الاثنين، 22 فبراير 2010

مكتبة المتحف الحضاري في الموصل



مكتبة المتحف الحضاري في الموصل
أ.د.إبراهيم خليل العلاف
أستاذ التاريخ الحديث_جامعة الموصل

في اليوم السابع والعشرين من آذار-مارس سنة 1952 ،افتتح المتحف الحضاري بالموصل، وكان يسمى (متحف الموصل)، ويقع عند رأس جسر الحرية (الملك فيصل الثاني سابقا ) ،وكانت بناية المتحف القديمة قد شيدت لتكون بهوا للبلدية إلا أن مديرية الآثار العامة قررت استملاكها . وكان من ملحقات المتحف الرئيسية، مكتبة تضم بضعة آلاف كتاب ومجلة ومخطوطة تجمعت منذ أواخر سنة 1951 حين بدأت (مديرية الآثار العامة) بإرسالها إلى الموصل لتكون نواة للمكتبة.. واصل هذه المجموعة كانت ملكا للأب انستاس الكرملي الباحث واللغوي العراقي المعروف . وبعد وفاته سنة 1947، قام المسؤولون في دير الآباء الكرمليين ببغداد بإهدائها إلى مكتبة المتحف العراقي ببغداد وسرعان ما توالى وصول الكتب إلى مكتبة المتحف الحضاري في الموصل، فأصبحت فيها مجاميع لمكتبات شخصية يعود بعضها إلى أساتذة وباحثين معروفين أمثال فؤاد جميل، وعباس العزاوي، وشاؤول حاخام حسقيل .
ولابد أن نذكر أعزائنا القراء بمجهودات جنود مجهولين ،أسهموا بوضع أسس مكتبة متحف الموصل وعملوا على تطويرها منهم الأستاذ المرحوم سعيد الديوه جي ، والأستاذ المرحوم قاسم الجراح والأخت العزيزة ناثرة عبد الباقي الصراف والأخ الأستاذ عبد الله أمين اغا والأستاذ المرحوم منهل جبر والأخت منتهى دوري الدوري، وآخرون .
كانت مكتبة المتحف صغيرة تتألف -كما يقول الأخ عبد الله أمين اغا- في كتابه : (( مكتبة متحف الموصل)) ،والذي نشرته المؤسسة العامة للآثار والتراث ببغداد سنة 1981، من غرفة واحدة وضعت فيها خزانات خشبية ومنضدتان وعشرة كراسي للمطالعين.. لكنها نمت وتوسعت بعد الانتهاء من بناية المتحف الحضاري الجديد الذي قامت وزارة الإعلام بمساعدة مؤسسة كولبنكيان تأسيسه وافتتح في تموز 1974.
نظام المكتبة كان سهلا وبسيطا وواضحا.. ولا أزال أتذكر كيف أن الأخت ناثرة الصراف، كانت تمد يد العون للطلبة فتسألهم عن عناوين موضوعاتهم فقط، ليجدوا أمامهم بعد لحظات عشرات الكتب والمصادر التي تتعرض لهذا الموضوعات.. كان هذا في أوائل الستينات من القرن الماضي، عندما كنا طلابا في المدرسة المتوسطة.
والحمد لله فأن مكتبة المتحف كانت لاتزال تتميز بالحيوية والحركة ودفء التعامل مع المراجعين فتحية لمفتشية اثار وتراث نينوى على جهودها في تأهيل المتحف ومكتبته بعد الاحتلال ،وتحية لمن ترك بصمة في جدار هذا الصرح العلمي الشامخ.
*الصورة المرفقة هي لساحة الجمهورية في الموصل والى الشمال منها بناية المتحف الحضاري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية بقلم : الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف

  فاروق عمر فوزي وكتابه : تجربتي في الكتابة التاريخية الأستاذ الدكتور إبراهيم خليل العلاف أستاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل أجا...