرعان مانبتت في أماكن مختلفة من الوطن العربي، حين ظهر اهتمام الناس بتعليم بناتهم وإنشاء المدارس.. لكن ذلك أثار جدلاً بين من سموا بأنصار السفور وأنصار الحجاب.. كما حدث في العراق مثلاً في العشرينات من القرن الماضي.
وإذا كان قاسم أمين وماكتبه قد لفت الأنظار، فان هناك اصواتا أخرى ارتفعت تدعو إلى حرية المرأة وتقدمها ، وقد أسهمت في هذه الحركة، نساء رائدات لعل من المناسب أن نشير الى أبرزهن في العراق وهي صبيحة الشيخ داؤد (1914_1975) .وقد لااكون مخطئا إذا قلت أن الكثير من أبناء الجيل الحالي لايعرف إلا القليل عن هذه الرائدة النسائية العراقية الكبيرة التي قامت بدور لايقل عن الدور الذي أدته هدى شعراوي. زعيمة الحركة النسائية في مصر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معنى كلمتي (جريدة ) و(مجلة )

  معنى كلمتي ( جريدة) و(مجلة) ! - ابراهيم العلاف ومرة تحدثت عن معنى كلمة (جريدة ) وقلت ان كلمة جريدة من   (الجريد) ، و( الجريد) لغة هي :  سع...